أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لارا رمضان أيوب - حبّ وفراق وفنجان قهوة














المزيد.....

حبّ وفراق وفنجان قهوة


لارا رمضان أيوب

الحوار المتمدن-العدد: 6239 - 2019 / 5 / 24 - 20:42
المحور: الادب والفن
    


في صيف 2015 في أُمسية شعرية تلتقي به ، لم تكن أول مرة فهي رأته من قبل ولكن ذاك اليوم كان يكتب التاريخ نفسه من جديد ويسطّر الحبُّ نفسه في أيسر صدرها..
كان عليها أن تتصرف بدون مبالاة وألا تبينُ له اهتمامها فهي لم تدرك ماذا يحدث!!
وما إن انتهت الأمسية ، سائق التكسي يتأخر عليها قليلاً ،
هناك يقفُ جان على مقربةٍ منها يراقبها من بعيد إلى أن يطمئن قلبه، بدأت خاتون تتوتر قليلاً وتكلم السائق بين حينٍ وآخر، لم تكن تعلم أن تلك الدقائق وذاك التأخير سوف يكونا سبباً في ولادة حبٍ جديد، وفِي طريقها إلى المنزل تراجع ديمومة تفكيرها" نعم أنا على معرفة به من قبل لما كلُّ هذا الإهتمام الآن ؟!"
بقيت تسأل نفسها كلّٓ حين إلى أن أشرقت عليها الشمس وصورة جان مازالت أمام عينيها..
وقفتْ أمام مرآتها وهي تخاطب قلبها :" ليس لدي الوقت لقصص الحب ولن أنتظر رجلاً يخبرني أني جميلة مرآتي الكفيلةُ بذلك تقولها وتراهُ في عينيها تلك البنيتين "، ذهبت إلى عملها المعتاد على غير عادتها فهي اليوم لم تتشاجر مع سائق التكسي ، لم تهمل موظف البوابة بل عبرتهُ بتحية ، لم تبدأ عملها بجملتها المعتادة /أنا أشعرُ بالنعاس/ ،حتى أنها نسيت أن تعدّٓ لنفسها فنجان القهوة الصباحي تسأل نفسها بغرابة: " هل أحبه ؟!"
صوتُ فيروز ينبهها برسالةٍ من جان مضمونها / صباح الخير أردتُ بدأ يومي بكِ وهل لي أن أدعوكِ لمشاركة فنجان القهوة اليوم/
التقيا في مقهى صغير تحبه خاتون بالقرب من مكان عملها وعلى أنغامٍ هادئة..
بدأ جان يتردد إليها بين الحين والآخر ولكنه لا يقوى على مصارحتها وهي لا تريد التورط بعلاقة حب فهي عاطفية جداً ، الشيء الوحيد الذي يميزها عن غيرها ولا تريدْ أن يكون جان سبباً في بكائها يوماً ما .
ولكن ساعة الحب عندما تأتي لا تطلب من القلب بطاقة استئذان وربما جان هو الحب الذي تحلم به خاتون كل ليلة على وسادتها وتغمض عينيها وهي تقول لن يكون لفتاةٍ غيري..
كانت خاتون تتعلق به جداً إلى أن أصبحت غير قادرة على التواصل مع الحياة إلا به وكأنها خُلِقٓتْ لتحيا به!!
منتصف الليل هاتفها يرنُ باسمه يطلبُ منها أن يلتقيا مساء غد، وفِي اليوم التالي لٓبِسٓتْ خاتون فستاناً أحمر، دعت شعرها منسدلاً على كتفيها فهي ذاهبة للقاء الحبيب ، على الطرف الآخر للمدينة ينتظرها جان متلبكاً فهو الليلة سيكشف حبه لها ، سيقبّلُ يداها الصغيرتان ويطلب منها منحهُ قلبها الممتلئ بالحنان..
وحينما صارحها أجابته قائلة :"ما بين الدقيقة والدقيقة يولدُ لكٓ في قلبي ألف دقيقة حب!!"
غادرا المقهى بانتصار الفرح وبين يومٍ وآخر تحبه خاتون أكثر وأكثر حتى أنها أصبحت تعد بجانب فنجانها فنجاناً آخر لجان رغم غيابه فهي تريدُ أن تشاركه يومها ..
بعد مضي خمسة أشهر أصبحٓ جان يبتعد عنها ، لم يعد مهتماً بخاتون ، لم يعد يشاركها فنجان القهوة ولَم يعد يرسم لها البسمة حين كان يقول لها " أحبكِ.. "ربما وصلا إلى النهاية ،نهاية كل عشق..
محبوبة جان ، عشق جان القديم تأتي من جديد لتخلقٓ لحبها مكاناً في قلبه ..
ذات يوم وبعد مضي إسبوع واحد على مفارقتهم تسيرُ خاتون تحت المطر وسط المدينة وهي تقول:"أين أنتٓ من هذا الضجيج كله ؟ تعال وشارك قلبي رقصة العاشق المجنون تحت هذا المطر يا جان ، فأنتٓ وأنا كنّا نحبُ المطر كثيراً ، وهاهي عيني الآن تمطر لغيابك ، لحبك ، لساعات الاشتياق اللعينة التي تراودُ ذكراك كل حين..
عشق جان الأول كان قادراً على نسيانه خاتون تماماً ويعلنُ زواجه بها بعد فترة قصيرة من مفارقة خاتون..
كانت خاتون تحبه بشدة وكأن اسمه كان غلاف قلبها أو كأن الحياة كانت ترسم مواقفها بصورة جان فقط..
خاتون لم تكن تحب القهوة إلا لأجله فهي أصبحت ترتشف فنجان القهوة كل صباح وتعدُّ لجان فنجاناً آخر وهي تقول:" لن أفارق ذكرى محبوبي"
خاتون منسيةٌ في قلب جان منذ زمن ومقعدُ ذاك المقهى فارغٌ إلى أبد بعيد ..
لارا أيوب - كاتبة كوردية



#لارا_رمضان_أيوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بفخر، نصنع حكام جهلاء لغدنا
- حول مفهوم عقدة النقص
- علاقات أخرى تحت عباءة الحب
- الحقيقة الكذبة
- منظمات حق أم تمرد
- انثى شرقية
- رحيل مدرسة.. كلمات عن جهاد حسين..
- عيادة الأمل
- لاجئون لوطن العناق
- لن ينتهي الإنتظار.. قصة قصيرة.


المزيد.....




- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لارا رمضان أيوب - حبّ وفراق وفنجان قهوة