أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لارا رمضان أيوب - بفخر، نصنع حكام جهلاء لغدنا














المزيد.....

بفخر، نصنع حكام جهلاء لغدنا


لارا رمضان أيوب

الحوار المتمدن-العدد: 6155 - 2019 / 2 / 24 - 22:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بفخر، نصنع حكاماً جهلاء لغدنا

في فترة الحرب العالمية الثانية عندما كانت مئات الطائرات الالمانية وعلى مدى أشهر متواصلة تقصف المدن البريطانية بآلاف الاطنان من القنابل ، والتي كان للعاصمة لندن النصيب الأكبر منها؛ قال ونستون تشرشل رئيس وزراء بريطانيا في جوابه على سؤال بعض من قابله: لقد دمروا البلد يا سيادة الوزير . فسألهم تشرشل : ما وضع القضاء والتعليم؟ ، فقالوا له: ما زال القضاء والتعليم بخير ، فقال لهم: إذاً البلد بخير فلا تخافوا.


في ظل سلبيات الحرب الكثيرة على سوريا، وفاتورتها الباهظة على حياة السوريين كلهم على حدٍ سواء،
ازدادت نسبة الشهادات التعليمية المأخوذة رشوةً من خلال تقديم الامتحانات تحتَ أجواء خالية من الرقابة الإدارية على غيرِ ما كانت عليه قبل.
وأصبحت ظاهرة الغش عادة سارية إلى جانب أنها أصبحت أهلية " أي لِكُلِّ مراقب في قاعة الامتحان ابن خال أو ابن عّم أو ابن جار ..الخ" ولم يقتصر الفساد هنا فحسب فَمن ليسَ لديهِ أحدٌ من أقربائه تسانده " الرشوة " حالة استثنائية يلجأُ إليها أغلب طلاب الشهادات ، وصولاً إلى كراسي الجامعات فيُحرم منها فقيراً لم يذُق للراحة معنى وهو يحصرُ عيناه بين كتبه حين شروق الشمسِ إلى غروبها مستفيداً من ضوء النهار قبل أن يحُلَّ عليه المساء فيلجأ إلى الشمعةِ وبعد كُلّ هذا العذاب وعند وصولهِ إلى النهاية يكونُ مجموعهُ قليلاً مقارنةً بمن دفعوا الرشوة أو ممن حُظيوا بمراقبة أقربائهم .
وما أكثر التضحيات التي يقدمها مجتمعٌ سادهُ الفساد في بلدانٍ معينة فيخرج من أبنائه حاملي شهادات يجهلونها .
المؤسسات التعليمية التي تدعم الفساد تحت وطأة " نفقات خارجية " يحصلُ عليها موظفٌ في سلك التعليم قادر على أن يخلق من المجتمع بيئة ضعيفة مبنية على الرشوة والفساد .
المؤسسات التعليمية التي من مهامها أولاً تعليم الصدق فهي الوجه المثالي لجيلٍ صاعد يستمدُ منهُ ثقافته ودستوره .
أولى الأسباب التي تخلق الإهمال والفوضى في المدارس والجامعات أولاً هو اختيارهم لكادر تعليمي قابل وداعم لقضية الرشوة ومن ثم تأتي الحرب
الحرب تلك الأذيةُ التي لا يسلمُ منها أحد فهي من تخلقُ فساداً في المدارس تدفعُ الطالب إلى الهروب من الحصص الدراسية وثوقاً منه بأن الامتحانات سوف يسودها الغش كما يسودُ مجتمعه الفوضى ، ومنهم مَنْ يجبرهم الفقر إلى الهرب والعمل لكسب ما يساندُ نفقات أهلهم في أيام الحرب والغلا .
الفقر الذي يدفعُ المعلم أيضاً إلى إهمال دوامه فهناك نسبة عالية من المعلمين والمعلمات الذين تقدموا بأعذارٍ كاذبة تخلصهم من إلزامية الدوام ليعملوا في أماكن أخرى تساند راتبهم التربوي ، فكيف سيكونُ المعلم قدوة طلابه وهو مَنْ يزرعُ الفوضى في السلك الإداري؟
كما أنَّ انهيار السلك التعليمي بفعل الحرب ينتج عنه خروج الكثير من المعلمين والمعلمات خارج الخدمة منهم مَنْ هاجر ومنهم مَنْ لجأ إلى وظائف أخرى بحكم الرواتب العالية .
ويُخلق من هذه الفوضى مكاتب منتشرة بشكل كبير تعمل على منح شهادات مزورة تُباع بأسعار رخيصة تمنحُ حامليها إمكانية التوظيف بشكلٍ منتظم في منظمات ودوائر حكومية بشكلٍ فعال في حين يكونُ هناك طلابٌ محرومون من التعليم بسبب الفقر فيلجؤون إلى بيع الورود والسجائر المهربة في الشوارع وتحت برد الشتاء.
الحرب التي وصلت إلى قاعات الامتحانات فبعض الأساتذة في المدارس والجامعات يصححونَ الأوراق حسب كيفية بيعهم فمنهم مَنْ يلجأُ إلى "طريقة الرموز " وهي أن يضعَ الطالبُ رموزاً تمَّ الاتفاق فيما بينهم لمعرفة صاحبها (كما سمعت من أحد الطلاب العام الفائت).
ومنهم مَنْ يبيعها جاهزة بمبلغٍ أعلى وهكذا يصلُ الجاهل إلى شهاداتٍ عليا كانت يجب أن تكونَ لمَنْ هو الأحق في الحصول عليها .
إذا عمَّ الفسادُ المنظومة التعليمية عمَّ المجتمع بأكمله ، فإصلاحهُ يعني إصلاح المجتمع وفسادهُ يعني العكس .
وأخصُّ بالقول الذينَ يبيعون ضمائرهم قبل أوراقهم أن تكونوا أكثر أمانة لوطنكم ومجتمعكم،
ربما يمنحُ أحدكم شهادات التدريس لشخصٍ سيُعلّم أولادكم أو أخوتكم غداً.
كيف سيعلمهم ؟ وكيف ستخبروا أولادكم أنكم السبب في فشلهم حينما منحتم الشهادة لمن ليس لديه المعرفة فيها؟
أو لطبيب سيعالجكم وستكون حياتكم بين يدي جاهل
أو مهندس سيبني بيتك وأنت لا تعرف أنه هو من نجح بفضلك!!!!
الفشل التعليمي لا يقتصر على العلم والمعرفة فقط بل هي الجزءُ الأساسي من حياتنا فنحنُ من خلال التعليم نكتسبُ الثقافة والأخلاق والآداب والأمانة
إذاً أنتم ساهمتم في إخراجِ جيلٍ جاهل توقعوا منهُ أن يوّبخَ أحدكم في الشارع على أتفه الأمور وأصغرها ، تساهمون في بناءِ جيلٍ غيرُ مدرك للأمانة سيخونُكم كما خنتم حينما ساهمتم في فشله بمنحكم شهاداتٍ مزورة.
الحرب كافية ليدفع الطالب غرامتها بأن يقضي أيام دراسته تحت أصوات المدافع،
كفو أيديكم عّن مشاركتكم لهذه الجريمة ، أبناؤنا يستحقُون أن ينجحوا ويدخلوا كليات تحقق لهم طموحاتهم.
المدارس هي من تأخذُ أطفالنا عذبين كصفحة بيضاء لتزرع فيهم روح المعرفة والثقافة لذا يجب أن يحظى السلك التدريسي بكادرٍ تعليمي جدير بالأمانة
والجامعات هي من تخرجهم أصحاب شهادات ومسؤولية لذا يجب أن يكون جميع الطلاب سواسية وأن تحظى مدرجاتهم بأساتذة يُدركون أنَّ هناك من لا يستطيع أن يشتري المواد وأنّ الطالب المجتهد فقط يستحق النجاح.
لأن طلاب اليوم سيحكموننا غداً، اصنعوا منهم زعماء ووزراء وقضاة وأطباء ومهندسين ومعلمين أقوياء شجعان بعلمهم لا بفكر الرشوة وأن المال يشتري كل شيء
أطفال اليوم سيحكموننا غداً اصنعوهم عظماء بفكرهم حتى لا نُخلد في الحروب.
لارا رمضان أيوب - كاتبة كوردية



#لارا_رمضان_أيوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول مفهوم عقدة النقص
- علاقات أخرى تحت عباءة الحب
- الحقيقة الكذبة
- منظمات حق أم تمرد
- انثى شرقية
- رحيل مدرسة.. كلمات عن جهاد حسين..
- عيادة الأمل
- لاجئون لوطن العناق
- لن ينتهي الإنتظار.. قصة قصيرة.


المزيد.....




- ماكرون: فرنسا -ستقاتل بشدة- للإبقاء على -إميلي في باريس- وعم ...
- آل باتشينو يعتبر كونه أباً جديدًا بعمر الـ 84 عامًا -معجزة ص ...
- الصحة اللبنانية: قتلى وجرحى في هجوم إسرائيلي على بيروت
- هل ستتخلى إيران عن وكلائها في المنطقة؟ وزير خارجيتها يرد
- الصحة اللبنانية: 18 شهيدا و92 مصابا في القصف الإسرائيلي الأخ ...
- مصر.. الحكومة تحسم الجدل حول بيع المطارات
- ترامب يتهم شبكة إخبارية أمريكية بالاحتيال ويطالب بسحب ترخيصه ...
- شرطة قبرص تعتقل 8 سوريين يشتبه في تمويلهم منظمة مسلحة في بلا ...
- 11 قتيلا على الأقل في -غارتين إسرائيليتين- على بيروت
- تقرير يكشف استخدام تطبيقات المراسلة لنشر الدعاية السياسية وا ...


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لارا رمضان أيوب - بفخر، نصنع حكام جهلاء لغدنا