أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - لارا رمضان أيوب - حول مفهوم عقدة النقص














المزيد.....

حول مفهوم عقدة النقص


لارا رمضان أيوب

الحوار المتمدن-العدد: 6143 - 2019 / 2 / 12 - 20:46
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


"عقدة النقص " كثيراً ما تراودُ هذهِ الكلمة مسمعنا إلا أننا لم نعطي يوماً لها اهتماماً ولم يقفُ عندها أحدٌ للسؤال ..
ما هي هذهِ العقدة ؟ ومُن هو مُكتسبها ؟
ليتخيلَ أحدٌ منا إذا طُرِحَ عليه وهو بين مجموعة من أصدقائه سؤالاً كالتالي:
"هل لديكَ عقدة نقص ما؟
هنا الـ" لا " في الجواب ستكون سريعةً جداً بل وهجوميةً بعض الشيء.
فلا أحدٌ منا يؤمنُ بفكرة النقص لديهِ،
في اعتقادنا أننا جميعاً كاملون في كل شيء ، وأن النقص كلمةً رذيلة يتصفُ بها فقط العاجزُ عن فعلِ شيء أو الفاشل في دراسةٍ أو عملٍ ما وكل أحد خارج إطار ذاتنا، الفشل من أولى صفات الذم الذي يرفضهُ المجتمعٌ الذي لا يؤمنُ أنَّ "الفشلَ بداية كلِّ نجاح"
هل نحنُ نملكُ كلَّ شيء ؟ السؤال الوحيد الذي جوابهُ سيكونُ حيزاً قوياً يخبرنا أننا جميعاً نعاني من عقدة النقص ولكن بنسبٍ متفاوتة.
فالطامح إلى تأسيس شركة ولم يحققها ، أو إلى الشهرة ولم يكتسبها ، أو إلى شهادة عليا ولم ينلها، أو ، أو ....... ألخ
جميعُ هذهِ الطموحات غير المحققة لدينا تشعرنا بخيبةٍ ما، قد يكون أحدنا قد جمع حلمه غير المحقق في قلبه وبدل أن يحوله لطموح يكون قد استسلم للدنيا وحولها لحقد يأكله ويؤذي غيره، حاساً بالنقص يتسرب إليه من أبواب آماله .
الشعور بالنقص ليسَ بالأمر المُعيب وإنما العكسُ تماماً فإيماننا بوجودِ هذا النقص لدينا يجعلُ منا أن نتقبل الآخرين بكمالهم ونقصهم بنظرةٍ إيجابية لا انتقادية .
إيماننا بوجود النقص يدفعنا للسؤال عن كيفية التغلب عليهِ بمواجهتهِ واصلاحهِ بطريقةٍ متصالحة مع ذاتنا ومجتمعنا .
عقدة النقص يوجد لها حيزان " مكتسبة من المجتمع "
"واكتسابية أي نحنُ نهبها لبعضنا، تتجلى في نظرتنا الدونية إلى فئةٍ من المجتمع "
كالأعرج الذي لا يستطيعُ السيرَ بخطى متساوية فمثلاً لو نظرَ إليهِ المجتمع نظرةً عكسية دون الالتفات إليهِ بطرف أعينهم
ولو تقبل المجتمع أطفاله من ذوي الاحتياجات الخاصة على أنهم مثلهم تماماً بقدراتهم العقلية والحركية،
ومثلهم الأعمى والمتخلف عقلياً ، فهيهات لو مرّ في الشارع دون أن تمرَّ في أذانه سبعون كلمة "مسكين"
لما كانت لدينا عقد نقصية اكتسابية .
أما المكتسبة فلو تعمقنا قليلاً في هذا المفهوم سنجدهُ أولاً لدى الأشخاص الناقدين لغيرهم بطريقةٍ همجية للتقليل من شأنهم دون وجود داعٍ لهذا الشيء محاولةٌ منه رمي نقصه على الآخرين.
وحتى " المرأة المتعجرفة " التي ترمي بتكبرها على من حولها ما هي إلا ردةُ فعلٍ لإهمال زوجها أو عائلتها فتبدأ بعملية التعويض للهروب من واقعها ببذلِ مجهودٍ لإيهام الآخرين أنها شخصية مهمة لكن في الحقيقة هيَ ليست كذلك.
ومثلها الطفلُ المهمل من أبويهِ بسبب طريقتهم الخاطئة في تربيته والذي يكسبهُ أيضاً عقدة النقص والحرمان فنجدهُ يلجأُ إلى تعويضِ هذا الحنان بمكوثهٍ ساعاتٍ طويلةٍ على لعبة الكترونيةٍ كـ محاولةٍ منهُ لـ لفت نظر أبويهِ.
والأهمُ من هذا كلّهُ هاجسُ النقص لدى فئاتٍ من المجتمع الذي يؤدي بهم إلى الكذب فنجدُ مَنْ يشعرُ بعقدة نقصٍ اجتماعية يلجأُ إلى تشويهِ سمعة الكاتب ، الممثل ، الشاعر ، الفنان ، جاره ، زميله...
للقضاء على نجاحهم والتقليلُ من مكانتهم بين العامة.
جميعُ ما تحدثتُ عنه السبب الوحيد ورائهُ هو المجتمع الذي يكسبُ عامة شعبهِ صفة النقص
ولاريبَ أنَّ الثقة بالنفس تعتبرُ من العوامل المهمة في حياة الإنسان لذا على المؤسسات الأسرية والتربوية تزويدهم بهذهِ الثقة في الحصولِ على تحصينٍ لهذا النقص لأنهُ المؤثرُ الأول في سلوكية الفرد،
" الفرد أي الوطن بأكمله" .



*لارا أيوب



#لارا_رمضان_أيوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علاقات أخرى تحت عباءة الحب
- الحقيقة الكذبة
- منظمات حق أم تمرد
- انثى شرقية
- رحيل مدرسة.. كلمات عن جهاد حسين..
- عيادة الأمل
- لاجئون لوطن العناق
- لن ينتهي الإنتظار.. قصة قصيرة.


المزيد.....




- السعودية.. وزارة الداخلية تعدم شخصا تعزيرا وتعلن عن اسمه وما ...
- الدفاع الروسية: العدو خسر 400 جندي على محور كورسك خلال يوم
- في ذكرى حرب 6 أكتوبر.. علاء مبارك يذكر بدور العرب في دعم مصر ...
- وزير النفط الإيراني -غير قلق- وسط التهديدات الإسرائيلية
- محمد بن سلمان وكوشنير: دعم مالي كبير يستثمره صهر ترامب في إس ...
- فيضانات موسمية في تايلاند: غرق أفيال واختفاء العشرات وعمال ا ...
- تقرير إعلامي يكشف معلومات عن مصير -خليفة- نصرالله
- مراسلتنا: الدفاعات الجوية السورية تتصدى لأهداف معادية في أجو ...
- الجعفري يؤكد تقديم سوريا طلب انضمام إلى مجموعة -بريكس-
- سجل العملية العسكرية الخاصة: تحرير بلدة جديدة في دونيتسك وإص ...


المزيد.....

- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج
- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - لارا رمضان أيوب - حول مفهوم عقدة النقص