أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحسْن - قراءة نقدية لقصة قصيرة جدًا ( تعديلات ) للقاصة غفران كوسا ، بقلم: رائد الحسْن














المزيد.....

قراءة نقدية لقصة قصيرة جدًا ( تعديلات ) للقاصة غفران كوسا ، بقلم: رائد الحسْن


رائد الحسْن

الحوار المتمدن-العدد: 6238 - 2019 / 5 / 23 - 05:47
المحور: الادب والفن
    


تعديلات
وصف الحكيم للمريضة ثوب نجاة...قص منه الوزير خلعة، ومثله القاضي، و احتفظ بأذياله الخياط...ظهرت للناس عارية.

العنوان:
تعديلات جمع تعديل والمصدر عَدَّلَ، وغالبا ما تُفهَم هذه الكلمة جانبها الإيجابي ، وهو التغيير نحو الأحسن، ويتّضح معناها - أكثر - مِن خلال وجودها في سياق الجملة، و هنا في هذا النص، أراها مالت إلى الجانب السلبي مِن المعنى ، بحيث يتجسّد فيها الأذى وسلب الحقوق والظلم إلى حد فقدان كل شيء وإن كان العطاء أو اقتراحه، مجرَّد كلام، وصفة علاج، حلم أو أمانٍ.
تعديلات، هو عنوان النص، و قبل الولوج إلى المتن، يبقى المعنى مُغلفًا غير واضح، عن أي تعديلات أو تعديل تتكلَّم كاتبة النص؟
لكن سيتم الكشف عن معنى الكلمة بعد قراءة النص كاملًا، وهذا هو المطلوب في القصة القصيرة جدًا.

المتن:
هناك مريضة تعاني من مرضٍ ما ، عضوي أو نفسي ، مرض، آفة اجتماعية ، مشكلة مُستَعصية أو أزمة كبيرة، مرضها يحتاج لنجاةٍ وخلاص - دلالة على خطورته - والمريضة هي إنسانة أو مجتمع مُبتلى بحكامه أو شريحة اجتماعية مظلومة، و هنا المريضة مجرد رمز لمرموز أكبر، أخفته الكاتبة ليفسّر حسب رؤية ونظرة وفهم وثقافة واطلاع القارئ.
إنها تعاني من مرضٍ عضال وخطير ولا علاج لها سوى ثوب يستر معاناتها الشديدة وينتشلها من واقعها الأليم ، وهذا ما وصفه لها الحكيم ، الحكيم : الطبيب ، الحكيم: ذو الحكمة - الفيلسوف - وكلاهما يصفان الوصفة الدوائية أو الحكمية لطالبها.
وهنا الحكيم قدّم نصيحةً و وصفَ للمريضةِ الوصفة التي تنقذها من حالتها ومما تعانيه.
إذًا ، رغم حالة - المريضة - الصعبة ، لكن علاجها ليس بالمستحيل ، بل هو متيسّر وناجع، وهذا العلاج سيكلّلها ويغطّيها ويخلّصها كطوقِ نجاة ٍ يقدَّم لإنسانٍ في طريقه إلى الغرق ، الموت أو الضياع.
بعد أن وصف الحكيمُ العلاجَ للمريضةِ ثوب نجاة لتنجو ، قام المتنفذون، المتسلطون - في دولة ما - بأدوارهم الخبيثة المشبوهة ، الوزير - رمز الدولة والحكم - ، القاضي - رمز العدل و العدالة - ، الخيّاط ، هنا ، ربما هو المنفّذ أو رمز مَن يؤتَمَن على الأمانات لإيصالها للمستحقين.
كل أولئك الأشخاص خانوا أمانة مراكزهم - على اختلافها - وبدل أن يساعدوا - المريضة - لترتدي ثوب العافية والستر والنجاة، هُم ساهموا بمنع شفائها والبقاء على مرضها وشاركوا في عريها، و بشكل جلي ، حيث رآها جميع الناس أنها عارية.
وافقوا على وصفةٍ و فكرة الحكيم في منحِها ثوب النجاة ، ليس حبا بالمريضة أو رغبة في إنقاذها، بل سعيًا لمصالحهم الشخصية الدنيئة، وكلٌ سرقَ مِن الكعكة - وصفة العلاج - حسب ما يسمح به منصبه ومكانته التي عدّلها و حوَّلها من المصلحة العامة إلى الفردية؛ فساهموا في تجريد المريضة لتزداد عريًا وتغرق في لجّة بحر الاستبداد وتنحدر نحو سواد هاوية الظلم، ولا مِن شريف أبي يسترها ولا مِن ضمير حي ينقذها، لتنجو وتعيش مُرتَدية حلّة وثوب حقوقها كأي إنسانة طبيعية في الحياة، أسوة بباقي البشر.

فكرة النص:
إن الفساد والظلم - بجميع أشكاله - الموجود والمستَشري في بلدِ أو شعبٍ أو أمة ما ، علاجه متيسر - رغم تأصله ووجوده - لكن، الذين كانوا سببًا به، بشكل مباشر أو غير مباشر - وإن اختلفوا في الوجوه والأزمنة - سيكونوا، هُم أيضاً، السبب في حجب وسرقة أي علاج أو دواء يؤديان إلى منح ثوب الستر والشفاء والعافية منعًا لمرض العري الجزئي أو الكلي و بمختلف مسمياته وأنواعه وأشكاله والعمل على تكريس بقائه، مِن خلال قطع يد كل معين يمنح أطواق النجاة وكل مساعد في سبيل تقديم الخلاص.
لو كان المسؤلون - في العديد من البلدان - أمناء، لحاصَروا المرضَ وعالجوه وألبسوا المريضة ثوب العافية وستروها برداء الصحة والشفاء.
لكنهم خانوا الأمانة وشاركوا العدو في أن يستشري وباء الفساد لينخر جسد ذلك البلد، مُفضّلين مصالحهم الخاصة، فبدل أن يستروا أحوال بلدهم بثوب الحلول العملية، نراهم هم ساهموا في قضم وأكل وابتلاع ذلك الثوب، الذي بدونه حلّ العري.
التعديلات تمَّت، لكنها بئس التعديلات، إنها تغييرات، لكنها، نحو الأسوأ !.
النص جميل مكثّف، ينتهي بقفلة جيدة ومناسبة، استُخدِمَ فيه الرمز، مِن غير إسهاب أو كشف اللثام عن كل التفاصيل التي تُركَتْ للقارئ الحصيف الذي سيفكّك كلمات النص ويحلّل معانيه ويفهم المغزى والعبرة والفكرة التي أرادت الكاتبة إيصالها للمُتلقي.
أمنياتي للقاصة غفران كوسا بدوام الإبداع والتألّق والنجاح.



#رائد_الحسْن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة نقدية لقصة قصيرة جدًا ( استفاقةٌ ) للقاصة السورية رغدا ...
- قراءة نقدية لقصة قصيرة جدًا (سلاسل) للقاصة العراقية سمر العب ...
- الفيس بوك ومدى أهميته للأديب أو المثقف
- الغموض والإبهام في القصة القصيرة جدًا
- الكاتب بين الواقع والأدب
- قراءة نقدية للقصة القصيرة جدًا - ندم متأخر - للقاص مجيد الكف ...
- أصدقاء في العالم الأزرق
- قصص قصيرة جدًا/ زهرة
- قصص قصيرة جدًا/ طريقٌ آخرُ
- قصص قصيرة جدًا/ تَصريحٌ
- قصص قصيرة جدًا/ قلبان
- قراءة نقدية لومضة(فساد) للكاتب مفيد وسوف
- قراءة نقدية لقصة(صمت) للقاص علي غازي، بقلم الناقد: رائد الحس ...
- قراءة نقدية لقصة قصيرة جدًا
- قصص قصيرة جدًا/ مَشْهدٌ
- قصص قصيرة جدًا/ أريج الشوق
- قصص قصيرة جدًا/ قُبلَةٌ
- حديث عن النقد(بشكل عام)
- قصص قصيرة جدًا/ رَذاذُ المِسْكِ
- ربيعٌ - قصص قصيرة جدًا


المزيد.....




- -بدونك أشعر أني أعمى حقا-.. كيف تناولت سرديات النثر العربي ا ...
- نذير علي عبد أحمد يناقش رسالته عن أزمة الفرد والمجتمع في روا ...
- المؤرخة جيل كاستنر: تاريخ التخريب ممتد وقد دمّر حضارات دون ش ...
- سعود القحطاني: الشاعر الذي فارق الحياة على قمة جبل
- رحلة سياحية في بنسلفانيا للتعرف على ثقافة مجتمع -الأميش- الف ...
- من الأرقام إلى الحكايات الإنسانية.. رواية -لا بريد إلى غزة- ...
- حين تتحول البراءة إلى كابوس.. الأطفال كمصدر للرعب النفسي في ...
- مصر.. الكشف عن آثار غارقة بأعماق البحر المتوسط
- كتاب -ما وراء الأغلفة- لإبراهيم زولي.. أطلس مصغر لروح القرن ...
- مصر.. إحالة بدرية طلبة إلى -مجلس تأديب- بقرار من نقابة المهن ...


المزيد.....

- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحسْن - قراءة نقدية لقصة قصيرة جدًا ( تعديلات ) للقاصة غفران كوسا ، بقلم: رائد الحسْن