أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - زهير الخويلدي - التراكم النضالي والانتاج المعرفي في الحاضرة التونسية














المزيد.....

التراكم النضالي والانتاج المعرفي في الحاضرة التونسية


زهير الخويلدي

الحوار المتمدن-العدد: 6235 - 2019 / 5 / 20 - 21:17
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


" إن قمع الفكر النقدي أخطر بكثير مما يتصور معظم الناس...وعلى ذلك فالتعليم هو أن يتعلم المرء كيف يفكر بنفسه بتوجيه معلم"1

تتميز الحاضرة التونسية منذ بدء الفتوحات بالإنتاج العلمي والإبداع الأدبي والخلق الفني والنشاط الثقافي وبإعطاء الأولوية للأفكار والمفاهيم على الإنشاء والعرض وتبجيل التساؤل والنقد على التقليد والجواب. لقد استفادت من مكوناتها الذاتية المتنوعة التي تعود إلى حضارات عريقة مختلفة تضرب بجذورها في صور والسكان الأصليين من الأمازيغ ومن علاقاتها الجدلية مع الجوار المتوسطي ومحيطها الأفريقي والانتماء إلى الديار العربية والرمزية الإسلامية وتواصلها مع المسيحية الأصلية وتسامحها مع اليهودية. لقد ازدهرت الثقافة في تونس واعتنى السكان بالعلوم الدينية ونظريات التفسير والآداب والفنون الجميلة ونقد الشعر وفقه القضاء وصناعة الكتب والوراقة وانتشرت المذاهب والفلسفات وعلم الكلام والتصوف. إذا كان المشرق العربي قد شهد نوعا من المركزية العلمية منذ تأسيس المدن التاريخية الكبرى التي اختصت في نشر العلوم والمعارف مثل المدينة والكوفة والبصرة وبغداد ودمشق والقدس وانضمام القاهرة إلى الجغرافية الثقافية المشرقية فإن تونس والقيروان وبدرجة أكبر وأقل مدن الأندلس والمغرب قد نقدتا هذه المركزية وأقامتا علاقة تنافسية ندية مع المشارقة وصلت إلى حد الريادة والسبق المعرفي والمدني. لقد دخل التونسيون بوابة الفلسفة من شخصية عبد الرحمان ابن خلدون الذي طورها نحو علوم العمران والتاريخ والاقتصاد والسياسة ، ثم عرفوا اهتماما بالطب والتربية لدى ابن الجزار القيرواني والقابسي وبعد ذلك ظهر علي بان زياد وابن رشيق مؤلف كتاب العمدة واشتهر الإمام سحنون وأبو العرب التميمي وكتابه طبقات علماء افريقية وابن عرفة وابن المنظور صاحب معجم لسان العرب والقادمين من الأندلس حازم القرطاجني والشاعر ابن هاني وأبو اليسر الشيباني الرياضي وأبو الحسن علي القلصادي الرياضي. لقد واكب علماء تونس النهضة العربية الأولى وبرع المصلح خير الدين بكتابه أقوم المسالك في معرفة أحوال الممالك ودعمه أحمد ابن أبي الضياف بكتاب إتحاف أهل الزمان بأخبار ملوك تونس ومحمد بيرم الرابع ومحمود قابادو ومحمد بن الخوجة وسالم بوحاجب ومحمد بيرم الخامس صاحب كتاب صفوة الاعتبار والمؤرخ محمد الصغير بن يوسف والشيخ إبراهيم الرياحي والمصلح الفذ عبد العزيز الثعالبي صاحب كتب مسألة المنبوذين وتونس الشهيدة وروح التحرر في القرآن ومعجز محمد والكلمة الحاسمة. لقد قدم لنا مؤسسة الزيتونة نظرية مقاصد الشريعة السمحاء على يد الطاهر بن عاشور ودعوة إنصاف المرأة من طرف الطاهر الحداد وكتابه امرأتنا في الشريعة والمجتمع وساندتها مؤسسة الصادقية في بناء الحركة العمالية والوطنية من العديد من المصلحين والمناضلين وتكوين نخب مثقفة وكوادر في الدولة. كما برز محمد علي الحامي وبلقاسم القناوي ومختار العياري وأحمد بن ميلاد والشيخ الفاضل بن عاشور والشهيد فرحات حشاد في وعي الطبقة العاملة وتأسيس المنظمات النقابية التونسية المقاومة للاستعمار. من ناحية أخرى فرض الشاعر أبو القاسم الشابي نفسه على الأوساط الأدبية العربية من خلال ديوانه أغاني الحياة وبحثه حول الخيال الشعري عند العرب وانتشرت قصيدة إرادة الحياة ووجد الأديب طه حسين سدا أمام مسرحية السد للأديب محمود المسعدي وحدث أبو هريرة قال.. وروايته مولد النسيان. لقد أدى هذا الزخم السياسي والترسب المعرفي الى ترسيخ ثقافة التنوير والتسامح والانفتاح على الوافد ومواكب التطور وتركيز قيم التقدم والحرية والانتباه الى الواقع والتشبث بتغيير المدنية وإصلاح المجتمع.
فكيف ساهم هذا التراكم النضالي والمعرفي في تهيئة الأرضية النظرية والعملية لقيام الثورة في تونس؟ ولماذا ارتبط الاستثناء التونسي بالجرأة وممارسة الفعالية النقدية وتدبير التنوع والتعايش بين المختلف؟
المرجع:
1- برتراند رسل ، حكمة الغرب، عرض تاريخي للفلسفة الغربية في إطارها الاجتماعي والسياسي، ترجمة فؤاد زكريا، سلسلة عالم المعرفة، الكويت، 364 يونيو 2009، ص119.

كاتب فلسفي



#زهير_الخويلدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جولة فكرية مع الألمعي طيب تيزيني في رحاب منتدى الجاحظ
- -الحرية في أن تكون حرا- حسب حنة أرندت
- تنظيم المدينة من خلال السياسة الاجتماعية عند أرسطو
- المرأة الريفية العاملة والحلم الممكن
- منزلة الأثر الفني في الثقافة حسب بول ريكور
- علم الفلاحة عند ابن العوام الاشبيلي
- هاجس الحداثة ومآزق مابعد الحداثة ورقمنة التحديث
- تطور الذكاء الاصطناعي بين الرمزي والعرفاني والعصبي
- موجة جديدة من الربيع العربي
- استعمالات العقل بين العمومي والإجرائي
- مهام الفلسفة الطبية
- هابرماس بين استعادة الحداثة وعقلنة الفعل التواصلي
- ابن عربي الفيلسوف المستكشف
- أين هو الجمهور الفلسفي؟
- دور الفلسفة في الارتقاء بالمرأة
- جيل الشباب وضرورة التفلسف
- كيف تتكون الثورات الشعبية؟
- تصاعد الانتفاضات وتعطش الشعوب للحرية
- تدبير الوسائل من نوع الغايات
- هل الفلسفة قادرة أن توصل الإنسان إلى بَرّ الأمان؟


المزيد.....




- -هتوحشيني يا سمسم-.. أحمد الفيشاوي يرثي والدته سمية الألفي
- موسكو تعلن إحراز -تقدم بطيء- وتتهم دولًا بعرقلة مسار المفاوض ...
- اشتباكات في حلب بين القوات الحكومية و-قسد-.. واتهامات متبادل ...
- فرضية تورط إسرائيل.. ما السيناريوهات التي يتناولها كتاب -رائ ...
- الولايات المتحدة: هل بدأت معركة خلافة ترامب في 2028؟ وما هي ...
- اعتبروه مسيسا.. انتقادات لقرار الحكومة إغلاق إذاعة الجيش الإ ...
- قسد تصعّد في حلب والحكومة تتهمها بمحاولة فرض الأمر الواقع
- 5 أسئلة تشرح الاشتباكات بين القوات السورية وقسد في حلب
- أحكام بالسجن لـ1300 سنة.. السلفادور تضع نهاية لأخطر عصابات ا ...
- مصير مقلق لاتفاق -10 مارس- بين الشرع وعبدي


المزيد.....

- معجم الأحاديث والآثار في الكتب والنقدية – ثلاثة أجزاء - .( د ... / صباح علي السليمان
- ترجمة كتاب Interpretation and social criticism/ Michael W ... / صباح علي السليمان
- السياق الافرادي في القران الكريم ( دار نور للنشر 2020) / صباح علي السليمان
- أريج القداح من أدب أبي وضاح ،تقديم وتنقيح ديوان أبي وضاح / ... / صباح علي السليمان
- الادباء واللغويون النقاد ( مطبوع في دار النور للنشر 2017) / صباح علي السليمان
- الإعراب التفصيلي في سورتي الإسراء والكهف (مطبوع في دار الغ ... / صباح علي السليمان
- جهود الامام ابن رجب الحنبلي اللغوية في شرح صحيح البخاري ( مط ... / صباح علي السليمان
- اللهجات العربية في كتب غريب الحديث حتى نهاية القرن الرابع ال ... / صباح علي السليمان
- محاضرات في علم الصرف ( كتاب مخطوط ) . رقم التصنيف 485/252 ف ... / صباح علي السليمان
- محاضرات في منهجية البحث والمكتبة وتحقيق المخطوطات ( كتاب مخط ... / صباح علي السليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - زهير الخويلدي - التراكم النضالي والانتاج المعرفي في الحاضرة التونسية