أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - زهير الخويلدي - جيل الشباب وضرورة التفلسف














المزيد.....

جيل الشباب وضرورة التفلسف


زهير الخويلدي

الحوار المتمدن-العدد: 6166 - 2019 / 3 / 7 - 01:06
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


" لا راحة لمن تعجل الراحة بكسله...وليس العاطل من لا يؤدي عملا فقط بل من يؤدي عملا وبوسعه أن يؤدي أفضل منه"
– سقراط-

الفئة الشابة هي العصب الحيوي للمجتمع وعماد المستقبل والطاقات البشرية التي يعول عليها الجميع من أجل المحافظة على المكاسب والاستمرار في العطاء والجد والاتجاه نحو صناعة الغد والقيام بالإصلاحات الضرورية والتجديد الجذري للواقع السائد والانطلاق من الموجود نحو المنشود ومن الكائن إلى الممكن. يتميز الشباب بالحماس والديناميكية والإقبال على الأمور العظيمة والاستعداد للفعل والاندفاع نحو العمل والإقدام على المغامرة والمشاركة التلقائية في التضحية والالتزام بالتجربة والعودة إلى المبادئ الجماعية والاستعداد للتعلم من الآخرين والاستفادة من النصيحة ومحاكاة النماذج الناجحة والاقتداء بالرموز القوية. بيد أن الوضعية التي تمر بها الطبقة الناشئة هي على غير ما يرام وتتسم بالضياع والتلاشي والاغتراب حيث تشعر الشبيبة بالغبن والتهميش والإقصاء وتجد نفسها محاصرة في قوالب ضيقة وداخل صناديق فارغة ومحرومة من الكلام والتعبير عن تطلعاتها وانتظاراتها وغير قادرة على الحلم وتشكيل الأمنيات.لقد فقد الشباب ماهيته وبقيت رغبته في الحياة معلقة ولم يعد قادر على إشباع حاجياته الأساسية وبقي في حالة قعود وحبيس التواكل وفي وضعية خمول ويعاني من بطالة مؤجلة وتعليم فارغ من كل محتوى وتكوين شكلي دون تطبيق ميداني وطالت به الحيرة المقضة التي تحولت إلى لاطمأنينة ودفعته إلى العنف والهجرة واضطر إلى ارتكاب أخطاء في حق نفسه وحق المجتمع والى التفكير في حلول تعويضية زائفة. في حين أن المعالجة الوجودية للأزمة الفكرية التي تمر بها الشرائح الصاعدة تكمن في توجيهها نحو تعلم الوعي في مسارات التفكير النقدي والإبحار في مطالعة الأدب والقصة ونظم الشعر والتأليف الموسيقي والتمثيل المسرحي والرسم والتصوير والنحت والغناء وإعلاء الرغبات والدوافع نحو إبداعات ثقافية. كما يمكن تعويض العذاب الفردي والألم الجماعي الذي تعاني منه الشبيبة بربربط الوجود الشخصي بالفضاء المواطني ضمن الحياة الديمقراطية للمدينة السياسية وتحقيق الانسجام بين المؤسسات والغرائز والاحتكام إلى الأخلاق عند مباشرة الفعل السياسي وإعادة خلق الإنسانية عن طريق احترام فلسفة المجتمع وتنمية المهارات والقدرات بالتركيز على وحدة الذات الفاعلة وتكثيف رغبتها في البقاء ضمن الوجود الواقعي وتشريكها في حلم جماعي بالانعتاق من التردي والبؤس والتفاوت والارتقاء إلى منظورية عادلة. هكذا يجدر تنبيه الشخصية الشابة الى أهمية التفلسف ضمن الحياة العامة عن طريق تقوية درجة مشاعر التضامن والتعاون مع المجموعة الوطنية وتدريبها على حسن استعمال ملكاتها المعرفية في إنتاج المعرفة ومساعدتها للتغلب على الصعوبات التي تعترضها وتشجيعها على إحداث الانقلابات الوجدانية والسير في المنعطفات والقيام بالثورة على السائد والتمرد على الذات والاعتصام بالحرية من أجل افتكاك سلطة اتخاذ القرار والاستحواذ على القدرة الخلاقة للقيم والاستقلال الذاتي وإعادة هيكلة الشخصية وتشييد التكاملية. إن التفلسف لا يفسد الشبيبة كما اتهم الحكماء الأول في أثينا بل يصلح حياتهم ويصوب خطواتهم نحو الحق ويساعد التفلسف الشباب قصد التغلب على اليأس والإحباط والالتزام ببناء مجتمع متمدن ومتحضر والاشتغال على ابتكار إمكانية جديدة للعالم واتخاذ موقف والشعور بالمسؤولية وعلى التحرك بالأحلام ضمن دوائر الممكن تحقيقه وعلى تجنب المهالك والابتعاد عن تعريض الأنفس للمخاطر بالتسلح بالفرح واللعب وربط الحياة بالأهداف وجعل السعادة القصوى قيمة مستقبلية تنشد بلوغ الغايات المطلقة للكائن المتصالح مع ذاته والمحقق الاعتراف المتبادل والتقدير الكافي من الأوساط الاجتماعية التي انحدر منها. فمتى يجعل شبابنا من التفلسف مسلكية وجودية في حياتهم ويكون اللعب الأفكار أسلوب فرحهم في العالم؟
كاتب فلسفي



#زهير_الخويلدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف تتكون الثورات الشعبية؟
- تصاعد الانتفاضات وتعطش الشعوب للحرية
- تدبير الوسائل من نوع الغايات
- هل الفلسفة قادرة أن توصل الإنسان إلى بَرّ الأمان؟
- التجذر بدل الاقتلاع عند سيمون فايل
- العقلانية الأداتية والعقلانية التواصلية
- تجارب التنوير ومخاطر اللاّتسامح
- معركة التعليم ليست قطاعية بل وطنية
- راهنية الحداثة في الثقافات التقليدية
- فنزويلا في مقاومة عاصفة العولمة المتوحشة
- هل يمكن للفلسفة أن تغير الواقع؟
- السيادة من حيث هي اقتدار عمومي
- الآداب التعاونية على التآزر والتأمين
- مطلب المقاومة بين الحق والواجب
- الثورة في تونس بين المتحاملين عليها والمتمسكين بها
- العقل الفلسفي بين التكوين والبنية
- الوجود الحضاري الغربي بصدد التفكك
- أشكال اكتساب الثروة واستعجال الحوكمة
- حركة السترات الصفراء وربيع باريس
- التفكير النقدي في العقلانية المعاصرة


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - زهير الخويلدي - جيل الشباب وضرورة التفلسف