عشتار الفصول:111561 مسلسل باب الحارة انتكاسة إبداعية في الدراما السورية.

اسحق قومي
شاعرٌ وأديبٌ وباحثٌ سوري يعيش في ألمانيا.
(Ishak Alkomi)

الحوار المتمدن-العدد: 6235 - 2019 / 5 / 20 - 21:17
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    

عشتار الفصول:111561
مسلسل باب الحارة انتكاسة إبداعية في الدراما السورية.
= المبدع الحقيقي لايتكلف، ولايتصنع .ولايُجبر القارىء أو السامع أو المشاهد .على ذوق يُخالف ماتعود عليه منه.
= الشاعر الذي يلوك نفسه ليس بمبدع بل هو ناظم ليس إلا.
= الكاتب المسرحي والتلفزيوني والإذاعي والسينمائي .إن لم يتجدد نحو الأفضل .انصحه ألا يُسيء لنفسه تحت أية ظروف وحجج.توقف خيرٌ لكَ أن تُسيء لنفسك وتاريخك الإبداعي.
=المبدع لايُسمى مبدعاً إن كان إبداعه مقتصراً على لون واحد وأسلوب واحد.
= تاريخ الإبداع لايُحدد بالأعمال وطولها وعرضها .بل بالإضافات الإبداعية التي قدمها لصالح الحركة الإبداعية سواء على الساحة الوطنية أو الساحة العالمية.
= إنْ كُنتَ من الشعراء حتى الكبار ولاتتدفق عليك أبيات القصيدة كالمطر العاصف وتعتصر ذهنك ليولد بيتاً وربما صنعته صناعة .فأنت في هذه الحالة لست بشاعر بل بمخرب للإبداع .
= القصيدة المبدعة الصادرة عن شاعر مبدع تتكامل عناصرها ولا تحتاج للتصويب والتلقيح والقص والشفط ولا لعمليات التجميل عند ولادتها بل تولد وهي كائن جميل يشدك إليه طيف إلهي.أجل لابد أن نمر سريعاً لنُذكر بوسائل التواصل القديمة.
فقد تنوعت في طرقها وأساليب وصولها إلى المتلقي .فمنها الصحافة ،ومنها الإذاعة، ومنها السينما، وأخيرا دخل التلفزيون.
فالصحافة في سورية قديمة. ونرصد أول صحيفة سورية .أنشأها السيد خليل خوري في بيروت عام 1858م.وكانت بعنوان (حديقة الأخبار) .،تلتها صحيفة (نفير سوريا) عام 1860 م على يد بطرس البستاني وبعدها (الجنان) عام 1871م .ولن نتحدث عن أسماء وسنوات صدور الصحف السورية خلال التحرر من السلطنة العثمانية عام 1916م .ولا نتناول الفترة التي عاشت فيها سورية تحت الاستعمار الفرنسي. وما آلت إليه أمورها خلال نصف قرن من الزمن إلا أنها شكلت أحد بوابات التحريض على المعرفة، والاهتمام بشؤون البلاد ،والعباد.وتأتي السينما بعد الصحافة. كحالة فنتازيا معرفية عبر الصوت والصورة والحركة
ومما لاشكَ فيه أن السينما السورية ،بدأت تنتشر أول سينما في حلب عام 1908م وفي دمشق عام 1912م.وتُعد بواكير الإنتاج السينمائي السوري لعام 1927 م .عندما تعاونت ثلة من الشباب المتحمس لتصوير فلم سينمائي وكان أول هؤلاء ومن لديه آلة تصوير هورشيد جلال ومعه أيوب بدري وأحمد تللو وغيرهم. وتطور الإنتاج السينمائي السوري ّ عبر مراحل عدة. كان منها المزدهر ومنها ما كان من القحط مايكفي . لكن أستطيع أن أقول برز دور السينما السورية منذ مطلع الخمسينيات .وحتى ظهور التلفزيون حيث سرق بهجة السينما وأغلق أغلب دور العرض السينمائي السوري مع نهاية السبعينيات ،من القرن العشرين الماضي حين انطلق عام 1960 م ومع الوحدة السورية المصرية عاش فترة غير واضحة المعالم. إلا أننا نذكر أول تمثيلية كانت بعنوان( الغريب). وكانت تمثل أحداث الجزائر، وثورتها ،ضد الفرنسيين.وكانت من إخراج سليم قطايا وبطولة ثراء دبسي ،وياسر أبو الجبين، وبسّام لطفي.وغيرهم..

أجل نستطيع القول بإن الدراما السورية مرت بمراحل عدة. ومخاضات نستطيع أن نقول عنها كانت سجينة المسلسلات المصرية التي سيطرة على الساحة العربية لمدة من الزمان ،فمن منا لايتذكر تلك الأفلام والمسلسلات المصرية التي تناولت ماتناولته من باب الخليل إلى رئفت الهجان أجل كانت الدراما المصرية بشقيها السينمائي والتلفزيوني هي الأولى والوحيدة على الساحة العربي..ثم نرى تحركاً ممنهجاً ومدروساً لصناع الدراما السورية وبدأنا نُشاهد روعة المسلسلات تلك التي أبت إلا أن تستمر في التطور التقني والحرفية الآلية من جهة والتمويل والأداء والإخراج والسيناريو وقبل هذا وذاك النصوص الهادفة. والتي قرأتُ أغلبها بصريا وسمعيا وكانت ابنة بيئتها ومستخرجة من معاناة الواقع السوري بتفرد مجتمعاته وتنوعها.
ووصلت الدراما السورية مع مسلسل باب الحارة الأول والثاني والثالث والرابع إلى ذروة النجاح للدراما السورية ولكننا بعد ذلك وجدنا منحدراً كبيراً وضاعت آمال المشاهد العربي في النص والإخراج لابل حتى في الشخوص (الشخصيات). نحن نعلم أن تتابع الأجزاء يتطلب تغيرات على مستوى الأشخاص والنص والمعالجات والظروف المحيطة لهذا ليت بسّام الملا توقف عند الجزء الخامس لكان أفضل له ولتاريخ الدراما السورية وهذا رأي الشخصي لا أفرضه على أحد.
اليوم بتاريخ ال20 من أيار لعام 2019م.مع كل أسف حضرت حلقة من مسلسل باب الحارة .ليتني لم أحضره ولم شاهد الشخصيات مع جل احترامي للكل.
هنا علي التوضيح. إن المهنية التي كان قد توصلت إليها الشخصيات الأولى لمسلسل باب الحارة كانت تشد المشاهد ، المتابع لكونها كانت قد أصبحت في سياقات الاهتمام الشخصي للمتلقي ذاته .لهذا تجد نفوراً لتغيرات دراماتيكية في الشخوص وحتى في أساس النص الدرامي هناك ترهل واضح وعدم رؤية واضحة للحركة( الأكشن) .إنّ حارتنا ليست حارتنا هي الأخرى تبدلت مع تبدل الظروف والأحوال .
لهذا نقول :لمن تولى باب الحارة هذا المسلسل السوري على الرغم من الأحاديث المتنوعة التي دارت حوله سواء تلك الآراء التي ذمتهُ واعتبرته دليل تخلف وغير واقعية ولايمت بصلة إلى المجتمع الدمشقي .ولا تلك التي امتدحته .إنما أنا الآن وحديثي عن باب الحارة ليس في تقدميته أو رجعيته، ولا في حقيقة تمثيله للمجتمع السوري والدمشقي على وجه الخصوص .نظرتي ورأي إن مسلسل باب الحارة كان يُعد قفزة نوعية في الدراما السورية بلا منازع هو ومجموعة المسلسلات التي ظهرت في نهاية الثمانينيات والتسعينيات وحتى منتصف عام 2010م.
ليتهم يتوقفون عند هذا الحد من الانحدار في الذائقة الدرامية السورية.
ولا بدّ أن نتذكر المسلسلات الإذاعية التي بدأت مع البث الإذاعي الذي كان حدثاً سوريا عام 1947م في الثالث من شباط وأول من بدأ الحديث كان الأمير يحيى الشهابي حين قال هنا دمشق.وتتالت عبره المسلسلات التي شكلت هي الأخرى فسحة للمعرفة والترفيه.والحديث يطول عن وسائل التواصل وأدواتها وفنونها ولكننا نكتفي لنقول:
وخير الكلام ماقل ودل.كما قالها الشاعر الأندلسي ـ أبو البقاء الرندي حين قال:
((لكلِّ شيءٍ إذا ماتم نُقصانُ == فلا يُغرّ بطيب العيش إنسان.
هي الأيامُ كما شاهدتها دُولٌ == من سَرَّهُ زمن ٌ ساءتهُ أزمانُ.
توقفوا عن مسلسلاتكم خير أن تُسيءُ إلى الذائقة الإبداعية .
لابأس الوطن يمر بحالة أستثنائية ليس من المفروض أن نكتب عما جرى الآن دعوا الموج يمر .فالإبداع ليس بنشرات إخبارية ولا بما تعرضه التلفزيونات العربية هذه الأيام .
مع كل أسف أوقع.
اسحق قومي.
شاعرٌ وأديبٌ وباحث سوري مستقل يعيش في ألمانيا.
مستشار المركز الأوروبي لدراسات الشرق الأوسط.
ألمانيا في20/5/2019م.

#اسحق_قومي (هاشتاغ)       Ishak_Alkomi#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل