أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - اسحق قومي - عشتار الفصول:111507 النص الديني بين الثابت والمصلحة المتحولة















المزيد.....

عشتار الفصول:111507 النص الديني بين الثابت والمصلحة المتحولة


اسحق قومي
شاعرٌ وأديبٌ وباحثٌ سوري يعيش في ألمانيا.

(Ishak Alkomi)


الحوار المتمدن-العدد: 6216 - 2019 / 4 / 30 - 11:52
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


النص الديني بين الثابت والمصلحة المتحولة ،وتطور المفاهيم .مع تطور الحاجة والضرورة
((إذا تعارض النص مع المصلحة ،غُلبتْ المصلحة على النص ،لأن النص جامد .والمصلحة متحركة.)).
وأضيف لأن النص وجد عبر سياقات الحركة الفكرية والعملية للشعوب. ومن خلال نضالها وبحثها الدائم عن الاستقرار والآمان ،ولأنه جاء ليحل المشاكل .ومهمته كانت ولاتزال مهمة المفسر والمرجع لإشكاليات كانت في زمنها .وليس في زمننا ولا في ماسيأتي من بعدنا .النص ليس نيراً على عنق الإنسان بل جاء ليُساعد الإنسان في ترتيب سلوكياته المختلفة.
من هنا فإن مشروعية العمل الإنساني. لتوفير عملية إصلاحية للخطاب الديني والسياسي ــ الذي نادينا بهما منذ أكثر من عشرين سنة .ــ سليمة في سياقاتها الزمانية والمكانية ، ولكوننا نؤمن بأنها تشكل ضرورة حتمية لتراكمات إشكالية ،ضمن المسيرة البشرية. والتي كوّنت تلك التراكمات بحد ذاتها تحدٍ لايمكن أن يتم حله إلا من خلال قراءات جديدة ومتطورة للنص دينيا كان أم دستورياً .لتتناسب نتائج تلك القراءة مع الواقع، وردحاً من المستقبل .وقد جمعنا بين النص الديني والسياسي لثقتنا بأن السلطة السياسية مصادرة من قبل السلطة الدينية .ولكون الشرق تحكمه أبجدية دينية ترى نفسها أنها تحمل صفتين الدينية والسياسية .وترى العلاقة بينهما جدلية وعضوية بذات الوقت.لهذا فنحن نأخذ هذه العلاقة بعين الاعتبار وندرس مدى مشروعيتها في واقعنا ،وهل الأجندة التي تطرحها بعض الحركات الدينية التي يُسميها بعضهم بالراديكالية . تُقارب في فعلها ونتائجه . تحريك مرحلة تاريخية برمتها ؟!.أم هي الأخرى تطحن في طاحونة للوهم ؟!! مما يُعطل عملية المناهضة الجادة والفاعلة التي تنتهي إلى إنشاء ألية حوار مفيد.كل هذا لحل إشكاليات تتعلق بالشعوب ومعاناتها.
ونرى بإنّ الإصلاح يبدأ بأن ننظر إلى جميع القيم والمثل العليا ، والبديهيات والمسلمات ،ومعهم المنطق ،والمعقول ،واللامعقول عبر صيرورتها الاجتماعية والفكرية من خلال المصلحة الاجتماعية وليس مناهضة لها لكونها مُثلاً .ولهذا تبقى بدون قيمة مالم تتجسد عبر كينونة الفعل العاقل ومن أجل العاقل .وتتأثر ،وتتفاعل، وتندمج وتنمومن خلال مسيرة المجتمع .فأيّ قراءة جديدة يجب أن تتناسب مع الواقع وحركته أولاً .ومع الحاجة الملحة والمفيدة لجنسنا البشري ثانياً,
إنّ تقديس النص دون فائدة لتطوير ألية المصلحة الاجتماعية ،يُصبح عبودية بحد ذاته ،والعبثية في نقد النص بحجة التطور والتقدم دون معرفة جوهر النتائج المكتسبة. يغدو أيضاً ذلك النقد نقمة دون نتائجه الإيجابية.
من هنا ترتبط عملية القراءة بواقع ما ، ومدى تطوره وتقدمه وتفهمه للمعوقات التي من شأننا أن نُزيلها بدراسات علمية ومنهجية سليمة. ولا نقف عند الغوغائية ولا الفضوية، ولا عبثية هذا الرأي أو ذاك.
إنّ النظام الكوني برمته نستطيع أن نضعه إماماً لعملية نقدية تقوم على مناهج علمية واضحة المسالك والنتائج معاً.فالكون يتجدد ،ويتحول، ويتغير رغم عدم إدراكنا لتلك التغيرات بشكل ملحوظ غالباً.نبدأ بعملية تساقط الشُهب .وتغيرات في المناخ العام في العالم.والبراكين ،وإلى ما هنالك من تغيرات نتلمس نتائجها .ونرى فيها لأول وهلة بأنها (حالة تدميرية) لكن العملية تبقى في أبعادها تغيرات ضرورية وحتمية لاستمرار الوجود بأكمله.
حتى الحيوانات الدابة .ومنها الحية فإنها تخلع جلدها كلما أصبح ذاك الجلد عائقاً في قدرته على توسع يُصيب حجمها من طول وعرض.أو أنه تآكل مع الزحف .لهذا فالحاجة إلى التجديد والتبديل مصلحة حيوية وحياتية.والأشجار تبدل من لحائها أيضاً لتقادمه .
وبعد هذه الجزئية دعونا نعود إلى بعض المفاهيم التي قدسها الإنسان عبر تاريخه .فلو أخذنا أولاً موضوع الآلهة .فهو قديم كان قد بدأ مع الحضارة السومرية، في بلاد ما بين النهرين. إنه موضوع فيه من الغموض مايكفي لنقف عند الإنسان الأول الذي بقي بعد الطوفان. ولا علم لنا بمن كانوا قبل الطوفان سوى نوح وماتلاه .وأنّ أية قراءة للنصوص التي خلفها لنا التاريخ البشري سنكتشف حالاً مدى التبدل، والتغير في موضوع (الإنسان الآلهة) ،و الأسماء والوظائف التي أسقطها القدماء على تلك الرموز. وسنرى تلك الحروب الكونية التي حدثت بين الآلهة لمدى طويل. إلى أن أستقر الإنسان على موضوع توحيد تلك الآلهة في إله واحد .يجمع كل الصفات والجوهر.والإرادة الواحدة، والسلطة الواحدة . هذا المفهوم يقوم على أنّ الإله الأوحد هومن خلق الوجود والكون والعالم برمته.وهذه النتيجة جاءت من خلال التطور الذي أصاب الفكر الديني والروحي عند الإنسان.وعبر مراحل تنوعت في رؤيتها ورؤاها .ونعتقد بأنها كانت مرحلة هامة لكي يستقر الصراع على ثوابت تُفيد الواقع أكثر من أن تضرَّبه .لهذا نجد قبل ثلاثة آلاف عام تقريباً ينتهي ذاك الصراع بين الآلهة إلى وحدانية عند المصريين أولاً .عندما توصل امنحتب الرابع لفكرة وحدانية الآلهة ، و دعا إلى عبادة الإله الواحد أتون. وكان الرمز له قرص الشمس. وتتوجت هذه النتائج على يد اخناتون .أما في بلاد مابين النهرين السفلى فقد وجدت في مدرسة أريدو التي كانت تقع إلى الجنوب الغربي من بابل . أفكاراً تدعو إلى الوحدانية وهذا ما حمله معه إبراهيم الكلداني إلى حران ثم فلسطين .وقد تلقحت تلك الأفكار البيت نهرية مع أفكار اخناتون للتوج مع موسى عبر خروجه من مصر عائداً إلى أرض الميعاد..
وبعد الموسوية تأتي المسيحية .لتؤكد على أن الإله الواحد ليس واحداً بالمطلق .لأنّ المطلق هنا عبثية بل هو فيض في ذاته. ومن ذاته ويكتفي بذاته من خلال ثلاث حالات. تسميها المسيحية بالأقانيم .ولكن جوهرها يقوم على ما أقره الإيمان النيقاوي المسيحي عام 325 للميلاد والقائل ((نؤمن بإله واحد آب وضابط الكل …..)).إلا أنّ الصراع على المفاهيم في صدر المسيحية لم يتوقف بدون أن تنشأ مدارس فكرية تابعة لمدى ثقافات تلك الشعوب التي دخلت المسيحية .منها ماكان على الوثنية بمختلف تسمياتها آنذاك. ومنهم من دخلها من الموسوية (اليهودية).ومن خلال ذاك الجدل والصراعات الفكرية. نشأة تيارات لسنا بصددها الآن ولا تعنينا في موضوعنا .
لكن الذي يعنينا هو نشوء الإسلام من خلال حِراك يهودي مسيحي ومانوي وزردشتي وغنوصي وديصاني ويزيدي ومندائي كانت تلك التيارات تُشكل مرحلة استمرارية صراع الآلهة وكانت كل هذه الصراعات تعمل بشكل علني حيناً وخفي في بعض الأحيان على أرض بلاد الحجاز وماجاورها من اليمن السعيد وحضرموت إلى دلمن .
إننا لانؤسس في هذا النص دراسة لمقارنة بين الأديان السماوية أو غيرها .إنما نأتي على جوهر الموضوع القائل:
يجب قراءة جديدة للنص الديني بحسب الحالة الوجودية للمجتمعات البشرية .حتى يكتفي بذاته كحامل مساعد لحل مشاكل تلك المجتمعات .وليس مساعداً على صراعات دينية ،وصراعات مذهبية الواحد يُكفر الآخر.
إن هذا المشروع لايمكن أن يولد، ولادة حقيقية. وليست كلامية ( إنشائية ).إلا إذا تضافرت جميع العقول المتنورة والمدركة والموضوعية لأهمية التجديد في الخطاب الديني برمته وفي كل الديانات السماوية.
لافائدة من أن تكون إحدى تلك الديانات تدعو للمحبة . والأخرى تكفرها وتدعو عليها بالفناء .من هنا لايستقيم الوضع ولن تستقر البشرية المشرقية على وجه الخصوص دون تجديد وإخضاع النص الديني للمسائلة عن دماء ملايين من البشر.فلو توصلت المجموعات البشرية إلى قناعة وعَملتْ على هذا المشروع .وروضت أفكارها لتكون مقدمة للتغيير عندها يمكن أن نتوصل إلى اختراع عالم آخر نتمناه جميعا.
ستبقى جميع المشاريع الإنسانية. تدور في فلك الطوباوية .مالم تلامس حقائق الواقع وتتفاعل معها الأجيال لكي تناسب الواقع .إن الهوة بين الأفكار والتطبيق تزداد بينها من خلال من يُرجون لثقافة واحد على أساس أنها الأكثر سلامة وهي الحقيقة المطلقة ولايكون الحل إلا من خلالها.
فإذا أرادت البشرية أن تُغير مجرى الصراع الحتمي بين الديانات. لكونه تتابعاً لصراع الآلهة..
فإننا نجزم بأنه بدون فعل إيجابي وجاد. لن تكون النهاية إلا لفناء ملايين من البشر ولن تستقر الأمور عندها بل ستُخلق جدلية تتابعية مكتوبة بدماء الأبرياء والفقراء من البشر .
إن أفضل العلاجات المرحلية والاستراتيجية .تأتي من خلال التوافق الجمعي والجماعي . للعمل على توحيد مشروع دراسة نقدية للنص الديني برمته وعلى مختلف الصعد والديانات .وإلا فالصراع سيستمر بشكله الدموي ويزداد عنفاً وتسارعاً مع استخدام التقنيات المتطورة للجريمة المنظمة .



#اسحق_قومي (هاشتاغ)       Ishak_Alkomi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عشتار الفصول:111498 رسالة إلى من يهمه الأمر .
- عشتار الفصول:111497 سريلانكا تنزف دماً بعد نيجيريا ومصر لماذ ...
- عشتار الفصول:111490 حريق كاتدرائية نوتردام البارحة رسالة .
- عشتار الفصول:111482 طواحين الهواء ملته يا دونكيشوت.
- عشتار الفصول:111476 العبثية ، والدين والواقع.
- عشتار الفصول:111469 تاريخ الشرق القديم أسطورة وملحمة لايمسها ...
- عشتار الفصول:111467 القراءات الحضارية للمكوّنات الوطنية.قبلي ...
- عشتار الفصول:111468 أكيتو .كلّ عام ٍ وشعبنا في سورية وبلاد ا ...
- عشتار الفصول:111466 أقترح مؤتمر عام للقبائل. . القبيلة بمكوّ ...
- عشتار الفصول:111465 الأقليات في الشرق الأوسط.
- عشتار الفصول:111444 المجتمعات المشرقية .التراث والحداثة والإ ...
- عشتار الفصول:111427 الوطن ،والدين.والإنسانية.
- عشتار الفصول:111419 الحكمة ،والجهلاء، الحمقى و برج بابل
- عشتار الفصول:111404 أغلب السلوكيات لرجالات الدين أصبحت إشكال ...
- الأكراد أو الكرد والعشائر الكردية في الجزيرة السورية.من كتاب ...
- عشتار الفصول:111393 صفات المبدع الوطني ،الإنساني، الواقعي، و ...
- عشتار الفصول:111388 أينَ الجندي السوري ، أين الشهيد السوري؟! ...
- عشتار الفصول:111386 عقد زواج روحي.
- عشتار الفصول:111384 . تشابه المكوّنات للشخصية المريضة عقلياً ...
- عشتار الفصول:111378 المعوقات في كتابة التاريخ البشري بالرغم ...


المزيد.....




- شاهد..قرية تبتلعها الرمال بعد أن -تخلى- عنها سكانها في سلطنة ...
- الأمن الروسي يعتقل 143 متورطا في تصنيع الأسلحة والاتجار بها ...
- وزارة الخارجية الروسية تصر على تحميل أوكرانيا مسؤولية هجوم م ...
- الحرب على غزة| وضع صحي كارثي في غزة وأيرلندا تنظم إلى دعوى ا ...
- ضغوط برلمانية على الحكومة البريطانية لحظر بيع الأسلحة لإسرائ ...
- استمرار الغارات على غزة وتبادل للقصف على الحدود بين لبنان وإ ...
- تسونامي سياسي يجتاح السنغال!!
- سيمونيان لمراسل غربي: ببساطة.. نحن لسنا أنتم ولا نكن لكم قدر ...
- قائد الجيش اللبناني يعزّي السفير الروسي بضحايا هجوم -كروكوس- ...
- مصر تعلن موعد تشغيل المفاعلات النووية


المزيد.....

- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة
- فريدريك إنجلس . باحثا وثوريا / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - اسحق قومي - عشتار الفصول:111507 النص الديني بين الثابت والمصلحة المتحولة