عشتار الفصول:111444 المجتمعات المشرقية .التراث والحداثة والإنسان.

اسحق قومي
شاعرٌ وأديبٌ وباحثٌ سوري يعيش في ألمانيا.
(Ishak Alkomi)

الحوار المتمدن-العدد: 6171 - 2019 / 3 / 13 - 12:40
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    

عشتار الفصول:111444
المجتمعات المشرقية .التراث والحداثة والإنسان.
المتمسكون بثياب الماضي وإرثه، بكلّ محمولاته ،التي كانت يومها نتاج واقع لم يعد اليوم ، أقول لكم.إنكم لاتستطيعون أن تَلبسوا ثيابَ أجدادكم المهترئة، العتيقة البالية، حتى لو تمكنا من تفصيل قماش جديد على أنساقها وأمثالها.لكونها لم تعد تتناسب وتناسب حركتكم ،وتطور المجتمعات والثقافات العالمية، لأنكم لستم بعد لوحدكم.فالصيني جاء إليكم ينام معكم ، والياباني أيضا والأمريكي ،والأوروبي، والروسي فكلهم يشكلون عصب حياتكم ،أتحداكم لو أنكم تستطيعون أن تستغنوا عنهم جميعاً. وإن لم تصدقوني فيكفي الهاتف النقال الذي هو بين أياديكم وأيادي بناتكم ونسائكم . يكفي.
ثم لماذا الطفل عندما يبلغ السابعة .يبدأ يرمي بأسنانه اللبنية؟!! أليست حكمة ربانية؟!!! لماذا لم يُبقيها الله معه إلى مادام حياً؟!! تجددوا يا إخوتي ، علينا أن نصحو . فناموس الحياة التجديد.
ولكنني أقول ليس كل الماضي نرميه .ولا علينا أن نقدسه كالطوطمية. ولا كل منتجات الحضارات الغربية والشرقية نأخذ بها بشكل آلي . بل علينا الانتقاء بمسؤولية أخلاقية، ووطنية ووجودية.فنأخذ كل ما من شأنه، أن يطور مجتمعاتنا ،ويجعلها قادرة على تجاوز حالاتها التي تعيش في صحراء أوهامنا .تلك التي لن نستفيد منها سوى التأخر والضياع والتخلف . والإنسان لم يعد كما كان من قبل ،أطفالكم سيكتشفون مدى تخلفنا وجهلنا وغباوتنا. عما هو عليه العالم من تقدم وتطور وازدهار...قريباً لن ترحمنا الأجيال القادمة مالم نكاشفها بالحقيقة .
دائما تتحكم فينا، غرازنا وذواتنا العنجهية، والأنانية، والمازوشية، وأننا خير الأمم.ونريد كلّ أملاك الآخرين لنا، ونستحوذ على العالم ، بينما نحن في الدرك الأسفل نصارع أمراضنا وجهلنا وعاداتنا وتقاليدنا وحربنا مع الآخر الذي يُخالفنا في كلّ شيء.
حربنا مع ذواتنا وفقرنا ، وعبثيتنا وعدم تحملنا المسؤولية الإنسانية والوطنية،إننا أصحاب أبواقٍ لا أفعال...ألسنتنا ما أبردها حين يُخالفنا المتنور منا. فننهال عليه بكلّ النعوت التي حفظناها منذ أزمنة بعيدة. ونصوره على أنه ليس إلا عدوا لدودا ومستشرقا صهيونيا، بينما نحن لانكفر الذين ذبحوا الإنسان كالنعاج ذبحا ونحرا.لماذا يا إخوتي هذا الفصام ؟!!! إنه متمكن في أعماق جيناتنا ولا يخرج أبداً إلا بثورة ٍ علمية نؤمن بدورها وتقوم على برنامج يضعه كلّ متنورٍ واقعي وعلمي منا ، لدينا الغنى في تعدد القوميات والديانات والمذاهب فلنشرك الجميع دون أيّ ترددٍ.فتكون المواسم وفيرة وتتنوع وحدتنا .عندها يمكن لنا أن نثق بأننا نسير إلى دروب التنمية الاجتماعية أولا والاقتصادية ثانيا والتربوية ثالثاً .جددوا في مناهج تربيتكم ، جددوا في خطابكم الديني الذي سيقتلكم قبل غيركم.فالعالم يترقبكم ونهايتكم تلوح في الأفق صدقوني،دعونا من كلّ آلية فالماضي يكفي نلوكه كالببغاء. دعونا نخرج إلى نور الحداثة التي من شأنها أن تأخذ بيدنا إلى مصاف الأمم والشعوب المتحضرة إن نحن آمنا وقررنا أن نتطور.
لسنا بحاجة إلى أرضٍ ، ولسنا بحاجة ٍ إلى طاقات بشرية التي علينا أن نقنن بها لكونها علة العلل.ولسنا بحاجة إلى خبراء نستوردهم من العالم. لو نحن آمنا بأوطاننا وأنفسنا كما نؤمن بخرافات أجدادنا.
وأخيراً أقول لكم لا قداسة في الوجود والعالم .غير قداسة الإنسان لأن الله جاء إلى العالم بطرق ٍ شتى من أجل الإنسان.
فلا تبخلوا بالعناية على كلّ ما من شأنه .أن يعيش الإنسان كريما، حراً...مسؤولاً. فاعلا لا منفعلا…
عندها يمكن لشرقنا أن ينهض بسلام والسلام لمن يستحق السلام.
اسحق قومي.
شاعر وأديب وباحثٌ سوري مستقل يعيش في ألمانيا.
13/3/2019م

#اسحق_قومي (هاشتاغ)       Ishak_Alkomi#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل