بين واقع النِسب وخيبات الأمل ..

مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 6234 - 2019 / 5 / 19 - 10:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

بين واقع النِسب وخيبات الأمل ..

خاطرة مروان صباح / قد يكون الجميل في الربيع العربي أو ما هو أجمل على الإطلاق أو بشكل عام ما حصل من تغيرات كبرى والتى إجتاحت ركائز القوى التقليدية في الاوطان ، تلك التوقيفات التى جرت على ذمة الفساد أو ما يجري الآن من استهداف للرئيس المخلوع في السودان وايضاً لرئيس الوزراء الجزائري السابق وبالتالي الأخير يحاول أن يستخدم مهارته الزئبقية من أجل الملاص كما كان يملص في كل مرة ، وبالتالي تذكرنا احداث اليوم ما فعله الأمير محمد بن سلمان ولي عهد الملك سلمان مع مجموعة كبيرة قد اختلست أموال السعوديين على مدار سنوات طويلة والتى تقدر بالمليارات ، لكن يبقى الملفت بالمسألة أن هولاء محظوظين بالفعل ، وحظهم يكمن بإعادتهم جزء كبير من الأموال التى سرقوها بطرق متعددة أي وجدوا فرصة لكي يصححوا ما ارتكبوا من جرائم حتى لو جاءت عكس رغباتهم أو بالقوة ، ولأن ايضاً المناسبات الحقيقية قليلة في هذا الزمان فإنني أجدها فرصة في شهر يمتاز من دون الأشهر خصوصية الحذف والمسح ، ( كالممحاة ) بل هي فرصة نادرة لنُذكر من هو مازال فآلت من الرصد والمحاسب ، بأن هؤلاء إذ كانوا وجدوا في الدنيا شخص مثل الأمير محمد يتفاوضون معه بشكل أو بآخر لكي يساوا أوضاعهم القانونية ضمن صيغة النسب والتى تكفل للمتعدّي على المال العام الإفلات من جديد وحرية الحركة مقابل اعادة نسبة من الاختلاسات ، أي بمعنى أوضح ، سرقت كذا يمكن أن تعيد لخزينة الدولة كذا والموضوع ينتهي عند هذا الحد ، وهنا بدورنا التذكيري نقول للذين يرهانون على إمكانية وجود متشابهات في الآخرة ، بأن سوف تنتظرهم مقادير غير ضئيلة من خيبة الأمل لأن يوم القيام هكذا أجزم بأن المعادلة هناك تقاس وتحسب بالذرة ، إذاً الحكاية تختلف كلياً عن ما هو قائم على الأرض ، وبالتالي لا بد من الإجابة عن سؤال عالق ، ماذا أنتم فاعلون يوم يخلو فيه التفاوض أو التبرير الذي يسمح للمبرر العودة إلى الوراء أو الحسرة والندامة بل ما يجب التذكير به بأن لا يوجد في الأعالي سوى قاموس واحد قد حذفت منه جميع المفردات وأبقى على مفردة واحدة ، ألا وهي المحاسبة والمحاسبة فقط . والسلام
كاتب عربي

#مروان_صباح (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل