أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - جماعة الاخوان المسلمين بين الديمقراطية الملزمة والحقوقية .















المزيد.....

جماعة الاخوان المسلمين بين الديمقراطية الملزمة والحقوقية .


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 6232 - 2019 / 5 / 17 - 09:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جماعة الاخوان المسلمين بين الديمقراطية الملزمة والحقوقية .

مروان صباح / في واحدة من أخطر مقولات ل برنارد شو بل هي الأعنف على الإطلاق ( لا يجرؤ أي رجل أن يكتب شيئاً عن حقيقة الزواج حين تكون زوجته على قيد الحياة ) اما تولستوي فقد قال لتشيخوف لن أحدثكم عن المرأة إلا عندما أضع قدمي على حافت القبر أقول كل ما لدي ثم أقفز في التابوت ، وهذا ينطبق بالفعل على جماعة الاخوان المسلمين وعلى الأخص من هم داخل الجماعة ، هنا يتساءل المرء هل بوسع المنتسب إلى التنظيم العالمي فتح باب النقاش بشكل صريح وديمقراطي يقول ما يقول كما يقال بالوتيرة الثورية أو الاتصادمية أو أن الجماعة تحولت إلى أشبه بالزوجة التى جعلت جميع الأزواج يستغنون عن الدخول في نقاشات انتقادية ، وقد تكون لأن مسألة الديمقراطية في الإسلام مهمشة تاريخياً أو فهمت بطريقة عشوائية أو لم يكن مرغوب بفهمها من الأصل ، وهذا يناقض أصول التى قامت عليه الدولة الاولى ، فقد تأسست الدولة الاسلامية على واقعتين وهذا إذ دل يدلل على التربية النبوية التى انعكست على مرحلة النشأة الثورية ومن ثم البناء الدولة ، فالواقعة الأولى كانت ثورية صورية قدمها بلال الحبشي عندما عبرَّ عن ثورته الفكرية من خلال الديمقراطية كما اشار لها المفكر الجزائري مالك بن نبي ، فجسد بلال روح المقاومة أمام الإستبداد مطالباً بالديمقراطية والعدالة ، أما الواقعة الأخرى جاءت أثناء تولي عمر بن الخطاب الخلافة ، وضع النهج الديمقراطي أساس لحكمه عندما بدأ بمقولته الشهيرة ( ايها الناس من رأي فيكم فيِّ اعوجاجاً فليقومه فجاء الرد من أحد مواطنين دولة الخلافة المدنية ( والله لو رأينا فيك اعوجاجاً لقومناه بسيوفنا ) أي أن المقاومة ليست للفرد بهدف إنهائه بل إذا دقق المراقب جيداً في العبارة يجد المراد من مقاومة الاعوجاج هو تقويم الصنع حتى يستقيم الإعوجاج وبالتالي انتقلت الدولة في عهدين ابوبكر وعمر رضى الله عنهما من دولة المعصومية إلى دولة الشورى بعد توقف جِبْرِيل عن النزول .

لا مفر لجماعة الاخوان من عمل مراجعة حقيقة ، تقوم المراجعة على أساس حرية الفكر وروح الديمقراطية ، لأن ليس معقول بعد العقود طويلة من الانطلاقة والمد الشعبي على المستوي العالمي بالاضافة للمؤسسات العاملة والتابعة على امتداد المعمورة مازالت تترنح بين الخروج من أزمة لتقع في أزمة أكبر ، بل في الأزمة الأخيرة تبنت سلوك منغلق ومقتصر على رؤيتها دون الاستماع لآراء محايدة وهذا بالفعل جرى ويجري في مصر بعد اسقاط نظام مبارك بثورة شعبية ، والذي يشير النهج المنتهج منذ ذاك اليوم عن طريقة التفكر التى تعتمدها الجماعة ، وهنا يتساءل المرء ، إذا كانت جماعة الاخوان تأسست في البداية على المؤاخاة اقتداءً بالمؤاخاة بين الانصار والمهاجرين ، أي أن جوهر قيامها هو القضاء على الدوافع الغير ديمقراطية من أجل الوصول إلى درجة المؤاخاة ، أي الحرية والعدالة ، وبالرغم من الصيغة المعتمدة والشائعة والمتداولة بين الناس ، كلمة الاخوان ، إلا أن الديمقراطية الفكرية غائبة بل تُحارب تماماً كما هو الحال بين الأنظمة ، ولأن كما بينا في السطور السابقة ، بأن الاسلام قام على تربية الفرد على الديمقراطية اولاً قبل العائلة والمجتمع وبالتالي توفر له حماية من الدخول باشكاليات الإصلاح كما حصل على سبيل المثال في السودان ، لقد اختزلت الجماعة الديمقراطية التى حكمت من الخرطوم في إطار طفولي وهش لا يقوى على الصمود امام أول تجربة .

حتى الآن تقف جماعة الاخوان المسلمين تائهة بين منطقين ، تجربة الاسلامية التى انطلقت من مفهوم الالتزامات والأخرى التى جاءت على شكل حداثي وبالتالي ترجمتها الولايات المتحدة الامريكية بمفهوم الحقوق ، وهنا يجد المراقب بأن تجارب الأنظمة في مسألة الديمقراطية كانت قصيرة ومخيبة لآمال الشعوب ، لأن كانت ملاذات سريعة غير ناضجة التى جعلها تخضع على نحو تجريدي فجردت الإنسان من انسانيته وافلسته عقلياً ، بل ما غاب عّن الجماعة تماماً كما غاب عن مؤسسين الدول الوطنية ، بأن الديمقراطية تتركز على ثلاثية ، ثلاثية التى جاء بها مالك بن نبي وطرحها على هذا النحو ، الشعور نحو الذات والشعور نحو الآخرين والشعور نحو مجموعة من الظروف الاجتماعية والسياسية وبالتالي عندما تشتغل جهة كالجماعة في المجال السياسة لا بد أن تعلم حجم الموروث الاثني في المجتمع ، فالمجتمع الاسلامي والعربي مقسم بين البادية والمذهبي والقومي والفكري والسياسي والمصالح الاقتصادية والمدني الذي يؤكد على مسألة أصيلة بأن الديمقراطية ليست مسألة حقوق بقدر أنها مسألة تعليمية لا بد للنظام الناضج أن يكفل تمريرها على شكل مراحل حتى تصبح متأصلة ومسلوقة بين الأجيال المتعاقبة ومن ثم تأتي مسألة الحقوق التى تتيح للصانع البسيط أن يكون يوما ما سيد من اسياد المهن المختلفة وبالتالي عندما يتحول المجتمع ديمقراطي يبدأ بالتخلص تدريجياً من الطبائع التى اشار عنها الكواكبي لصالح الحضارة التى يبنيها الإنسان والإنسان فقط .

العالم مجموعة من الوقائع الذرية أي يعني أنه مجموعة من الأفراد ، هناك الحي وآخر العدمي وهنا تكمن مهمة الكاتب ، الفصل بين الاختلافات وإظهارها على شكل اطروحات تبين الفارق بين الحقيقي وعويص ، لأن إذا كان العالم مركب ومختلف إذاً هو منقسم بين مسؤول وغير مسؤول وطالما طرحت الجماعة نفسها على أنها مسؤولة عن مصير أمة كاملة ، أي من المفترض للقلق أن يكون أسلوبها بل ليس القلق سوى مؤشر على حرية الفكر وجديته بحمل المسؤولية ، وطالما الجماعة تعرضت في مصر إلى حصار شبه تفكيكي على صعيد الاقتصادي والتنظيمي ، إذاً لن ينفعها جميع تحركاتها في الخارج وهذا يتطلب إلى إعادة النظر بالطريقة التى تفكر بها الجماعة برمتها لأن السؤال الذي من المفترض أن يجيب عنه مفكرينها ، إلى أين الجماعة ذاهبة ، بل المنطقة العربية تقف على حافت الانهيار الشامل بالطبع بسبب التعنّت الغير المسؤول وكل هذا التعنت أصله يعود إلى الخلاف السياسي من أجل الوصول إلى الحكم ، أي أن الأمة تعود اليوم إلى الخلاف الذي حدث بين المسلمين في أوائل الدولة الاسلامية والذي تطور ليصبح خلاف مذهبي في الأصول ، وهذه الأفعال والسلوك المتبع ينافي أصول الاسلام ، فالاسلام من وظيفته اضافة شعور اتجاه الذات قبل الآخرين وبالقدر نفسه من المفترض أن يضيف شعور باتجاه الآخرين ، شعور بالمسؤلية مما يتفق مع مصالح المسلمين العليا ويتفق ايضاً مع الديمقراطية وبالتالي تتيح الشورى الحقيقية للأفكار الاخرى والمختلفة تقديم حلول قادرة بدورها تجديد وتجنيب المنطقة من تكرار محطات قاتلة شهدها المسلمين عبر تاريخهم الحافل بضيق الفكر والتمسك ببداوة التفكير وشهوة الحكم لصالح حكم الفرد . والسلام
كاتب عربي



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاستفادة من انتخابات بلدية اسطنبول ..
- وظيفة الاقتصاد هي حماية القوة النووية وليس العكس ...
- وظيفة الاقتصاد هي حماية القوة النووية وليس العكس...
- كلمات مختصرة خَص نص رص للرئيس اردوغان ...
- جميع العقوبات الأمريكية لن تحدث متغيرات عميقة بالسلوك الإيرا ...
- صحيح شكل انسحب مؤقت لكن شركائه بدم موجودين ...
- فشل الماضي يفرض على السودانيين التغيّر الجذري ..
- اخفاق الماركسيون من تحقيق السعادة ونجاح الرأسماليين من إنقاذ ...
- الحركة الصهيونية من عمليات الاقتلاع إلى عمليات الإنقراض ...
- رسالتي القصيرة الي الرئيس الفلسطيني ابو مازن....
- ذكرى رحيل آبو محمود الصباح / من حلم التحرير إلى كابوس الفشل ...
- عبثية الإصلاح ..
- بين المُعلم عليهم والمهانيين يقف عبد اللميع متفرج ..
- درساً سودانياً بالحرية ...
- نياشين الصبا وأحجار الكِبر
- الوثيقة المخبأةُ بين الرفات ...
- استعصاء مفهوم الانبطاح ...
- انزلاقات متشابهة بين الاستبداديين والشبه ديمقراطيين ..
- سكموني المقاومجي
- إعادة الطبقة الوسطى مؤشر للدولة العدالة ...


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - جماعة الاخوان المسلمين بين الديمقراطية الملزمة والحقوقية .