أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - إعادة الطبقة الوسطى مؤشر للدولة العدالة ...















المزيد.....

إعادة الطبقة الوسطى مؤشر للدولة العدالة ...


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 6187 - 2019 / 3 / 31 - 08:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




على الرغم من حال ( Denial ) إنكار الطبقات الذي استوجب اعادة طرحه على شكل صناعي متواري بين الطبقي والطائفي ، لقد استطاعت الطبقة المتظاهرة في لبنان بناء هوية البلد على هذا الأساس ، وبالتالي بدورها ألغت عن المشهد السياسي والسياحي الطبقات الاخرى رغم أن مداخيلها منذ قيام الدولة حتى يومنا هذا قائمة على هذه الطبقات ، بل لم يتوقف الأمر عند هذا الحد ، عندما ضاقت ( بلد المظاهر ) بالطبقات المهمشة وغير معترف بها ، حاولت هذه الطبقات الفقيرة أو المهنية أو المتعلمة من الوسط المجتمعي ، البحث عن مخارج استراتيجية فردية ، فوجدت بالغربة مخرج أولي في تحسين وضعها الذاتي ومن ثم انتشلت في كل مرة البلد من الدمار والاستباحة الشاملة والعودة به إلى حدود الفشل بل تمكنوا الغرباء في غربتهم نيل الاعتراف بطبقاتهم في الخارج التى حرموا تشكيلها في الداخل وأصبحت الغربة أوطان بديلة .

تشكل لبنان منذ البداية على أساسين رئيسين ، الأول ، التقسيم الطائفي للمناطق والعامل الآخر ، المظهر من خلال القطاع السياحي والقطاع المالي ( البنوك ) واللذين بدورهما دفعوا رجال الدولة والقوى الاقتصادية الناظمة لهذه المنظموتين اللجوء إلى مورارة الطبقات البسيطة الأخرى ، وبالتالي كانت فكرة التمظهر بالأصل تحمل في بذورها قتل الدولة ، بل ساهمت بشكل كبير في إنشاء تركيبات سياسية واقتصادية وسياحية سطحية رغم محاولات البعض أمثال الرئيس فؤاد شهاب أو الرئيس المغتال رفيق الحريري فالحريري على سبيل المثال انشاء مساحة تقدر ب 2 مليون متر مكعب منها 700 الف متر في البحر كنموذج يراد منه التعميم أو المخطوف موسى الصدر ايضاً حاول هو الأخر مع الرجلين انقاذ البلد من صيغته التمظهرية وإعادة دور الطبقات المغيبة إلى دورها الطبيعي في المجتمع ومن ثم الاعتراف بها كركائز في دولة الانتاج التى يجتمع فِيهَا الاختلاف لينصهر لمصلحة الشعب الواحد ، على الأخص تلك التى رأت بأن مصيرها الوحيد لكي تحافظ على المظهر الكاذب هو الاستمرار في خلق وضع اجتماعي وسياسي واقتصادي متناحر يُؤْمِن لها سَرَقَت لقمة عيش اللبناني بل سرقت حلمه وبالتالي بهمتها وزعت الفساد على مقومات الدولة طالما الدولة مقسمة بالأصل بين الطوائف التى بدورها ألغت الاخلاقيات والانسنة وزرعت ايضاً الفساد الفكري ، بل عندما يتمعن المرء بهؤلاء الذين ضاقت بهم السبل وشكلوا هروب أشبه بالجماعي وشكلوا من الغربة جسورا لإمداد لعائلتها ، لم ترحمهم طبقة الإنكار مرتين الاولى عندما أفقرتم في بلادهم والمرة الثانية عندما استقطبتهم تارةً عبر الخطاب السياسي وأطوراً من خلال الخطاب الطائفي بالطبع لكي تستفيد بالقدر الكبير من المتغيرات المالية التى طرأت عليهم وايضاً لكي تمنع أي تحرك يؤدي إلى انشاء جسم نقيض للنظام القائم .

العلّة اللبنانية لم تكن ناتجة عن الحرب الأهلية ، بل نشوئها بدأ منذ الاستقلال ، فالبلد واجه هيمنة سوريا وفرنسية وبالتالي تحولت الهيمنة إلى حالة طبيعية لكثير من اللبنانيين لهذا أي شخص يتحرك خارج الطبيعي يتحول إلى مشاكس ومن ثم إلى هدف ، وهنا يكشف الواقع عن مسألة غاية من الأهمية ، لم تسعى القوى السياسية إلى وضع استراتيجيات مخارج التى تؤمن للدولة مستقبل مستقل بل تحول التنافس بينها إلى من يأتي بهيمنات أخرى ، تنافس الهيمنة السورية وهذا إذ دل يدل على تواضع إمكانيات هذه الطبقة الفكرية التى بدأت بإنكار الطبقات إلى أن أنكرت البلد برمته .

على هذا الإنكار الطبقي تشكلت الهوية اللبنانية وبات الطمس للطبقات الاخرى ليس فقط مطلب يخص زعماء الطوائف أو القوى الاقتصاد بل تسلل الإنكار ليخرج من فئته الصغيرة ويتمكن من الفرد العادي والعائلة ، أصبح طموح شعبوي ، أي قد يكون موقع السوليدير في مدينة بيروت الصورة التى يراد بها اختصار لبنان ، أما ما هو خلف السوليدير يتم تجنيب تظهيره أمام السائح وبالتالي دفعَ الإنكار الدولتي كل طائفة على حدة من أجل البحث بشكل خاص عن ايجاد حلول لمشكلة طائفتها بحدودها الجغرافي بالطبع بعيداً عن دولة الأم على سبيل المثال بدأت الطائفة الشيعية بالبحث في أول الأمر عبر موسى الصدر عن ايجاد حلول للمسألة اللبنانية عندما حاول احضار نهج السلفية الاسلامية في التعامل مَع الطبقات لكن انتهت في تشكيل حزب الله الذي بات حارس أبوي للطائفة على طريقة العراب وهذا تطلب من الطائفة تجاوز الدولة المريضة من أجل تأمين احتياجاتها من دولة مثل ايران في واقعها حالها هي أكثر مرضاً من الأولى لكن قياساً بواقع لبنان تحولت إلى جنة ، وعندما تعرضت طهران في الآونة الأخيرة إلى جملة عقوبات باتوا مناصرين الحزب على جهوزية للانفكاك عنه ، اليوم وحسب تقديرات قيادات من الحزب يقدرون باللذين رحلوا حتى الآن ب 35 % وايضاً بات الحزب يعاني في فترة قصيرة من تسديد رواتب مقاتليه في سوريا ولبنان ، وكما تشير المعلومات الرصد بين السوري ولبنان أعادت إدارة التنظيم العسكري للحزب جميع من هو على بند التعاقد من سوريا وخفضت الادراة ايضاً رواتب عناصر الحزب المثبتين ، بل ايضاً شمل التخفيض رواتب العاملين في دوائر الاعلام إلى النصف لكن التقارير الأمريكية تشير عن أموال كبيرة تنفق في كل من سوريا والعراق تحت مسمى القوة الناعمة بعد ما اظهر قوته عبر البراميل المتفجرة ، لقد خصص الحزب لشراء أراضي حول الأماكن الدينية وينفق أموال من اجل استيعاب الشباب السني عن طريق انشاء مراكز اجتماعية وثقافية يمرر من خلالها بشكل لين الثقافة الشيعية بعد ما شهدت الأغلبية السنية انهيار عسكري ، بالطبع يحصل كل هذا في حين يمارس الحزب في لبنان عمليات تقشفية كُبرى ، بل كما يبدو وضع بدائل جوهرية لعلاقته مع الدولة ، صحيح تعتبر عملية التقشف حسب المراقبين أنها أمر طارئ لكنها اضطرارية ، اليوم حزب الله يبحث عن مصادر مالية من الدولة التى تؤمن له تسديد احتياجات جمهوره ، فاصراره على تولّي وزارة الصحة والتى تقدر موازنتها ب 400 مليون دولار سنوياً ، تكمن أهميتها بالنسبة له كون علاقتها مباشرة مع الجمهور ، فجرت العادة أن تُسدد فواتير مرضى مستشفيات الخاصة عن طريق وزارة الصحة .

بادئ ذي بدء ، يتوجب على حكومة الحريري اليوم اعادة ترتيب الطبقات ، على الأخص بالتوازي مع المشروع الاقتصادي والخدماتي المفروض الشروع بتحقيقه ، وهذه فرصة من أجل إيقاف الطبقة التمظهرية التى استحوذت على مداخيل الطبقات المنكرة من الطبقة إياها النكرانية وإعادة وتوزيعها بشكل خدماتي إنتاجي وليس رعوي وبالتالي تستفيد منها الطبقات العاملة والتى حرّمت لعقود طويلة من أموال الضرائب أو تلك التى تأتي إلى حزينة الدولة عبر الدعم الدولي والاقليمي ، فمشروع سيدر الأخير يعتبر فرصة سانحة ايضاً للحكومة لكي تُستوعب هذه الشريحة أو غيرها التى تخلت للتو عن مناصرة حزب الله بسبب توقيف التمويل ، فاستيعابها في برامج القطاع الخاص هي عملية تشابكية ، الهدف منها تواصلهم وتواصل اولادهم مع الدولة ولكي لا يجدوا أنفسهم بعد قليل مضطرين للرجوع مرة أخرى لداعمهم السابق ، ( نقيض الدولة ) بالطبع هنا لا نتكلم فقط عن حزب الله بل لبنان اغلبيته يمارس أفعال الحزب لكن بحجم أقل منه ، وهذا السلوك يسهل للحكومة بنقل الناس أو على الأقل البدء بفتح أبواب بديلة عن التشكيلات التى حلت مكان الدولة ، فإنعاش الاقتصاد هذه المرة لا بد أن يصطحبه سعي جدي لتشكيل دولة تجمع الناس من خلال الاقتصاد والخدمات والإنتاج النوعي والمحفز ، يساهم في بناء مجتمع متحرر من دولة نفوذ الطائف وطبقته الانكارية وبالتالي يُؤْمِن هذا التحرك في المنظور القريب لقطع الطريق على أدوات التى تستغل الدولة بالرشاوي عن طريق الوظيفة العامة أو من هم في راس هرمها الذين باتت وظيفتهم اهدار الأموال فقط ، بل توقيف هذه الفئة بدعم البرلمان أصبح ضرورة أساسية التى عادةً تنفق هذه الأموال على الحاشية وليس المستشرين المخلصين كما سماهم المغتال جنبلاط الأب ، بالاضافة الي هذا وذاك هناك حقيقة أخرى ، لقد عُرف لبنان سابقاً بين المجتمعات العربية من خلال مرفقين كبيرين هما الجامعة الامريكية والتطبيب ، بالطبع مع تراجع لمثل هذه المرافق تضخم الجهاز الإدراي للدولة وأصبحت الوظيفة وسيلة من أجل الكسب الغير مشروع أو مصدر مالي لا يتطلب أي جهد فعلي وهذا بدروه عكس سلباً على القطاع الخاص بل تأثر القطاع بخمول تدريجي وأُدخل ايضاً بالتدرج إلى حلقة النزاع اللا إعتراف .

الآن يصنف لبنان بالطبقي ولا طبقي ، بالدولة ولا دولة ، بالطائفي ولا طائفي ، لكن جميع أدوات المتحكّمة بالدوائر التى اسلفناها ، تتقاطع مصالحها مع بعضها البعض ضمن علاقات المصالح الشّخصية دون أن تتوافق على المصّلحة العامة ، برغم أن كل طائفة تُحكم داخلياً بمنطق طبقي وهذا لأن انتموا إليها بالولادة البليدة أما خارج الطوائف ، أي الطبقات السياسة أو الاقتصاد تعتبر الإنتماء إليهما بالتبني لأن مصدر المال أو الصعود إلى سدة الحكم جاء من فساد الادراة وليس بالربح النزيه أو بالكفاءة وهنا ايضاً تتاح للحكومة فرصة أخرى اليوم لإسدال الستارة عن الطبقات العاملة والمنتجة والتى يقع بحقها إنكار وهيمنة الطبقة الفاسدة وبالتالي هناك إمكانية رفعها بالقدر الممكن من مواقع التهميش والإنكار إلى الطبقة الوسطى ، فالوصول بالأغلبية إلى الطبقة الوسطى مؤشر كبير على تمتع الشعب بالحرية والعدالة والكرامة ، فهل تفعلها حكومة الحريري وتوقف الإنكار للطبقات وتسحب بدعم من البرلمان البساط من تحت من حرموا الفقير من الاعتراف بفقره حتى يتمتع الغني بإعتراف نقي . والسلام
كاتب عربي



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسباب فشل حراك غزة وحماس بلا عمق دولي أو إقليمي ..
- بولا والعشاء الأخير
- التغير في الجزائر في ظل النتف وإعادة الرسم ...
- الطائفية تطرح نفسها كبديل للأوطان ...
- بين منظومة الثايد الأمريكية و400 اس الروسية يقف الشرقي في حي ...
- إخفاقات الجزائريون في الماضي تمنح الطرفين دروس للانتقال السل ...
- الجزائريون يبحثون عن من يخرجهم من البدايات ليلحقهم بالعصور . ...
- ‎إصرار على الترشح هو أمر استفزازي ومهين ليس إلا ...
- أربعون عام من الرداءة حتى استحسن ذلك مزاج الشعب الايراني ...
- مصطلح دبلوماسي جديد
- الفشل في السودان كان المقدمة للسلسلة إفشالات ...
- التضحية خير من الخضوع ...
- الإنسان بين الإدراك والأشراك ...
- ثنائية القاعدة
- الأقطش خانه التوصيف ..
- رسالتي إلى الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد والرئيس اوردغان ...
- دول شكلية وميليشيات حاكمة ...
- حمامات الدم / الأسباب وامكانية التصحيح ...
- تهنئة أم نكاية ..
- الفارق بين حكم المجاهدين والفاسدين


المزيد.....




- نهشا المعدن بأنيابهما الحادة.. شاهد ما فعله كلبان طاردا قطة ...
- وسط موجة مقلقة من -كسر العظام-.. بورتوريكو تعلن وباء حمى الض ...
- بعد 62 عاما.. إقلاع آخر طائرة تحمل خطابات بريد محلي بألمانيا ...
- روديغر يدافع عن اتخاذه إجراء قانونيا ضد منتقدي منشوره
- للحد من الشذوذ.. معسكر أمريكي لتنمية -الرجولة- في 3 أيام! ف ...
- قرود البابون تكشف عن بلاد -بونت- المفقودة!
- مصر.. إقامة صلاة المغرب في كنيسة بالصعيد (فيديو)
- مصادر لـRT: الحكومة الفلسطينية ستؤدي اليمين الدستورية الأحد ...
- دراسة: العالم سيخسر -ثانية كبيسة- في غضون 5 سنوات بسبب دوران ...
- صورة مذهلة للثقب الأسود في قلب مجرتنا


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - إعادة الطبقة الوسطى مؤشر للدولة العدالة ...