مروان صباح
الحوار المتمدن-العدد: 6223 - 2019 / 5 / 7 - 08:51
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
/ هو سؤال نافل لأنه يحمل سوابق من التدوير والتبدل ، جميعها لا تعد ولا تحصى ، الآن وليس غداً يتساءل المرء ماذا لو كان ابليس كبر عقله أثناء الحوار الشهير إياه بين المخلوقات والخالق ، بالفعل وببساطة مشددة ، كان الأبلة حاضر مع من حضر في شهر رمضان ويتمتع بالجلوس مع من ينتظرون الافطار عند موائد الطعام ، لكن عناده والحسد الذي تملكه لحظة إقرار رب العزة بأفضلية أدم عليه جعله معزول ومحبوس في هذا الشهر الرمضاني بل هو ايضاً لا سواه يعيش الأشهر الأخرى متخفي كلص ، وبالفعل لا يعيب من اطلق عَلَيْه الأبلة طالما التقدير الرباني كان وصفه بالملعون والمطرود ، وهنا في معمعة تذكير المتحررين من شياطينهم قد يتساءل قارئ هذه السطور هل يجوز تصفية الحساب معه في هذه الايام أو يصح التهجم على ابليس واتباعه كما يشاء ويحب المرء ، نعم هي فرصة لأنهم مكبلين ومحبوسين ويصح ايضاً ودائماً ممارسة افتضاح الفاسدين كشركائه بلصوصية لأن بعد التمعن بسلوك الفاسدين يكتشف للممعن بأن اللصوصية كطريقة مأخوذة بالأصل من إبليس ، فكل محياه ( غضيب الرب ) تعتمد على التخفي والخوف تماماً كالسارق لدي البشرية (غضيب الوالدين والشعوب ) ، لكن يبقى السؤال التى تعجز الإنسانية الإجابة عنه ، كم آدمي احتل مقعد من مقاعد موائد الإفطار نيابةً عن ابليس ، متآدمن لكي يخفي ابليسته ، هو سؤال برسم البيع بالطبع إذاك كان هناك من يشتري وايضاً يتيح المجال لمن يرغب بالجلوس بالتفكير مسبقاً مع من سيجلس ، لكني في سياق متصل اُقدم ايضاً نصيحة للمتفحص بأن لا يدقق كثيراً لكي لا يجد نفسه جالس بمفرده عند مائدة الإفطار .
كما أن يصح ايضاً تذكير من هم قائمين على مصلحة السجون في العالم الثالث وعلى الأخص الدول العربية ، بأن ابليس وجماعته يقضون مِنْ كل عام محكومية سجن مدتها شهر واحد ، لكنها تفتقد المحكومية إلى ما يسمى إعادة تأهيل المحكوم بحكم القرار النهائي بحقهم أي لا جدوى من اصراف الجهد على تأهيلهم طالما وظيفتهم محددة ، لهذا يجد الإنسان بعودة ابليس في كل مرة ، هي عودة محملة بعنفوان أشد مما كان عليه سابقاً ، وهذا يتيح للسجان إعادة النظر بنزلاء سجنه والكف عن التعامل معهم على أنهم شياطين لا يمكن إصلاحهم ، أي أن الضرورة الأخلاقية تتطلب تأهيلهم لأنهم بعد انهاء محكوميتهم يعودون إلى الحياة بعنفوان مشبع بالحرمان تماماً كالكلاب التى يحجب عنها بقصد الأكل ثم يتم إفلاتها .
أما المنطق وراء هذه الخاطرة في الواقع ، هو لفت انتباه لمن يشعر بالإنتصار في هذا الشهر ، بأن النصر لن يكتمل إلا إذا أقترن حقاً ببعده الأوسع ، أي لا مجال سوى أن يتحالف الشريف مع الشرفاء بعد ما ضاقت عليهم موائد الرحمن وتوسعت موائد أعوان الشيطان ، لكي يتمكن من التصرف بشجاعة كافية ويقول للشيطان أثناء محبسه أو انفلاته أنك شيطان وفي أشهر السنة كلها . والسلام
كاتب عربي
#مروان_صباح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟