أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - راتب شعبو - تمرد المرأة السورية على الأطر السياسية الذكورية














المزيد.....

تمرد المرأة السورية على الأطر السياسية الذكورية


راتب شعبو

الحوار المتمدن-العدد: 6228 - 2019 / 5 / 13 - 22:35
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


لا يبدو، بعد ثلاث سنوات من الصراع، أن المرأة السورية حققت تقدماً في مستوى حضورها وفاعليتها القيادية في الشأن العام. بل توحي الأرقام أن ثمة تراجعاً في هذا الحضور. فحسب تقرير صادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي لم يتغير ترتيب سوريا وفق مقياس الفجوة الجندرية (ظاهرة عدم المساواة بين المرأة والرجل) خلال 2011، العام الأول للثورة. حيث جاءت سوريا في ذيل القائمة واحتلت الموقع 124 من أصل 135 دولة. مع العلم أن التمكين السياسي هو من ضمن المؤشرات الأربع الرئيسية المعتمدة في هذا الترتيب. وفي العام التالي، أي 2012، تراجع ترتيب سوريا إلى 132 من أصل 135 دولة.
من بين المؤشرات التي يعتمدها التقرير، هناك مؤشرات شكلية في موضوع التمكين السياسي مثل عدد النساء في مجلس الشعب، ولكن التقرير مع ذلك يعطي فكرة عن التباين بين الدور الواقعي للمرأة السورية في الثورة وبين دورها في القيادة. ذلك أن الدور الواقعي أو التحتي الكبير للمرأة لم ينعكس زيادة في تمكينها السياسي ومرورها إلى دوائر القيادة وصنع القرار. على سبيل المثال، لم تصل امرأة إلى رئاسة المجلس الوطني عبر دوراته الرئاسية، أو إلى رئاسة الائتلاف الوطني من بعده، وربما كان من ضمن الأسباب في ذلك، الاعتبارات "الخليجية" التي يبدو أنها أكثر تساهلاً مع أهل الكتاب منها مع المرأة التي يقول حديث موضوع بشأنها "ما أفلح قوم ولوا أمرهم امرأة".
واللافت في سوريا، كما في غير مكان أيضاً، أن البلاغة الذكورية في الحديث السخي عن المرأة ككائن اجتماعي وتقديرها، تبقى عقيمة أو حتى مؤذية، مثل المديح الذي يكيله السيد للمسود كشكل من أشكال تجميل سيادته ودوكرتها ومدّها بسبل الاستمرار. وللخروج من عباءة الذكور الذين يقرظون المرأة طالما هم مطمئنين إلى سيادتهم، اتجه النساء في سوريا نحو نشاط مستقل عن الأطر الذكورية بعد أن فشلن في الوصول إلى مواقع فاعلة في هذه الأطر، فعقدن مؤتمرات نسوية على مدى سنوات الصراع الثلاث، صدر عنها بيانات تحمل أفكارهن وتصوراتهن عن الصراع. ثم حاولن المشاركة في مؤتمر جنيف الثاني بوفد مستقل عن وفدي النظام والائتلاف. صحيح أنهن لم يفلحن في ذلك، ولكنهن حصلن على ضمان تواجدهن في قاعات وأروقة المؤتمر كلجنة متابعة بين السياسيين والإعلاميين.
في الواقع لا يزال هناك فجوة كبيرة بين الفاعلية اليومية للمرأة وحجم أعبائها من جهة، وبين نسبة تمثيلها وحضورها على المستوى السياسي من جهة أخرى، وذلك رغم بروز أسماء نسوية مهمة في سماء الثورة. وقد أدى التحول العسكري مع انحسار الوسائل السلمية في الثورة إلى المزيد من دفع المرأة إلى الخطوط الخلفية، لنشهد مفارقة صريحة صنعها المسار العسكري، مفارقة بين زيادة الأعباء على كاهل المرأة نتيجة غياب الرجل وانشغاله العسكري، وبين تحييد المرأة عن المشهد وحرمانها من الاعتراف في الوقت نفسه، ذلك لأن اللحظة العسكرية تمجد العنف والتسلط وهما صفتان ذكوريتان حتى الآن. زيادة أعباء وزيادة تهميش، تلك هي المفارقة التي تعيشها المرأة السورية في معمعة الصراع الجاري.
وبرغم سطوة الموجة العسكرية وجاذبية التطرف وقوة الرغبة الانتقامية، ظلت المرأة السورية في تصوراتها وأفكارها السياسية أقرب إلى السبل السلمية، أو في الحد الأدنى، إلى العقلانية العسكرية، إذا صح القول. فقد وقفت النساء في المعارضة ضد ممارسات متطرفة ووحشية أتى بها بعض عناصر الفصائل التي حسبت زوراً على الثورة، رغم أنهن كابدن مرارة فقد الأولاد والأخوة والأزواج، ورغم أنهن قُتلن وشُردن وحُرمن في ظل المعاملة التفضيلية التي يتمتع بها المقاتل الذكر والتي تفرضها الطبيعة العسكرية للصراع.
كانت النساء معارضات وسط بيئة المعارضة نفسها. ويسجل لهن مواقف بارزة ضد التطرف الإسلامي الذي سار يداً بيد مع تكرّس المسار العسكري. في الرقة وفي حلب كان للمرأة صوتاً مسموعاً ضد الجماعات المتطرفة التي بسطت سيطرتها على هذه المناطق.
ما يحدث في المنظمات السياسية المكرسة، هو أن ارتقاء المرأة في هذه المنظمات التي يغلب عليها الذكور يتطلب في الغالب خضوعها لمعايير ذكورية. وبشكل عام ترتقي المرأة هنا بقدر اقترابها من الذكر. وقد يكون خلق أطر سياسية نسوية من خارج الأطر السياسية الذكورية مدخلاً مناسباً لكي تمارس المرأة فاعليتها السياسية متحررة من ضغط المعايير الذكورية السائدة، ولعل في هذا مساهمة في تحسين شروط السياسة وتلطيف سبلها.



#راتب_شعبو (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جرائم شرف في الثورة
- نجاحات ومخاطر في السودان
- الشبيحة: تشكيلات العنف غير الرسمي في سورية 8
- الشبيحة: تشكيلات العنف غير الرسمي في سورية 7
- الشبيحة: تشكيلات العنف غير الرسمي في سورية 6
- الشبيحة: تشكيلات العنف غير الرسمي في سورية 5
- الشبيحة: تشكيلات العنف غير الرسمي في سورية 4
- الشبيحة: تشكيلات العنف غير الرسمي في سورية 3
- الشبيحة: تشكيلات العنف غير الرسمي في سورية 2
- الشبيحة: تشكيلات العنف غير الرسمي في سورية 1
- إياك أن تموت مع الرئيس المقبل
- بيتنا والاسفلت
- البديهيات والاستاذ
- الكوفيون الجدد
- آلة التشبيه
- حديث اللبن
- أطفال سورية
- العلويون، عزلة ثانية
- رفة عين اسمها الاستيقاظ
- خيانات مضمرة


المزيد.....




- يسرى صيداني: القوّة تُؤخذ لا تُعطى
- جوزفين زغيب: الإعلام شريك في إبعاد النساء عن مراكز صنع القرا ...
- بين الغارات الإسرائيلية والاقتتال الداخلي: مشهد معقد في الجن ...
- انفجرت بيدها.. مقتل امرأة كانت تحاول تفجير بنك على ما يبدو ف ...
- مسلسل -لام شمسية- يثير جدلا كبيرا في مصر حول قضية العنف الجن ...
- اليونان.. مقتل امرأة بانفجار عبوة ناسفة (صور)
- خرم سلطان: من هي -أقوى- امرأة في التاريخ العثماني؟
- أبرزها الزواج من 20 سنه!.. قانون الزواج الجديد في الجزائر 20 ...
- المزيد من الفتيات يرغبن في دراسة التكنولوجيا
- مراهق يُقنع الأطفال بممارسة الجنس في العالم الافتراضي من خلا ...


المزيد.....

- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - راتب شعبو - تمرد المرأة السورية على الأطر السياسية الذكورية