أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راتب شعبو - الشبيحة: تشكيلات العنف غير الرسمي في سورية 8














المزيد.....

الشبيحة: تشكيلات العنف غير الرسمي في سورية 8


راتب شعبو

الحوار المتمدن-العدد: 6223 - 2019 / 5 / 8 - 14:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في التسمية
نظراً لعدم وجود معنى محدد لكلمة (شبيحة)، فقد كثرت التفسيرات والاقتراحات التي تحاول معرفة مصدر التسمية. من الاقتراحات ما يرد التسمية إلى نوع من سيارات المرسيدس الفاخرة والباهظة الثمن والتي تسمى (الشبح) ، والتي كثيراً ما يستخدمها (الشبيحة) وأسيادهم، ويُشاع أن هذه الجماعات كانت تحاول احتكار ركوب هذا النوع من السيارات، إلى حد أن أثرياء اللاذقية مثلاً كانوا يتفادون شراء هذه السيارة خوفاً من أن تستولي عليها هذه الجماعات. ويبدو أن السر لا يكمن في فخامة هذه السيارة فقط بل وفي سعة صندوقها (الباكاج) وقدرته على استيعاب كمية كبيرة من المهربات أوالمسروقات.
ومن هذه الاقتراحات ما يرد التسمية إلى وضعية تعذيب يتعرض لها المعتقلون وتدعى (الشَبْح) بفتح الشين وتسكين الباء، حيث تربط يدا المعتقل إلى السقف وتكون قدماه ملامستان بالكاد الأرض بحيث لا يمكنهما حمل ثقل الجسم ما يسبب إرهاقاً شديداً للمعتقل وآلاماً رهيبة في اليدين يمكن أن تصل إلى حدود الشلل المؤقت. ويعتمد هذا التفسير على افتراض أن عناصر الشبيحة كانوا يعذبون ضحاياهم بهذه الطريقة. وهو تفسير ضعيف لأن وظيفة هذه الجماعات كانت التهريب والسلبطة بما يحقق أكبر الموارد المالية "للزعيم"، وأقرب إلى طبيعة هذه الجماعات أن تقتل شخصاً ما يقف في وجهها من أن تخضعه للتعذيب. والنكتة الشائعة عن هؤلاء أن أحد عناصر هذه الجماعات دخل في شجار مع أحد المواطنين وعلت أصواتهم فصاح الزعيم لتابعه قائلاً ما ترجمته بالفصحى: (يا ابني لا تجادله اطلق عليه النار وتعال، نحن لا نحب المشاكل).
وهناك من يرد تسمية الشبيحة إلى نفس المفردة (الشبح بفتح الشين وتسكين الباء) ولكن ليس من باب أن هذه الجماعات كانت تمارس التعذيب بطريقة الشبح بل من باب أنها تمدد صلاحياتها وتوسعها كما تمدد عملية الشبح المشبوح، "الطريف أن للكلمة (الشبيحة) أصولها في لسان العرب، فشبح الشيء مدّه، وشبح الشيء عرّضه، أي زاده عرضاً، ومشبوح الذراعين عريضهما وواسعهما، وقد أخذها الناس لجعلها تنطبق على تمديد الصلاحيات وتعريضها وتوسيعها" . وهذا مؤشر على مدى الحيرة التي تعتري الباحثين في البحث عن أصل هذه التسمية.
ومن الاقتراحات ما يردّ التسمية إلى كلمة (الشبح) (بفتح الشين والباء معاً) الذي يدل على غياب الملامح كناية على أن أفراد هذه الجماعات يمارسون أفعالهم المخالفة للقانون تحت نظر وسمع السلطات ولكن السلطات لا تراهم لأنها لا تريد أن تراهم، فملامحهم لا تلتقطها مجسّات السلطات فتسجل جرائمهم ضد مجهول. غير أن اشتقاق مفردة (شبّيحة) من الشَبَح تبدو لنا ضعيفة. لأن صيغة (فعّيل) تُشتق من الفعل وليس من الاسم الجامد.
الراجح هو أن تسمية الشبيحة مشتقة من المغالاة وتجاوز الحدود، حدود المعقول أو حدود الحقوق. ففي الساحل يدلّون على من يكذب بالقول إنه يشْبَح (بتسكين الشين وفتح الباء دون تشديد). والعامة تسمي عدو الفرس بأقصى سرعة، حين تتحول خطواته إلى قفزات متتالية واسعة بكامل امتداد جسمه، شبحاً (بتسكين الباء). وللدلالة على مغالاة شخص في الكذب يقولون (شبْحته واسعة) أي يقفز فوق المنطق والمعقول، أي (خياله واسع) كما يقال اليوم في معظم المناطق السورية للدلالة على الكذب ولاسيما حين ينسب فيه الشخص لنفسه أعمالاً وإنجازات باهرة. ومعروف أن أهل الساحل يستخدمون صيغة (فعّيل) للمبالغة، فمن يدرس كثيراً يقولون عنه (درّيس) ومن يتمتع بمهارات جيدة في اللعب يقولون عنه (لعّيب) وهكذا تأتي كلمة (شبّيح) على نفس الوزن أي كثير أو واسع الشبح. وهذا التعبير الأخير ينطوي على الحط من قدر الشخص الذي يجري الحديث عنه. وما يساند هذا الإرجاع في التسمية هو أولاً أن "التشبيح" هو فعلياً قفز فوق حدود ما يقبله المنطق والعقل سواء من الناحية الأخلاقية (اغتصاب حقوق) أو من ناحية تجاوز الحرمات وحدود العلاقات المتواضع عليها، أو من ناحية تجاوز ما هو مألوف للعقل من قدرات للبشر، ذلك أن "الشبيحة" يستخدمون في الواقع قدرات دولة لتحقيق غايات خاصة فتبدو قدرات الشبيحة خارقة. وثانياً أن التسمية في الحالتين هي تسمية تحقيرية في أساسها، وهي من منشأ شعبي كاره بطبيعة الحال لهذه الظاهرة. ولا يغير في الأمر شيئاً أن الموالون للنظام أخذتهم فيما بعد "العزة في الإثم" وتبنوا هذه التسمية كنوع من التحدي والمكابرة، بعدما شاع استخدامها من قبل معارضي النظام كنوع من الشتيمة الأخلاقية والسياسية، ولاسيما في الهتاف الذي أكثر الموالون من ترديده في خضم الثورة السورية (شبيحة للأبد لأجل عيونك يا أسد) ، وذلك بعد أن شاع الحديث، ولاسيما من جانب الفضائيات التي يعتبرها الموالون للنظام السوري مُغرضة وبشكل خاص فضائيتا الجزيرة والعربية، عن دور فظيع للشبيحة في قمع الثورة وفي المجازر التي ارتكبت في سياقها



#راتب_شعبو (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشبيحة: تشكيلات العنف غير الرسمي في سورية 7
- الشبيحة: تشكيلات العنف غير الرسمي في سورية 6
- الشبيحة: تشكيلات العنف غير الرسمي في سورية 5
- الشبيحة: تشكيلات العنف غير الرسمي في سورية 4
- الشبيحة: تشكيلات العنف غير الرسمي في سورية 3
- الشبيحة: تشكيلات العنف غير الرسمي في سورية 2
- الشبيحة: تشكيلات العنف غير الرسمي في سورية 1
- إياك أن تموت مع الرئيس المقبل
- بيتنا والاسفلت
- البديهيات والاستاذ
- الكوفيون الجدد
- آلة التشبيه
- حديث اللبن
- أطفال سورية
- العلويون، عزلة ثانية
- رفة عين اسمها الاستيقاظ
- خيانات مضمرة
- براميل على الذاكرة
- -المقامر- على أضواء سورية
- الموت تحت التعذيب


المزيد.....




- مصر.. تصريح اللواء المتقاعد سمير فرج عن إيران وإسرائيل و-الض ...
- رد بعثة إيران بأمريكا على تهديد ترامب باغتيال خامنئي و-التذل ...
- محمد علي الحوثي يخاطب ترامب حول مهاجمة إيران ويذكره بـ-قاذفا ...
- تحذير عاجل: إسرائيل تهدد بقصف مفاعل أراك النووي في إيران!
- نيوزيلندا تفرض عقوبات جديدة ضد شخصيات روسية
- تحذير للسائقين.. عنصر أساسي في السيارة مليء بالجراثيم!
- الجيش الإسرائيلي: رصد إطلاق صواريخ من إيران باتجاه أراضي إسر ...
- تحذيرات من إيقاظ إيران -الخلايا النائمة- بعد ضربات إسرائيل ل ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قائد مدفعية -حزب الله-
- Xiaomi تدعم أسرة حواسبها المحمولة بجهاز مميز


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راتب شعبو - الشبيحة: تشكيلات العنف غير الرسمي في سورية 8