أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - حسن كعيد الدراجي - الخطاب الدبلوماسي .. و مجافاة الحقيقة .














المزيد.....

الخطاب الدبلوماسي .. و مجافاة الحقيقة .


حسن كعيد الدراجي

الحوار المتمدن-العدد: 6221 - 2019 / 5 / 5 - 01:17
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


لم يعد الخطاب الدبلوماسي في يومنا هذا ، كما كان بالامس ، حكرآ على العاملين في السلك الدبلوماسي وعلى المشتغلين في السياسة الخارجية ، بل نرى ان هذا المفهوم صار حرّآ ، حيث أخذ شكلا واسعا فضفاضا تخطى اختصاصاته المحددة ، ليضم فضاءات اجتماعية متنوعة ، في البيت والشارع والمدرسة والمنتدى ، بعد ان كان ذلك الخطاب حبيس الاروقة الرسمية ، فلقد تحولت لغة الخطاب الدبلوماسي الى لغة للتخاطب اليومي بين الناس يفضي الى كسب ود الشخص المقابل وتحقيق النجاح الذاتي بآلية الاقناع والكلام المنمق الذي يتناغم مع ذوق المتلقي ويتفاعل ايجابيا مع دواخله وينسجم مع خلجات نفسه ويتناسق مع رغباته وتطلعاته وآماله ..أما الجانب الرسمي للخطاب الدبلوماسي ( الذي هو مدار حديثنا ) ذلك الخطاب المتعارف عليه في أروقة السياسة والعرف الدبلوماسي و في تقاليد المجاملات البروتوكولية بين الرؤساء وزعماء السياسة في العالم ، فلقد بات يرتب على السياسيين ألتزاما جديدا هو ضرورة تمتع السياسي بالذكاء والحكمة اكثر من اي وقت مضى بسبب تطور العلاقات السياسية وتشعب مسالكها بين الدول ، على ان استثمار الخطاب الدبلوماسي في القول والتصرف ينبغي ان لا يقفز فوق حقائق التاريخ وثوابت الجغرافية وان لا يتجاوز المعقول او يعمل على تسطيح فهم الناس وإلغاء ذاكرتهم الجمعية ، لإن الخطاب الدبلوماسي في مثل هذه الحالة يكون ضربا من النفاق السياسي ونوعآ من المجاملات الفارغة والمسيئة ، والتي توحي بضعف الطرف الذي يستخدمها ، خصوصا اذا أبدى ذلك الطرف المبالغة في الاطراء وفي المديح الذي لا يستحقه نظيره .. سقت هذه المقدمة لتكون مدخلا للحديث عن مجريات المؤتمر الصحفي المشترك بين الرئيس العراقي برهم صالح ونظيره الايراني حسن روحاني الذي جرى في بغداد بتاريخ 12 / 3 / 2019 ، وقد أسترعى انتباهي ما ورد في حديث السيد برهم صالح حين وصف العلاقات العراقية الايرانية ، بالقول : إن العراق ( ( محظوظ ) ) لكونه مجاورا لإيران ، إن المفردات التي تندرج في باب المجاملات الدبلوماسية كثيرة ومتعددة ، فلماذا عجز قاموس الرئيس صالح عن إختيار مفردة توصيفية أخرى غير التي وصف بها حال تلك العلاقات ، تكون أكثر مصداقية وقربآ للواقع ، واقع الامس وحال اليوم ، عوضآ عن استخدام تلك الجملة المجافية للحقيقة ، فأذا كان الرئيس العراقي لم يقرأ التاريخ ، فلا اظن ان ذاكرته تخونه ، فحرب الثمان سنوات لا زالت ماثلة للعيان وأن احداثها ومجرياتها ستبقى عالقة في الاذهان ولعدة عقود قادمة من الزمن ، لإنها حرب أكلت الاخضر واليابس ، أودت بحياة نصف مليون عراقي ،ولم يبقى شيئا سليما في البنى التحتية الا وطاله التدمير والخراب .. ألم تبلغ مسامع الرئيس صالح ما قامت به إيران في السنوات القليلة المنصرمة بل وما زالت الى هذا اليوم تحرم العراق من حقه في استثمار موارده المائية عندما عمدت الى قطع اربعين نهرا ورافدا من المرور في الاراضي العراقية حيث اقامت السدود وشيدت الخزانات من غير ان تحسب حساب مصالح العراق وحقه في هذه الثروة المائية المشتركة .. ننصح السيد صالح بالعودة تاريخيا الى حقبة الاحتلال الصفوي الفارسي للعراق ومدى ما اقترفه من جرائم فضيعة ، وما أثاره من النزاع والفرقة بين ابناء الوطن الواحد ، وخاصة ما جرى على ايديهم في بغداد عام 1624 م ..على الرئيس صالح ان يقلّب سريعا صفحات التاريخ القديم ليرى ما فعله جيران العراق الفرس منذ قيام الامبراطورية الفارسية الاخمينية وانتهاءآ بالامبراطورية الساسانية مرورا بكل الوقائع والحيثيات اوالفواصل الزمنية الدامية التي تخللت تلك الحقب التاريخية ...عندئذ سيدرك مغزى المثل الشعبي العراقي القائل : (( كومه احجار ولا ها الجار )),,,







أطراء مبالغ فيه ومديحا



#حسن_كعيد_الدراجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نفاق اليوم .. و الكيل بمكيالين
- عشتار ومواكب الاحزان ..
- المرّة اليتيمة..
- قانون منع المشروبات الروحية .. والانتخابات البرلمانية .
- اوراق مسافر( 4)...ثلاث محطات كردستانية ..ورابعة في مدخل بغدا ...
- اوراق مسافر( 3 )...ثلاث محطات كردستانية ...ورابعة في مدخل بغ ...
- اوراق مسافر(2 )...ثلاث محطات كردستانية ..ورابعة في مدخل بغدا ...
- اوراق مسافر( 1)...ثلاث محطات كردستانية ..ورابعة في مدخل بغدا ...
- خمس عمليات ليزرية
- الادعية المزيفة


المزيد.....




- فضيحة مدوية تحرج برلين.. خرق أمني أتاح الوصول إلى معلومات سر ...
- هل تحظى السعودية بصفقتها الدفاعية دون تطبيع إسرائيلي؟ مسؤول ...
- قد يحضره 1.5 مليون شخص.. حفل مجاني لماداونا يحظى باهتمام واس ...
- القضاء المغربي يصدر أحكاما في قضية الخليجيين المتورطين في وف ...
- خبير بريطاني: زيلينسكي استدعى هيئة الأركان الأوكرانية بشكل ع ...
- نائب مصري يوضح تصريحاته بخصوص علاقة -اتحاد قبائل سيناء- بالق ...
- فضيحة مدوية تحرج برلين.. خرق أمني أتاح الوصول إلى معلومات سر ...
- تظاهر آلاف الإسرائيليين في تل أبيب مطالبين نتنياهو بقبول اتف ...
- -فايننشال تايمز-: ولاية ترامب الثانية ستنهي الهيمنة الغربية ...
- مصر.. مستشار السيسي يعلق على موضوع تأجير المستشفيات الحكومية ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - حسن كعيد الدراجي - الخطاب الدبلوماسي .. و مجافاة الحقيقة .