حسن كعيد الدراجي
الحوار المتمدن-العدد: 5453 - 2017 / 3 / 7 - 12:25
المحور:
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
المرّة الوحيدة ..واليتيمة ..التي وقفت فيها السماء ، موقفا صارما ..حازما .. قويا ، للدفاع عن أحد أهم عقاراتها على الارض .. ونعني به كعبة الاسلام .. وذلك بأرسالها طيورا مسيرة عن بعد ، للتصدي لأبرهة الحبشي ..وجنده ..وفيله .
والمدهش في الأمر ، أن أبرهة هذا كان نصيرا من انصار السماء ، يقدسها ويعتنق أحدى ديانتيها ..الديانة النصرانية ...وقد قدم لهدم الكعبة ، التي كانت تضم بين حناياها وثناياها ما يربو على ( 300 ) صنم ( كان ذلك قبل سيادة الاسلام ) .
وعلى مايبدو أن راجمات طيور السماء (( الابابيلية )) ، والمحملة بالحجارة (( السجيّلية )) ، قد اخطأت هدفها وأضلت سبيلها ، حين جعلت من ابرهة وجنده (( عصفا مأكولا ) ..فهزم أبرهة ..وضلل جهده ...
وقد تكون راجمات السماء هذه غائبة عن المشهد ، يوم صب الحجاج الثقفي جام غضبه على عبد الله بن الزبير الذي كان يحتمي بالكعبة ، ويستتر بها .. حيث تساقطتت عليها حمم المنجنيقات ولهيب النار ..فألحقت بها أضرارا بالغة .
أو ربما كانت تلك الأرادة .. مغيبة .. يوم أقتلع القرامطة (( الحجر الاسود )) ونقلوه الى عاصمتهم (( هجر ) .. بعد ان حطموا اركان الكعبة .. وعاثوا فسادا وتقتيلا بها وبحجيجها ...
وكان ما يلفت النظر ويسترعي الانتباه ، هو تقاطع أرادة السماء وأرادة الارض ، وكانت الغلبة في النهاية من نصيب الطبيعة .. التي أغرقت الكعبة بمياه الامطار والسيول ، وقتلت أفواجا كثيرة من ضيوف الرحمن ...في باحتها ومحيطها .. ( المقدسين ).
#حسن_كعيد_الدراجي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟