اوراق مسافر( 3 )...ثلاث محطات كردستانية ...ورابعة في مدخل بغداد الشمالي

حسن كعيد الدراجي

الحوار المتمدن-العدد: 5304 - 2016 / 10 / 4 - 04:07
المحور: الادب والفن
    

المحطة الثالثة / نخلة جميلة في سولاف : في اليوم الرابع على وجودنا في دهوك ،علمنا ليلا من المرشد السياحي ، بأننا سنشدّ الرحال غدا صباحا ، صوب مصيف سولاف ...وسولاف مصيف في منتهى الجمال والروعة ، يمتاز بجو ساحر خلاب ، ومناظر طبيعية ، وهواء منعش ، وأشجار كثيرة خضراء ، ومياه عذبة تنساب من اعالي الجبل ، الذي أعتقد انه جبل (متين ) ...يبعد هذا المصيف عن دهوك حوالي 70 كيلو مترا ، اما المسافة بينه وبين مدينة العمادية فهي بحدود ثلاث كيلومترات ، وتبدو العمادية للناظر من الوهلة الاولى ، وكأنها عش نسرفي قمة جبل .توقفت السيارة في مدخل سولاف ، بمرأب خاص أعد لوقوف الحافلات ، بعدها سرنا مترجلين على الطريق الرئيسية الجميلة المتجه صوب مدينة العمادية ، وبعد ان تجاوزنا في المسير بعض الكازينوهات والمطاعم الحديثة واماكن اللهو الاخرى ، سلكنا طريقا تحف به الاشجار ، وينساب من وسطه ماءا عذبا ، كالزلال ، من ساقية تتصل على ما يبدو بنبع مائي في قمة الجبل ، وهي تتوسط اماكن سياحية جميلة ، كازينوهات، ومطاعم ، ومحلات لتبضع المسافرين ، واماكن استراحة ، على شكل سرادق وكبرات ...وبعد أن أخذ منا التعب مأخذا ؛ نتيجة مسيرة الصعود الطويلة ، التي بدأت ولم تنته بعد ، ، لهذا فضلنا الجلوس قبل ان نكمل نصف الطريق ، امام عارضة كهربائية لبيع المشروبات الغازية والمياه المعدنية ، كان ينتصب واقفا امامها صبي في الرابعة عشر من العمر ، تبدو على ملامحه اللطافة وخفة الدم ، وقد تحدث معنا بلغة عربية مفهومة ، لا تشوبها شائبة ولكنها ركيكة ، حيث بادرنا قائلا : ((عمو ، نعم انا اعرف اتكلم عربي ؛ فأهلي كانوا يسكنون بغداد ، منطقة الامين ، وأنا مسيحي )) قلت له : (( انت مسيحي ، أذآ انت من الذين هم أصل العراق ، انتم النخلة الجميلة ، التي غرست في ارض الرافدين منذ القدم ،؛ فامتدت بجذوره الطيبة كل تلك القرون والازمان )) ، ثم سألني : ( عمو ، أشلونه بغداد .. داعش راحت من بغداد ))، أجبته : (( نعم ، ان داعش التي تعنيها بكلامك لم يعد لها وجودا في بغداد ، لكن نحن نخشى أن تظهر لنا داعش أخرى ...داعش تلبس العمامة . ولا أدري ، هل أن الصبي ، أدرك ما أقول ؟

#حسن_كعيد_الدراجي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل