شعوب محمود علي
الحوار المتمدن-العدد: 6216 - 2019 / 4 / 30 - 09:59
المحور:
الادب والفن
(أدركت لا قيداً يقيّدني)
قلمي يجول كأنّ طفر موانع
فيه احتمالات السقوطْ
ما عشت يوماً
تحت سقف للقنوطْ
جاؤوا لكي يضعوا على جسدي الحنوطْ
مازلت أذكر كلّ شيء من حياتي
تلك الأساطين التي حملت سقوفي
ربّ آيلة الى محن السقوطْ
جسري الذي أجتازه
يهوي ويصعد دون خوف
لم أكن يوماً تهيّبت الهبوط
أنا حرّ لا قيداً يقيّدني ولا عملاً منوطْ
بتحرّكٍ يوحى اليّ
ولا أرى قلبي
بلذع النار من حرّ يشوطْ
حوّلت همّي من تسلّق للجبال الى الشطوطْ
فسفينتي مخرت محيط العمر
قلت لليلتي
لابدّ أن آتي لليلى العامرية بالقروط
من فضّة بيضاء
تغوي كل عاشقة
فلا يوماً خضعت الى شروطْ
2
أدرك أنّي نبتة مخلوعة من طينة العراق
لطينة تشدّ اغصانها والجذور
فطعم هذي النبتة الغريبة
بحلّة قشيبة
تحسّ بالغربة والاقلاع
طعماً غريباً وهي وسط التيه
خامدة حزينة
جذورها تخرج عن مناخها
عمياء لا تألف هذا العالم الجديد
خارج ذاك الطين والمقام
نسيمها غريب
منسيّة هنا بلا احلام
وشمسها كئيبة
ضاق بها المقام
في سجنها الجديد
لكنّما الفريد
حرّيّة الكلام
ودقّة النظام
وسعة الحياة
تكاد أن تكون
محيط للإنسان
الخارج من سجن التقاليد
الى فروع تلك الدالية
في الماء والهواء ام في الطين
ليس لها سجن ولا سجّان
في وطن تغمره الحرّيّة
وليس فيه صيغ التقيّة
أحسّ فيه قامة الانسان
تكاد أن تلامس السماء
ان تخطف المشعل
أن تلامس التمثال
تحت نجوم الله
ان تصافح الحرّيّة
3
أقارن الأشياء بالأشياء
يسقط كلّ شيء
على بساط الدم في بغداد
ورنّة القيود والاسياد
يحصون انفاسك والعيون
بين خيام الليل والنهار
فتذبل الأفكار
ويضمحل النور
وتهرب السطور
مثل الفراشات عن الكتاب
مخافة العقاب
لا طير في دائرة الحرّيّة
سوى بصيص الضوء للسجّان
والسجن بالمجّان
في غرف التعذيب والقيود والحبال
طال حديثي ربّما يدخل في محال
على مدى الأجيال
تضيق في قمقمها العبارة
خلال ما يتلى من الكلام
في غرف الاعدام
#شعوب_محمود_علي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟