شعوب محمود علي
الحوار المتمدن-العدد: 6204 - 2019 / 4 / 18 - 02:35
المحور:
الادب والفن
(تظلّ السفائن تحترق)
1
تعثّرت
سقطت
نهضت
فدرت بعيداً
وجهتي الشمس كانت
بعد ألف والف
من دروب الضياع
فقدت المتاع
وعدت لذاك السفر
من المحل مرّت
قرون تلتها قرون
قرون القرون
وما زلت ألهث شوطاً فشوطاً
وكانت على جسدي خارطة
منذ ما بعد آدم
وطوفان نوح
كبيرة يا سيدي
في الجروح الرموز
وشروح الشروح
هنالك فوق السقوف السطوح
لم أكن واعياً
لموج يكرّ
ونهر يجف
وقلب يشف
ونيران يأكل أشجارنا القبب
ونيران تأكل أشجارنا
ونيران تأكل أوراقنا
فكان الكلام
يغطّي الزمان المكان
ولن أبرح
عن تصوّر ما كان أسفار تنضج
ومراراتها مثل حلم
بما ضمّ تاج أبي
باسمه العربي
حدود الممالك فتح الثغور
ومازلت أسمع
صولة البحر مثل صهيل الخيول
تجلّى بها كلّ تاريخنا
وبعد فقدنا الزمام
وصار حرام
كلّما قد ملكنا
2
أحنّ حنين النساء على باب (قرطبة) المنتهات
كلّ شيء يضيع
واسحب قافلتي للوراء
وما الازدهاء
بلاءً هنا أمطرته السماء
ولاح انكسار المدائن ما بين عينين تطفو
على كوز ماء
خلال الرمال
ومتاهات تلك التلال
ما وراء الوراء
خرجنا وكلّ العيون
تدور خلال المدى
كأنّا إماءً عبيد من الطلقاء
لم نعد نلتفت للوراء
و(غرناطة) مفتاحها
فرّ للبحر ام للفضاء
3
لكلّ السفائن مازال ذاك الرماد
وصوتك طارق
كان مازال يسبح بين القصور
وفوق القبب
وما زلن تلك الرموز
يضئن وفي عالم من خيال
كدت ابكيك يا بحر
ابكي البساتين ابكي القصور الحدائق
وسفائننا
على شاطئ البحر تحترقُ
#شعوب_محمود_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟