أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سوسن شاكر مجيد - الباشا نوري سعيد والبلام














المزيد.....

الباشا نوري سعيد والبلام


سوسن شاكر مجيد
(Sawsan Shakir Majeed)


الحوار المتمدن-العدد: 6209 - 2019 / 4 / 23 - 00:06
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


كثيرة هي الحكايات الطريفة التي رواها بعض الناس وخاصة ممن عايشوا فترة الحكم الملكي، عن الباشا نوري السعيد رئيس وزراء العراق، والذين يروونها هم من (اهل الله) بسطاء في حياتهم حكماء في اقوالهم وفهمهم للحياة..
ومن هذه الحكايات حكاية طريفة رواها احد البغداديين من كبار السن ومفادها:اعتاد الباشا نوري السعيد رئيس وزراء العراق في العهد الملكي ان يجلس كل ليلة في داره الواقعة بمنطقة الكرادة المطلة على نهر دجلة، مع عديله وزير الدفاع جعفر العسكري الذي يزوره كل يوم ويتبادل معه اطراف الحديث عن وضع البلد والحياة العامة وهما يشربا قنينة الشراب التي اعتاد الباشا جلبها معه يوميا عند عودته ظهرا من مكتبه.. وذات يوم من تلك الايام نسي الباشا ان يجلب معه عند عودته من عمله قنينة الشراب، حيث انشغل في ذلك اليوم بالوفد الاجنبي الذي زاره في مكتبه.. وعندما حان وقت الليل وجاء جعفر العسكري كالعادة ولم يجد شرابا، اقترح على الباشا العبور الى جانب الكرخ بالبلم والذهاب الى محلة الشواكة ويشربا هناك، فوافق الباشا على ذلك وعند نزولهما الى ضفاف النهر وجدا احد البلامين جالسا في بلمه وبجانبه (لاله) ذات ضوء خافت، وبعد ان القوا السلام عليه طلب منه جعفر العسكري ان يعبرهما الى جانب الكرخ، والبلام لم يعرفهما، حيث اعتذر منهما بحجة ان ماء النهر في هذا الوقت كان غير مستقر وامواجه عاليه وذلك لمرور بعض الدوب الكبيرة المحملة بالنفط منه.. واستفسر البلام منهما عن حاجتهما بالعبور فاجابه جعفر العسكري لنشرب كاسا من الشراب في الشواكة، فضحك البلام الذي مازال لم يعرفهما وقال لهما: عندي في البلم مبتغاكما ربعا عرق مستكي اصلي وعندي ايضا كاسين وعدد من الخيار والطماطة والمشكلة محلولة واتفضلوا اشربوا اهلا وسهلا.. ضحك الباشا وشكر البلام على ذلك الكرم البغدادي، فقبلا دعوته وجلسا داخل البلم وبدأ البلام يحضر لهما الكؤوس والشراب وقدم لهم كذلك الخيار والطماطة وبدأ يشربان ويتبادلان الحديث عن وضع ماء النهر اليوم وعن امواجه المتلاطمة وبعد ان اوشكا على نهاية الشراب وشعرا بالراحة وقضاء وقت ممتع في تلك الليلة الصيفية القمرية، مع هذا البلام البغدادي الكريم الطيب، فسأله جعفر العسكري هل تعرف ايها البلام الطيب من نحن؟ فاجاب بالنفي لم اعرفكما... ولا زغرا بكما... ثم اردف العسكري قائلا: هل من المعقول لم تعرف هذا الرجل، اشار الى الباشا نوري السعيد ولم تشاهده في التلفزيون؟ فقال البلام بعد ان نظر اليهما، لم اعرفه... فاجاب العسكري هذا الباشا نوري السعيد وانا جعفر العسكري وزير دفاعه... فضحك البلام بصوت عال قائلا: (يمعودين شرب كل واحد منكم كاسين من العرق، صار واحد الباشا نوري السعيد والاخر جعفر العسكري وزير الدفاع...لعد لو تشربون اكثر فماذا ستصبحون؟ فضحك الباشا والعسكري، وبعد لحظات من الصمت بدأ البلام يتفرس في نظره الى الباشا والى العسكري ثم تذكر واستعادة ذاكرته صورة الباشا نوري السعيد وصاح بصوت عال قائلا: لك اي والله هذا الباشا وهذا العسكري). ثم انحنى ليقبل يد الباشا ويعتذر منه عما صدر منه من كلام قد يكون غير لائق في حضرته... ثم اخرج الباشا من جيبه مبلغ من النقود واعطاه الى البلام الذي شعر بالفرح والسرور... هذه هي ايام زمان... بساطة وتواضعاً وكرماً وحسن نية.




#سوسن_شاكر_مجيد (هاشتاغ)       Sawsan_Shakir_Majeed#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عادت حليمة الى عادتها القديمة
- بين حانة ومانة ضاعت لحانا
- قصة المثل العراقي ( إلْما يعرف تدابيره .. حنطته تاكل شعيره )
- قصة المثل ( الجنه مو خان جغان)
- التحرش الجنسي وآثاره النفسية وأساليب الوقاية منه
- تجربة كلية التربية في جامعة الإمارات في الحصول على الاعتماد ...
- المراجعة الخارجية للبرنامج الأكاديمي من قبل وكالة ضمان الجود ...
- تجربة سنغافورة في مجال تجويد التعليم
- التقويم البديل ( الجزء الاول)
- التقويم البديل وضمان الجودة في التعليم ( الجزء الثاني)
- تقويم جودة اداء الكليات الاهلية (الخاصة) وفق المعايير الدولي ...
- البيانات المستخدمة في التقييم وأهم العوامل المؤثرة فيه ( الق ...
- أساليب التقويم الموضوعية والتقديرية ( القسم الثالث)
- أساليب تقويم الأداء الحديثة ( القسم الرابع)
- خصائص واساليب قياس وتقييم الأداء ( القسم الثاني)
- اهمية تقييم الاداء ومجالات استخدامه ( القسم الاول)
- الحواجز الأمنية وآثارها على الوضع النفسي للشعب العراقي
- الإساءة ضد المرأة ، انواعها ، ودور المؤسسات في الحد منها
- هجرة العقول .......لماذا
- الندم مفهومه وعلاقته في بعض المتغيرات النفسية الآخرى


المزيد.....




- مصر.. نقل رفات أمير الشعراء أحمد شوقي يثير جدلًا واسعًا وسط ...
- البرهان يجري مباحثات حول السودان مع أردوغان في أنقرة
- دعونا رجلاً إلى منزلنا في عيد الميلاد، فبقي معنا لمدة 45 عام ...
- بعد كشف وثائق جديدة.. ناجية من جرائم إبستين تطالب بتقديم الأ ...
- زيلنسكي يواصل مباحثاته مع الأمريكيين بشأن خطة السلام المعدلة ...
- أردوغان والبرهان يبحثان قضايا التعاون الثنائي
- الأنمي الياباني.. كيف تحوّل من رسوم متحركة إلى ظاهرة ثقافية ...
- نفط فنزويلا.. من بوابة للتعاون مع واشنطن إلى مصدر للصراع
- مقتل 5 في تحطم مروحية على جبل كليمنجارو بتنزانيا
- دليل على القلق.. ناشطون يعلقون على تقرير بشأن الصواريخ النوو ...


المزيد.....

- معجم الأحاديث والآثار في الكتب والنقدية – ثلاثة أجزاء - .( د ... / صباح علي السليمان
- ترجمة كتاب Interpretation and social criticism/ Michael W ... / صباح علي السليمان
- السياق الافرادي في القران الكريم ( دار نور للنشر 2020) / صباح علي السليمان
- أريج القداح من أدب أبي وضاح ،تقديم وتنقيح ديوان أبي وضاح / ... / صباح علي السليمان
- الادباء واللغويون النقاد ( مطبوع في دار النور للنشر 2017) / صباح علي السليمان
- الإعراب التفصيلي في سورتي الإسراء والكهف (مطبوع في دار الغ ... / صباح علي السليمان
- جهود الامام ابن رجب الحنبلي اللغوية في شرح صحيح البخاري ( مط ... / صباح علي السليمان
- اللهجات العربية في كتب غريب الحديث حتى نهاية القرن الرابع ال ... / صباح علي السليمان
- محاضرات في علم الصرف ( كتاب مخطوط ) . رقم التصنيف 485/252 ف ... / صباح علي السليمان
- محاضرات في منهجية البحث والمكتبة وتحقيق المخطوطات ( كتاب مخط ... / صباح علي السليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سوسن شاكر مجيد - الباشا نوري سعيد والبلام