أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حنان محمد السعيد - تعديلات لم يخلق مثلها في البلاد














المزيد.....

تعديلات لم يخلق مثلها في البلاد


حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)


الحوار المتمدن-العدد: 6201 - 2019 / 4 / 15 - 20:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يعكف ترزية قوانين العصر الحديث على صياغة دستور يمكن للرئيس البقاء بموجبه مدى الحياة على رأس الدولة، وقضى هؤلاء ساعات وايام وشهور في محاولة منهم للتوصل الى الصياغة المناسبة التي تضمن لهم الحصول على اقصى فائدة ممكنة وتجمع كل السلطات في يد الرئيس حتى القضائية والتشريعية وليتحكم الرئيس في كل ما حبا وخطا وطار وسبح في هذه البقعة المظلمة من العالم.
وبعد الكثير من التسريبات وخذ وهات ومداولات خلص هؤلاء الى أن الرئيس عليه البقاء لعام 2034 وحين يأتي الحين قد يتم التمديد بالمزيد.
لم يهتم هؤلاء بالغضب الشعبي ولا بأراء العقلاء من ابناء هذا الشعب أو ممن عداه والذين اكدوا أن مثل هذه التعديلات بمثابة تحايل وتطاول وخروج عن الأعراف وعن القسم المقدس بحماية الدستور الذي يعد بمثابة عقد واجب النفاذ بين الشعب وحكومته التي رضي بها.
ولكن منذ متى كان لهذا الشعب الاختيار، وأين هي المواد التي احترمها النظام او عمل بها من هذا الدستور ليحترم المواد الخاصة بمدد الرئاسة!
ولذلك كان من الطبيعي أن يتم الضرب بعرض الحائط بكل التحذيرات والنصائح والاستمرار في تفصيل الدستور ليناسب مقاس الرئيس ورغبات الرئيس، الى أن حدث ما لم يكن في الحسبان.
فاندلعت الثورة في اخر مكان كان يعتقد أن تقوم فيه ثورة حيث يحكمه منذ سنوات رجل شبه ميت دون أن يثير ذلك حفيظة اهل هذا المكان حتى ظن النظام هناك أن بالامكان الحكم من وراء صورة هذا الرجل الشبه ميت الى الأبد، وهو ما ابلغ السيل زباه، فانفجر الناس من كل حدب وصوب يقولون لمن استهان بهم لقد صمتنا وصمتنا وصمتنا حتى ظننتم اننا متنا أو عجزنا، ولكننا هاهنا لن نسمح لكم بالمزيد من العبث والتطاول وسترحلون!
ثم كانت المفاجئة حيث دبت الروح في النيل فثار وفاض في ارض السودان ليخرج شعب من الأشداء يجرفون في وجوههم الفاسدين والعابثين بمستقبل ومقدرات الوطن، ومازال هؤلاء وهؤلاء يعملون على الحفاظ على زخم الثورة وحتى تحقق اهدافها مستفيدين من خبرات من سبقوهم.
ويبدو أن ترزية القوانين استشعروا شئ من الخوف ما جعلهم يعملون على تضييق الثوب قليلا حتى لا يصحو النائم ولا يفيق المغيب فيحدث ما لا يحمد عقباه ويجدون انفسهم امام موجة ثورية جديدة لا تبقي ولا تذر.
ووقع هؤلاء بين نارين، نار السكوت الأن خوفا من اندلاع ثورة ونار دفع القوى الخارجية للنظام لاقرار التعديلات حتى يضمن هؤلاء ان تمر صفقة القرن بدون ازعاج.
ولذلك عمل الترزية بسرعة في الظلام وهم يشعرون بالخوف والقلق وكانت النتيجة خروج ثوب مهلهل مرقع لا يليق الا بالمهرجين ولا يدعو الا الى الضحك الباكي والرثاء على ما آلت اليه حال البلاد.
فبعكس كل القوانين والشرائع يريد هؤلاء ان يمدوا فترات حكم الرئيس بأثر رجعي، وله وحده يريدون السماح بالترشح لفترة ثالثة، ثم انهم يرسخون الحكم العسكري ويعطون العسكر السلطة المطلقة لفعل ما يشاؤون ثم يجرؤون على القسم "لا والله ما حكم عسكر".
لا اعرف حقا هل سيقبل الشعب بهذا الثوب المهلهل ام انه سيفيق اخيرا ويرفض ما يفعل به من تنكيل ومهانة متواصلة وخاصة وان اللافتات قد غزت البلاد من اقصاها الى ادناها تؤيد التعديلات قبل اقرارها وتبايع بلا علم ولا رؤية ولا فهم!



#حنان_محمد_السعيد (هاشتاغ)       Hanan_Hikal#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تثريب عليكم
- عصر ما بعد التعديلات الدستورية
- بين براثن العسكر
- الاخواني والمجنون
- ندوات تثقيفية
- مخربون
- اتركوا خلفكم كل أمل في النجاة
- ثمن المبادئ
- ليس دفاعا عن القتلة
- نحو المزيد من الفشل
- تنمر أنظمة
- الاحتفاء بالتنمية حرقا وشنقا وتحت عجلات المترو
- وطنك متباع .. سرك متذاع
- قاعدة لا يعمل بها
- للبيع: دستور لم يستخدم من قبل
- القبيحة ست جيرانها
- مجموع كل المساويء
- التربية على الطريقة المصرية
- احلام الثورة
- لماذا يستميت الرئيس على الحكم؟


المزيد.....




- دفعة جديدة من الصواريخ الإيرانية تصيب أهدافا في تل ابيب وحيف ...
- -مغامرة- ترامب بقصف إيران تهدد بصراع طويل الأمد في الشرق الأ ...
- الجيش الإسرائيلي يعلق على الضربة الأمريكية لإيران: نفحص الوض ...
- إسرائيل تستعيد جثامين ثلاثة رهائن من غزة قُتلوا في هجوم 7 أك ...
- ماذا نعرف عن الضربة الأمريكية للمفاعلات النووية الإيرانية؟
- واشنطن -تدمر- مواقع نووية إيرانية.. وطهران تتوعد بالرد
- عباس عراقجي: الشعب الأيراني لن يساوم على استقلاله وسيادته
- ما خيارات الرد المتاحة أمام إيران وهل ستعود للمفاوضات؟
- كيف تسلل الموساد لمفاصل الدولة في إيران؟
- تغير المناخ يطيل مدة تعافي الغابات من الحرائق الكارثية


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حنان محمد السعيد - تعديلات لم يخلق مثلها في البلاد