أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير هزيم - زائرة منتصف الليل 2














المزيد.....

زائرة منتصف الليل 2


سمير هزيم

الحوار المتمدن-العدد: 6194 - 2019 / 4 / 7 - 17:22
المحور: الادب والفن
    


قصة قصيرة
زائرة منتصف الليل
في ليلة من ليالي 1976 كانت ليلة ممطرة والسماء متلبدةً بالغيوم .. في سكون يخرقه صوت الرعد و اضواء البرق المخيفة، كنت انذاك مدرسا في احدى مدارس ضواحي حلب ... وفي تمام الساعة الثانية بعد منتصف الليل وقفت على النافذة اتأمل ذلك المشهد المثير .. شاهدت امرأة تمشي وحيدة في الطريق وهي خائفة تشعر بالبرد الشديد، بدت لي انها تبحث عن منزل تلجأ إليه حتي تدفئ نفسها وربما تبحث عن شئ تأكله .. قفزت من النافذة واضأت المصباح الخارجي وعدت الى النافذة اراقبها ... يبدو انها شاهدت الانارة في منزلي ... مشت الامرأة إلي أن وصلت إلي المنزل، اقتربت من باب المنزل بحذر ثم دقت الجرس عدة مرات، فخرجت لها
سألتها : ماذا تريدين أيتها الغريبه ؟
ردت : أنا تائهه و اشعر بالبرد الشديد وتتمزق أحشائي من الجوع، فهل يمكنك أن تضيفني هذه الليلة وسأذهب بمجرد طلوع الشمس صباحا ؟
قلت لها : تفضلي .. دخلت المرأة الغريبة إلي المنزل فشعرت بالطمأنينة والدفء ، ذهبت الى المطبخ أحضرت لها الشاي الساخن والأكل، وجلسنا معاً نتحدث وكانت جلسة ودية .
لاحظت الغريبة أنني أسكن وحيداً بدون زوجة او أولاد أو حتي خدم، لا شئ سوا انا وكلبي فقط، أعطيتها بالطو حتي ترتديه .. اشرت لها الى غرفة ...
قلت لها : خذي هذا ليبقي معك ونامي هنا حتي يطلع الصباح،
قالت لماذا لا ننام في سرير واحد .. اكثر دفئاً .. صفنت في طلبها ثم وافقت ..
فرحت المرأة الغريبة كثيراً وشكرتني ثم ذهبنا الى السرير وغطينا في نوم عميق .
في اليوم التالي استيقظت نظرت الى جانبي فلم اجدها .. ثم اتجهت الي الغرفة التي عرضتها للسيدة الغريبة في الليلة الماضية ان تنام بها فلم اجدها ، بحثت عنها في جميع غرف المنزل ولكن لم اجد لها أى أثر ... قلت في نفسي : من المؤكد أن السيدة قد شعرت بالخجل وذهبت باكراً قبل أن استيقظ من نومي ..
في ذلك اليوم كنت مدعواً لزيارة متحف حلب الوطني لحضور معرض صور أثرية قديمة جداً .. من مئات السنين ...
ذهبت إلي المتحف وأخذت انظر بين الصور وأتأمل هذا التراث الرائع .. ولكن بين الصور وجدت شيئاً عجيباً جداً .. جعلني اتوقف في مكاني مدهوشاً، لقد وجدت بين الصور صورة السيدة التي باتت عندي الليلة الماضية ..
أتجهت سريعاً إلي أحد القائمين علي المعرض وسألته : من تكون صاحبة هذه الصورة ؟
أجاب : هذ سيدة متوفاة منذ أكثر من 200 عام ..
قلت له والصدمة مازالت تسيطر علي : كيف هذا ؟ ! لقد زارتني أمس في منزلي ونامت عندي الليلة الماضية...
قال المسؤول في بساطة بدون اهتمام : من المؤكد أنها سيدة تشبهها لا أكثر .. وقد اختلط عليك الأمر ..
أصريت علي كلامي فأنا متأكد تماماً من شكل السيدة .. حتي هناك علامة علي وجهها قد لاحظتها بالأمس وهي موجودة في الصورة بشكل واضح .

تحت الصورة وجدت عنوان مكان قبر صاحبة الصورة المدفونة منذ أكثر من 200 عاماً ..
ذهبت مسرعاً إلي المقابر لاعرف حقيقة ما يحدث وقد تملكني الخوف، عندما وصلت إلي القبر المقصود .. وجدت مفاجأة لم اكن اتوقعها على الأطلاق ..
لقد وجدت البالطو الذي أعطيته للسيدة بالأمس موضوعاً علي قبرها ...



#سمير_هزيم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تاجر مواشي
- الباب المفتوح
- اليد الممدودة
- محاولة اغتيال سيدة
- خطف وتشليح وتعفيش ...
- ابو عبدو الكخ
- قهوتي وعيد المرأة
- قهوتي والحب والمرأة
- خربشة على جدار الزمن. 2
- خربشة على جدار الزمن. 1
- قطار مارسيليا باريس 2
- الخط الاحمر
- قطار باريس. مرسيليا
- ابيض اسود
- حادث عارض
- قصة قصيرة. الهزيع الاخير
- قثطرة
- تخطيط قلب
- اختبار الجهد
- اللوحة السحرية


المزيد.....




- المخرج الأميركي جارموش مستاء من تمويل صندوق على صلة بإسرائيل ...
- قطر تعزز حماية الملكية الفكرية لجذب الاستثمارات النوعية
- فيلم -ساحر الكرملين-.. الممثل البريطاني جود تدرّب على رياضة ...
- إبراهيم زولي يقدّم -ما وراء الأغلفة-: ثلاثون عملاً خالداً يع ...
- النسخة الروسية من رواية -الشوك والقرنفل- تصف السنوار بـ-جنرا ...
- حين استمعت إلى همهمات الصخور
- تكريم انتشال التميمي بمنحه جائزة - لاهاي- للسينما
- سعد الدين شاهين شاعرا للأطفال
- -جوايا اكتشاف-.. إطلاق أغنية فيلم -ضي- بصوت -الكينج- محمد من ...
- رشيد بنزين والوجه الإنساني للضحايا: القراءة فعل مقاومة والمُ ...


المزيد.....

- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير هزيم - زائرة منتصف الليل 2