أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير هزيم - الخط الاحمر















المزيد.....

الخط الاحمر


سمير هزيم

الحوار المتمدن-العدد: 5732 - 2017 / 12 / 19 - 02:37
المحور: الادب والفن
    


قصة قصيرة
------------
الخط الاحمر
كانت الظلمة شديدة .. انوار المدينة مطفأة ..
الهواء يصفر من بين تشققات النوافذ ..
سمعت طرقاً ناعماً على بابي ..
صار كلبي ينبح ...
تخوفت ..
من ذَا الذي جاء في هذا المساء المظلم ..
تقدمت بخطواتي تجاه الباب ..
شممت رائحة عطر نسائي مثير ..
اقتربت اكثر .. كانت الرائحة اجمل واقوى ..
فتحت الباب .. واذ بامرأة لم اتبينها جيداً ...
أشعلت مصباح جوالي كي ينير لي ..
وأتعرف على وجهها ...
اوووه يا الهي ..
سيدة بمنتهى الجمال ...
- مساء الخير أيها الرجل القدير ..
- اهلا وسهلاً .. مساء الخيرات ..
- لقد نفذ الوقود من سيارتي .. هل بإمكانك مساعدتي ..؟
- اتمنى ان أستطيع وذلك
ولكن ماهو المطلوب مني سيدتي ..؟
- هل لديك قليل من البنزين ربما توصلني الى اقرب محطة ..
صفنت قليلا .. فكرت هل اسحب لها البنزين من سيارتي
ام استغل الظرف واطلب منها ان تبات ليلتها عندي ..
يا لها من امراة جميلة جداً ..
- عفواً سيدتي صدقا ليس لدي بنزين .. الا الذي في سيارتي ..
ولكن هل تستطيعين سحب البنزين من سيارتي .. ؟
- انا لا اعرف كيف يتم سحب البنزين ..
- هل لديكِ خرطوم ؟
- لا
- وانا ليس لدي خرطوم ...
- اشكرك ..
سأسأل الجوار ..
- حسناً اسألي الجوار .. واذا لم تحصلي على نتيجة ..
عودي الى عندي .. لربما اجد لك حلاً ..!!
- اذا كان لديك الحل فلماذا تتركني اسأل الجوار ..؟
- ما عليكي سيدتي ..
- ما هي سيارتك وأين هي ..؟
- سيارتي في الجادة الاخرى من نوع رانج روفر سوداء موديل هذا العام ..
مركونة امام دكان ابو يشار اساله عن سيارة السيدة ذات الرداء الخمري وهو سيدلك عليها ...
لقد اقنعني كلامها ..
فكرت في الامر .. غدا صباحا ستكون صديقتي نفطر معا وبعدها سأمارس دهائي واجعلها تحبّني .. صدرها البارز يتحداني .. اعتقد انها تحب الرجل الشهم ..
- حسناً. .. أعطني مفتاح سيارتك .. وخذي سيارتي .. اذهبي بها الى
بيتك .. وفِي الصباح عودي كي نتدبر امر سيارتك ..
لا تنسي ان تجلبي معك قليل من البنزين بما يكفيكي ..
- اشكرك على شهامتك ولن انسى لك هذا الجميل ما حييت ..!!!!
فقد كان حدسي في مكانه ..
انك لم تفعل كما فعل غيرك ... وطلب مني ان أبات ليلتي
عنده ...
أعطتني مفتاح سيارتها .. وأخرجت سيارتي المرسيدس من الكراج ..
ركِبٓتْها وذهبت ... وهي تلوح لي بيدها مودعة ..
دخلت الى غرفة نومي ... حلمت باليوم التالي .. هل تكون بجانبي في هذا السرير العريض .. ما لبثت الا قريت عيناً ..
في الصباح شربت القهوة بانتظار عودة السيدة الجميلة ..
لكنها لم تأت ..
وفِي اليوم الذي تلاه انتظرتها ...
و بقيت انتظرها ..
توجهت الى امام دكان ابو يشار بحثت عن سيارتها .. لم اجد اية سيارة رانج روفر. سألت ابو يشار :
يوجد سيارة لسيدة ترتدي معطفا خمريا أين هي ..؟
خرج ابو يشار وأشار لي الى بيك اب سوزوكي قديمة جدا ..
ادخلت المفتاح بها .. عمل عليها المفتاح ...
شغلتها .... الحمدلله انها شغالة ...
فرحت انني وجدت شيئاً يقلل من خسارتي ..
ما ان تحركت ، حتى كانت دوريتان للشرطة والأمن الجنائي تحاصرني ..
وقد اتهموني بسرقتها ..
دخلت السجن .. بعد ان حكمتني المحكمة بثلاث سنوات ..
وقد خرجت بعد انتهاء ثلثي المدة ..
بعد خروجي من السجن .. وانا في طريقي الى البيت ..
كانت رغبتي عارمة في البحث عن السيدة ..
التي ورطتني تلك الورطة الكبيرة ...
دون ان يكون لي اي رغبة باستعادة سيارتي .. بذات القدر الذي انتابني
بالوصول الى تلك السيدة
توجهت الى بيتي كي أغير ملابسي ..
وضعت المفتاح في القفل .. ان مفتاحي لا يعمل
طرقت الباب فتحت لي سيدة في العشرينات العمر. .. تفاجأت بها ..
من انتي ..؟
سرعان ما قدم رجل من الداخل . ..
سألتهم : من أنتم ...؟
نحن اصحاب البيت ..
.. اجاب الرجل ..
كيف آل هذا البيت إليكم ..
قالو لقد اشتريناه من سيدة. منذ ثلاثة وعشرين شهرا ..
وباعتنا ايضا سيارة مرسيدس شبح 320 SL
هي الان في الكراج ..
تذكرت انني كنت أضع داخل سيارتي نسخة من مفاتيح البيت
وخزائني
اعتراني الغضب الشديد والرغبة اكثر وأكثر بالانتقام ..
طلبت من ساكني البيت الوثائق ان هذا البيت لهم
بعد الاطلاع ..
ان عقودكم للبيت والسيارة باطلة وفيها تزوير .. انا لا أريدكم
ان تخسروا ما دفعتموه فهذا اخر اهتمامي .. ولكني أريد الوصول لتلك
السيدة .. هلا ساعدتموني في ذلك مقابل أبقاءكم في البيت حتى تستعيدوا اموالكم
زمجر سيد المنزل .. وقال : لا ان عقودنا نظامية وهذا البيت والسيارة بملكيتنا ..
دققت بأوراق الملكية وكشفت لهم الخطأ وموطن التزوير .
قلت للرجل وزوجته الذين شعرا بأنهما في موقف حرج :
ان السيدة التي باعتكم البيت والسيارة .. ارتكبت خطأً جسيما في عملية
التزوير .. هذا هو وأشرت باصبعي اليه .. . وأستطيع استعادة منزلي وسيارتي وابطال عقدكم .. بكل بساطة
قلت لكم ان هذا اخر اهتمامي ..ان استعيد بيتي وسيارتي ..
جل اهتمامي .. اريد الامرأة التي باعتكم البيت والسيارة
اقتنع الرجل وزوجته انهم وقعو ضحية غش كبير ،، وستكون خسارتهم كبيرة
فيما اذا انا حركت الدعوى لاستعادة البيت ..
قالا : ماذا تريد .. ؟
قلت لهم : أريدها هي اولا وبعدها لكل حادث ..
ازداد حنق الرجل وزوجته واصبحو هم ايضا يريدون الوصول الى تلك السيدة .. ليستعيدو مبالغهم ..
سألتهم هل لديكم معلومات عنها. .. قالو لا ابدا.
- أين كلبي
- لم نرغب باحتواء الكلب فهو لم يتقبلنا. فتحنا له الباب .. خرج ولم يعد ... كنا نراه احيانا في الحارات المجاورة ...
- هل جاء احد وسأل عني ؟
- نعم ... جاء ابناؤك المهاجرون. .. سألو عنك.
- حللوا سبب غيابك وانقطاع اخبارك ،، انك بعت كل شيء وهاجرت الى امريكا ..
- نعم هاجرت الى السجن الكريه مثل امريكا ..
نظرت الى الداخل .. وجدت صورة الامرأة النصابة معلقة على احد الجدران...
- هاهي .. صرخت مذهولا ..
- كيف قلتم لا تعرفونها وهذه صورتها. ... ؟
نظرت المرأة الى الصورة ..
- ماذا تقول. أيها الرجل ،،؟
- هذه صورة امي ايام شبابها وقد توفيت منذ عشر سنوات ..
- ماذا ...؟ في تلك الأثناء سمعت نباح الكلب .. انه كلبي
- سأعود. خرجت للقاء كلبي
----------- 



#سمير_هزيم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قطار باريس. مرسيليا
- ابيض اسود
- حادث عارض
- قصة قصيرة. الهزيع الاخير
- قثطرة
- تخطيط قلب
- اختبار الجهد
- اللوحة السحرية
- العقدة القاتلة و
- زائرة المساء
- الدفتر الاحمر
- خارطة العالم تعنيني
- موضوع تعبير
- شجرة الذكريات
- قارئة الفنجان
- أحلامي
- لوحة من دمي
- حب استثنائي
- الصورة
- مغامرات ابو عمر وخديجة


المزيد.....




- تكريم الأديبة سناء الشّعلان في عجلون، وافتتاحها لمعرض تشكيلي ...
- ميريل ستريب تعود بجزءٍ ثانٍ من فيلم -Devil Wears Prada-
- ستيفن سبيلبرغ الطفل الذي رفض أن ينكسر وصنع أحلام العالم بالس ...
- أشباح الرقابة في سوريا.. شهادات عن مقص أدمى الثقافة وهجّر ال ...
- “ثبت الآن بأعلى جودة” تردد قناة الفجر الجزائرية الناقلة لمسل ...
- الإعلان عن قائمة الـ18 -القائمة الطويلة- لجائزة كتارا للرواي ...
- حارس ذاكرة عمّان منذ عقود..من هو الثمانيني الذي فتح بيوته لل ...
- الرسم في اليوميات.. شوق إلى إنسان ما قبل الكتابة
- التحديات التي تواجه الهويات الثقافية والدينية في المنطقة
- الذاكرة السينما في رحاب السينما تظاهرة سينما في سيدي بلعباس


المزيد.....

- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير هزيم - الخط الاحمر