أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير هزيم - العقدة القاتلة و














المزيد.....

العقدة القاتلة و


سمير هزيم

الحوار المتمدن-العدد: 5505 - 2017 / 4 / 28 - 21:22
المحور: الادب والفن
    


العقدة القاتلة .
--------------

في احد الأيام السعيدة بالنسبة لي وبعد ان حققت ربحا بمبيع بيت ..
وفي الوقت الذي كنت أُبْرمُ فيه عقد بيع البيت .. وكنت أعد المال الذي أستلمته وكان قبل الغروب بقليل .... اتصلت بي شقيقتي من الضيعة .. وقالت لي .. أمك تعبانة كتير .. طلبنا لها الدكتور .. لكن الدكتور قال : انها بحاجة لمشفى ..
أخذت المال ثمن البيت من دون عد ..
واتصلت بزوجتي وقلت لها ..
انا ذاهب الى الضيعة مباشرة ..
حضري لامي منامة جيدة ..
الطريق الى ضيعتنا يحتاج لثلاثة ساعات ... ولكن بسبب سوء الأحوال الجوية والمطر الشديد .. فقد استغرق معي الطريق اربع ساعات ..
وصلت الى بيتنا في الضيعة قرابة منتصف الليل .. وجدت ابي مستيقظا ..
وأمي نائمة ..
قلت لابي كيف امي .. قال : انها تعبة جداً .. وغص بالكلام ..
قلت له
متى أأخذها الى المشفى قال : متى تشاء
بعد قليل استيقظت امي على صوتنا ..
وقالت : سمير هون ..؟
قلت نعم ماما انا عندك .. وتقدمت اليها وقبلت يديها ووجهها ورأسها وقبلتني كثيرا كثيرا ..
قلت لها انا مستعد لاخذك الى افضل مشفى في العالم .. في صندوق سيارتي المزيد من النقود وكلها تحت قدميكي ..
قالت بصوت خافت ومتعب : انا كتير تعبانة كنت الضهر رح موت .. الإبرة يلي عطاني ياها الدكتور افادتني قليلا وجعلتني أنام .. وهلا انا مو منيحة ..
قلت لها: مارايك ان نذهب فورا .. نصل الى بيتنا وهناك تنامين قليلا ريثما ينبلج الصبح وااخذك الى المشفى ..
قالت : ولكن صعب عليك يا ولدي ..
قلت لها : لا .. لا تخافي انا لست متعبا أبدا .. احضر ابي حقيبة ووضعت امي حاجياتها وأخذت معي بطانية ووسادة .. كي تنام امي في المقعد الخلفي ..
وبقي والدي في المنزل .. وانطلقتا .. بعد منتصف الليل ..
كل شيء على مايرام .. ولكن عند وصولنا منطقة حسياء ... واجهتني موجة ضباب قوية جداً .. منعتني من الروية كليا .. حتى اني لم أكن لأرى مقدمة السيارة ..
ماذا افعل .. ؟
كيف أقف وانا اخذٌ امي إسعاف .. كنت اسير بسرعة عشرة كم بالساعة .. وكنت كل فترة اجنح خارج الطريق ..
وجدت انني استطيع ان ارى جانب الطريق اكثر من الامام .. فتحت نافذة السيارة وصرت اعتمد بمسيري على رؤية جانب الطريق ... واستمر الضباب لمسافة طويلة .. بعد ساعة من السياقة في الضباب .. سمعت امي تناديني .. وقالت لي انا بردت كثيرا يا ولدي ..
قلت لها : . تدثري جيدا يا امي ..
انا بمحنة مع الضباب .. وليس امامي اي حل اخر .. وتابعت طريقي ..
وأمي تتألم من اوجاعها والبردية التي ضربت بها .. أكثرت من سرعتي كي أتخلص بأقصر وقت من الضباب .. فجنحت بي السيارة خارج الطريق .. ونزلت بمنخفض ..
حاولت ان اخرج بالسيارة وأعود الى الطريق .. صارت عجلات السيارة تدور في مكانها ... ولا يوجد احد بالطريق لينجدني ...وأنقذ امي ..
نزلت من السيارة والليل المعتم والضباب الكثيف لم يسمحا لي بان أشاهد لماذا العجلات لا تتحرك من مكانها ..
نظرت من حولي شاهدت ضوءاً خافتا يلفه الضباب وليس ببعيد ...
ذهبت اليه جريا .. بيت لوحده .. وأمامه جرار زراعي ..
طرقت الباب .. خرج الى شخصا يحمل بندقية صيد .. صوبها الى راسي ..
قلت له لا تخف ... وأرجوك ..
انا خرجت عن الطريق وأمي في السيارة بحالة خطرة .. انها معي وذاهب بها إسعاف الى الشام ..
اريد مساعدتك .. بان نسحب السيارة ونعيدها الى الطريق ..
بعد قليل من الصمت .. وهو يحدق بي من الأعلى الى الأسفل ....
قال : بتكلفك الف ليرة ..
قلت له خذها اثنتان .. ولكن بسرعة .. وتم ذلك ..
تابعت طريقي وبعد مسافة ووقت ليس بطويل .. انقشع الضباب .. وصلت البيت في الخامسة صباحا .. استرحنا قليلا ..
عرف اخي الضابط بالأمر .. فجاء الى عندي في الصباح .. وقال فلناخذها الى مشفى تشرين ..
وندخلها على اسمي ..
قلت له انا مستعد لمصاريف المشافي الخاصة فلناخذها الى مشفى خاص ..
قال لا .. مشفى تشرين فيها تجهيزات أفضل وتكلمت مع مدير المشفى وسيهتمون بها .. وكان ذلك ..
في المشفى .. كنت أزور امي في الصباح وقبل توجهي الى عملي .. وأعود اليها بعيد العصر ... وفي اليوم الثاني .. سالت الدكتور رئيس القسم .. كيف حال امي ..؟
قال لي : أمك عم تتدلل ومافيها شي .. لكننا وكرمال توصية مدير المشفى .. سندعها عندنا يوما اخر .. ..
في اليوم التالي .. ذهبت في الصباح ووصلت الغرفة التي بها امي .. فلم اجدها ..
ووجدت السرير مرتبا وكان احدا لم يكن قد نام عليه ..ولايوجد بالغرفة اي شيء من أغراض امي .. ظننت نفسي مخطئا بالغرفة .. رجعت خطوتين الى الوراء لأتأكد ..
انها نفس الغرفة ..
تعجبت من الامر ..
توجهت الى الممرضة ..
وسالتها اين امي ...؟ .
قالت .. انا أسفة ان اقول لك ..!!!!!!
يا الله .. امي ..؟؟؟؟
استندت الى الحائط .. اطرق بيدي عليه ...
وجدت الدكتور في الممر .. ناديته .. فغيّر اتجاهه وكأنه يريد الهرب مني .. لحقته ومسكنه من كتفه .. وقلت له بعصبية ..
امي عم تتدلل ..؟
ابعدني عنه الموجودين ...
بعدها سألت .. اين امي الان ..
قالو في البراد ..
المدير امر بان نعطيكم سيارة إسعاف توصلون المرحومة حيث تريدون ..
رجعت خلف نعش امي الى قريتنا .. وتم الدفن .. وفي المساء وفي التعزية وأمام كل المعزين ... نظر والدي الحزين باتجاهي ..
وقال لي .. هيك يا سمير بتاخد أمك طيبة وبترجعها ميتة ...؟
كانت هذه الكلمات أقسى علي .. من موت امي ..
وبقي طيف امي يلازمني .. وأتذكر عبارة ابي كل يوم ...
وقد مضى على وفاة امي وجملة ابي الشهيرة ... السنون الطوال
وعاش والدي بعد رحيل امي 11 عاما .. وانا أخجل منه ...
ولم أزل أعاني من عقدة امي ..
فانا الذي
( أخذ امه طيبة وارجعها ميتة ..)



#سمير_هزيم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زائرة المساء
- الدفتر الاحمر
- خارطة العالم تعنيني
- موضوع تعبير
- شجرة الذكريات
- قارئة الفنجان
- أحلامي
- لوحة من دمي
- حب استثنائي
- الصورة
- مغامرات ابو عمر وخديجة
- قصة قصيرة. معونة دوائية
- شطارة
- خيانة معتدلة
- رحلة المضحك المبكي
- حقاً قام
- الرقعة
- كابوس
- حلم يوسفي
- من أدب الثورة في سوريا


المزيد.....




- دربونة العوادين.. زقاق الموسيقى الذي عبر منه كبار الطرب العر ...
- مخرج فيلم -سوبرمان- يقول إنه وجد -أعظم نجم في العالم-
- “متوفر قريباً” موعد إعلان تنسيق الدبلومات الفنية 2025 جميع ا ...
- رابط نتيجة الدبلومات الفنية 2025 برقم الجلوس فور صدورها عبر ...
- صناع سينما وثائقية: أنظارنا تتجه نحو غزة ولن نتوقف عن التوثي ...
- أفريقيا تحظى بأهمية متزايدة لدى اليونسكو بعد تهميش طويل
- تامر حسني مُعلقًا على حريق سنترال رمسيس: -فيلم ريستارت يتحقق ...
- رابط رسمي نتيجة الدبلومات الفنية 2025 الدور الأول عقب ظهورها ...
- من الركام إلى الولادة.. إعادة تعريف التمثيل الوطني الفلسطيني ...
- من الجرح نصنع الحياة.. كيف تشفي الكتابة الإبداعية والمسرح أر ...


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير هزيم - العقدة القاتلة و