أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مارينا سوريال - امراة1















المزيد.....

امراة1


مارينا سوريال

الحوار المتمدن-العدد: 6182 - 2019 / 3 / 24 - 10:42
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


لملمت ثوبها الذى تساقط وهى تحاول اللحاق بمن جذب الوثاق،تعثرت فيمن امامها وسمعت بكاء من خلفها ،وقفت على اعتاب البوابة ..خرج رجل اسمر تفرس فى ملامحهم ودار من حولهم قبل ان يسمح لهم بالتقدم الى داخل البوابة ..وهناك فك وثاقها لاول مرة منذ اشهر طويلة ..حتى نسيت كيف كان وضع يدها عندما كانت حرة ...تقدمت فتاة خمرية اقتربت من انفها تطلعت الى ملامحها جفلت عادت براسها للخلف،سألتها ما اسمك؟..صمتت لم ترد ان تجيب صرخت فى وجهها قلت ما اسمك؟...
همست :حوا...حواء....
خرجت كحورية من حوريات سيدتها ،التفن من حولها وهى تستحم وسط البحيرات وسط ادغالها ،كانت صاحبة كل شىء هنا والكل يطيعها..دعوها حورية وهى قالت بل حواء لكن صوتها منخفض ضعيف..سألتها الاخريات :من سماك هذا الاسم؟قالت لست ادرى ..
من اين انت؟
قالت :لست ادرى ..اذكر فقط البحر ..كنت اعمل فى البحر ولا اذكر غيره ...
لا تصدق الفتيات عدم تذكر ماضيها ،كانت اصغرهن فى خدمة السيدة ولم يكن مسموحا لغيرهن بالدخول الى محرابها وخدمتها ،لم تكن ترى سوى صاحبات العباءات القرمزية يأتين اليها فى الميعاد يؤدين طقوسهن الغريبة وكانت حواء بحضور حورياتها ،تعلمت ان تؤدى دورها باتقان،لم يكن مسموح بالتذمر ....
رحل زوج السيدة فى يوم ولم يعد ..حزنت كانت حواء تراقبها من وسط حورياتها المتجمعات من حولها لمواساتها وتقديم الخبز والنبيذ والذرة اليها ...كانت تشعر بالدوار كلما دارت فى حلقاتها الدائرية كما امرتها من حولها..خيالات تطاردها هذا ما تعرفه عن الماضى ..ظل للاصوات تهمس لها من بعيد لكنها لا تقدم لها اجابات ابدا.تظل صامتة متحيرة هل تلك الخيالات حقا؟..ام ان ما تقوله لها الفتيات صحيح وقد مسها الشر وهمس لها فى داخلها...قالت لهم من يكون الشر!..لكن لم يجاوبها احدا ظلوا صامتين وتراجعوا عنها مبتعدين ...
تعلقت بسيدتها بعد ان رأتها تبكى فى حديقتها وهى تستحم ..بكاءها ذكرها بصوت بكاء المراة فى راسها..كان هناك رحيل وغائب لن يعود ..رأتها السيدة تراجعت حواء خوفا لكن السيدة اكملت بكاءها ..وشعائرها السرية.كانت حديقتها سرا لا يدخل اليها سوى اقرب جواريها لم تعرف المدينة ولا اسمها لم ترى وجوه خارج سور بيت السيدة التى مالبث ان احبتها ...احبتها وشعرت بالبغض ..كيف تشعر بالتذمر من تلك السيدة التى تشفق على جواريها المريضات ....عملت ان هناك سيدتان الاولى صارت خادمتها والاخرى فى جانب اخرى لن تعرفه ابدا ولكنهم قالوا ان من يذهب اليها لا يعود!..
لم تعرف من العالم الخارجى سوى صوت صارخ يطوف المكان يأتيهم من بعيد ..تسمع صوته وسط اصوات كثيرة وكلما اقترب اقتربت منه الاصوات وسمعت صوت حجارة تلقى عليه سألت فقيل لها انه مجنون المدينة يطوف يبحث عن حب هكذا يقول..قالت ما هو حب؟ابتسمت الفتيات لها ثم رحلن تاركينها فى حيرتها ..لما يلقون بحجارتهم عليه هل حب هذا عدو قالت السيدة من قبل ان لكل سيدة عدو يكرهها ويتربص بها ..ولكن صوت ذلك المجنون مسكين ..لم تشعر بالسوء حيال تلك الكلمة..بل شعرت بالشفقة تجاه المجنون ارادت رؤيتة ولكن الفتيات عدن وقالوا لها انه مات ..لقد قتلوا بالحجاره هكذا هى عادتهم خارج السور والسيدة فقط هل من تحمينا من كل هذا داخل اسوارها؟..لا تعلم حواء لما شعرت انها تريد رؤية الخارج ..كانت السيدة تقول انه بغيض ولايجب عليهن الخروج لكن قلبها قال لها عكس ذلك ..قال عليها الرؤية ان تعرف الوجوه والكلمات ربما انتمت يوما لذلك الخارج..ربما كان لها اهل من الخارج لا تعلم عنهم شيئا وربما تعرفهم ويعرفونها....
كانت تنظر الى السيدة من بعيد تنتظر اوامرها بينما راقبتها السيدة بطرف عين..كانت اصغرهن لذا شعرن بالغيرة منها لكنها لم تكن تبالى ربما لانها كانت وحيدة ولم تشعر يوما انها كانت من هنا ذات يوم..كرهت السيدة ..استيقظت تشعر بالبغض تجاهها هل بسبب طردها لبعض الحوريات ممن رفقوها ...ام لانها منعت الخروج خارجا ..ام انها قامت بشرائهم ..جميع جواريها احبوها ولكن حواء كرهت ..كرهت ولم تستطع البوح...
كانت للسيدة ..اختارتها لتكون لها ولم يكن مقبول الرفض..علمت ان هذا سيحدث عندما امرت بطرد جاريتها المفضلة ..وعلمت انها المنوطة بذلك الاختيار عندما راقبتها صبيحة ذلك اليوم من شرفتها العالية ..كان عليها الذهاب لها فى حديقتها ..احضرت معها العطور والدهون والبلسم ..امرتها ان تجلس على حافة النهر ..فجلست ..راقبتها وهى تستحم من بعيد..كانت المياه هادئة ذكرتها بمياه اخرى لم تمحى من ذاكرتها ..تذكرت ان عليها الانصياع فعاد اليها الانقباض من جديد..امرتها ان تنزل معها ففعلت....
حسدتها الاخريات لانها كانت مفضلة سيدتها ولم تبح بقول لا..راقبتهم يتقربون اليها بعد ان كانت المنبوذة السمراء التى قدمت من بلاد بعيدة لايعرفها احدا لتلك البلاد التى تنعم بالجمال والثراء ..بالقصور والحدائق حتى ان للسيدة هناك مكتبة ضخمة تضع بها المخطوطات النادرة ..راقبتها حواء من بعيد فابتسمت لها السيدة ودعتها للدخول لها معها ...لم تصنع ذلك مع المفضلة السابقة ..زاد الغضب منها ..كانت السيدة كثيرة الملل والتقلب لا تمر الشهور قبل ان تتخلص من مفضلتها وتحصل على اخرى ..لا يعلمن ماذا يحدث لهن بعد ان يطردن وبعضهن يلقين حتفهن هناك فى الفناء ولكنها بضعة اشهر فى الجنة لا يستطع عبد رفضها مهما كانت ارضة السابقة ....وهنا لا يوجد سوى الجوارى والمحظوظات يصبحن حوريات ويضمن البقاء قربها وفى خدمتها الى الابد..
وخزتها تلك الابرة على ذراعها الايمن ،كانت اخر عهدها بما سبق لكنها لم تؤلمها من قبل ،وشم على شكل وخز كلما تذكرته ألمها ،كانت ذاكرتها عنه مبهمه،ظل يقترب بلا صوت ظل يؤلم ويوخز لكنها لا تصرح ولا تتحدث بحرف ..فقط تتألم ...
كلما زاد الحنين للمجهول الذى لم تعد تعرفه ..زاد الخوف من السيدة وزاد الحب لها ايضا .لم تستطع ان تفسر علاقتها بسيدة تاره تكرهها لانها تملكها وتاره تشعر بانها حرة عندما تغضب منها السيدة لانها لم تمتلكها بالكامل بعد ..تشعر بالحب والخوف من التعلق بها ..كان التعلق بشىء اخر ما تريده ..ولكنها فعلت واحبت السيدة ..فى النهاية سمحت لها بالخروج من القصر والتجول فى الشوارع المحيطة..عرفت السوق والالوان ..رات ان هناك اشجار اخرى لم تكن تعرفها من قبل وصادقت ازهار لم تعرف بوجودها وهى تمر الى جوارها..تعلقت بالالوان وهن يقتربن من ذلك الدكان الضيق بجدارنه التى تلونت بالاقمشة ..باسماء بلدان قدمت منها لم تسمع بها من قبل..ومن اخرها تخرج عجوز من شق..تسير ببطء تبتسم للفتيات تنظر الى عين حواء فتتراجع..تخيفها العجوز لكنها تعود للابتسام من جديد وهى تكمل طريقها فى السوق الواسع بينما عين العجوز تخرج من خلفها لتراقبها من بعيد ...
كانت ضيفة جديدة قادمة من الجنوب قالوا انها كانت سيدة مثل سيدتهن ولكنها اسرت أسرها حرس السيدة واحضرها الى هنا ..كانت اصغر من حواء فاتجهت الاعين اليهما...شعرت حواء بالخفه حاولت اخفاءها قدرالمستطاع واظهار الغضب والحسد..لكنها لم تستطع لانها لم تبالى يوما ..حتى وان كانت السيدة لانها لم تسألها من قبل ...وهى لم تفكر ان تجيب عن السؤال ..شعرت بالوخز عندما رأت الجديدة سعيدة ..بما تسعد ألم تكن هى سيدة من قبل...
اضطربت عندما عادت الى ذلك السوق مرة اخرى كان عليها ان تمر بتلك الحائكة العجوز ..انتظرت الاثواب التى ارسلت لاحضارها لاجل السيدة .. اين رأت تلك العيون من قبل؟..عيون عجوز تبتسم بذلك الوجه القبيح الذى لا يعرف الابتسام يزيدها قشعريرة تريد الحديث ولكنها لا تفعل ..تراقبها حواء تنتظر منها ان تقول شىء؟..ربما تعرفها من الماضى ..هى لم تهرب من الماضى مثل الاخريات بل اختطفت منه لذا قررت ان تنساه بارادتها ؟..هذا فعلها الوحيد بارادتها تلك التى تتباهى بها حقا وسط بقية الفتيات ...جميعهن علقن فى الخلف رغم محبتهن لسيدتهن الجديدة وهى التى هربت من ذلك لانها نسيت !..كل ما فاتها فى الماضى حتى تلك الاحلام الصغيرة التى راودتها.. غفلتها مع الوقت وقالت لها لا لم اعد اريد رؤيتك كانت تستيقظ صباحا على سخريتهن قالوا مجنونة علاما احبتها السيدة انها تتحدث مع شياطينها فى الليل بعضهن خاف ....تراجع عنها ولم يعد يود ايذائها لاجل تلك السيدة لم يعد يتحدث عنها ..



#مارينا_سوريال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امراة2
- رمال التيه6
- رمال التيه7
- مغامرات الصعلوكى20 الاخيرة
- مغامرات الصعلوكى19
- مغامرات الصعلوكى16
- مغامرات الصعلوكى 15
- مغامرات الصعلوكى 13
- مغامرات الصعلوكى 14
- مغامرات الصعلوكى11
- كتب اثرت فى حياتى طريق الجوع بن اوكرى
- كتب اثرت فى حياتى زادى سميث عن الجمال
- مغامرات الصعلوكى9
- مغامرات الصعلوكى10
- مغامرات الصعلوكى8
- امهات صالحات..مارجريت
- مغامرات الصعلوكى6
- مغامرات الصعلوكى7
- مغامرات الصعلوكى4
- مغامرات الصعلوكى5


المزيد.....




- “لولو بتدور على جزمتها”… تردد قناة وناسة الجديد 2024 عبر ناي ...
- “القط هياكل الفار!!”… تردد قناة توم وجيري الجديد 2024 لمشاهد ...
- السعودية.. امرأة تظهر بفيديو -ذي مضامين جنسية- والأمن العام ...
- شركة “نستلة” تتعمّد تسميم أطفال الدول الفقيرة
- عداد جرائم قتل النساء والفتيات من 13 إلى 19 نيسان/ أبريل
- “مشروع نور”.. النظام الإيراني يجدد حملات القمع الذكورية
- وناسه رجعت من تاني.. تردد قناة وناسه الجديد 2024 بجودة عالية ...
- الاحتلال يعتقل النسوية والأكاديمية الفلسطينية نادرة شلهوب كي ...
- ريموند دو لاروش امرأة حطمت الحواجز في عالم الطيران
- انضموا لمريم في رحلتها لاكتشاف المتعة، شوفوا الفيديو كامل عل ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مارينا سوريال - امراة1