أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مارينا سوريال - مغامرات الصعلوكى8















المزيد.....

مغامرات الصعلوكى8


مارينا سوريال

الحوار المتمدن-العدد: 6172 - 2019 / 3 / 14 - 10:14
المحور: الادب والفن
    


على اطراف الضفة بنى اتباع النعيم لهم كوخا اكبر من اقرانة وزينوة بالاحجار والاعشاب التى تدلت على اطراف المياه ،قامت نساء الخلويين بالبقاء بداخله كانت مياه النهر ترتفع معلنه الرضا والخوف من بأسها وسخطها جدبا ..قيل لهم قبل ان ياتى لامرزوق لتلك الارض كانت جدبا وويل لهم من الجدب ...عندما بقت الصبايا والنساء داخل ذلك الكوخ ارتفع المحصول على ايدى الفلاحين وازادات تجاره رجال الشديد فتركهم بل وبنى لهم الاكواخ وكان لاتباع النعيم حظوة فى عين اهالى الحصون ورجال الشديد ..قيل ان الزاهية تطلب النعيم لها خصيصا لتستشيره فى امورها ....والقليل يعلم ما يدور فى جنبات حجرة الشديد ،الذى سمح للنعيم بالدخول فهو الاعور لم يكن مسموح للدخول لها سوى غلمانة المخصيين والصافية على رغبتها لخدمتها الخاصة لم تنسى الزاهية لصافية عندما اتت اليها صبية وفصلتها عن امها وجعلتها تعمل فى الحقول رغم جراحها التى اصيبت بها من رجال المرزوق ...ماتت دون ان تعلم الزاهية الا بايام وتركت لتدفن وسط الحقول ..قيل ان المرزوق امر بان لمس جثث هؤلاء الاغراب تجلب الشؤم عليهم خاصا رجالة المقربين من الصعاليك هكذا تركها اهل الحصون ...واى حصون كانت الزاهية صبية ولكن تكره الحصون لم تنسى اصلها يوما الذى جلبت منه فهى من السواحل ...قيل لها ان المرزوق اتى من الجبال ولا يكره الساحلى سوى الجبلى فهو بلاقلب ينبش تراب الارض حتى يحيا ولا ينظر لمن يلقى خلفه...
لم تجد الصافية طريق بعد ان كانت سيده ابنة سيد وزوجة سيد تكون خادمة لصبيتها المقربة ولا تعلم اين وضع ولداها تعلم انه لم يجرؤ على قتلهم ...هو يعلم كل من مدت يده على المرزوق لم يعش طويلا والشديد جبان نعم يسمعون صوت تنهداته وفزعه لقد هرب من النوم ليلا وفضلا النهار عوضا عنه ليهرب من رؤية وجه المرزوق التى تاتى اليه كل مساء ،ولكن كل من فى الجوار يعلم وهى ان المرزوق عائد وانتقامه شديد البأس ..
فى حلقات دائرية راحت الصبايا تدور على نغمات ايقاع موسيقى صف اخر من الفتيات فى وسطهم كانت الزهرة جالسة موضوعة من عبق النهر احضروها وبجوارها كانت سيدة قابعة على وجهها تنتظر دورها ان ياتى على النغمات حينها تفتحت الصافية جوار الزهرة وراحت فى وسط دائرة الصبايا تكمل رقصتها ...تدور بلا توقف ترفع يديها لاعلى وتخفض ناظريها لاسفل تتماهى مع ارتفاع الايقاع وخفقات قلبها التى تزداد فى قوة متماهية فى هدوء ...تخفو حين تخفو الايقاعات لتتقوقع من جديد جوار الزهرة ....
كان عملها الجديد فى بيت الكوخ الذى شيد باوامر من الشديد ،كانت تعلم من احاديث الصبايا انه قادم بنفسه لتقديم الهدايا الى الزهرة التى اصبح مولع بها ،وحينما ارتفعت يدها تدور من حول الزهرة وخاصرتها تدور وتلف معها كانت تعلم بطرف عينها انها جذبت عيناه اليها ...تعلم منذ ان اتى الى هنا ولم يرى سوى الصافية ولكن الاعيب الزاهية ابعدتها الى بيت حريم ولم تكن السيدة لتقبل ان تتحول لخادمة حتى لو كان للزهرة نفسها ...صحيح هى تعلم بعودة المرزوق ومنذ ليلتين قام المرسال واخبرها ان ابنيها فى مامن مع المرزوق شخصيا وقد استعادت راحة بالها ولميكن عليها سوى التقرب من مخدع الشديد .
اخبار من يخرجون عن حكم الشديد كانت تاتى لاهالى الحصون فتثير فيهم احساس الرهبه والتمنى لكنهم ابدا لم يستطيعوا نسيان ماحدث مع الصعاليك ...من اين ياتى المتمردون كان سؤالهم امام رجال البشير الذين انتشروا فى فرق من بقايا صعاليك خونة للمرزوق ومن ذى اللون الغريب
ولكن تلك الليلة كانت الاخبار اكبر من ان يوصد لها ابواب دون ان يسال اهل الحصون من منهم انضم للمتمردين ..كثرت حكايات بعضهم عن االنعيم واتباعه ولكن بعد بناء الشديد كوخ الزهرة وقدومة لتقديم الهدايا والعطايا يصحبه النعيم والزاهية لم يعد هناك شك فى نطق اسم النعيم الذى يرسل اتباعه لكل محتاج ..ولكن النساء اللواتى حضرن تلك الليلة وتفرجن على الصبايا صدقن اشاعات الزاهية والصافية خاصا بعد ان امر الشديد رجاله بضم الصافية لجناحة الشخصى ببيت النافورة الذى شيده حديثا بدماء اتباع النعيم يوم ان كانوا من المغضوب منهم .
اقترب موعد جنى المحصول فخرج النعيم يلحقة رجاله الى الضفة حيث اصل الزهرة لتقديم الوفاء اللازم لها ..كانت الصبيه ذات الدماء الغريبة التى امر النعيم ان يتم الاحتفاظ ببعضهن لتلك المناسبات فالزهرة لاتقبل سوى هؤلاء الصبايات الملاح ..بعد ان ارتدت اللون الاخضر ودهنت بالدهون والعطور ان تلقى بيد النعيم الى الضفه وعندها يصرخ الاتباع بصياح التبريك وتقوم الصبايا بطقوس رقصهن العجيب وتدرب القيثارة والدفوف معلنه حلول البركات والتهليل للزهرة الحنون ....تقف الصافية من الخلف خلف الشديد والزاهية فى الموكب الذى حضر موسم الحصاد والتبرك تتذكر اول من القى بالصبية وكان المرزوق ..يخيفها حين تتذكره وتخشى من رؤيتة فى المساء فهو من كان يرقص امام الصعاليك عند حصاد الارض وفوق رؤوس اعداءه الذى اعتاد ان يحضرها معه ويلقى بها فى الضفة حتى يتحول لونها للقانى فيبدا برقصته التى يتبعها الصعاليك تماشيا مع زعيمهم ..تقشعر وهى تراه الان يرقص داخل مخيلتها ..كيف سيكون عقابه هو يعلم الان انها صارت للشديد ولكنها الاوامر الزهرة ستخبره بذلك لن تقبل الصافية ان تكون خادمة للزاهية ...
وفى يوم علت وجوههم دهشة بالوافدين الجدد من الارض الغريبة فقد دخل الموكب قادما من اتجاه ارض السواحل يحمل الغلمان قبل انهم ابناء الشديد الثلاث السعد والسعيد والمسعود"
وانهم اتوا بعد ان تم لهم ملك السواحل والجبال ..فقدموا قبل ان يتولوا مالهم من اراضى لوالدهم الكبير طالبين منه العطف والتبرك وتقديم الولاء والطاعة لزعامتة ...شهقت الصافية حينما رات من نوافذها موكب الجمال القادم ذكرها بالرحيل والرحالة هل يعقل انهم من هناك ام انهم استولوا وفعلوا ما فعلوه فى المرزوق مع ابيها واخواتها ...كان الثلاث جمال يحملون الفتية الثلاث داخل هوادجهم غير كاشفة عن وجوههم عن عاده الشديد التى اتى بها من السواحل فلم يرى من اهل ارض الحصون وجه الى الان الا من خلف قناعة..
وقف البشير على راس قواته فى استقبالهم امام بيت النافورة وترجل عن جواده الذى قدموه اليه هدية من ارض الجبال .كان اولهم السعد الذى ترجل من على جمله وتقدم باتجاه قاعة الشديد غير ابه ليد البشير التى امتدت لاستقباله فى استعلاء لعرقة عن ان يصافح من هم اقل منه مرتبه ،تقدم وحين خطى اول خطواتة فى اتجاه مجلس الشديد سقط على ركبتيه واحنى نصف قامتة للارض كانت عيناه تراقب اشاره من عصى اليد اليمنى التى تامره بان ينهض وانه حسن استقباله لكن طال الانتظار كان السعد يفكر كم ان الشديد يحب اذلاله لم ينسى ما فعله بالمغدورة كما يطلقون عليها فى ارضة امة التى غدر بهاالشديد وقتلها عندما شك فى عبده المخصى وامرهم بقتل غلامه البكر ..يومها مات الحب فى قلب السعد وعلم الغضب وافسح له المجال.
تقدم السعيد فى مهابه من يخشى لقائه كان يجل الشديد بعد ان راى باسه فى القتال وهو مثله رجل حرب يحب رؤية اعين اعداءه وهى مكسية بالتراب والشديد لم يكتفى بل وسع الاراضى وصارت مملكته من الشمال الى الجنوب فانتظر بصبر واناه الى ان رفعت العصى ايذان باستقباله وشبح ابتسامة الشديد الذى وجد فعل ابنه حسن فامر بان يقرب منه فى مجلسه ام المسعود فحاول ان يخفى فرائصة ان ارتعدت رؤية الشديد وهو يمسك براس ابأس رجال الجبل وان توضع ضمن طعامه كان لها مفعول القوة فى نفس المسعود الذى راح ان يراقب العصى فى خوف ..كان المسعود يراقب السعد والمسعود فى غضب فهو يعلم ان كلاهما طامع فى كرسى الشديد وهاهو يأمر بان يجلسا الى جواره اما هو فقد وضع فى نهاية الوليمة ليشاهدها كضيف غير مقبول لم ينسى الشديد الخطا الذى ارتكبه المسعود عندما كان غلاما يافعا مع احد حريم الشديد من الصبايا ولم يكن الشديد يقربها بعد لكنها وضعت فى الخاص لديه ..علم ولم يعاقبه ومنذ سنوات عاش المسعود ينتظر عقابه من الشديد يعلم ان الشديد لا ينسى المخطئين ابدا ولابد من يوما يعود اليه فيه بالعقاب ....ولكن
متى ؟؟...


قدمت الصبايا فداء الزهرة بتقديمات التقديس مع اتباع النعيم الذين اوقفوا الايام الثلاث تيمننا بابناء الشديد وتقربا للزهرة ..وقدمت كل نساء وصبايا اهل الحصون فى قلب الكوخ على الضفة القربان حتى ترضى الزهرة وفى سرهم يعود اليهم المرزوق من جديد ..وقدمت الصافية فى انتظار عودة ابناءها بعد ان طفى الغضب فى قلبهم عن رؤية ابناء الشديد وان الزاهية فى طريقها لانجاب الولى الشرعى لارض الحصون الجديد وهذا ما لن تقبل به الصافية فابناءها اولاد المرزوق من يحق لهم ارض الحصون وطالما هى على قيد الحياه لن تترك حق الارض وتعطيه لابنه سريتها السابقة



#مارينا_سوريال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امهات صالحات..مارجريت
- مغامرات الصعلوكى6
- مغامرات الصعلوكى7
- مغامرات الصعلوكى4
- مغامرات الصعلوكى5
- مغامرات الصعلوكى 3
- دعوتها جللوريا..مارجريت
- مغامرات الصعلوكى 2
- مغامرات الصعلوكى
- رمال التيه4
- رمال التيه5
- كان ياماكان
- رمال التيه 3
- رمال التيه2
- رمال التيه
- بيت القلعة والهمام35
- بيت القلعة والهمام الاخيرة
- بيت القلعة والهمام32
- بيت القلعة والهمام34
- بيت القلعة والهمام30


المزيد.....




- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مارينا سوريال - مغامرات الصعلوكى8