أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد الصلعي - طوبوغرافية الثورة الجزائرية














المزيد.....

طوبوغرافية الثورة الجزائرية


خالد الصلعي

الحوار المتمدن-العدد: 6179 - 2019 / 3 / 21 - 09:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الثورة من منظور تاريخي ، وبفضل التراكم الطويل للتجارب الانسانية قد يصعب تحديدها . وهي في تجسيداتها تختلف من بلد الى بلد فالثورة الفرنسية غير الثورة البلشفية ، وهاتين الثورتين غير الثورة الايرانية ، وكل تلك الثورات غير الثورة الصينية ، وهلم جرا . فماهي الثورة اليوم ؟؟
الثورة في مفهومها العام تعني تغييرا تاما لنظام الحكم ، في شكله ومؤسساته وتنظيمه وقيمه وعلاقاته . وقد عرف عصرنا الحديث كثيرا من الثورات سواء في عالمنا العربي أم في أماكن أخرى من المعمور . لكننا لم نحظ في عالمنا العربي ، للأسف ، بثورة تحمل معناها الكامل ، وتشكل نوعا من انواع التغيير الذي يطمح اليه الشعب العربي من انعتاق من جور الطغيان وظلم الاستبداد ومظاهر التفقير الى درجة أن الشعوب العربية أصبحت موقنة ان عذاب الاخرة قد أدت ثمنه في الدنيا قبل يوم الحساب . وبالتالي فان الادعاء بتحديد مفهوم ابستيمي للثورة دقيق وثابت يبقى مضيعة للجهد ومحض اجتهاد فكري . غير ان ما نتابعه اليوم بالجزائر يمكن ان يرقى الى الثورات النظيفة التي مرت عبر التاريخ .
فما نتابعه اليوم في الجارة الجزائر يمكن ان يمثل ثورة هادئة ، بمفهوم عربي جديد قد يقلب عاليها سافلها . خاصة وأن علية القوم والمشاركون في الحكم لسنوات طويلة بدأوا يتركون سفينة النظام والالتحام بمطالب الشعب . كان آخرهم شهاب صديق الناطق الرسمي باسم حزب التجمع الوطني الديمقراطي ، وه حزب شريك في الحكومة وفي نظام الحكم ، وهو الذي اعترف انه لم تكن لديهم الشجاعة في حزبهم لاعلان ان الرئيس بوتفليقة عاجز عن ادارة البلاد ، وهو ما أسماه بغياب أو فقدان البصيرة واعتبره مغامرة . هذا الاعتراف المتأخر له دلالاته السياسية والسياقية . اذ ان حزبا شارك في ادارة البلاد ردحا من الزمن ، وتأخر ما يقرب من شهر للانضمام الى صرخة الشعب الجزائري ---ترحلوا -يعني ترحلوا- ، ليعلن احد رموزه ان البلاد كانت تسير منذ سبع سنوات خارج اي هيكلة تنظيمية ، فلا يمكن النظر الى هذا التحول الكلي الا من منظور واحد ، أن الشعب الجزائري استطاع ان يضغط على اجهزة النظام من الداخل ويفجره من صلبه .
فبانضمام المزيد من الهيآت والفئات والشرائح الاجتماعية ، أصبحت ارهاصات الثورة الجزائرية كاملة الأركان . اذ لم يبق قطاع من القطاعات بعيدا عن هدير صوت الشعب . الهيأة القضائية خرجت للشارع ونددت بسخرية طغمة من كابينة بوتفليقة ، كما خرج الفقهاء أخيرا بعد أن انضم عمال سونطراك الى الطلاب والأساتذة ، وها نحن الآن يفصلنا يومان عن دورة شهرية كاملة لبداية الانتفاضة الجزائرية التي بدأت تتحول الى ثورة عامة .
ان الانتقال من معارضة العهدة الخامسة الى اسقاط النظام لم يأت عبثا ، بل هو ولادة طبيعية لتعنت النظام الجزائري في ترشيح رئيس ميت سريريا ، وهو ما يعتبر عيبا ، بل وعارا ، وسخرية بذكاء وكرامة الشعب الجزائري . خاصة تقديمه أمام شاشة التلفزة على ذاك الشكل المثير للشفقة . ولعل هذا ما دفع باقي الفرقاء الى النزول الى الشارع والانضمام الى نداء الوطن الذي لم يتزعمه احد ذو اسم او صفة ما ، بل ان زعماء كل الأحزاب السياسية الجزائرية تؤكد انها وراء الشعب ، خاصة بعدما تم طرج بعض قادة الأحزاب من الشارع ورغضها للركوب على مطالبهم ، وتحريف قضيتهم .
أصبح الشعب هو القائد ، وصارت الأحزاب هي التابعة ، باقرار أغلب قادة الأحزاب الجزائرية ، انقلاب الأدوار التقليدية ، واستعادة الشعب لزمام أمره ، يعتبر تضييقا كبيرا على مساحات المناورة بالنسبة للنظام الجزائري الذي أصبحت سفينته يقل ركابها يوما عن يوم . وهذا ما أكده في أحدث تصريح صديق شهاب كتصريح يمكن اعتباره بمثابة الهروب الى الأمام بعد ان تأخر عن الانضمام الى الحركة الشعبية الهادرة .
ولربما استوعب الشعب الجزائري وكل شرائحه والنظام نتائج ما آلت اليه الأمور في سوريا ومصر وتونس وليبيا واليمن . فكل هذه التجارب الغضة الطرية ، لا زالت شاخصة في أذهان الجميع ، كما ان تفاعلاتها لا تزال تسري في تلك المجتمعات ، التي تسلم بعضها زمامها رجل لا يستحق ان يكون حتى بوابا لاستقبال الوافدين نظرا لشدة غبائه وسلطة جهله ، أو كما حدث لسوريا التي ضحى رئيسها بنصف شعبها للبقاء في الحكم ، او الدخول في حرب اهلية كما حدث باليمن ، او تأزيم الأمور ونهب الثروات كما يحدث بتونس ، او الدخول في رهانات طائفية قتالة كما حدث باليمن ..........ولعل هذا ما جعل الثورة الجزائرية يشار اليها بالبنان في دقة تنظيمها ، وفي سلاسة هدوئها ، وتشابك رقعها على شكل سامفونية رائعة .



#خالد_الصلعي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صفقة مع السراب
- جراحة عن بعد ، هل تصدق ؟؟
- ايران تربك حسابات الولايات المتحدة الأمريكية بالمنطقة
- هل تنجح الانتفاضة في الجزائر ؟
- قضية الخاشقجي بين الاعلام والاستخبارات
- روسيا تلوي عنق اسرائيل
- انهيار الديبلوماسية المغربية
- قضية توفيق بوعشرين والتوظيف السياسي
- لا أمل ...
- صناعة الشرق الأوسط من جديد
- بين اللورد بايتس ووزراء كلينكس
- هل يمكن أن أخالف السيد حسن نصر الله ؟؟
- لو كنت مثلي
- من الأسلمة الى الأنسنة
- تعويم الدرهم المغربي ، نحو غرق أعمق واحتجاجات ضخمة
- النظام المغربي أمام حقائقه
- تحليل استخباري لأحداث ايران الأخيرة
- احتجاجات ايران تحت مجهر احتجاجات المغرب
- لا تركعوا لهبل
- أول صفعة عربية للبيت الأبيض من أضعف خلق الله


المزيد.....




- ما هي -أقصى- طموحات القادة الأوروبيين من قمة ترامب-زيلينسكي ...
- باراك وصل الى بيروت.. الرئيس اللبناني يؤكد أن سلاح حزب الله ...
- هل اقترب الاتفاق؟.. ترامب يشيد بـ-تقدم كبير- بشأن روسيا
- من سيحضر اجتماع واشنطن الحاسم بين ترامب وزيلينسكي؟
- الإمارات تتضامن مع الجزائر وتُعزي بضحايا حادث الحافلة
- الخرطوم.. اتهامات لخلية أمنية -إخوانية- بارتكاب انتهاكات
- غالانت ولابيد ينضمان لمظاهرات -وقف الحرب- ويردان على نتنياهو ...
- سوريا.. انتحاري يفجر نفسه عند مخبز في مدينة حلب
- زيلينسكي يشيد بقرار -الضمانات الأمنية-.. ويعول على التفاصيل ...
- جريمة مروعة.. مقتل لاعبة جودو مصرية برصاص زوجها


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد الصلعي - طوبوغرافية الثورة الجزائرية