أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد الصلعي - صناعة الشرق الأوسط من جديد














المزيد.....

صناعة الشرق الأوسط من جديد


خالد الصلعي

الحوار المتمدن-العدد: 5785 - 2018 / 2 / 12 - 10:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


صناعة الشرق الأوسط ...من جديد
*************************
مباشرة بعد اسقاط الطائرة الاسرائيلية عقد المجلس الأمني الاسرائلي المصغر اجتماعا طارئا سيحضره كبار قادة الجيش الاسرائيلي وسيلتحق به لاحقا نتانياهو . وحسب ما رشح من هذا الاجتماع من تسريبات فان الرئيس الصهيوني تعرض لانتقادات عنيفة من كبار قادة الجيش . في هذه الأثناء كانت قيادات حركات المقاومة ترسل التهاني للجيش السوري . وقد انتظرت شخصيا اكثر من ساعتين ردود فعل الولايات المتحدة الأمريكية التي عودتنا على الرد المباشر والفوري في مثل هذه الأحداث ، لكن دون فائدة .
الادراة الأمريكية انتظرت اذن ، أكثر من ساعتين لتدعو الى تهدئة الأمور وعدم التصعيد . دون أن تنسى دعمها اللامشروط للكيان الصهيوني . وبعيدا عن هذه الشكليات فان تأخر رد فعل الادارة الأمريكية له اكثر من قراءة . فهذه الادراة لم تكن تنتظر رد فعل الجيش السوري . كما أنها رأت في هذا الحدث ارتفاعا صاروخيا لأسهم محور المقاومة وعلى رأسهم هذه المرة ايران . ايران التي سخرت من دعاوي اسرئيل باختراق طائرة دون طيار لأجوائها . وهو ما نفته طهران جملة وتفصيلا .
روسيا نفسها لم يرشح عنها في الساعتين الأولتين أي رد فعل عما حدث ، وهذا له دلالاته السياسية والتكتيكية ، فهي لن تدلي بدلوها الا بعد أن تتدارس الأمر بروية وبهدوء وبحسابات تكتيكية جد دقيقة كما عودتنا ، وذلك بعد وضع كل احتمالات ردود فعل الولايات المتحدة الأمريكية .
هذا التحول الاستراتيجي ، لم يكن في الحسبان . واسرائيل لم تكن تنتظر مثل هذا الرد العنيف ، خاصة وأن مطار بنغوريون تم اقفاله للحظات ، كما انسحب بعض المستوطنين الى مخابئهم ، بعدس سقوط مجموعة من الصواريخ على الأراضي الفلسطينية المحتلة .
نحن هنا امام تطورات غير مسبوقة ، وأمام تجربة جديدة ، ما يغير بشكل ملموس من كل الخطط والتكتيكات التقليدية ، ويدفع الى تبني استراتيجيات جيديدة في المنطقة . ستنعكس حتما على باقي المنطقة العربية التي تحتاج الى تجربة سياسية جديدة تستلهم تجربة المقاومة . واذا كان كثير من المحللين يذهبون أن اسقاط الطائرة الاسرائيلية كان بقرار سياسي ، قبل أن يكون بقذيفة صاروخية أو بقرار عسكري ، فان السؤال الكبير ، هل يكون بموافقة روسيا ؟ ، خاصة وأن الصاروخ الذي أسقطت به الطائرة كان هو "صام 5 " الروسي . ألا يمكن اعتبار ذلك ردا فوريا منروسيا على ساقاط طائرتها بصاروخ أمريكي ؟ .
ان قواعد الاشتياك وتكتيكاتها اصبحت تتغير بسرعة في المنطقة ، والتفوق الجوي المطلق الذي احتكرته اسرائيل منذ قيامها سقط في ظرة تاج سلاحها ، وهي الطائرة الشبح F16 .
لكن ما يثير حقا الاهتمام ، ليس فقط مركز الحدث ، وانما هو مساعرة اسرائيل طلب التدخل من الولايات المتحدة الأمريكية ، وروسيا وهياة الأمم المتحدة . وهو الطلب الذي تكرر من قبل اسرائيل غي غضون اقل من أسبوع . كان الأول حين التأم الللبنانيون للدفاع عن حقوقها من ثرواتها البحرية المكتشفة . ويخص الأمر "بلوك رقم 9" ، الذي ادعت اسرائيل أحقيتها فيه .
ان ما يجب أن نراهن عليه نحن كمواطنين ، ليس فقط التحولات العسكرية والاستراتيجية والسياسية للمنطقة ، بل ما يولده كل ذلك من تغيرات ذهنية في الوعي وفي النظر الى المستقبل . فاسقاط الطائرة الاسرائيلية من صنع أمريكي ، كان رسالة ذات وجهات متعددة ، فأمريكا نفسها معنية بهذا الاسقاط ، كرد على اسقاط الطائرة الروسية قبل أيام معدودة . وهي رسالة مباشرة لاسرائيل التي لا تعرف الا لغة العنف والرد القوي .
ورغم أن اسرائيل كانت البادئة في التحرش بلبنان وقصف مواقع داخل التراب السوري ، وهو الأمر الذي اعتادته منذ سنوات ، فانها سارعت الى طلب تهدئة الوضاع من قبل الولايات المتحدة الأمركية ، وروسيا وبعض دول الاتحاد الأوروبي وهيأة الأمم المتحدة .
مما يضعنا أمام تحولات جيوسياسية عميقة في المنطقة . فاسرائيل لم تعد تستطيع مواصلة عنترياتها كما كانت تصنع سابقا . وهذا يعود الى أسباب عديدة ، على راسها تراكم وقة حزب الله ، وتجرؤ سوريا على الرد المباشر على الصواريخ والطائرات الاسرائيلية ، والى ميثاق الشرف المبرم بين مختلف فضائل المقاومة وعلى رأسها حزب الله وحماس .
ولعل رجوع ما يسمى بدول الاعتدال ، الى مواقع الصمت المريب ما يدل ان قواعد اللعب قد تغيرت في المنطقة تماما . خاصة مع الأخطاء الفاضحة للسعودية والامارات العربية المتحدة . وهو ما يدفع البيت الأبيض بقيادة ترامب الى مزيد من ابتزاز دول الخليج . وعلى رأسها الدول المحورية ، السعودية والامارات وقطر .نحن اذن أمام مسستقبل سيشهد حتما معادلات جديدة في المنطقة .
هذه التحولات الجوهرية تؤسس لعلاقات استراتيجية مستقبلية دقيقة ، فهل يمكن وضع خارطة لها ؟؟؟.



#خالد_الصلعي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين اللورد بايتس ووزراء كلينكس
- هل يمكن أن أخالف السيد حسن نصر الله ؟؟
- لو كنت مثلي
- من الأسلمة الى الأنسنة
- تعويم الدرهم المغربي ، نحو غرق أعمق واحتجاجات ضخمة
- النظام المغربي أمام حقائقه
- تحليل استخباري لأحداث ايران الأخيرة
- احتجاجات ايران تحت مجهر احتجاجات المغرب
- لا تركعوا لهبل
- أول صفعة عربية للبيت الأبيض من أضعف خلق الله
- قراءة جيوستراتيجية في قرار ترامب نقل السفارة المريكية الى ال ...
- اللعب خارج الملعب ؟ المملكة العربية السعودية نموذجا
- هذه موانع الحرب العشرة في الشرق الأوسط يا عطوان
- بنكيران ينسف بروج الدكاترة والمحليين العاجية
- مقارنة عابرة بين ديمقراطية الكيان الصهيوني وبين ديمقراطية ال ...
- أزمة الثقافة في طنجة ، هل من منقذ ؟
- خطاب الملك بين التفكك والسمو
- مرحلة الجثث المتحركة ...السياسة بالمغرب الآن
- وأخيرا السعودية تهرول نحو روسيا
- بين الاستقلال والانفصال والمطالب الاجتماعية البحثة


المزيد.....




- مباشر: دونالد ترامب يعلن موافقة إيران وإسرائيل على -وقف تام ...
- مسؤول إيراني لـCNN: طهران لم تتلق أي مقترح لوقف إطلاق النار. ...
- ترامب يعلن عن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران.. ما التفاص ...
- سوريا: تفجير انتحاري يودي بحياة 23 شخصًا على الأقل في كنيسة ...
- ترامب: إسرائيل وإيران وافقتا على -وقف تام لإطلاق النار-
- لماذا يعارض مهندس -أميركا أولا- الحرب على إيران؟
- ترامب يعلن وقفا تاما وشاملا للحرب بين إسرائيل وإيران
- ترامب يشيد بأمير قطر ويعلق على الهجوم الإيراني
- الدوحة تؤكد استقرار الأوضاع وواشنطن تعلن إعادة فتح سفارتها ف ...
- ماذا نعرف عن قاعدة -العديد- الأميركية في قطر؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد الصلعي - صناعة الشرق الأوسط من جديد