أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد الصلعي - خطاب الملك بين التفكك والسمو














المزيد.....

خطاب الملك بين التفكك والسمو


خالد الصلعي

الحوار المتمدن-العدد: 5670 - 2017 / 10 / 15 - 06:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


خطاب الملك بين التفكك والسمو
*************************
كان على الخطاب أولا أن يتسق مع نفسه ، كي يتسق معه الواقع . والخطاب يرتبط أشد الارتباط بسلوك المخاطِب ، فاذا لم يعمل الملك على تنظيف محيطه ، واصلاح منظومته السياسية التي يمنحها له الدستور ، فان أي اصلاح أو تجاوز لن يتم . وهذه حتمية تاريخية أكدها واقع حكمه منذ اعتلائه عرش المملكة . وقد ضج الخطاب نفسه في كثير من المواضيع من نفسه ، وثار على محتواه وأهدافه . فالدعوة او انتظار زلزال سياسي ، تعتبر قمة الانفجار ، وكأن الملك اكتفى بالتحذير . لكن من سيحذر ؟؟
كان على الخطاب الملكي ان يقع في حد القطع مع الاختلالات ، قطعا باتا ونهائيا ، دون العودة الى انتاج نفس ما ينتقده ، باعتماده على نفس الاليات والأدوات والوظائف القديمة . فالحكومة مسؤولة عما يحدث ، ومختلف المؤسسات متورطة في هذا الواقع البئيس ، والحكومة صورية لا مهام تنفيذية تحظى بها . اذن من سيقوم باصلاح الانزلاقات ورتق الاختلالات وتصويب الانحرافات ؟.
لنتحدث بلغة مسؤولة ومباشرة ، رؤوس كثير من السمؤولين مطلوبة على منصة المجتمع المغربي ، فأغلب المسؤولين متورطين في فضائح ضخمة وكبيرة .
فما يحتمله الخطاب من عناصر التشويق ، كامتشاق لغة المضطهدين والناقمين ، او بلغة ملكية بحثة ، العدميين ، او الحكم على فشل سياسات معينة ، كسياسة التعليم والتنمية ، يجد مبيده في داخل الخطاب نفسه ، حين يتوجه الخطاب الى برلمان معوق ، وبرلمانيين استرزاقيين ، وحكومة غير منتخبة في جزء هام منها . عندما يقع في تناقضات صارخة ، حين يصف النموذج التنموي بالعجز ، لمعوقات موضوعية وذاتية ، ووجود اختلالات بنيوية هائلة ، ثم ينوه بنفس النموذج في نفس الخطاب . وكأنه يمحو ما يكتب او يكتب ما يمحو .
ان الخطاب اذ ينتقد النموذج التنموي ، ثم يعود للتنويه به ، يضعنا أمام اشكالية ضخمة ، ماذا نأخذ من خطاب الملك ، هل نأخذ منه فشل النموذج التنموي المتبع لحد الآن؟ ، أم نأخذ منه فشله وعدم قدرته على اعطاء أي نتيجة ملموسة على مستوى بنية المجتمع المغربي .وهل يعقل في زمن التكنولوجيا وثورة المعلوميات أن ينتظر نص دستوري حيوي ما يناهز سبع سنوات ، وهو النص المتعلق بالمجلس الاستشاري للشباب الذي يعد من أهم أولويات اي بلد يتوخى الاقلاع الحضاري . فسبع سنوات في عمر الدولة والمجتمعات تعتبر مدة زمنية طويلة ، تم هدرها من أجل غايات متهافتة و مبتذلة .
فالسياسة حرب من جنس آخر ، حرب بالعبارات والكلمات والرسائل المشفرة والمباشرة . ويعتبر خطاب الملك أو رئيس الدولة من أعلى اشكل وأنواع الحروب السياسية ، نظرا لمحوريتها ونموذجيتها وومرجعيتها . ويعتبر الخطاب الملكي في المغرب ، بل ان بعضهم يعتبره من الخطابات التأسيسية .
وحين ننصب عليه مجهر المقايسة بين النظرية والواقع ، بين الشعار والتطبيق ، بين ما يخفي وبين ما يبدي ، فاننا نصاب بشبه دوار ، ونطرح أسئلة لا حدود لها ، لمن يخطب الملك ؟ ، لمن يوجه خطابه السامي ؟ وأين بالضبط يكمن سمو الخطاب ؟ ، هل في لغته ؟ في محتواه ؟ في شكله ؟ أم يرتبط مباشرة بشخص الملك ؟ ، ام انه يتعلق فقط بالمناسبة ؟ .
من المعلوم أن خطاب الملك ، شئنا أو أبينا ، اتفقنا أم اختلفنا ، يشكل في نصيب منه محور تطلع الجميع ، فهو ،افتراضيا يمثل الجميع ، أو بلغة صورية وجامدة ، هو خطاب من أجل المصلحة العامة . لكن هل هناك مصلحة عامة أساسا ؟ .وأين تتبدى هذه المصلحة ان كانت موجودة ، ما حدودها ، غاياتها ، وظائفها تمظهراتها ؟ .
فاذا كان الخطاب ، حسب ميشيل فوكو ، يمارس اكراهاته المؤكدة ، بحيث يرسم حدود سلطاته ، ويبني صورة واحدة ، يحرسها ويحارب من أجلها ، اذ من خلالها يصطفي وينتخب الذوات المؤجرئة لهذا الخطاب ، ويقصي دونها . فان الخطاب الملكي في المغرب ، وكما جرى العرف ، لا يمكن انتقاده أو لمسه خدشا ، لولا تحولات عميقة وحسابات دقيقة .
على خطاب الملك أن يعيد الهيبة لشخصه ، ويمنح بعض مبرراته السلطوية ، وأن يحاذي ضفاف الديمقراطية ، عوض ان يبقى مجرد خطاب للمدح والتصفيق . الأمر يتعلق كما يشتم من الخطاب بمرحلة مفصلية ، أبان فيها الشباب المغرب عن نفاذ صبره ، وقلة حيلته ، وبدأ يعلن بشكل مباشر عن تبرمه من مجمل سياسات الدولة .ويبقى أفضل من يتتم به المقال عبارة مقتطعة من الخطاب نفسه "إن الاختلالات التي يعاني منها تدبير الشأن العام ليست قدرا محتوما. كما أن تجاوزها ليس أمرا مستحيلا، إذا ما توفرت الإرادة الصادقة وحسن استثمار الوسائل المتاحة".



#خالد_الصلعي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرحلة الجثث المتحركة ...السياسة بالمغرب الآن
- وأخيرا السعودية تهرول نحو روسيا
- بين الاستقلال والانفصال والمطالب الاجتماعية البحثة
- حزب الاستقلال وحرب الصحون
- أفلح قوم ولوا امرأة وذل قوم ولوا رجالا
- خيانة فقهاء الدين للأمة
- مقارنة بين استفتاءين وحراك الريف
- خطاب ثورة الملك والشعب والعودة الى الأدغال
- خطاب ثورة الملك والشعب ، هل يفعلها ؟
- خطاب العرش 2017 ، والمفارقات الظاهرة والباطنة
- الأبعاد الجيوستراتيجية لحراك الريف
- القبطان مصطفى أديب يدخل أسبوعه الثالث في الاضراب عن الطعام
- عري
- الثورة وضرورة المرافقة التنويرية
- أردوغان ديكتاتورية أم براغماتية متطرفة؟
- ماذا بعد زيارة وزير الخارجية الكويتي لطهران ؟
- الأمم المتحدة تصل الى نهايتها
- الحرف طريق الحرية
- خارج النص
- العالم والأبواب المغلقة .حكومة العالم الخفية


المزيد.....




- عملية -مطرقة منتصف الليل-.. كيف اتخذ ترامب -القرار التاريخي- ...
- تحليل لـCNN: هجوم ترامب على إيران يعد انتصارا لنتنياهو لكن ا ...
- واشنطن تصدر -تحذيرا عالميا- على خلفية الصراع بالشرق الأوسط و ...
- أولمرت: الضربة الأميركية لإيران منحت نتنياهو فرصة لن يفلح با ...
- مصادر: إسرائيل تقبل إنهاء الحرب إذا أوقف خامنئي إطلاق النار ...
- علماء يكتشفون فئة دم فريدة من نوعها في العالم
- كم عدد الطائرات التي شاركت في قصف منشآت إيران النووية؟
- غروسي يعلّق على وضع مواقع إيران النووية بعد القصف الأميركي
- إسرائيل تنفذ ضربات على أهداف في إيران
- -أكسيوس-: ترامب لا يريد مواصلة ضرب إيران إلا في هذه الحالة


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد الصلعي - خطاب الملك بين التفكك والسمو