أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ماجد عزيز الحبيب - تحت خط الصفر














المزيد.....

تحت خط الصفر


ماجد عزيز الحبيب

الحوار المتمدن-العدد: 6176 - 2019 / 3 / 18 - 23:39
المحور: المجتمع المدني
    




حين كنا في مرحلة الشباب اي نهايه السبعينات وبداية الثمانينات من القرن الماضي كنا نتسابق على المكتبات الخاصة لشراء الكتب والمجلات الثقافية ,فكانت مواضيع تلك الكتب والمجلات تشدنا الى ابعد الحدود نغوص معها ومن خلالها تعلمنا كيف نفك طلاسم بعض القصص ,كانت حتى اوراق واغلفة تلك الكتب والمجلات لها رائحة تعشقها انوف المثقفين وخاصه الشباب منهم ,اضف الى ذلك كنا نقرأ كل ما يقع بين ايدينا ,نطالع بشغف ما يكتب من خلال انامل الكُتاب ,وهذا كان له مردودا ايجابياً في دراستنا وكانت لغتنا العربيه رصينه وكنا نتبارز في درس الانشاء نتيجه لقدرتنا بالتلاعب بمفردات ومعاني الكلمات ,ومع ذلك كله كنا نرى اننا متاخرين عن بقية الدول رغم ان العراقيين كانوا من اشد الشعوب شغفاً للقراءة والمطالعه ,وقد اسمينا تلك الفتره بالفتره الذهبيه حين رأينا بأم اعيننا ما جرى بعد هذه الفتره من نكسات وانتكاسات ثقافيه كبرى واصبح الواقع الثقافي العربي كاريثياً نتيجه تدخل السياسه بكل مفاصل الدول العربية فوجهت الثقافه لخدمة توجهات الحاكم والسلطان ومن هنا جاء المرض والوباء على الثقافة ولبست الثقافه السواد,وظهرت لنا حالة شاذه استفحلت في المجتمع واصبحت هي السائده الا وهي ظاهرة الكاتب الوصولي الذي باع ضميره من اجل حفنه مذله من الدنانير والدولارات ,هؤلاء الانتهازيزن الذين حولوا بمكرهم وجشعهم المجتمع وهيئاته الى مصدر نفعي مصلحي يتوغلون وينتشرون كالسرطان في الجسد اذا لم يتم ردعهم ,فالثقافة عند البعض هي مهنه للترزق وكسب العيش فهم لا يتورعون عن عرض مواقفهم وافكارهم سلعاً في الاسواق الاعلامية ولا يترددون في انخراطهم بالتجاذبات السياسية والطائفية والدينية والاقليمية لمصلحة من يعطيهم المال .ان ظهور المتغيرات الدولية والاقليمية قد اثبتت ان الكثير ممن عَرفوا انفسهم انهم مثقفون لا يمتلكون وعياً ثقافياً وتاريخياً كبيراً ولهذا السبب لم يستطع المثقف العربي اليوم من هز او تحريك اي شئ في الشارع العربي كون ان رصيده التنويري في الشارع العربي اصبح تحت خط الصفر,لهذا لا نرى اليوم كاتباً صادقاً الا ما ندر لأن الصادقون قد ركنوا جنباً,لهذا نرى وبوضوح تراجع الثقافة العربيه وتراجع معها الانتاج الفكري ,هناك من يقول لمن نكتب ولمن نؤلف وننشر كتبنا اذا كانت جميع الشعوب العربيه نائمة لا تقرأ ولا تريد ان تقرأ بحجة ان المواطن العربي لاه بالتفتيش عن لقمة العيش , وما عَلمَ المواطن العربي بأن من جراءِ عدم قراءته وتجهيله من قبلِ الحاكم والسماح للحاكم باللعب بقدرات الوطن والمواطن وصل الى ما وصل اليه اليوم بالدوران على هذه اللقمه من العيش,ان تجهيل الشعوب هو ما يبتغيه بعض الحكام للسيطره على المقدرات ولهذا انحسرت الثقافة بل استطيع القول بأن قلم المثقف الشريف الذي كان حبرهُ كالنار قد جف منه هذا الحبر وتكسر ذاك القلم الجليل ورمي بحاويات النفايات,نحن نسير بأتجاه معاكس امام نهضة وتطور الامم الاخرى ,نحن امة لبسها الجهل من اعلى الرأس حتى اغمص القدم .هل يعلم المواطن العربي ان مجمع الدول العربيه تنتج سنوياً كتاباً واحداً لكل 13 الف مواطن عربي بينما تنتج المانيا كتاباً لكل ستمائه مواطن المانيا ,المواطن العربي لا يريد ان يقرأ فالقراءة بالنسبة له اصبحت شئ معيب ,اصبح المواطن العربي مواطناً ديكورياً يشتري الكتاب ليضعه كالديكور لا يعرف ما يحويه هذا الكتاب ,المواطن العربي يشتري السلع الكماليات ويدفع الالاف الدولارات فيها ولكنه لا يدفع بضع دراهم ليشتري كتاباً ليثقف نفسه به ,وتراكمت الكثير من هذه الحالات في ادمغة المواطن العربي حتى اصيب بالغباء الفكري والثقافي ,وكما اشرت سابقاً ان السلطة احتلت الفضاء العام اي الثقافي والاجتماعي وضربت بكل القوى الثقافية نتيجه لذلك تقلص المد الثقافي بشكل ملفت للنظر ,نرى في الدول الغربيه ان المواطن الغربي دائما يحمل في حقيبته كتاب يطالعه اينما جلس اما المواطن العربي فأنه اذا ما حمل كتاب فقد يستخدم اوراقه لكي يلف بها سندويش او يشعل بواسطتها النار او يتسلى بتمزيق اوراق الكتاب ,نعم انها ثقافة مجتمع ونحن بعيدون عن هذه الثقافة اذا ما علمنا ان الفرد العربي لا يقرأ سوى ستة دقائق في السنه بالمقارنة مع نظيره في الدول الغربية,لقد تم هزيمة الفكر من خلال جملة من الاسباب وبذلك تم هزيمة المفكر والمثقف الصادق. المواطن العربي اليوم مواطن خارج التصنيف والمقياس الدولي للثقافة فهو تحت خط الفقر اولاً وتحت خط الصفر ثقافياً ,يراد توعيه نهضويه كبرى حاسمة وجاده وهذه لا يقوم بها الا اصحاب الضمائر الحيه من ادباء ومثقفين وتنويرين وداعمين
ارى في العراق اليوم نهضة ثقافيه كبرى هذا بفضل مساحة الحريه التي اطلقت بعد 2003 ولكن ايضا مقيده بعض الشئ ولكن تبشر بخير وكذلك في مصر وسوريا ولبنان وبعض دول المغرب العربي والخليج وستنطلق بشكلها الجدي اذا ما رفع عنها مقص الرقيب,

ماجد عزيز الحبيب
كاتب وشاعر واعلامي
السويد



#ماجد_عزيز_الحبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة لكَ الله
- عندما يموت النرجس
- عند ابواب الله والشيطان
- عراق قره قوينللو وعراق أق قوينللو
- زمن القرقزه
- خداع النفس اول مسمار يدق في نعشها
- همسات عشق
- لقد اسمعت لو ناديت حياً ولكن لا حياة لمن تنادي
- صفر الوجوه
- ظاهرة الالقاب
- مازلتُ ابحثُ عن وطنِِ
- اخرج من ارضي..يا علاء الموسوي
- نقد لكتاب حكايات صغيره..للدكتور بشير عبد الواحد
- قصيده فرسان اللهو
- قصيدة الدليل
- اتركوا قليلاً التهاني بالسنة الجديده واستنكروا اختطاف الاعلا ...
- قصيده..رسالة الى بلادِ الكفار
- معلقتي
- رسالتي الى رب العالمين
- قصيدة وطن الافاعي


المزيد.....




- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...
- المقررة الأممية لحقوق الإنسان تدعو إلى فرض عقوبات على إسرائي ...
- العفو الدولية: استمرار العنصرية الممنهجة والتمييز الديني بفر ...
- عائلات الأسرى المحتجزين لدى حماس تحتشد أمام مقر القيادة العس ...
- استئجار طائرات وتدريب مرافقين.. بريطانيا تستعد لطرد المهاجري ...
- تعذيب وتسليم.. رايتس ووتش: تصاعد القمع ضد السوريين بلبنان
- كنعاني: الراي العام العالمي عازم على وقف جرائم الحرب في غزة ...
- كيف تستعد إسرائيل لاحتمال إصدار مذكرة اعتقال دولية لنتنياهو؟ ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بش ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ماجد عزيز الحبيب - تحت خط الصفر