أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - احمد البهائي - الاختلالات الهيكلية للإقتصاد المصري..الادخار














المزيد.....

الاختلالات الهيكلية للإقتصاد المصري..الادخار


احمد البهائي

الحوار المتمدن-العدد: 6170 - 2019 / 3 / 12 - 15:22
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


بعد عامين على برنامج الإصلاح الإقتصادي، أدركت مدير عام صندوق النقد الدولي، كريستين لاجارد، أهمية معالجة الاختلالات الهيكلية التي يعاني منها الاقتصاد المصري، أو كما أطلقت عليها الإصلاحات الهيكلية، حين قالت "يجب المضي في الإصلاحات الهيكلية التي تسهل تحقيق النمو وخلق فرص العمل.."، لتؤكد أنها لا تعلم شيئاً عن الاقتصاد المصري، خصوصاً عندما أشادت ببرنامج الإصلاح الاقتصادي المصري، وما حققه من نمو أعلى وأكثر شمولاً للجميع، يضمن مستويات معيشية أفضل لكل المواطنين.

هل كريستين لاجارد لا تعلم أن نصيب الفرد من إجمالي الناتج المحلي بالأسعار الجارية للدولار هبط عام 2017 إلى 2412 دولار، قبل أن يحقق زيادة سنوية قدرها 109 دولار لكل فرد فقط عام 2018، بينما كان عام 2016 مقدرا بـ 3479 دولار وقت أن تدخل صندوق النقد الدولي بداعي إنقاذ الإقتصاد المصري؟ مع العلم أن نصيب الفرد عام 2015 كان 3.731 دولار، بينما النفقات النهائية لاستهلاك الأسر المعيشية بالأسعار الجارية للدولار الأميركي انخفضت من 276.63 مليار دولار عام 2016 إلى 207.42 مليار دولار 2017، بينما النفقات النهائية لاستهلاك الأسر المعيشية، وفقا لتعادل القوة الشرائية (دولار ‏دولي بالقيمة ‏الحالية) هبط من 826.31 مليار دولار 2016 إلى 821 مليار دولار 2017، لنتساءل: أيّة بيانات اعتمد عليها صندوق النقد الدولي؟ وأي إصلاح اقتصادي تتحدث عنه كريستين لاجارد؟

عندما يتحدث صندوق النقد الدولي عن الأزمة الاقتصادية في مصر، دائما وأبدا، ينصب محور حديثه، حول شيئين، باعتبارهما أساس الأزمة، وتتمركز حولهما أهم سياساته من أجل إصلاح الإقتصاد المصري، أولهما: الحد من تدخل الدولة في المجالات الاقتصادية بما يضمن كفاءة الأسواق فى تحديد الأسعار بناء على قوى العرض والطلب (إلغاء الدعم). وثانيا، إصراره على أن ترفع الدولة يدها عن الاقتصاد لصالح القطاع الخاص، بداعي جذب المزيد من الاستثمارات، ونقل ملكية مؤسسات القطاع العام الى القطاع الخاص (سياسة الخصخصة)، متجاهلا عن قصد معالجة الإختلالات الهيكلية التي يعاني منها الإقتصاد الوطني، ودورها الهام في تحسين معدلات الأداء الكلي للاقتصاد، كالاختلال الناجم عن فجوة الموارد المحلية، حيث تنشأ تلك الفجوة نتيجة الزيادة في حجم الاستثمارات المخططة في فترة محددة عن رصـيد المدخرات المحلية المحقق خلال نفس الفترة، وتمثل المدخرات المحلية الفارق بين الناتج المحلي الإجمـالي بالأسعار الجارية والاستهلاك النهائي الكلي، وغالبا ما تلجأ الحكومات إلى تمويل فجوة الموارد المحلية من خلال إحداث تغيير في السياسات الاقتصادية والاجتماعية بما يكفل تحقيق زيادة في قيمة المدخرات المحلية مع عدم إحداث تغيير في معدلات النمو الاقتصادي، أو عن طريق الاعتماد على مصادر التمويل الخارجية، ونتيجة ما يعانيه الاقتصاد المصري من قصور واختلالات، خاصة في أسواقه النقدية والمالية، مما يجبر الحكومة إلى اللجوء إلى مصادر التمويل الخارجيـة، وما يزيد الأمر سوءاً، أنها غالبا ما تتسم بإرتفاع أعبائها، وقد تستخدم حصيلتها في تمويل النفقات الاستهلاكية، وبالتالي انخفاض الجزء المخصص لأغراض تمويل المشروعات الاستثمارية، ولمعرفة ذلك خلال عام 2018، أي بعد عامين من تطبيق برنامج الإصلاح الاقتصادي للصندوق، حيث الأرقام مقدرة بمليار جنيه، نجد أن الإدخار المحلي بلغ 300 (حاصل طرح الناتج المحلي الاجمالي بالأسعار الجارية 4106 من نفقات الاستهلاك النهائي الكلي 3806). أيضا نجد أن هناك فجوة تمويلية قدرت بـ 9.6%، أي ما يعدل 393 مليارجنيه (حاصل طرح الإستثمارات المحلية 693 من المدخرات المحلية 300)، كذلك نجد أن نسبة التمويل الخارجي في إجمالي الإستثمارات المحلية قدرت 56% (قسمة فجوة الموارد المحلية على الاستثمارات المحلية مضروب في مائة)، هذا يعني أن الحكومة تحتاج إلى أكثر من 20 مليار دولار خلال عام 2018 من أجل إتمام تمويل مشروعاتها الاستثمارية. وما يؤكد ذلك هو بلوغ إجمالي الدين العام الخارجي 92.64 مليار دولار في نهاية يونيو من العام الماضي، ومن المستهدف سيرتفع الدين الخارجي إلى ما يزيد عن 115 مليار دولار في السنة المالية الحالية، فقد كان قبل تطبيق برنامج الإصلاح الإقتصادي 55.5 مليار دولار، أي ارتفع الدين الخارجي بنسبة قاربت 100% منذ أن تدخل صندوق النقد الدولي، كذلك لم يتوقف الأمر عند هذا، حيث أدت الزيادة في الاستثمار عن الادخار المقدر إلى حدوث زيادة فـي حجـم الطلب الكلي على السلع والخدمات في ظل محدودية العرض الحقيقي منها، مما دفع بالأسـعار نحـو الارتفـاع.

وبناء على بيان كريستين لاجارد الذي تضمن الإصلاحات الهيكلية، نطالب القائمين على برنامج الإصلاح الاقتصادي، سد فجوة الموارد المحلية، بإتباع أدوات نقدية ومالية، تعمل على تحقيق زيادة في قيمـة المدخرات المحلية، من خلال زيادة قيمة الناتج المحلي الإجمالي ورفع معدلات نموه السنوية عن معـدلات النمـو السنوية للاستهلاك النهائي الكلي، ليس من خلال رفع الدعم عن السلع الغذائية الأساسية التي يستفاد منها محدودي الدخل والفئات الأكثر احتياجا، بل من خلال رفع أسعار سلع وخدمات الأغنياء الإستفزازية، وإلغاء نظام سـعر الـصرف المتعـدد للعملة الوطنية مقابل العملات الأجنبية، وبما يساهم في تضييق فجوة فائض الطلب وتحقيق الاستقرار في مستويات الأسعار المحلية.



#احمد_البهائي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مبارك يطلب إذن..هل أهان دولة القانون؟
- فرنسا بين الإحتجاجات والانتلجنسيا
- الجنيه بين التعويم والتخفيض
- بروباغندا عقيمة
- مصر: زيادة أسعار المحروقات لثالث مرة في عامين
- إذن: مصادر تمويل الموازنة تضخمية
- أمريكا والصين من صراع تجاري الى حرب عملات
- النص .. تأويل لا تفسير
- رسالة الى من يهمه الامر(تحديد الأسعار)
- قصة في سطور - أتت تحمل مفاتنها -
- خفض سعر الفائدة .. قرار غير موفق
- تيلرسون في القاهرة يامرحبا.. يامرحبا
- الى الرئيس..هم ذئاب وليس أشقاء
- الحراك الإيراني بين النطفة والعلقة..هل تجهضه أمريكا؟
- يوسف زيدان بين البارانويدية والعمالة
- بورسعيد .. صنعت تاريخ
- ملف سد النهضة..من الإحتواء الى الإجهاض
- أذون الخزانة المصرية..إتساع الفجوة التضخمية
- فعل بن سلمان ما كنا نطالب به السيسي- تأميم الترستات -
- الاقتصاد المصري..صندوق النقد بين الأخطاء والفشل


المزيد.....




- رئيسة المفوضية الأوروبية قلقة من المنافسة الصينية
- هناك تحديثات في الواتساب الذهبي بمميزات جبارة ولكن!!.. واتسا ...
- صادرات الصين من الهواتف الذكية تواصل نموها
- انطلاق المنتدى الاقتصادي الأردني العراقي
- هاتف بسعر اقتصادى ومواصفات مش هتصدقها.. مواصفات هاتف ريلمي c ...
- 4 خطوات للشركات الصغيرة لمواجهة الاقتصاد العالمي المضطرب
- السعودية تسجل عجزا قدره 3.3 مليارات دولار بميزانيتها للربع ا ...
- إعداد 23 وثيقة اقتصادية للتوقيع في اللجنة الإيرانية العراقية ...
- ?91 من صادرات إيران إلى الصين هي من المنتجات النفطية
- السعودية ترفع أسعار النفط المصدر إلى آسيا للشهر الثالث على ا ...


المزيد.....

- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - احمد البهائي - الاختلالات الهيكلية للإقتصاد المصري..الادخار