أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سمير عادل - نضال المرأة بين يمين المجتمع ويساره














المزيد.....

نضال المرأة بين يمين المجتمع ويساره


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 6169 - 2019 / 3 / 11 - 09:53
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


ن تراجع مكانة المرأة وارعابها واعادتها لملازمة البيت وتحويلها الى عبودية العمل المنزلي لا تقف ورائها قوة اليمين في المجتمع المتمثل بسلطة الاسلام السياسي وميليشياته التابعة له او المنضوية تحت ستار العشائر، بقدر ما يعود الى ضعف اليسار على صعيد التنظيم السياسي. وهنا لا اقصد" اليسار" على صعيد تحالف الاحزاب اليسارية التي هي اما احزاب ومنظمات ليست لها علاقة بالمجتمع، اذ نراها منشغلة بالصفاء الفكري وغارقة بالنرجسية والمزاجية والتي تبحث على التقاط صور خلف لافتة او شعار من شعاراتها كي تتنفس الصعداء من الغبار الذي غطى على تاريخ الانتصارات الوهمية التي لا يتجاوز اطاره الذهني كي يصيبه بالتالي الشعور بالزهو البرجوازي الصغير ونشوة الاخلاص الأيديولوجي، بينما المرأة في العراق تطحنها كل اشكال الظلم الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والقانوني، كذلك نرى الطائفية في كل صراع على النهب والسلب تطل براسها على المجتمع، والترهات القومية ترفع قامتها عند اعادة تقاسم النفوذ والامتيازات، والتفاهات والسخافات العشائرية تسل سيفها الصدئ في كل نزاع وراءه اتاوة . أما ما نقصد باليسار هو اليسار الاجتماعي كتقاليد مدنية ومتحضرة وانسانية تزيح من مكانها كل الاعراف والقوانين والتقاليد المتخلفة والرجعية بالمعنى المطلق لهذه المقولات.
ان تأريخ المجتمع العراقي الحديث هو تاريخ الصراع بين يسار المجتمع ويمينه، بين كل ما يمت صلة للانفتاح والانعتاق والتحرر من القيم والثقافة المتخلفة من ذكورية وطائفية وقومية وبين فرض اعراف وافكار القرون الوسطى وتسويقها على انها جزء من التقاليد المجتمع العراقي. لا نريد ان نخوض في صفحات التاريخ كي نثبت صحة ما نقوله فليس هناك مساحة تكفي لذلك، ولكن نورد فقط هزيمة قرار ١٣٧ لمجلس الحكم وبعد ذلك ما تلاه من فشل بتمريره في (البرلمان) تحت عنوان القانون الجعفري، وهذا واحدة من تلك الامثلة، وظهور النساء بعد هبوب نسيم الثورتين المصرية والتونسية على المنطقة بما فيها العراق في انتفاضة شباط من عام ٢٠١١ وبعد ذلك في احتجاجات البصرة التي وصلت ذروتها في ٧ ايلول ٢٠١٨ وقد انظمت المئات من النساء الى تلك الاحتجاجات اضافة الى دورهن بشكل عملي بدعم التظاهرات، حيث شكلن الفرق الطبية وفرق جمع التبرعات لدعم مطالب المحتجين بنيل حياة حرة وكريمة. وكان رد فعل اليمين باختطاف الناشطات من قبل المليشيات وتصفية عدد منهن لإعادة المرأة من جديد الى المنزل.
في الثامن من اذار هذا العام، تبين ان يسار المجتمع العراقي مازال موجود، وما زالت تقاليده راسخة، ومازال يقاوم من اجل وجوده. وخلال اكثر من اسبوع من حملة اعلامية وسياسية اطلقتها قوى تحررية عبر شبكات التواصل الاجتماعي ولصق البوسترات وتوزيع اوراق دعائية في شوارع بغداد، وفي ثلاثة ايام من الفعاليات المتنوعة من تنظيم ندوة سياسية حول الحركة النسوية ومسيرة التحقت بها المئات من النساء والرجال الاحرار تجول في شارع الرشيد وسط مدينة بغداد لتنتهي في اليوم الثالث بتنظيم كرنفال كبير في دار الازياء تضمن افتتاح معرض للفنون التشكيلية حول واقع المرأة وافتتاح معرضا للكتاب وبعد ذلك مهرجان خطابي وعرض مسرحية والقاء القصائد والاشعار لينتهي بعزف الفرقة الموسيقية والقاء الاغاني، وقد سجل الحضور من النساء في افتتاح المهرجان نصف عدد الحاضرين من الرجال. ان مشاركة المئات من النساء في هذا اليوم، يوم المرأة العالمي لم يشهدها على الاقل تاريخ المجتمع العراقي منذ غزو العراق واحتلاله وتسليم المجتمع الى براثن الاسلام السياسي بشقيه الشيعي والسني.
ان محاولات تزييف الوعي وتشويهه لم يقتصر على الاسلام السياسي، بل حاول البعث من قبل، لوي عنق المجتمع وفصل نضال المرأة في العراق عن نضال المرأة العالمي، فلقد اختلق بدعة ٥ اذار وبعنوان "يوم المرأة العراقية" لضرب مساواة المرأة عرض الحائط وحصر دورها في تنفيذ مشاريعه القومية واداة سياسته الفاشية المناهضة ليست للمرأة فقط بل لعموم الانسانية برمتها في العراق، ولا داعي لفتح سجل جرائمه فالجميع يعرف ذلك. لكن ما يهمنا هو تسليط الضوء على ان مساعي البعث لم تختلف عن مساعي الاسلام السياسي بقلع الوعي الاجتماعي اليساري او كما يحلو ان يسموه باجتثاث الوعي اليساري على غرار عملية اجتثاث البعث. فالاسلام السياسي الشيعي كما حاول ان يبدع في عملية "الاجتثاث" للبعث حاول ان يعيد تجربة الاجتثاث للوعي الاجتماعي اليساري في العراق، وليس ضرب المرأة واعادة مكانتها القهقري الى الوراء الا واحدة من عمليات ذلك الاجتثاث. ان الفارق بين عملية اجتثاث "البعث" وبين عملية اجتثاث الوعي الاجتماعي اليساري، هو ان الاول وضع له اطار قانوني ومرر عبر البرلمان، في حين ان الثاني وضع له اجندة غير رسمية وعبر ميليشياتها الممولة من عمليات سلب ونهب ثروات الجماهير لتصفية النساء وارعابهن الى جانب اعلان الحرب العلنية وعبر قادتها الرجعيين، على العلمانية وتسفيهها والادعاء بمساواة العلمانية بسلطة البعث كما نَظّرَ لها المالكي ومستشار الخامنئي عندما زار بغداد عشية الانتخابات التشريعية في العام الفائت.
ان ما يمكن اثباته وبشكل مادي ودون اي خلاف هو ان الوعي الاجتماعي الانساني في المجتمع العراقي، كان وما زال اقوى من كل مخططات الاحزاب والقوى الاسلامية وبمختلف تياراتها وتلاوينها ومشاربها وداعميها الاقليميين والدوليين، واقوى من سلاح ميليشياتها وعصاباتها التي فشلت بنقل الوعي الطائفي الزائف والمقيت الى الوعي الاجتماعي في المجتمع. وهكذا ان نضال المرأة لا يمكن فصله عن الوعي اليساري الاجتماعي ولا يمكن فصله عن يسار المجتمع. فبقدر ما يقوى هذا اليسار تقوى سواعد واشتداد نضال المرأة الى الامام. ان هذا الوعي المتجذر في عمق المجتمع يبدو خاملا وساكنا. اي ان كل ما يحتاجه المجتمع هو تحريك هذا الوعي وإيقاظه من سكونه، انه موجود لكن بحاجة الى تنظيم وقيادة وافق، وهو مفتاح نقل العراق الى بر الامن والامان، بر الحرية والرفاه.



#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دروس من انتصارات عمال عقود الكهرباء والصحة
- مكافحة داعش عنوان للنفاق السياسي
- اسطورة سيادة العراق واشغال الجماهير
- ماذا وراء قتل علاء مشذوب ؟
- اغتيال الحرية بين الموصل وكربلاء
- ماذا نتعلم من جماهير شيلادزي؟
- اين نقف من طبول الحرب؟
- جبهتان في المشهد السياسي العراقي
- الجيش اداة للقمع الطبقي
- في رحيل جبار مصطفى.. بضعة كلمات للتاريخ
- لنودع عام تبدد الاوهام
- اعادة تأهيل داعش في المنطقة، ودور الشيوعيين والقوى التحررية ...
- الكذب السافر لسلطة الاسلام السياسي الفاشلة
- السترات الصفراء وحكومة عبد المهدي
- الاغتيالات في العراق من وجهة نظر غربية
- داعش يعود من الشباك
- الجماهير وازمة السلطة السياسية
- سلطة المليشيات بين الدولة الفاشلة والدولة الفاسدة
- هيئة اعلام واتصالات ام هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر
- بمناسبة العام الدراسي الجديد.. تدمير التعليم من اجل خصخصته


المزيد.....




- مقتل امرأة وإصابة آخرين جراء قصف إسرائيلي لمنزل في رفح جنوب ...
- “لولو بتدور على جزمتها”… تردد قناة وناسة الجديد 2024 عبر ناي ...
- “القط هياكل الفار!!”… تردد قناة توم وجيري الجديد 2024 لمشاهد ...
- السعودية.. امرأة تظهر بفيديو -ذي مضامين جنسية- والأمن العام ...
- شركة “نستلة” تتعمّد تسميم أطفال الدول الفقيرة
- عداد جرائم قتل النساء والفتيات من 13 إلى 19 نيسان/ أبريل
- “مشروع نور”.. النظام الإيراني يجدد حملات القمع الذكورية
- وناسه رجعت من تاني.. تردد قناة وناسه الجديد 2024 بجودة عالية ...
- الاحتلال يعتقل النسوية والأكاديمية الفلسطينية نادرة شلهوب كي ...
- ريموند دو لاروش امرأة حطمت الحواجز في عالم الطيران


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سمير عادل - نضال المرأة بين يمين المجتمع ويساره