أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سمير عادل - اسطورة سيادة العراق واشغال الجماهير














المزيد.....

اسطورة سيادة العراق واشغال الجماهير


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 6149 - 2019 / 2 / 18 - 01:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


السخرية تكمن في المشهد السياسي العراقي؛ ان جميع القوى التي ترفض الوجود الامريكي اليوم في العراق هي من هللت وطبلت واعطت صك على البياض للطبقة الحاكمة في الولايات المتحدة الامريكية لاحتلال العراق. يومها كنا في الحزب الشيوعي العمالي العراقي الطرف الوحيد في المعارضة العراقية وقف بحزم ضد مشاريع البيت الابيض ومؤتمر لندن السيء الصيت عام ٢٠٠٢ الذي حضره قطبا الاسلام السياسي الشيعي وهما حزب الدعوة والمجلس الاسلامي الاعلى لشرعنة غزو العراق وتقسيمه على الاسس القومية والطائفية. حينها قالوا عنا جواسيس صدام حسين وازلامه وعملائه. وعندما احتل العراق كان جميع الاقطاب والشخصيات والقوى التي تزعق اليوم وتغضب من الوجود الامريكي، تتسابق وتهرول الى باب بول بريمر الحاكم المدني للاحتلال، للحصول على قسمة في مجلس الحكم الذي ضم المبشرين، ليس بجنة الاخرة بل بنعيم الدنيا وهو النفوذ والامتيازات والسلطة، وكل حسب دعمه وولائه لجرائم القوات الامريكية والبريطانية وحلفائهما في العراق، حينها ايضا شرعنا بالعمل لطرد القوات الامريكية في العراق وعبر جميع الوسائل، بينما كانت نفس القوى مشغولة بالقتل على الهوية والتطهير الطائفي لتحسين مواقعهم في السلطة والاستحواذ على اكبر قدر ممكن من حصص الفساد الاداري والسياسي والمالي، التي مهدت لانضمام الحلبوسي والخنجر دون اي عناء واية معارضة الى الصف الوطني لينشد الجميع وبجوقة واحدة انشودة "موطني" في البرلمان المشغول اليوم بالوجود الامريكي. والجدير بالذكر ان خميس الخنجر هو احد عرابي الاخوان المسلمين في المنطقة ويقطر طائفية من قمة راسه حتى اخمص قدميه.
لكن سرعان ما تتبدل الولاءات وخاصة باتت القوات الامريكية تشكل خطرا على قلعة الاسلام السياسي الشيعي في ايران وبالتالي يعني تهديد الوجود السياسي لسلطة الاسلام الشيعي في العراق، والتي توسل المالكي لها اي للقوات الامريكية بأعادة انتشارها بعد سقوط الموصل على يد داعش. الم نقل ان عراق ما بعد داعش سيختلف كليا عن عراق ما قبل داعش، وقلنا ايضا ان جميع المعادلات السياسية ستتغير، وها نحن على عتبة تصفية الحسابات المتأخرة في عراق ما بعد داعش.
ان سياسة اشغال الجماهير بالوجود الامريكي وبعدم وجوده، وبشرعية وجود القوات الامريكية من عدم شرعيتها، هي اجندة سياسية ليس لها اية علاقة لا بسيادة العراق التي تحولت الى يافطة مخرومة، وحتى من يرفعها يشكك بمعانيها وصدقيتها. فالسيادة بالعرف البرجوازي وبقوانينه الدولية منتهكة وبشكل سافر في العراق، فمعسكرات تركيا التي نصبت دون اذن من احد في شمال العراق، وقطع المياه بين الفينة والاخرى على الانهر من قبل الدول المحيطة بالعراق، وقتل الاسماك وتصفية المعارضين السياسيين من قبل المخابرات الدولية ودخول عصابات داعش وخروجها وكل المنظمات الارهابية التي تحذو حذوها عبر الحدود دون اي ترخيص، وعشرات الامثلة الاخرى تدل بان لا سيادة للعراق. بينما هناك من يتباكى على سيادة العراق التي انتهكت ودون موافقة مجلس الامن عندما غزت القوات الامريكية العراق عام ٢٠٠٣.
ان سلطة الاسلام السياسي الشيعي، تجد بإشغال جماهير العراق بالوجود الامريكي بمثابة بطاقة يانصيب للتنصل من مسؤوليتها من جميع عمليات السرقة والنهب والفساد التي قامت بها، وهي فرصة مناسبة لابعاد الانظار عنها والتحجج بطرد جميع القوات الاجنبية من العراق. بينما كان الوجود الامريكي نفسه من سمح وبخطة واضحة ومدروسة لنهب ثروات جماهير العراق من قبل سلطة القوى الاسلامية الشيعية التي نصبت بحراب المارينز الامريكي، ووضعت جماهير العراق تحت خط الفقر وتحت خط الحضارة والمدنية وتحت خط الادمية في حياتها المعيشية وتحت خط التقدم والتطور.
ان الصراع الامريكي-الايراني يلقي بضلاله على كل المشهد السياسي العراقي، وان رجالات القوى السياسية في البرلمان مشغولون اليوم بتعديل اتفاقية الاطار الاستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة الامريكية لانهاء الوجود الامريكي بينما تعد ميليشياتهم العدة لتسخين اجواء الحرب والتصفيات استعدادا لتهيئة الساحة العراقية للمبارزة بين طرفي الصراع اي الامريكي-الايراني. انها تريد ان تدفع جماهير العراق ثمن حرب امريكا وايران في العراق من دمائها وامنها وسلامتها ومعيشتها. انها لم تكتف وطوال هذه السنوات بإعادة حياة جماهير العراق الى ما قبل القرون الوسطى على صعيد الخدمات والرفاهية والتوقعات الانسانية، بل يريدون اليوم من الجماهير ان تدفع ضريبة ذلك الصراع الذي لا ناقة ولا جمل للجماهير فيها.
ان سلطة القوى الاسلامية الشيعية ليس لديها اية مشكلة مع كل سياسات امريكا في العراق التي فاقمت من افقار المجتمع العراقي ونقصد مشاريع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي وخصخصة جميع مرافق الحياة كي تتنصل الدولة من جميع مسؤوليتها تجاه المجتمع، بل شرعت هي بتأسيس المدارس والمعاهد والجامعات والمستشفيات وشركات الطيران الخاصة التابعة كل واحد منها الى هذا الحزب او ذاك. ان مشكلتها تكمن مع تهديدات الوجود الامريكي للجمهورية الاسلامية في ايران. اي ان الوجود الامريكي محل ترحاب وضيف كريم اذا لم يهدد قلعة الاسلام السياسي الشيعي في العراق. اي بعبارة اخرى ان مفهوم السيادة مثل بقية المفاهيم الواردة في الدستور، وهي مطاطية وكل واحد يفسرها حسب زمان ومصالح القوى المتصارعة عليها.
وكلمة اخيرة بهذا الصدد، ان سيادة الانسان في العراق منتهكة، كرامته وقيمته، حريته وامنه وامانه. ان سيادة الانسان في العراق تعلو فوق كل شيء، ويجب العمل على الحد من انتهاكها.



#سمير_عادل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا وراء قتل علاء مشذوب ؟
- اغتيال الحرية بين الموصل وكربلاء
- ماذا نتعلم من جماهير شيلادزي؟
- اين نقف من طبول الحرب؟
- جبهتان في المشهد السياسي العراقي
- الجيش اداة للقمع الطبقي
- في رحيل جبار مصطفى.. بضعة كلمات للتاريخ
- لنودع عام تبدد الاوهام
- اعادة تأهيل داعش في المنطقة، ودور الشيوعيين والقوى التحررية ...
- الكذب السافر لسلطة الاسلام السياسي الفاشلة
- السترات الصفراء وحكومة عبد المهدي
- الاغتيالات في العراق من وجهة نظر غربية
- داعش يعود من الشباك
- الجماهير وازمة السلطة السياسية
- سلطة المليشيات بين الدولة الفاشلة والدولة الفاسدة
- هيئة اعلام واتصالات ام هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر
- بمناسبة العام الدراسي الجديد.. تدمير التعليم من اجل خصخصته
- الاصلاحات بين القمع ونشر الاوهام
- اين نقف من الحكومة الجديدة؟
- القتل المنظم وترسيخ دكتاتورية الاسلام السياسي


المزيد.....




- إيران تطلق صواريخ على القواعد الأمريكية في قطر والعراق
- لقطات تظهر لحظة اعتراض وابل من الصواريخ الإيرانية في سماء ال ...
- -نحتفظ بحق الرد المباشر-.. قطر تعلن عدم وقوع خسائر بشرية إثر ...
- اليونان: تواصل جهود إطفاء حريق بجزيرة خيوس مع استمرار عمليات ...
- زواج جيف بيزوس في البندقية يثير الغضب ولافتة تقول: -استأجرت ...
- الحرب تتوسع... إيران تستهدف قواعد أمريكية في قطر والعراق
- الحرب بين إسرائيل وإيران: ماكرون يعتبر الضربات الأمريكية على ...
- القصف الإيراني على إسرائيل.. -استنزاف جديد- أم مجرد رسائل رد ...
- -الدم السوري واحد-.. مغردون يتفاعلون مع الهجوم على كنيسة دمش ...
- هل قضت الضربة الأميركية على مشروع إيران النووي؟ مغردون يعلقو ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سمير عادل - اسطورة سيادة العراق واشغال الجماهير