أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سمير عادل - سلطة المليشيات بين الدولة الفاشلة والدولة الفاسدة














المزيد.....

سلطة المليشيات بين الدولة الفاشلة والدولة الفاسدة


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 6053 - 2018 / 11 / 13 - 01:23
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


(حتى الاسماك لم تنفذ بجلدها من الاسلام السياسي )
لن نجانب الصواب عندما نقول ان الاسلام السياسي يمثل حثالة الطبقة البرجوازية. انه يمثل الانحطاط الفكري والسياسي والاجتماعي للطبقة الطفيلية التي تعتاش على حساب العمال والكادحين. في العراق الجديد وتحديدا بعد الاحتلال لم تستطع البرجوازية تقديم ممثلها السياسي افضل من الاسلام السياسي. وكانت حتى القوى المدينية او التي سوقت نفسها في لحظة من الزمن بأنها تمثل الجناح السياسي المتمدن من البرجوازية، لهثت وراء مصالحها وامتيازاتها وصنفت نفسها في الخانات الطائفية عسى ان لا يفوتها قطار الفساد والسلب والنهب والسرقة، وعملت جاهدة في ظل الاسلام السياسي كي تستطيع ان تحصل ما تحصل عليه من رزق مبين.
لم تستطع هذه الطبقة التي يمثلها في السلطة اليوم الاسلام السياسي بناء دولة بالمعنى القانوني واعطاءها الكيان المادي والمعنوي في حماية الانسان والمجتمع بغض النظر عن هويتها السياسية ومحتواها الطبقي. واذا كان من يجادلنا بأن هناك دولة، فسنقبل جدلا بوجودها الا انها دولة فاشلة بالمعنى المطلق وبالتعريف القانوني لدى المنظمات الدولية، وتعني دولة غير قادرة على حماية مواطنيها. لا نستغرب ولا نتعجب عندما تطلق اقسام ليست قليلة من الجماهير زفيرها وتترحم على ايام نظام صدام حسين. فبرغم افقار المجتمع والقمع السياسي لذلك النظام الفاشي، الا ان المواطن يشعر بأن هناك دولة تؤمن الحد الادنى من مقومات معيشته. غير ان المواطن اليوم يعيش في مهب الريح، ليس هناك اي سلطة للدولة او مؤسسة معينة يمكن ان يذهب اليها المواطن لتقديم شكواه. لقد شاهدنا قبل شهر او اكثر تسميم مياه الشرب في البصرة وادى ذلك الى تسميم المئات بل الالاف وقبله قطعت تركيا وايران المياه على انهار العراق لتجتاح الاراضي موجة من الجفاف واليوم تقتل الاف الاطنان من الاسمال في نهر الفرات، وتكتفي سلطة الاحزاب الاسلامية الحاكمة في تشكيل اللجان التحقيقية التي عملها الحقيقي اخفاء الادلة وطمس الحقائق كما حدثت في جميع الحوادث والكوارث التي لحقت بجماهير العراق واخرها كانت تسميم المياه في البصرة وقبلها سقوط الموصل بيد داعش.
ليست هي نظرية المؤامرة عندما توجه اغلبية الجماهير اصابع الاتهام الى النظام الاسلامي في ايران وبأنه يقف وراء نفوق الاسماك. ولا يجوز ابدا النظر الى هذه الاتهامات من زاوية وجود ادلة من عدم وجودها تثبت تورط ايران، فقتل الملايين من الاسماك وبهذه الطريقة وبالسرعة الفائقة لا يمكن ان تحدث دون وجود اجهزة استخبارية دولية ورائها، وهي تذكرنا بتسميم مزارع السكر في كوبا التي تعتبر من كبريات الدول في تصدير السكر الى العالم بالسلاح البيولوجي في عقد الستينات من القرن الماضي. وكانت الاجهزة الاستخباراتية الامريكية تقف وراء تلك الجريمة لتدمير الاقتصاد الكوبي بعدما خرجت كوبا من الفلك الامريكي. يجب ان يطرح السؤال عن نفوق الاسماك بالصيغة التالية لماذا تتهم الجماهير النظام الاسلامي بتسميم اسماك العراق؟ عندها من الممكن الاجابة دون الوقوع في فخ نظرية المؤامرة.
ان المدافعين عن الجمهورية الاسلامية في ايران، يردون التهمة وبشكل هستيري، ليس دفاعا عن النظام الاسلامي بل دفاعا عن تبعيتهم وولائهم للنظام الاسلامي الايراني، وخوفا من اتهامهم بالعمالة والخيانة الوطنية. وليس هذا فحسب بل ان اثبات تورط النظام الاسلامي، يعني تدمير اطارهم الايديولوجي والسياسي الذي يستند على الجمهورية الاسلامية في ايران، ويستمد منها قوته في تشريع هيمنتهم على المجتمع بقوة المليشيات وتحت عنوان "المقاومة الاسلامية".
نحن لسنا من دعاة نظرية المؤامرة ولا من المهووسين بأطلاق التهم هنا وهناك مثلما يستغلها القوميين العرب من البعثيين والاسلام السياسي السني لتعبئة المجتمع وتحت ستار قومي لضرب النفوذ الايراني في العراق. اننا نريد ان نوضح للجماهير، ما حدث لأسماك البصرة، وقبلها تسميم اهالي البصرة ذلك الحدث انما تقف ورائه مصالح طبقية سافرة، تترجم مرة على شكل قتل البشر واخرى في ضرب البيئة التي يعيش فيها البشر ومرة من اجل تحقيق ارباح سافرة من نفوق الاسماك او لخلق بلبلة وفوضى سياسية في المجتمع وتحريف الانظار عن المؤامرات التي تحاك على الجماهير وادامة سلطة الاسلام السياسي في صراعها مع النفوذ الامريكي صاحب مشاريع الاحتلال العسكري وسجون بوكا وابو غريب وصندوق النقد الدولي.
ان صراع المصالح وراء ما يحدث اليوم في المنطقة الجنوبية، الغنية بالموارد الطبيعية، صراع بين نفوذي النظام الاسلامي في ايران والادارة الامريكية. ولهذا استخدمت المليشيات الاسلامية وبدعم من المخابرات الايرانية كل اشكال العنف والقتل والاختطاف والجريمة المنظمة ضد المتظاهرين في البصرة. انها اي الاحزاب الاسلامية وميليشياتها تريد المنطقة الجنوبية وعاصمتها البصرة خالية من اية معارضة لفسادها ونهبها.
من هنا نقول ليس هناك دولة في العراق، وما موجود هو سلطة المليشيات المشغولة بشيء واحد وهو تأمين حياة ووجود النظام الاسلامي في ايران وامتداداته في العراق. فالحفاظ على الجذر والاساس هو الشغل الشاغل لتلك السلطة، فلذلك هي تحل محل الدولة الفاسدة في كل فروع المجتمع. اي بعبارة اخرى، حتى لو سلمنا ان هناك دولة، فهي فاشلة، وفي نفس الوقت فاسدة، وتلعب دور هذه الدولة السلطة المليشياتية التي تحاول ان تلبس لبوس الدولة.
واخيرا ما نريد ان نقوله حتى الاسماك لم تنفذ بجلدها من الاسلام السياسي فما بالك كيف سيكون حال البشر في العراق والمنطقة. لقد اوقدت جماهير البصرة شعلة الامل من اجل التغيير، وعلينا بالعزيمة الثورية والاصرار الثوري ان نكون مخلصين وحاملين لتلك الشعلة. هذا هو ردنا على الدولة الفاشلة والدولة الفاسدة.



#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هيئة اعلام واتصالات ام هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر
- بمناسبة العام الدراسي الجديد.. تدمير التعليم من اجل خصخصته
- الاصلاحات بين القمع ونشر الاوهام
- اين نقف من الحكومة الجديدة؟
- القتل المنظم وترسيخ دكتاتورية الاسلام السياسي
- الحرية والاصلاح والاحتجاجات
- حكومة الاسلام السياسي الجديدة وافاق الاحتجاجات
- انتفاضة جماهير البصرة والصراع على السلطة
- رسالة مفتوحة الى لجنة منتسبي النفط وعمال الموانئ وربان السفن ...
- نداء الى جماهير العراق
- البصرة والكارثة المحدقة وكيفية مواجهتها
- سلطة الميليشيات وشبح الدولة ودور الشيوعيين
- جماهير ايران والبلطجة الامريكية وانتهازية الاحزاب الاسلامية ...
- ازمة السلطة السياسية ومطالب الجماهير
- عودة داعش بين الظلم الطائفي والسياسة الامريكية
- في الذكرى ٢٥ لتأسيس الحزب الشيوعي العمالي العراق ...
- سلطة الاسلام السياسي والاحتجاجات
- احتجاجات ايران وافول الاسلام السياسي
- البلطجة الامريكية وجماهير إيران
- الدولة والمليشيات


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سمير عادل - سلطة المليشيات بين الدولة الفاشلة والدولة الفاسدة