أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سمير عادل - حكومة الاسلام السياسي الجديدة وافاق الاحتجاجات














المزيد.....

حكومة الاسلام السياسي الجديدة وافاق الاحتجاجات


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 5996 - 2018 / 9 / 16 - 23:52
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الصراع على السلطة السياسية خَدَّرَ الاحساس بخطورة وتداعيات الاحتجاجات الجماهيرية وخصوصا في البصرة كما اثر على انسجام تيار الاسلام السياسي الشيعي لإعادة انتاج سلطته وحكمه الفاسد لمرحلة جديدة. وعلى الرغم من ان هناك رؤيتين مختلفتين في صفوف الاسلام السياسي الشيعي لإدارة السلطة في العراق، الاولى هي رؤية قومية محلية "وطنية" مدعومة امريكيا وخليجيا يمثلها العبادي-الصدر، والثانية تجد قوتها من قوة النظام الاسلامي الحاكم في ايران متمثلة بالمالكي-العامري، الا ان المشترك بينهما هو منبعهما الأيديولوجي وهويتهما الطائفية التي تبرزها في الازمات السياسية مثلما يبرز المسافر هويته في نقاط التفتيش للعبور عبر المدن على طول العراق وعرضه. ومن نافل القول فأن جميع قوى الاسلام السياسي الشيعي لديها برنامج اقتصادي واحد ورؤية اقتصادية واحدة، وهي تحرير الاقتصاد، والتسليم باليات اقتصاد السوق، وخصخصة المصانع والمعامل وجميع القطاعات الخدمية من الصحة والكهرباء والتعليم وحتى الموارد الطبيعية مثل النفط والغاز.
هناك خطى حثيثة لدرء الخطر الذي يحدق بسلطة الاسلام السياسي الشيعي تقودها المرجعية التي كانت دائما لها مجسات مفرطة بالحساسية وصمام امان لعدم انفلات السلطة السياسية وفرط عقدها من ايدي الاسلام السياسي الشيعي. وقد قامت بتعبيد الطريق امام الجميع مع التلميح بوجود عباءة من الممكن لملمة جميع القوى الاسلام السياسي الشيعي تحتها بعد ان حسمت الصراع لصالح شخص اخر من خارج دائرة المنافسين لنزع فتيل انفجار الصراع السياسي الى صراع مسلح وضياع السلطة والحكم منها. فما حدث من لقاء جمع بين جناحي الدعوة المالكي والعبادي في منزل علي الاديب للملمة اشلاء حزب الدعوة وتوحيد صفوفه، وفي الوقت نفسه جرى اتفاق بين قائمة الفتح الذراع السياسي للمليشيات الاسلامية الذي يقودها هادي العامري وبين سائرون التي تتخبط يمينا ويسارا بقيادة مقتدى الصدر لقضم اكبر حجم من السلطة والامتيازات لتشكيل الحكومة، وكان اول من اذعن للمرجعية هو العبادي اذ قال عبر بيان له، بأنه سينفذ تعليماتها ولن يتشبث بالسلطة.
المرحلة القادمة، اي بعد تشكيل الحكومة الاسلامية الطائفية الخامسة إذا صح التعبير، التغيير الذي يخيم على المشهد السياسي العراقي هو سيادة الاحتجاجات الجماهيرية بإشكال مختلفة على المجتمع. وان عوامل استمرار هذه الاحتجاجات تكمن في مسألتين، الاولى فشل قوى الاسلام السياسي الشيعي في ادامة وتسويق الاوهام حول حكومة بغض النظر عن تسميتها وطنية او تكنوقراط او اغلبية ستكون بمنأى عن الفساد والمحاصصة الطائفية –القومية، وبإمكانها ان تقوم بتقديم الخدمات وتوفير فرص للعاطلين عن العمل. وعليه ان سلطة الاسلام السياسي الشيعي غير قادرة على خلق الانسجام السياسي في صفوفها بسبب ازمتها السياسية التي هي ازمة في تقديم بديل لإنقاذ البرجوازية كطبقة تخلق الاستقرار السياسي والامني التي هي ممثلتها لتأمين حاجات حركة ودوران الرأسمال. اي بعبارة اكثر وضوحا ليس بإمكانها لا القضاء على التشرذم السياسي في صفوف الطبقة الحاكمة بجميع اجنحتها القومية والطائفية، ولا بإمكانها تلبية الحاجات الاساسية للمجتمع، وفي اقصى حالاتها يمكن توظيف عدد من العاطلين عن العمل عن طريق تجنيدهم وتأسيس مليشيات جديدة مثلما اعلن عن استحداث جديد في الحشد الشعبي وهو تأسيس عشر الوية جديدة في البصرة وتحت عنوان حفظ الامن. في المقابل ان الجماهير هي الاخرى نفذ صبرها وغير قادرة على تحمل عبث هذه القوى بمصيرها. وليس هذا فحسب بل هناك استحقاقات لتلك السلطة مع المؤسسات الدولية مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي وهما الجهتان المسؤولتان عن ادامة تأهيل الاقتصاد العراقي ودمجه مع الاقتصاد الرأسمالي العالمي. ويعني هذا، زيادة الاعباء الاقتصادية على كاهل العامل والعاطل عن العمل وجموع الشرائح الاجتماعية المسحوقة في المجتمع. فتكاليف فوائد قروض هذه المؤسسات ستدفع من اقتطاع الخدمات وتنصل الدولة من جميع مسؤوليتها تجاه المجتمع.

وفي خضم هذا التناقض الذي يعصف بسلطة الاسلام السياسي الشيعي، فان ذلك سيفتح الطريق امام القمع بكل اشكاله حيث دشن في احتجاجات ٨ تموز في البصرة قبل اجتياحها المدن الجنوبية وما نراه اليوم من حملة اعتقالات وانتشار المليشيات في الشوارع وفبركة الاتهامات المختلفة بحق المحتجين.
ويمكن ان نلخص ما ذكرناه كالاتي؛ ان مشكلة الوضع السياسي في العراق هي مشكلة الصراع على السلطة. وفي الوقت نفسه ان نقطة ضعف الاحتجاجات الجماهيرية تكمن في عفويتها لحد الان، اي تكمن في غياب التنظيم والقيادة التي تؤمن الارتقاء بكل اشكالها ومنحها افاق واضحة وسياسات عملية يومية تؤمن ادخار طاقتها وتجنب قمعها والتقليل من خسائرها البشرية عن طريق عمليات القتل والاعتقالات والترهيب. ومن هنا نستطيع ان نقول ان حظوظ القوى الاسلامية في استمرارها بالسلطة تكمن في ان هذه الاحتجاجات لم تتبلور وتأخذ ملامح معينة حتى الان بحيث تتحول الى حركة سياسية تطرح بديل يهدد سلطتهم . ولكن هذه الاوضاع ليست معناها انها قدر الجماهير ويجب الاستسلام لها. فهناك خيار بين المضي في احد الطريقين، الاول هو طريق الحرية والعيش الكريم ويجب الظفر بهما ويأتي هذا فقط بالمضي قدما بالاحتجاجات، او طريق الخنوع والاذعان لأحزاب الاسلام السياسي وميليشياته التي ليس امامها سوى القمع وافقار المجتمع. وكان الرد جاء من البصرة حيث علمتنا الجماهير هناك ان اي تردد او انتظار يعني المزيد من القمع والمزيد من المماطلة والمراوغة، فليس امامنا سوى تصعيد المجابهة مع قوى الاسلام السياسي.



#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتفاضة جماهير البصرة والصراع على السلطة
- رسالة مفتوحة الى لجنة منتسبي النفط وعمال الموانئ وربان السفن ...
- نداء الى جماهير العراق
- البصرة والكارثة المحدقة وكيفية مواجهتها
- سلطة الميليشيات وشبح الدولة ودور الشيوعيين
- جماهير ايران والبلطجة الامريكية وانتهازية الاحزاب الاسلامية ...
- ازمة السلطة السياسية ومطالب الجماهير
- عودة داعش بين الظلم الطائفي والسياسة الامريكية
- في الذكرى ٢٥ لتأسيس الحزب الشيوعي العمالي العراق ...
- سلطة الاسلام السياسي والاحتجاجات
- احتجاجات ايران وافول الاسلام السياسي
- البلطجة الامريكية وجماهير إيران
- الدولة والمليشيات
- التحالف الاسلامي الشيعي والسلطة السياسية وموقف العمال الشيوع ...
- سلاح المليشيات وامن الجماهير
- ازمة مياه ام ازمة غياب دولة
- العمال والحكومة الجديدة
- بعد الانتخابات، الجماهير وسلطة الاسلام السياسي الشيعي
- الانتخابات وحسم السلطة السياسية
- ما قبل الانتخابات وما بعدها


المزيد.....




- نتنياهو يأذن لمديري الموساد والشاباك بالعودة إلى مفاوضات الد ...
- رئيس وزراء بولندا يكشف عن -جدال مثير- أشعله نظيره الإسباني ف ...
- دراسة رسمية تكشف أهم المجالات التي ينتشر فيها الفساد بالمغرب ...
- تشابي ألونسو يستعد لإعلان قرار حاسم بشأن مستقبله مع نادي ليف ...
- الجيش الروسي يكشف تفاصيل دقيقة عن ضربات قوية وجهها للقوات ال ...
- مصر.. إعادة افتتاح أشهر وأقدم مساجد البلاد بعد شهرين من إغلا ...
- قائد القوات الأوكرانية: تحولنا إلى وضع الدفاع وهدفنا وقف خسا ...
- مقتل شخص وإصابة اثنين إثر سقوط مسيّرة أوكرانية على مبنى سكني ...
- استطلاع يظهر تحولا ملحوظا في الرأي العام الأمريكي بحرب غزة
- معتمر -عملاق- في الحرم المكي يثير تفاعلا كبيرا على السوشيال ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سمير عادل - حكومة الاسلام السياسي الجديدة وافاق الاحتجاجات