ميشال فوكو ومنهجة الابستمولوجي

صالح الشقباوي

الحوار المتمدن-العدد: 6168 - 2019 / 3 / 9 - 18:27
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

يعتبر الفيلسوف الفرنسي ميشال فوكو .من رواد البنيوية المعاصرة ، والذي نجح في تأسيس مشروع فلسفي جعل من القطيعة " اللاتواصل ..اساس لمنطلقاته، خاصة وانه من الفلاسفة المعاصرين القلة الذين امنوا ان العقل الغربي لم يتأثر في حركة الزمن ولم يتفاعل معه وبقي محافظا على قواه..لذا فاننا نجد فوكو يجعل من دراسته لبنية العقل الغربي هدفا منهجيا في سياقاته المعرفية ، بعد ان جعل من البنية لحظة استغراق شاملة في التجرد والشكلية الرمزية والتي اعتدت في استغراقها على الرياضيات والمنطق الرياضي .خاصة وان الفترة الزمنية الممتدة من اواخر القرن التاسع عشر .وامتدت لتشمل القرين العشرين والواحد والعشرين تمثل مرحلة معرفية دقيقة ، وصل فيها الفكر الى اعلى قممه بعد ان سيطر بشكل مذهل على الآنا المفكره وعلى الموضوع المفكر فيه من خلال خلقه للشروط الابستمولوجية فائقة الدقة لكي تساعده على ادراك موضوع معارفه ..كما وقصر المسافات وجعلها تتلاشى امام جبروت الزمن الدقيق الذي سيطر فيه العقل على الزمن وقسمه الى الايونات الدقيقة والتي ساهمت بولادة ثورة معرفية متسارعة سيطرت على الزمن المعاصر وجعلت منه عنوانا للثورة المعرفية للقرن الحالي والذي اهم ما يميزه الوحدة الديالكتيكية التي نادى بها هيغل وجعلت كل ما هو فكري.بنية عقلانية ، وكل بنية عقلية هي فكرة .ومزجت بين الفكر في عملقته وحيويته وتطوره وبين البنى وثوابتها ومنطقها وعقلانيتها...وهذا مانجده في كتابه " الكلمات والاشياء" والذي يعتبر باكورة اعماله وجوهر انتاجه .على الرغم من كون فوكو انتج الكثير من الكتب (المراقبة والعقاب مثلا والذي يحتوي على ثلاثة اجزاء هي
-ارادة المعرفة - استخدام اللذات - الانهمام بالذات )
كما واهتم فوكو في نظرية المعرفة والاخلاق والنظرية السياسية وقد استخدم المنهج الابستمولوجي الذي حاول من خلاله اكتشاف الكيفية التي يتجلى بها العقل في احضان المعرفة وكيفية العلاقة التي تحكم هذا التجلي بين العقل والمعرفة ومن يخضع بالتالي للآخر وينجح في افراغ مكبوتاته في تلك الرقعة الزمنية من وحده العقل بالمعرفة والسيطرة عليها لصنع الفكرة الجديدة والناتجة عن هذا التزاوج..والتي اعتبرها المولود الجديد الناتج عن تلاقح العقل مع المعرفة ، وهذه اللحظة ينتج عنها معاناة فكرية .
مستخدما اللغة كفاعل اساسي يشرف على عملية التلقيح..من خلال تحليل العلاقة بين الرمز والمرموز بين الدال والمدلول لتنجح في بناء فهم مشترك يجمع الطرفين بعد ان تميز بين كلاهما وان جمعتهم الوحدة ..تميز بين الصيغة والمعنى بين الرمز والمغزي ..وهذا المنتوج الفكري الجديد الذي اولده فوكو في رحم الزمن كمعطى ثالث للعقل والمعرفة بعد ان هدمت اوثان الميتافيزقا ومجاوزتها وتقويض اسسها...من هنا نجح فوكو وبدرجة علمية متفوقة في سجن الفلسفة في بناءاتها المغلقة ، وابراجها الميتافيزيقية العالية وجعلها تبحث من داخل اسوارها وسجنهاعن مدلولاتها ومفاهيمها من خارجها ..فالمناهج والابستيمات، والاشكال والصيغ ،وحتى الكلمات صارت تطرح عنده" فوكو" بدائل معرفية قيميه لا يمكن لأي جهد فلسفي يسعى الى دراسة ثنائية الحقيقة والواقع دون ان ينظر اليها بعين الاحترام والتقدير كأدوات معرفية مستغرقة بالضرورة في مناهج البحث العلمي المعاصر..
وهذا ما نجده ايضا عند "دوسويسر" الذي صب جل اهتمامه في المستوى المنهجي على اقل تأثير ..والذي اكد..ورأى ان كل كلمة هي رمز ..واعتبر اللغة نظاما ووعاءا ممتلئ من الرموز والتي يتألف كل رمز من مكونين المكون الصوتي " الدال" والمكون الذهني " المدلول " ومن خلال اتحاد الدال بالمدلول يتولد ( المعنى) ..وهذا ما يعطى للغة اهمية كبيرة في مساحات الخارطة المعرفية الكبرى والتي ولجت اليها البنية اللاشعورية للانسان للمساهمة في ضبط ومراقبة الظواهر اللغوية على المستويين التعاقبي التطوري والواقعي التزامني واستنطاق ديالكتيكي للذاكرة الموضوعية ( الارشيف) المخزون داخل اروقة الذاكرة المعتمة.

#صالح_الشقباوي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل