|
ثرثرة سورية 18
حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 6168 - 2019 / 3 / 9 - 07:48
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
...جدل ماركس ( السيء )
مثال تطبيقي على الجدل التوقع بين الرغبة والأداء ... قبل البدء بمعالجة الموضوع ، أجد من المناسب توضيح نقطتين ، الأولى تخص تغيير الترتيب إلى عكسه _ حلقة 19 وتليها 18 _ والنقطة الثانية ، البدء بالمثال التطبيقي ، ويأتي بعده النص الأصلي ، عملا بمقولة " وضع العربة أمام الحصان " ، أرجو أن تكون مبررات ذلك فنية _ نصية وفكرية _ بالفعل ، لا نفسية فقط وتحركها العقد الشخصية للكاتب بشكل لاشعوري وغير واعي ، ....وفي النهاية السلطة الحقيقة للقراءة ، ودرجة جودتها أو العكس ، والكتابة بأحسن حالاتها تأتي بالدرجة الثانية من الأهمية في تشكيل المعنى وتجلياته . التوقع يمثل احتمال لا نهائي بين حدين ، الرغبة والأداء . الرغبة في المستوى الأول مشتركة بين البشر : الحصول على جودة عليا بتكلفة دنيا . لتلك الحاجة غير الواقعية أسباب موضوعية ومشتركة أيضا ، بالإضافة لأسباب شخصية تختلف بين فرد وآخر ، لكنها تبقى مجرد فروقات صغيرة على المستوى الكمي لا النوعي . الأسباب المشتركة خلف تلك الرغبة ( العادة ، ثم الحاجة ) التي يتعذر اشباعها بعد البلوغ والرشد ، يمكن تكثيفها عبر 3 حزم أو مجموعات أساسية : الأولى مصدرها الطبيعة حيث الأهم هو الأقل تكلفة ويقارب المجانية : كالهواء والماء والجمال ، والثانية مصدرها الطفولة والأسرة حيث يحصل الأطفال بغالبيتهم على المعادلة السحرية جودة عليا بتكلفة دنيا _ وبدون تكلفة تذكر أيضا ، والمجموعة الثالثة مصدرها الوراثة المشتركة : الغزو والحروب المقدسة ، حيث كان الغزاة ( المنتصرون ) يحصلون على كل شيء والخاسرون يفقدون كل شيء . .... يعلق أغلب الأفراد بذلك المستوى من التوقع ، الذي تحول إلى وهم غالبا في عالمنا المعاصر . بالمقابل ينجح بعض الأفراد ، بالانتقال إلى التوقع على مستوى الأداء بدل الرغبة . بدوره مستوى الأداء قد يتحول مع التكرار ، إلى نوع من الأتيكيت والتمثيل ، أو إلى نوع جديد من السلوك ، يمكن تشبيهه أو تمثيله بفكرة الاستخدام لمرة واحدة فقط وعند اللزوم... نفس الحركة الدورية تتكرر في المستوى التالي ، وتتكرر بشكل دوري مع كل مستوى جديد ، ... التوقع بالمستوى الثاني بين الأداء والمهارة النوعية ؟! مع الانتقال من التركيز على الرغبة إلى محاولة تحسين الأداء ، بشكل دوري ومتكرر ، يتغير المشهد كميا ونوعيا بالتزامن . وكل ذلك يحدث بالتزامن مع النمو والتطور الشخصي ، من المستوى النرجسي والدغمائي ، إلى المستويات الأعلى في مراحل النضج والتطور الفردية والإنسانية على السواء . بعبارة ثانية ، المستوى الأول مشترك وبدائي : ( رغبة _ توقع _ رغبة ) ، المستوى الثاني : ( أداء _ توقع _ مهارة ) ، المستوى الثالث : ( مهارة جديدة _ توقع _ ثقة ...) أعتقد ، وهذا يتوافق مع تجربتي الشخصية ، أن المستوى الثالث يمثل السقف للتجربة الإنسانية الحالية ...الثقة المتبادلة بالنفس والعالم ، تمثل الأساس الصلب والمرن بالتزامن لخبرة وفكرة " الايمان العقلاني " ، أو الايمان الحقيقي بالقيم الإنسانية المشتركة ، لا الأخلاقية العنصرية . .... .... جدل ماركس ( السيء ) ... القضية الجدلية بمختلف أنواعها ، عاجلة بالنسبة للفرد ولا تحتمل التأجيل عادة . إما الخيار الانساني ، المسؤول والواعي ، أو عدم القرار والدوران في حلقة مفرغة ، ...من التردد الدوري والمتكرر وهو الأسوأ . أيضا القضية الجدلية ثنائية بطبيعتها . مأزق الاختيار _ الجديد والمتجدد _ بين اليوم والغد !؟ وبعبارة ثانية بين الحاضر المألوف والآمن وبين المجهول ... قد يكون الأفضل ، وقد يكون الأسوأ أيضا . من المناسب تأمل الثورات العالمية ( بما فيها الثورتين السورية والإيرانية ) ، بالتزامن مع تذكر الثورات الكلاسيكية ...الروسية والفرنسية _ وثورة تونس على وجه الخصوص . .... اختار ماركس العنف كوسيلة وحيدة ، لا مفضلة فقط . البعض ينفي ستالين من جماعة ماركس وجنته . غيره يفعل النقيض مع تروتسكي ( مؤسس الجيش الأحمر ) . والثالث مع لينين نفسه ...مؤسس الشيوعية ماذا عن كيم إيل سونغ ، وعبد الناصر ، وجعفر النميري ....وغيرهم !؟ أرجو التأمل في الأمثلة السابقة ، قبل متابعة القراءة وقبل تنفيذ الحكم أولا . .... الليبرالية بدون عدالة ، في حالة الانفصال عن اليسار ، تتحول إلى هوس مالي وجنون الربح . اليسار بدون حرية ، بحالة الانفصال عن الليبرالية ، يتحول إلى هوس سلطة وجنون العظمة ., .... ما هو حل الجدلية ، الصحيح ، والمناسب بالفعل ؟! الثالث المرفوع يمثل الحل الفلسفي الكلاسيكي . لكن الثالث المرفوع فكرة ، أيديولوجيا ويوتوبيا . أو هو شعار أجوف ويحتوي النقيض بالتزامن . للتذكير _ والايضاح ...الحديث الشهير : لعن الله الراشي والمرتشي . كيف يمكن التمييز بين الرشوة والهدية ؟! _ لا يمكن التمييز بينهما ، بشكل موضوعي أو من الخارج . حسب العلاقة ، الثنائية ، يمكن الترجيح فقط . حتى اليوم 8 / 3 / 2019 ( عيد المرأة العالمي _ أجمل الأعياد ) ...وبعد التقدم التكنولوجي في التعاملات المالية غير المسبوق _ يتعذر الفصل بينهما . الثالث المرفوع يشبه التمييز بين الرشوة والهدية من الخارج ، وبشكل مسبق أيضا . .... يمكن تكثيف أنواع الحلول لقضية جدلية ، ضمن 4 أنواع : 1 _ النكوص ، العودة إلى الأحادية ، أو استعادة وضع سابق ...وهو الأسوأ . 2 _ إدارة الأزمة أو تجنب القرار ( نستخدمه جميعا عبر حياتنا اليومية ) . 3 _ القفزة الطائشة ....المقامرة والمغامرة غير المحسوبة ( نموذج الربيع العربي ) . 4 _ قفزة الثقة ... موقف الحب ، وأضع معها نموذج تونس . .... على المستوى الفردي ، يكون القرار والسلوك أوضح وأسهل . وهنا تجدر الإشارة ، أنني اعتمد علم النفس الاجتماعي كبوصلة ومؤشر للاتجاه الصحيح . وكما ذكرت أكثر من مرة المعيار : اليوم افضل من الأمس ز أو الاتجاه الخاطئ : اليوم أسوأ من الأمس . .... من جانب آخر ، اعتمد التحليل النفسي بأجنحته الثلاثة بالتزامن ...فرويد ويونغ وآدلر ( الدافع الجنس الجنسي ، النفس أو الروح ، المجتمع المثالي ) ، كدليل إضافي . وباختصار شديد أيضا ، يمكن تلخيص الاتجاه الكلاسيكي للتحليل النفسي ( المشترك بين الثلاثة ) وتلخيصه عبر معادلة الصحة العقلية أو المرض ( الكبت أو العفوية ) ، التي تتضمن أربع حركات أساسية ومتمايزة ، في النوعين : 1 _ معادلة المرض ( الكبت أو الشحن السلبي ) : 1 _ تفريغ 2 _ شحن سلبي 3 _ كبت 4 _ تفريغ 2 _ معادلة الصحة العقلية ( الإرادة الحرة ) أو الشحن الإيجابي : 1 _ كبت 2 _ تصعيد 3 _ شحن إيجابي 4 _ تفريغ وهذه الفكرة ناقشتها بشكل موسع وتفصيلي ، عبر نصوص سابقة ، وهي منشورة على الحوار المتمدن . .... بالعودة إلى الموضوع الأساسي : حل القضية الجدلية ....قفزة الثقة قفزة الثقة تشبه بقية المهارات التحويلية ، حيث ما قبلها يختلف بشكل نوعي عن ما بعدها ... السباحة والعوم لأول مرة أو تعلم لغة جديدة أو قيادة آلة حديثة أو الوقوع في الحب . ( مع أن عبارة الوقوع في الحب _ أو كلمة الوقوع _ غير مناسبة ) . قفزة الثقة النموذجية ، تمثل حالة الانتقال من الشخصية السلبية والانفعالية إلى مرحلة _ ومستوى _ التقدير الذاتي الملائم . ومثالها الملائم _ بحسب تجربتي _ النجاح بتحويل عادة التدخين من عادة انفعالية ( سلبية ) إلى عادة إرادية وواعية وشعورية ( هواية ) . أيضا عالجتها في نص مستقل ، ومنشور على الحوار . .... لا يمكن أن يكون العنف هو الحل الجيد ، في أي مشكلة . العنف أو الاستخدام المفرط للقوة ، يتلازم مع الشعور العارم بالغضب والعجز مع النزعة التدميرية ، وهي الصورة النمطية للغيظ النرجسي . استخدام القوة ، يجب أن يكون في الحد الأدنى ومحسوبا بشكل مسبق ، وفي مختلف القضايا . وهذا ليس مجرد رأي أو موقف شخصي وعابر ...بل قناعة واعتقاد ونمط عيش . وقد عودت نفسي عبر التكرار ، بعد كل مرة أستخدم فيها العنف ، على تجربة الإطفاء المريرة والمنفرة بالفعل . وأعتقد ، أنه أكثر الجوانب المرضية في حياتي ودافع التقدير الذاتي الملائم . .... ماركس عالم الاجتماع والاقتصادي البارز ، تحول في البلدان والثقافات المحافظة إلى أداة عنف وشعار ، وخصوصا عبر الستالينية كما هو معروف للجميع . الحل الصحيح يوافق الاتجاه الصحيح : اليوم افضل من أمس . الحل الخاطئ يوافق الاتجاه الخطأ : اليوم أسوأ من أمس . .... القفزة الطائشة تمثل مغالطة ، وأجد من الملائم معالجتها بشكل موسع وتفصيلي ، وهو ما أعمل على تحضيره في حلقات لاحقة ، وأكتفي بفكرة موجزة حولها : الأطوار الأربعة في مرحلة اكتساب مهارة جديدة... 1 _ لا مهارة في اللاوعي 2 _ لا مهارة في الوعي 3 _ مهارة في الوعي 4 _ مهارة في اللاوعي . القفزة الطائشة تمثل المباشرة في العمل الفعلي ، قبل بلوغ المرحلة الرابعة والضرورية في تعلم وإجادة المهارة الجديدة . وجانب آخر ، لا يقل أهمية ، المقدرة على تحمل الخسارة . وهي مهارة نوعية _ وللمفارقة _ هي سمة وصفة جوهرية في الشخصيات الناجحة بدون استثناء . بعبارة ثانية ، تتميز الشخصية الناجحة عن غيرها ، عبر تقبل الأعمال غير المرغوبة ، أو الأوضاع المجهولة والمخيفة ، أيضا تقبل الأدوار الهامشية والمنفرة اجتماعيا . بعبارة ثالثة ، القفزة الطائشة ترتبط بالشخصيات ذوات الاحتياجات العقلية الخاصة _ الحصول على جودة عليا بتكلفة دنيا على وجه الخصوص . للبحث تتمة .
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ثرثرة سورية 17
-
ثرثرة سورية _ جملة اعتراضية
-
ثرثرة سورية 15
-
ثرثرة سورية 14
-
ثرثرة سورية 11
-
ثرثرة سورية 10
-
ما خفي أعظم 1
-
ما خفي أعظم
-
ثرثرة 9
-
ثرثرة سورية 7
-
ثرثرة سورية _ ملحق
-
ثرثرة سورية ....الجرح النرجسي الرابع
-
ثرثرة سورية 5
-
ثرثرة سورية 4
-
ثرثرة سورية 3
-
ثرثرة سورية 2 ، 1 ، 0
-
ثرثرة سورية 1
-
ثرثرة سورية ( 0 _0 )
-
طبيعة الزمن _ بين بوذا واينشتاين ونيوتن وأفلاطون ...
-
علم الزمن _ ملحق
المزيد.....
-
بعد وعكة صحية مفاجئة بأمريكا.. كشف آخر تطورات حالة وزير النف
...
-
مقتل شخصين وإصابة 29 آخرين جراء تصادم قطارين في مدينة الزقاز
...
-
المكسيك: فيضانات وبنية تحتية مهترئة تُغرق مدينة تشالكو بمياه
...
-
سيناتور إسرائيلي يكذب رواية الجيش الإسرائيلي عن هزيمة حماس ف
...
-
الكويت.. ضبط مصنع سري لمخدر -ليريكا- وكميات كبيرة مجهزة للبي
...
-
مفتي ليبيا يستنكر تدخل البعثة والأطراف الدولية في الشأن الدا
...
-
مشاهد من مكان تصادم مميت لقطاري ركاب في دلتا النيل بمصر
-
الخارجية الإماراتية: لا نخطط لمناقشة شراء طائرات -إف-35- من
...
-
بينهم روس وأتراك.. حادث كبير لأتوبيس سياحي في مصر
-
الدفاعات الجوية الروسية تصد هجوما أوكرانيا بالمسيرات على عدة
...
المزيد.....
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
-
المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع
/ عادل عبدالله
-
الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية
/ زهير الخويلدي
-
ما المقصود بفلسفة الذهن؟
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|