ثرثرة سورية 3

حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 6146 - 2019 / 2 / 15 - 11:53
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    

مشكلة الزمن
الفلسفة الكلاسيكية تقسم الوجود إلى 3 مستويات أساسية :
1 _ الوجود بالقوة ( المستقبل ) ، وهو مجهول بطبيعته ، فرضية واحتمال قد يتحقق .
2 _ الوجود بالفعل ( الحاضر ) ، اليوم عبر الآن _ هنا ، وهو غامض بطبيعته .
كيف يحضر الانسان بالفعل الآن _ هنا !؟
السؤال _ الهاجس _ المحوري للفيلسوف الألماني هايدغر ، حيث مع بعض الجرأة يمكنني الزعم بالتقدم خطوة حقيقية على طريق فهم الحاضر... أو مشكلة الزمن بعبارة ثانية .
الحاضر ، الواقع ، أو النتيجة = سبب + صدفة .
3 _ الوجود بالأثر ( الماضي ) ، وهو ثابت بطبيعته ولا يمكن تغييره .
اللحظة بدورها ثلاثية ، وتتضمن المستويات الثلاثة للوجود ، بالتزامن ، حيث الاتجاه المتعاكس لكل من الحياة والزمن ...
1 _ الزمن ... 1 _ وجود بالقوة 2 _ وجود بالفعل 3 _ وجود بالأثر .
وبمصطلحات الزمن ... 1 _مستقبل 2 _ حاضر 3 _ ماض .
....
نحن جميعا ، الأحياء في العالم اليوم ...13 / 2 / 2019
نحن جميعا في وضع الوجود بالفعل .
قبل مئة سنة كنا جميعا في وضع الوجود بالقوة ، مرحلة ما قبل الولادة والتحقق .
بعد مئة سنة سوف نكون جميعا في وضع الوجود بالأثر .
بالترجمة الحرفية ....اتجاه الزمن 1 _ مستقبل 2 _ حاضر 3 _ ماضي
1 _ وجود بالقوة 2 _ وجود بالفعل 3 _ وجود بالأثر
( الفضل للأصدقاء في استبدال عبارة الوجود بالزمن بالأنسب ، ... الوجود بالأثر )
بعد مئة سنة ...
سوف نكون حتما في الماضي ( الوجود بالأثر ) .
قبل مئة كنا في المستقبل ( الوجود بالقوة ) .
ونحن الآن _ هنا ....الحاضر والوجود بالفعل
ماذا يعني ذلك ؟
الحاضر يتحول إلى الماضي ، عبر كل لحظة ... وهذا يقبل الملاحظة والتعميم بدون شرط .
بالمقابل ينتقل الكائن الحي ، كل لحظة ...إلى الحاضر الجديد _ المتجدد ، وعلى العكس تماما الأمس يبتعد بنفس السرعة التي يقترب بها الغد
سبب التشويش ، وصعوبة رؤية ذلك وفهمه ، الفكرة الموروثة والخاطئة ، اعتبار اتجاه الزمن هو نفسه اتجاه الحياة !
بينما هما يتعاكسان كل لحظة ، وهو ما يمكن اختباره والتأكد منه بلا شروط .
ويبقى السؤال المحير ماذا يحصل بالضبط !؟
كيف ينقسم الحاضر...إلى أمس وذكريات مقابل غد وتجربة !؟
....
كل لحظة ينقسم الحاضر إلى اتجاهين متعاكسين ...
أدعوك إلى ملاحظة هذه الظاهرة المدهشة ، والتأمل بها !
_ اتجاه الحياة والأحياء ... إلى الغد
_ اتجاه الزمن والحوادث ... إلى الأمس
....
الموتى جميعا دليل ثابت على اتجاه الزمن ...من الحاضر إلى الماضي .
والمواليد الجدد دليل معاكس على اتجاه الحياة ... من الحاضر إلى المستقبل .
الماضي ( الوجود بالأثر ) مصير ونتيجة أو نهاية .
المستقبل ( الوجود بالقوة ) أصل وبداية تتكرر بشكل دوري .
الحاضر ( الوجود بالفعل ) تدفق دائم ....ويتكرر
....
مشكلتان هما مصدر التشويش ، وصعوبة الفهم ...
1 _ ازدواج الحاضر ( الأحياء والأحداث في اتجاهين متعاكسين ) .
2 _ ازدواج الحياة والزمن ( يتعاكسان بالاتجاه دوما )
....
الحياة سبب + صدفة .
السبب مأساة بطبيعته ، ولادة _ موت .
الصدفة كوميديا بطبيعتها ، دودة _ فراشة ....دودة _ فرد ... أنت وأنا
العلم والمعرفة ، تركيز على السبب ...جهد وقلق .
الشعر والفن ، تركيز على الصدفة ...حب وألم .
....
نتيجة مباشرة لفهم اتجاه الزمن الصحيح
1 – حل مشكلة الصدفة والسبب .
2 _ حل التناقض بين الفيزياء الفلكية وبين الفيزياء المجهرية ( بين الحتمية والاحتمال ) .
تدرس الفيزياء الفلكية الوجود بالأثر ، ماضي الكون موضوعها المحوري وهو ثابت .
ولذلك هي يقينية ، تجريبية ، لأن موضوعها ثابت ولا يتغير .
على عكس فيزياء الكم ، التي تدرس الوجود بالقوة بالتزامن مع الوجود بالفعل ...فهي احتمالية ، ويتعذر أن تكون يقينية ، وتجريبية بشكل دقيق ، لأن موضوعها بطبيعته متغير .
....
أعتقد أن العرض السابق يصلح كبرهان على ضرورة نشوء علم الزمن ، بالتزامن هو برهان منطقي وتجريبي معا على اتجاه الزمن ...
من المستقبل إلى الماضي مرورا بالحاضر !؟
ويبقى السؤال العلمي والفلسفي بالتزامن كيف ، ولماذا ...
سأحاول ما بقي من حياتي
المساهمة في حل هذه المعضلة
هذا اللغز المدهش
بالتزامن
سؤال الشعر أيضا
أيام حلوة قادمة
ربما
....

#حسين_عجيب (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات