|
طبيعة الزمن _ بين بوذا واينشتاين ونيوتن وأفلاطون ...
حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 6139 - 2019 / 2 / 8 - 23:12
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
1 طبيعة الزمن ... بين نيوتن واينشتاين
ما هو الشيء _ أو المادة _ الذي تقيسه الساعات ؟ _ الجواب المشترك ، والمتفق عليه بين العلوم والفلسفة والدين أيضا : حركة . الزمن حركة . يضيف البعض أنه مدى ، مرن ، مطلق ، تركيب عقلي ، ويتعذر تحديده مثل الحياة الزمن أحد أضلاع مثلث المسافة والسرعة والزمن ( الحركة ) . بعد استبدال مصطلح الزمن بالحركة ، يدخل ضوء جديد إلى العلاقة الثلاثية والمتلازمة . الحركة طاقة . إذن يمكن القول الزمن طاقة ، أو هو نوع من الطاقة قد يكون مصدره داخلي أو خارجي . نيوتن ، بصفته فيلسوفا بالدرجة الأولى ، فهم وتفهم طبيعة الزمن الموضوعية ، المطلقة . فشل اينشتاين في فهم ذلك . وكل ما فهمه عن طبيعة الزمن ، سبقه إليه معلمو البوذية _ بوذية الزن خصوصا . لكن الفهم الفلسفي للزمن ، ما يزال الذروة . ذروة ما يستطيع العقل إدراكه ، مع الخيال . 2 لا فرق بين ما تقيسه الساعة على أحد الكواكب الشمسية ، وما تقيسه ساعة أخرى في أبعد مجرة ضمن نطاق هذا الكون . ربما يوجد أكوان أخرى ، خارج الوعي والادراك ! هذا ما يصعب فهمه ، على الشخصية ما دون الموضوعية . لا علاقة لذلك بدرجة الذكاء العقلي . نيوتن على سبيل المثال ، كانت نرجسيته بارزة أكثر من اينشتاين . لكن قدرته الموضوعيه وفهمه الخارق ! ذكاؤه معجزة حقيقية . يشبه الأمر وضع اينشتاين ، إلى حدود التطابق . الشخصية النرجسية ، لا يمكنها إدراك الوجود الموضوعي ، ولا حتى تخيله . أيضا الشخصية الدوغمائية تفشل في فهم أو إدراك الوجود الموضوعي خارج الادراك . الشخصية الأنانية ، تفهم ذلك بوضوح ، لكن مشكلتها التمركز الذاتي الشديد جدا . .... تتضح الفكرة مع عملية مقارنة صغيرة ، بين الساعة الميكانيكية وبين الإلكترونية ؟ تأخير او تقديم الساعة الشخصية ، كان يعتبر عذرا مقبولا على التأخر عن موعد ، حتى الثمانينات . صار ذلك مثل الساعة الرملية وأهرامات مصر . تنحرف الساعة الإلكترونية ( تتقدم أو تتأخر ) ثانية واحدة كل 33 ألف سنة . ما بين السطور _ طبيعة الزمن _ المطلق والموضوعية ، مستوى آخر غير الذاتية . بوذا واينشتاين والمسيح وأشباههم ، يعجزون عن فهم ذلك . الزمن موضوعي ( مطلق ) ، حتى يثبت العكس . أقرب أشكال الوجود المعاصر للزمن هي الكهرباء . وبصفتي مهندس كهرباء ، اختصاص طاقة ، سأختم بعبارة .. طبيعة الزمن أحد احتمالين : 1_ الزمن الموضوعي ، مطلق ، موقف نيوتن وأفلاطون وغيرهم . 2 _ الزمن أحد أنواع الطاقة الكونية . وفي الحالتين ، فكرة اينشتاين عن الزمكان فرضية ضعيفة . تخالفها المشاهدة الموضوعية ، والجدلية الحقيقية بين الحياة والزمن . وقد شرحت فكرتي الجديدة ، حلال نصوص سابقة منشورة جميعها على الحوار المتمدن . .... .... 2 ثورة الادراك الجديدة ( الثانية ، والثالثة ...)
علاقة الجدل المركبة بين التركيز وبين الذاكرة الجديدة ، توضح بقية علاقات الجدل . بداية العلاقة بين التركيز والانتباه تشبه العلاقة بين الفرح والسعادة ... الفرح أحادي ومؤقت ( تلقي ، وتعبير ، وأخذ ...) موقف الفرح يلخص المرحلة الأولى في توجه الانسان ( الفردي والاجتماعي ) ، مع نمط الاستجابة لسؤال : 1 _ ماذا أريد من الحياة ؟ السعادة استمرارية وتكامل ( إصغاء ، واهتمام ، وحب وعطاء ....) موقف السعادة يلخص المرحلتين الثانية والثالثة بالتزامن ، في توجه الانسان ، مع نمط الاستجابة للسؤالين المتتالين : 2 _ ماذا تريد الحياة مني ؟ ( أفضل من عبر عنه فيكتور فرانكل ) . 3 _ ماذا أريد من حياتي الآن _ هنا ؟ تعبيره عبر موقف الحب والابداع ، ....في الفنون والآداب والمعرفة والموسيقا والعلم والعمل والشعر أولا . العلاقة بين التركيز والانتباه ـ أبسط واقرب منها بين الفرح والسعادة ، وهي تشبه إلى درجة المطابقة علاقات أو ثنائيات : اللغة _ الكلام ، الطقس _ العادة ، .... التركيز انتباه مزمن . الانتباه تركيز مؤقت . مع قفزة الثقة تتكشف جدليات جديدة _ متجددة .... الذاكرة الجديدة علاقة دينامية ، تتمحور حول الفكر ، والتوقع والخيال . بعبارة ثانية ، الذاكرة الجديدة وجود بالقوة مع ما يحدث الآن _ هنا . الذاكرة القديمة أثر وذكرى ، تتمحور حول الشعور ، والحاجات الثابتة . بعبارة ثانية ، الذاكرة القديمة وجود في الزمن ، مع الرغبات المتجددة . .... .... 3 قوة الهدف ¬¬_ الارادة الحرة عتبة السعادة
العلاقة الدينامية بين والفكر والشعور محور اليوغا .... التركيز والتأمل علاقتهما المركبة ما تزال على غموضها ، بعد مرور عدة آلاف من السنين في التأمل والحوار والصراع وبقية أشكال التفاعل الإنساني ، من العنف الأقصى إلى التسامح والتأمل والتعاون . التأمل ، عملية تكثيف الفكر داخل الجسد هنا _ الآن ، بشكل واعي وشعوري وإرادي . التركيز ، عملية تتمحور حل تحويل الشعور ، وتنميته إلى خارج الجسد هناك _ أمس أو الغد ، بشكل واعي وشعوري وإرادي . الحلقة الوسطى بين التركيز والتأمل الحواس الخمسة ... حسب تجربتي الشخصية وفي تقديري ، تتدرج الحواس من المباشر والطبيعي ...إلى غير المباشر ، الثقافي والفكري . بداية بالتذوق واللمس مرورا بالشم وختامها بالسمع والبصر . وأغلب الظن ، تتدرج من الحواس الأقدم والأكثر بدائية ...في اتجاه الحواس الأكثر تطورا وتعقيدا وحداثة . .... الحلقة السابقة بعد التعديل والاضافة
هوامش وملحقات حول فكرتي الزمن والإرادة الحرة ...
1 النسيان والتذكر ، في جانبه المشترك . كيف يمكن تقوية الذاكرة الجديدة ، وهل ذلك بمقدور الشخص العادي _ خلال يومه العادي _ وصولا إلى تحول العادة الجديدة " الانتباه " إلى مهارة تركيز ثابتة ، تشبه اكتساب الفرد لأي مهارة أخرى جديدة . بحيث تشكل تغيرا نوعيا في شخصيته مثل بقية المهارات النوعية ... تعلم لغة جديدة أو قيادة السيارة أو السباحة أو استخدام التكنولوجيا الحديثة وغيرها ؟ بكلة واحدة نعم . 2 تمرين بسيط ونتيجته ، تكاد لا تصدق .... كل مرة تتحرك _ي فيها من مكانك ، محاولة التذكر بالضبط السبب المباشر ، أو الدافع الأول والشعوري لحركتك . نفس الشيء بالنسبة للفكرة ، كل فكرة جديدة تطرأ على ذهنك ... فقط محاولة ربطها مع سابقتها المباشرة ، النتيجة تقارب المعجزة ، صعوبتها في البداية فقط ، مثل أي عادة إيجابية . العادة السلبية بماهيتها ، سهلة البداية وصعبة التوقف ( الإدمان مثالها النمطي والمشترك ) . العادة الإيجابية بالعكس تماما ... صعبة البداية ولا اسهل من التوقف عنها ، الهوايات المختلفة مثالها النمطي والمشترك . تخيل _ي هوايتك الجديدة تعلم اللغات ... كم التوقف عنها سهل ، وممتع أيضا . الغاية من التمرين ، تحقيق الربط والاتصال بين الفكر والشعور والزمن والحركة . .... التركيز انتباه ثابت ، على نقيض حالة التشوش الذهني وانشغال البال المستمر . الانتباه تركيز مؤقت ، لا يجهله أحد لحسن الحظ . خاصة في جانبه السلبي : القلق والضجر . القلق ، فكرة خارجية متوقعة في المستقبل أو اجترار لحدث في الماضي ، يسيطر على عقل الفرد وحواسه . القلق الطبيعي ، كرد فعل على خطر يتهدد الحياة الشخصية أو لأحد الأحبة ، سلوك عقلاني تشجع عليه الأخلاق والقيم الإنسانية المختلفة . وهو موقف إيجابي ، لو بقي في مجال التحفز والاستعداد المناسب ، لتكوين استجابة تنسجم مع نوع التهديد أو الحدث والتغير الحاصلين . لكن ، بسهولة يتحول القلق إلى هوس وفكرة ثابتة ، تستزف طاقة الفرد ومحيطه أيضا . القلق الأبوي مصدر ثابت لدمار الأسر والعائلات ، ونقلها من سيء لأسوأ . من ينسى قلق أحد الأبوين المزمن ، أو كلاهما حيث تكتمل المأساة . الضجر عكس القلق ونقيضه ، التركيز التام على الشعور واهمال كل ما يتجاوز الدائرة الذاتية ، ويشبه القلق لكن في الجهة العكسية . القلق تركيز على سؤال : ماذا افعل . أيضا تركيز الجانب العقلي ، وطغيان الفكر على الشعور . الضجر على تركيز على سؤال : كيف أشعر . وطغيان العاطفة على الفكر . مشكلة أخرى بينهما ، أكثر وضوحا وتتعلق بالزمن والجهد ... حالة انشغال البال المزمن ، تتضمن انفصال الوقت عن الجهد . هذه الفكرة / الخبرة أحاول فهمها تجريبيا ، بالتزامن مع فكرة الزمن . وسأعاود الكتابة بعنها بعدما تتعمق كخبرة ، وتتضح أكثر كفكرة . هذا وعد . .... المغالطة الأساسية كما كررت كثيرا ، بفهم سهم الزمن بشكل عكسي ، سببها الرغبة والعادة لكن الأهم من ذلك ، أنها تمثل اتجاه سهم الحياة . الغريب في الأمر ، أن ما لا يحصى من النصوص خصوصا الشعرية ، أدركت بالحدس ما أوضحته _ عبر نصوص عديدة سابقة _ حول ضرورة تصحيح اتجاه سهم الزمن ، أيضا طبيعة الحاضر المزدوج وجدلية الحياة والزمن ، بعدها تحل بشكل بسيط وتلقائي ثنائية الفيزياء الحديثة ، والاختلاف إلى درجة التناقض بين الفيزياء الفلكية والفيزياء المجهرية . الأولى تجريبية ، ويقينية ( مقدمة صحيحة ، ينتج عنها نتيجة حتمية وتتكرر ، وتقبل التجربة والتعميم والاختبار ) . الثانية احتمالية ، وافتراضية ( سبب + صدفة ) . ومعروفة إلى درجة الابتذال ، ألغاز فيزياء الكم ...قطة شرودنغر ، أيضا ثنائية الإلكترون حيث يتعذر معرفة سرعته ومكانه معا ، ومن المحتم جهل أحدها بصورة ثابتة !؟ لأوضح اكثر ... بعد تصحيح سهم الزمن ، 1 _ مستقبل 2 _ حاضر 3 _ ماضي ... واستبدال معادلة الوجود الثنائية ، وجود بالقوة للمستقبل ، ووجود بالفعل للحاضر والواقعي ، بالمعادلة العامة : 1 _ وجود بالقوة ، يشمل الاحتمالات المختلفة ( الأسباب والصدف ) بالتزامن . 2 _ وجود بالفعل ، يتجسد عبر الآن _ هنا ، بشكل دوري ، وثابت . 3 _ الوجود في الزمن ، يشمل آثار الماضي وحوادثه وخبراته المختلفة . ... ما سبق بتعبير آخر ، نظرا لأهمية الفكرة....الفائقة خلال القرن العشرين برز تناقض جوهري وثابت ، بين الفيزياء الفلكية والكونية من جهة ، وبين الفيزياء المجهرية أو فيزياء الكم الحديثة ... الفلكية تتمحور حول التجربة والقياسات الدقيقة ، وبقية مناهج العلم وأدواته الكلاسيكية ، وغلى درجة اليقين من تكرار النتيجة ذاتها ، وانعدام الخطأ . بعبارة ثانية إلغاء احتمال الصدفة بالكامل ، والعودة للفكرة الكلاسيكية : سبب _ نتيجة . على النقيض تماما ، الفيزياء المجهرية ، احتمالية بطبيعتها ، وعلى خلاف يقارب التناقض الثابت مع الفيزياء الفلكية !؟ أكثر من انشغل بذلك التناقض ستيفن هوكينغ وله ادين بالفضل الكبير لفكرة الزمن ، الجديدة ، التي عرضتها بشكلها الأساسي سابقا ، وعبر نصوص عديدة ومنشورة على الحوار المتمدن . بسهولة يمكن تفسير ذلك الاختلاف القطعي بينهما ، لكن بعد تصحيح سهم الزمن وعكسه . بالتزامن مع تصحيح التصور الكلاسيكي للوجود ، الثنائي ، بالقوة أو بالفعل ...إلى ثلاثي . 1 _ موضوع الفيزياء الفلكية والكلاسيكية معها ، الماضي أو الوجود في الزمن فقط ، لا الوجود بالقوة ولا الحاضر الدينامي والمتغير بطبيعته . الوجود في الزمن مرحلة ثالثة ، ويمثل الطور الأخير في الوجود الطبيعي أو الحي . وهذه المرحلة ثابتة بطبيعتها تشبه دراسة الآثار ، المصرية وغيرها أيضا . بدوره موضوع الفيزياء الفلكية ، صور لواقع قديم جدا ( وصلنا بعد ملايين السنين ) . النجوم وحركتها ، وصورها ، كما كانت عليه في الماضي البعيد . 2 _ الفيزياء المجهرية على النقيض من ذلك ، موضع دراستها ومحور اهتمامها بالتزامن ، لحظة العبور من المستقبل إلى الحاضر _ التي تتجدد بشكل دوري ، وثابت _ من خلال المشاهدة المباشرة ومحاولة تسجيل ورصد وقياس ما يحدث الآن وهنا . الحاضر = سبب + صدفة . على العكس من ذلك السلاسل السببية مصدرها الماضي ، الذي تثبت ، وتجمد في صور بالفعل ...وهي تقبل القياس الدقيق _ بالتزامن _ مع الاختبار وقابلية التعميم بدون شروط . بينما المصادفات المفاجئة أو العشوائية ، بطبيعتها ، مصدرها المستقبل والحاضر الجديد . وهي مفاجآت تحدث لمرة واحدة ، كما يحدث معك للتو ... .... أرجو من القارئ _ ة ، المهتم ، الذي فهم أهمية وخطورة ما سبق ....المساعدة ، المساعدة العاجلة ، بدون تردد أو تأخير ، لإيصال الفكرة إلى الهيئة العلمية المناسبة ، إذا كان بمقدورك المساعدة... سأكون ممتنا لك ...بلا حد وتكون _ي شريكا لي وربما وريثي الثقافي / العلمي الأولى ....أو الأول . أكثر ما يحزنني هذه المرة ... أنني أعرف وعلى يقين ، الأفكار الثلاثة جديدة على العالم .... الحلقة قبل السابقة بعد التعديل والاضافة أيضا . قوة الإرادة _ عملية تقوية الإرادة الحرة بدلالة الطاقة النفسية اللاشعورية . خلاصة الموضوع 1 بحسب تجربتي وخبرتي الشخصية... تنمية قوة الإرادة ، وعملية التحول من وضع الشخصية الانفعالية إلى موقف الإرادة الحرة ، والتي تتحقق معها الشخصية الدينامية والمتكاملة ، تتم عبر خطة تدريب تسلسلية ، ومتدرجة ، وهي مهارة ضرورية لفهم فكرة ( خبرة ) الحياة السعيدة . أو غبطة الوجود بحسب مصطلحات الفلسفة الكلاسيكية وأدبيات التصوف ، وقد خبرت بشكل شخصي هذه أل ...(مهارة المكتسبة ) ، بعد الخمسين وكتبت عنها ، خصوصا خبرة إطفاء عادة التدخين والادمان الكحولي بالتزامن . الإرادة الحرة عتبة السعادة . دون ذلك وقبله ، حياة شخصية روتينية ومتكررة ، فقيرة ويغمرها السأم ، ربما تتخللها بعض لحظات الفرح العابرة ، العشوائية والمتناقضة بطبيعتها ، لكن ينقصها الشغف وراحة البال . أو الشقاء والحياة الشخصية الفاشلة ، في اتجاه فقدان الإرادة الحرة مع نمط العيش الادماني وموقف الاتكال أو التجنب .... طريق الاكتئاب أو الهيستريا . .... 2 المشكلة في فهم ، وتصديق إمكانية تعلم واكتساب الإرادة الحرة ، والقوية بالفعل ؟ تتجسد قوة الإرادة بعد فهم الفرد ( امرأة أو رجل ) لطاقته النفسية اللاشعورية ، واستيعابها بشكل عاطفي وتجريبي مع دمجها في شخصيته المتكاملة ، عبر العادات الإيجابية المكتسبة والشخصية بالضرورة . هي بحسب تجربتي ، نفسها _ الطاقة النفسية اللاشعورية للفرد _ بعد نجاح عملية تحولها إلى طاقة شعورية وإرادية وواعية بالتزامن . يتعذر فهمها بالنسبة للشخصية الانفعالية ، أو الاتكالية ، التي تقودها الأهواء أو الرغبات والأحاسيس الآنية والعشوائية بشكل ذاتي وإرادي فقط ، مثل بقية المهارات المعقدة لا غنى عن مساعدة بعض المعلمين والمدربين الأكفاء ....بالنسبة لي كانت الشرارة مع فيكتور فرانك والبحث عن المعنى بالتزامن مع العادات السبع ... لستيفن كوفي . بعد معرفة ، وفهم ، الطاقة اللاشعورية الهائلة ( الموجودة داخل الجسد الفردي وبشكل غير مفهوم أو غير واضح علميا وتجريبيا ، بصورة دقيقة إلى يومنا ) .... إلى جانب الطاقة النفسية الاجتماعية _ عبر الثقافة والأفكار والمعتقدات ، وهو ما حاول التحليل النفسي إنجازه طوال القرن العشرين ، وخاصة أريك فروم عبر اضافته الهامة لفكرة وخبرة الطاقة اللاشعورية ذات المصد الثقافي والاجتماعي ؛ وهي أكثر أهمية وقوة برأيه منن نظيرتها ذات المنشأ الفيزيولوجي والغريزي ، بالتزامن مع الطاقة ذات المصدر أو المنشأ الأيديولوجي ... وبعد فهم وحيازة الطاقة اللاشعورية الذاتية ، واكتساب مهارة قيادتها عبر الذكاء العاطفي والاجتماعي خصوصا ، يسهل معها تفهم واستيعاب الطاقة اللاشعورية المتوافرة داخل الجسد وخارجه بالتزامن ( طاقة مركبة ...فيزيولوجية واجتماعية وثقافية وعقلية ) . الطاقة اللاشعورية خارج الجسم ، هي ظاهرة ومعروفة منذ القدم ، ومن أبرز نماذجها الانفعالات اللاواعية التي مصدرها المجتمع ( غريزة القطيع ) . الطاقة اللاشعورية تفسر وتشرح مواقف التعصب الديني والأخلاقي _ جرائم الشرف خاصة ، حيث بمجرد سماع كلمة أو خبر تتولد طاقة هائلة ، لكنها طاقة عدوان وتدمير تنتهي بالجريمة غالبا . ... 3 توجد مفارقة غريبة في مفهوم الطاقة النفسية للفرد ، وحده فرويد ، من حاول فهمها بشكل علمي _ تجريبي وعملي ، من جماعة التحليل النفسي الأولى . أكمل بعده ويلهام رايش ومعروفة نهايته الحزينة ، ثم توقف ذلك الاتجاه عند أريك فروم ومحاولته مسك العصا من المنتصف . وترك الأمر _ وما يزال متروكا _ للشعوذة والخرافة ، مثالها المعاصر والشهير كتاب السر ! المضحك بدرجة فجوره وانعدام الحياء المطلق فيه ، وعبره . أول مرة في حياتي أستخدم الكلمة _ فجور ؟ احترت بالكلمة ( المصطلح أو المفهوم ) المناسبة ، ولم أجدها .... الفجور كلمة / مصطلح ديني ، تقليدي ، يدمج الجريمة الدينية مع الاجتماعية ، وبعبارة ثانية هو الفعل والسلوك الذي تعاقب عليه القبيلتان معا ، الفرد المتمرد ( امرأة او رجل ) الذي قام به ، كونه يتجاوز الحدود الاجتماعية _ الأخلاقية _ الثقافية بالتزامن . ... الطاقة النفسية والدافع الجنسي ؟ _ هما الشيء نفسه عند فرويد ، كما يؤكد أريك فروم . ومن المعروف تركيز فرويد المبالغ فيه على الدافع الجنسي ، واعتباره محور الطاقة النفسية للفرد ، أو أنهما وجهان لعملة واحدة بعبارة مكثفة . لا أستطيع أن أقدم رأيي الشخصي بهذه القضية المعقدة والهامة ، ولا أستطيع تجاهلها أيضا لكونها أحد محاور هذه السلسلة _ البحث ، أقصد بالتحديد الطاقة النفسية . _ على النقيض موقف ماركس ، بتركيزه المقابل على العامل الاقتصادي في السلوك الإنساني على المستويين الفردي والاجتماعي بالتزامن . _ يوجد اتجاه ثالث يمثله يونغ ، التركيز على العامل الأيديولوجي _ الديني أو الروحي _ وأكمله فيكتور فرانكل بمصطلح المعنى بحسب الترجمة العربية . خلاصة القول ، الطاقة النفسية على المستوى الفردي أو الاجتماعي مركبة ، ويتعذر اختزالها في أحد الأبعاد ( الجنسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية أو الثقافية وغيرها ) . وهذا ما يمكن ملاحظته عبر المشاهدة المتأنية ، ومن خلال التبصر الذاتي أيضا . .... الدافع الجنسي ما يزال على غموضه ، وكل فرد يعرف قوته من خلال تجربته الشخصية ، أو أن بوسعه ذلك مع بعض الاهتمام الجاد والصبور . ومع ذلك وحده ويلهام رايش ، حاول تكملة خطوة فرويد بالغة الجرأة عبر استخدامه مصطلح الليبيدو المعروف ، وهو يشابه مصطلح " الأثير " الفيزيائي خلال القرن التاسع عشر وحتى بداية القرن العشرين ! بعبارة ثانية الطاقة النفسية والطاقة الجنسية يعتبرها فرويد هي نفسها بالنسبة للفرد . محاولة ويلهام رايش تكملة الخطوة انتهت بكارثة مزدوجة شخصية وثقافية . قطباها مصير رايش المأساوي وكتاب السر في الجانب المقابل من الكوميديا الجنسية . برأيي _ غير المتواضع في هذا السياق _ الدافع الجنسي أحد مكونات الطاقة النفسية ، على التوازي مع العامل الاقتصادي أو الديني وغيرها . لكن التعبير السابق وحده لا يكفي ، الدافع الجنسي في حياة الانسان عموما _ والفرد على وجه الخصوص _ أشد أهمية خلال مرحلة المراهقة والشباب على الأقل ، من بقية العوامل الاجتماعية والاقتصادية والثقافية وغيرها . وأختم هذه الفقرة بالتذكير ، مع لفت الانتباه بقوة ، بظاهرة تحريم غشيان المحارم في مختلف المجتمعات القديمة المعروفة . كلود ليفي شترواس ، يعتبر تلك العملية التاريخية برأيه ، بأهمية اللغات واكتشاف النار والطبخ .... وليس عندي كلمة زيادة في هذه القضية المعلقة ، الطاقة النفسية للفرد .. طبيعتها ومكوناتها !؟ ... 4 حل قضية الجدل بشكل مثمر أو الثالث المرفوع بالتعبير الكلاسيكي ...نصف فاصلة صفر واحد . بمجرد تجاوز النسبة الحرجة ، يحدث طغيان في القوة لأحد الطرفين ، ينحدر معها إلى السلطة المطلقة والطغيان عبر تسارع يتعذر إيقافه . نماذج القرن العشرين لا تحصى ، ومن أبرز نماذجه ... _ الشيوعية في روسيا _ الفاشية في إيطاليا _ النازية في ألمانيا _ المكارثية في أمريكا _ أيضا الديغولية في فرنسا نجح الإنكليز كعادتهم ، بوقف انحدار تشرشل ، ....إلى ديكتاتور . ....
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
علم الزمن _ ملحق
-
قوة الارادة _ خلاصة مع بعض الاضافة
-
فرصة سانحة ...حل قضية الجدل النموذجي
-
فرصة ثالثة ...التوافق الاجتماعي
-
فرصة ثانية
-
الأنترنيت جعلنا نرى 2 ، 1
-
الأنترنيت جعلنا نرى 1
-
الصفقة الذكية _ هوامش ومسودات
-
الصفقة الذكية 2
-
الصفقة الذكية 1
-
فن التفكير 5
-
فن التفكير 4
-
فن التفكير 3
-
فن التفكير 2
-
فن التفكير 1 ....( حرية الارادة )
-
الحب في مئوية روزا لوكسميورغ
-
من قتل الحسين الشيعة أم السنة _ من يقطع جثة الخاشقجي اكثر ال
...
-
الحب فوق خط الحاجة
-
الحب قميص عثمان
-
حضورك الآن _هنا
المزيد.....
-
شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
-
مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
-
زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
-
هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على
...
-
رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز
...
-
وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات
...
-
مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر
...
-
البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها
...
-
بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
-
هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟
المزيد.....
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
-
المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع
/ عادل عبدالله
-
الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية
/ زهير الخويلدي
-
ما المقصود بفلسفة الذهن؟
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|