أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الستار الكعبي - نظرة في الواقع السلبي للمؤسسات الرقابية وتفعيل دور المجلس الاعلى لمكافحة الفساد














المزيد.....

نظرة في الواقع السلبي للمؤسسات الرقابية وتفعيل دور المجلس الاعلى لمكافحة الفساد


عبد الستار الكعبي

الحوار المتمدن-العدد: 6165 - 2019 / 3 / 6 - 22:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يعد الفساد المالي والاداري الذي يضرب بقوة في كل سلطات الدولة والمستشري خاصة في مفاصل السلطة التنفيذية من دون رادع فعال يوقفه عند حده من اهم المخاطر التي تواجه الحكومات المتعاقبة بعد عام 2003 لبناء المؤسسات بشكل صحيح والنهوض بالزراعة والصناعة وتطوير الواقع الخدمي وتلبية احتياجات الشعب وغير ذلك مما هو مطلوب لبناء الدولة.
ان انتشار الفساد المالي والاداري في القطاع الحكومي والخاص وبين شرائح المجتمع المختلفة وخاصة السياسيين والمسؤولين الى حد انه صار ظاهرة مترسخة في الاذهان والسلوك ومنهجا غير مخفي وأحد الاهداف التي يسعى لها الفاسدون ومن لم تتلطخ ايديهم به كل حسب دوافعه، كل ذلك جعل من الفساد ثقافة عامة في السلوك المجتمعي وخاصة الوظيفي بخلاف الاقوال والتصريحات التي تتداولها وسائل الاعلام والحوارات الاخرى خارجه حيث يمارس الكثيرون نفاقا واضحا بادعائهم محاربة الفساد او دعوتهم لذلك بينما هم في الحقيقة من الفاسدين والمفسدين.
وعلى ذلك فان مكافحة الفساد المالي والاداري هو المقدمة الفعالة والضرورية لبناء الدولة على اسس سليمة. وهذه المهمة تقوم بها دوئر معينة عرفت بانها المعنية بالرقابة على مؤسسات الدولة وتشخيص حالات الفساد المالي والاداري وهي هيأة النزاهة وديوان الرقابة المالية ومكاتب المفتشين العامين، حيث تكون نتيجة اعمالها الرقابية قضايا جزائية امام المحاكم المختصة بالنظر في قضايا النزاهة التي تصدر احكامها بهذه القضايا.
ولكي تكون هذه المؤسسات بمستوى المسؤولية وقادرة على تحدي مخاطر محاربة الفساد وردع الفاسدين وتلبي طموحات الشعب يجب ان تكون فاعلة في كل مؤسسات الحكومة والقطاع الخاص طولا وعرضا لتراقب عملها وتشخص فسادها وان تكون فعالة بمعنى ان لاتتردد في اتخاذ الاجراءت المطلوبة على وفق القانون مهما كانت الجهات والاشخاص المتهمون بالفساد لكي تشكل عامل قوة تفرض وجودها في اذهان من تسول لهم انفسهم بالفساد قبل ان تفرض وجودها الميداني.
ولاجل تحقيق هدف الارتقاء بمستوى اداء وكفاءة المؤسسات الرقابية المعنية بمحاربة الفساد ينبغي معرفة اخطاء وسلبيات ومعوقات عملها لمعالجتها، ويمكن تشخيص ذلك باختصار كما يلي :
1- وجود ضغوطات تسلطها اطراف وشخصيات سياسية متنفذة على الدوائر الرقابية لغرض تحييد عملها الرقابي وجعله بعيدا عن نشاطاتها المشبوهة مما يوفر حماية للفاسدين وتشجيعا للفساد.
2- محاولة اختراق الدوائر الرقابية من قبل الاحزاب ويتضح ذلك من خلال تدخلها وتأثيرها لأجل منح المنتمين لها او المقربين منها مناصب مهمة في هذه الدوائر والعمل على ان يكون توزيع هذه المناصب محاصصة بين المكونات.
3- عدم الجدية في التعامل وضعف الاستجابة من قبل الدوائر المختلفة لمطالب ومخاطبات ديوان الرقابة المالية وهيأة النزاهة.
4- ضعف موقف مكاتب المفتشين العامين في مواجهة الفساد لكونهم تابعين اداريا الى الوزير المعني .
5- تعرض الجهات التحقيقية في هيأة النزاهة الى التهديد والترغيب من قبل مافيات الفساد.
6- في بعض الاحيان والحالات يحصل عدم سلامة التعامل، في مختلف مراحله ومواقعه واطرافه، مع ملفات الفساد مما يؤدي الى التغطية على الفاسدين أو اضعاف دور الدوائر المعنية بمكافحة الفساد.
ان ما ذكرته هو، من وجهة نظري، اهم اشكال الخلل في موضوع محاربة الفساد المالي والاداري والتي تسبب ضعف دور الدوائر الرقابية وينبغي على حكومة الدكتور عادل عبد المهدي الالتفات اليها اضافة الى اشكال الخلل الاخرى والعمل على معالجتها من خلال اجراءات ادارية قوية.
ومن ضمن ما ينبغي على الحكومة ان تتخذه من اجراءات لدعم توجهها في محاربة الفساد والحد من هذه الظاهرة ولتعضيد عمل المجلس الاعلى لمكافحة الفساد هو تشكيل (دائرة المتابعة الرقابية او المكتب التنسيقي لمحاربة الفساد) تختص بمتابعة الدوائر المعنية بالرقابة ومحاربة الفساد المالي والاداري والمحاكم المختصة بالنظر في قضايا النزاهة لغرض تقييم وتقويم ادائها وتفعيل دورها الميداني.
ولتحقيق الهدف المنشود من هذه الدائرة المقترحة ينبغي ان ربطها اداريا بمكتب رئيس مجلس الوزراء بشكل مباشر ودعمها ماديا ومعنويا ورفدها بادارات كفوءة وشجاعة ومخلصة. ان ارتباط هذه الدائرة المقترحة برئيس مجلس الوزراء يقود الى الحد من ظاهرة الفساد من خلال تحقق النتائج التالية:
1- وضع الدوائر المعنية بمكافحة الفساد تحت انظار واشراف وتوجيه الدكتور عادل عبد المهدي مما يعني غلق كل الابواب التي تسبب ضعف مكافحة الفساد ويحصن هذه الدائرة من الضغوط التي يتوقع ان تتعرض لها من قبل الكثير من الجهات.
2- تفعيل دور الدوائر الرقابية والتحقيقية المعنية بمكافحة الفساد وذلك من خلال مساعدتها في تنفيذ برامجها وتذليل المعوقات ومعالجة السلبيات والمشاكل التي تواجهها.
ويبقى مكافحة الفساد المالي والاداري في العراق على درجة كبيرة من الصعوبة ولكن لابد تحمل المسؤولية .



#عبد_الستار_الكعبي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رئيس مجلس الوزراء الدكتور عادل عبد المهدي ونظرة الى حقوق الم ...
- العقل العراقي في الوظيفة العامة ، ملامح من تدني مستواه / تشا ...
- البطاقة الوطنية الموحدة في العراق مشروع فاشل وفاسد وضد الموا ...
- العقل والجهل / العقل العراقي وملامح انحداره ، الكتلة الاكثر ...
- سني سني ، شيعي شيعي وكردي كردي / محاور الصراع في العراق
- لهذه الاسباب لن يستطيع السيد عادل عبد المهدي محاربة الفساد ا ...
- إصلاح وتقويم شخصية الفرد العراقي / ملاحظات لتطوير العلاقات و ...
- عادل عبد المهدي بين طموح النجاح وإرث الفشل / قراءة عقلية هاد ...
- الاشاعة في المجتمع العراقي ... سهولة تقبلها وترويجها / تقويم ...
- حقوق الموظفين بين ظلم وزارة المالية واستجابة ديوان الرقابة ا ...
- سيناريو الصراع على منصب رئيس الجمهورية في العراق
- الحلقة 7 (الاخيرة) : الضعف الجلي في العقل السياسي العراقي / ...
- الحلقة 6 : هكذا تم رهن العراق ، القروض التي كسرت ظهر العراق ...
- قشمرة بقشمرة ... وطرطرة بطرطرة ... بغداد ترجع ليوره !!!
- ثقافة دستورية وبرلمانية / متى يعقد مجلس النواب العراقي أول ج ...
- الحلقة 5 : الكهرباء الرديئة كم صرفت لها الحكومة ؟! / دراسة ف ...
- تظاهرات واحتجاجات محافظات الوسط والجنوب في العراق بين (مثقفي ...
- حكومة العبادي في أواخر ايامها ... تصدر ضوابط جاهلة وباطلة وظ ...
- الحلقة 4 : حينما تكون الموازنة اساس خراب العراق واستغفال شعب ...
- انقذوا العراق ... التداعيات الانهيارية لما بعد الانتخابات ال ...


المزيد.....




- روسيا تحشد 110 آلاف جندي قرب مدينة أوكرانية استراتيجية وفقا ...
- رأي.. عمر حرقوص يكتب: لبنان المتحارب بين -أهلَين-.. صواريخ - ...
- بي بي سي داخل مبنى التلفزيون الحكومي الإيراني الذي تعرض لقصف ...
- إيران تُشيّع جثامين قادة عسكريين وعلماء نوويين قتلوا في المو ...
- السودان: البرهان يستجيب لهدنة إنسانية في الفاشر لمدة أسبوع
- تحوّل في خيارات التعليم بالصين: الشباب يصطفّون للانضمام إلى ...
- النمسا: عواصف قوية وبَرَد كثيف يشلّان مهرجانًا شهيرًا
- عراقجي يقول إن الإيرانيين -لم يستسلموا- والحوثيون يعلنون إطل ...
- صحف عالمية: إسرائيل تفشل إستراتيجيا بغزة وداخليا بعد حرب إير ...
- إعلام إسرائيلي: ما ندفعه من أثمان بغزة لا يستوعبه عقل وجنودن ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الستار الكعبي - نظرة في الواقع السلبي للمؤسسات الرقابية وتفعيل دور المجلس الاعلى لمكافحة الفساد