أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - شنوان الحسين - سنوات الرمل وامناي الامازيغي او الهوية السرية، بوصلة الحركة التقدمية في المغرب














المزيد.....

سنوات الرمل وامناي الامازيغي او الهوية السرية، بوصلة الحركة التقدمية في المغرب


شنوان الحسين

الحوار المتمدن-العدد: 6165 - 2019 / 3 / 6 - 01:22
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


الحركة التقدمية تحددها المواقف والتصورات وطرق التحليل وعلة الوجود وتصفح الواقع، لا تلغيها العرقية ولا تقبرها الايديولوجية ولا التناول الضيق للأمور، عندما يواجه المرء صعوبات الواقع، يهاجر يغامر و يجوع ويعتقل و يتعقل ويمتحن وجوده وشروطه الذاتية وصموده ومبادئه الى أقصى مدى وبتلك الخلفية تخرج الحقيقة من فاه لا يعير اي اهتمام للقيل والقال ولا للخدق الذي تحاول الايديولوجية خندقته فيه فيقارب الامور مقاربة انسانية ويصحح بوصلة انتماء لهويته الحقيقة ويسأل من انا ومن اكون وما هي كرامتي؟
عثرت على كنزين فكريين قيمين على شكل كتابين متباينين إن لم نقل متمايزين فكريا ومتقاطعين كجزء من الحركة التقدمية المغربية، كتبهما مناضلين اوطاميين عاشا نفس فترة غزو الرجعية للجامعات المغربية، رجعية السلطة ورجعية قواها المجتمعية او ما يصطلح عليه بالمخزن الاجتماعي والنقابي، الاول لرائد من رواد الحركة الثقافية الامازيغية إن لم نقل مؤسسها بالجامعة الامر يتعلق بتوعلي حميد وكتابه " امناي الامازيغي او الهوية السرية" والثاني للاستاذ حماد البدوي وكتابة " سنوات الرمل"، يقدمان مذكراتيهما على شكل سرد لمسار حياتهما ولغريب الصدف ان كليهما وجد ضالته في الهجرة الى خارج الوطن وهناك ابدعا وصقلا بل راجعا الكثير من نظريتهما.
فحميد توعلي كان مناضل امازيغي ومن بين الاوائل الذين ارسوا المرجعية الفكرية للنضال الامازيغي واسس لاستقلالية قراره وتصوره وسرد في كتابه معاناته مع ايمانه بقضيته في علاقتها بمحيطة الضيق والواسع ومحيطه هذا الذي يعيش وجوده/قضيته دون ان يعلم انه في صلب المعركة، فحياة شعبه يتناقض داخلها الوجود والماهية والهوية، فهم يعيشون معيشة تزكي طرحه للقضية لكنهم مستلبون بإنتماء مزيف يعيشون صميم ما يناضل من اجله توعلي ورفاقه ولكنهم ينكرون عليه توججه في تناقض صارخ بين الوجود العلمي للشعب ووجودهم التقليدي، فإنتهى به المطاف مهاجرا في اوروبا بعد تحالف التقليد والواقع وابناء جلدته وبلدته ورفاقه في النضال ضده فقرر السفر والهجرة، وحماد البدوي المناضل القاعدي بظهر المهراز وصديق ايت الجيد محمد بن عيسى و جرير والخطابي، بعد مروره من سنوات الاعتقال في وجدة والاحداث التي كانت الجامعة مسرحا لها في نهاية الثمانيات وبداية التسعينيات يجد نفسه بين نيران تحالف الرجعية اجتماعيا وطلابيا وسلطويا ليقرر الفرار ليس الى اروبا بل الى وجهة كان يعتقدها ملجأ لكل التحررين والتقدمين اي بلاد الجزائر والتي كانت تعيش ما يشبه حربا اهلية والتي لا ترحم إذاك كل شخص من دون اوراق هوية، وفي الجزائر خدله القدر ليجد نفسه في سجن البوليزاريو بشكل اضطراري، فلم يشفع له انتماءه الايديولوجي ولا مساندته وايمانه بحق الشعوب في تقرير المصير كموقف ثابت، وهي التي الجبهة التي سماها في كتابه بنصف دولة ومن تعتبر القبيلة مركز انتماءها وسبب وجودها ومن هي عندها هوية وليس التحرر ولا الايمان بمصير القوى التحريرية والاشتراكية او اليسارية في العالم ليقضي هناك اربع سنوات من الاسر قبل ان يسمح له القدر بالسفر جنوبا الى موريتانيا ومنها الى لاس بالماس بجواز سفر مويتاني مزور وبعد انكشاف امره في المطار ليتحول الى لاجئ سياسي قبل ان يدخل اوروبا.
كتابين لا تستطيع ان تبدأ التصفح دون إتمام القراءة ولحسن الصدف انني اطلعت عليها بعدما انتهيت من قراءة كتاب "Les guerres paysannes de Numidie"، حروب فلاحي نوميديا ل أحمدعكّاش، الصادر بالجزائر سنة 1973.
نعم خيط رابط بين كل هذه الابداعات الفكرية وهناك خصوصية انتماء الى الفضاء، ولسؤال الاستاذ البدوي واقع الاثر علي عندما سأل في اخر كتابة لماذا معظم ساكني الاندلس سابقا كانو مغاربة واعطانا الاندلس ابن رشد واخرون كثر في مجالات الفلسفة والفكر والعلم في حين ان هذه الرقعة لم تنتج من امثالهم الا القليل؟ لأجد الجواب في الاستاذين بنفسيها البدوي وتوعلي لولى هجرتكما لما انتجتما ما نحن بصدد قرأته الان ورفاقكم الذي اقتسموا معكم سنوات النضال من جلكم لم ينتجوا تقريبا اي شيئ ولا داعي لذكر الاسماء.
من حسن حظي ان كتاب البدوي جائني منه شخصيا وهو ما يميز هذه الطينة من الشرفاء الذين يقدسون المعرفة والفكر ويعرفون معنى المطالعة قبل هذا وذاك من اناس عاشوا تجارب الكفاح والنضال من داخل الوطن وعاشوا التجربة الطلابية وعاشوا تجربة التسلل عبر الحدود والهجرة السرية والسجن والاسر ومرارة الحياة وحياة العسكر والثكنات وتجربة السجن، تجد واحدا منهم عاش حياة الكادح والفلاح والراعي والنبي والعزلة والتعديب والبورجوازي الصغير الذي يحاول ان يقتات من خبز محلى بالدود كما هي معيشة من يناضل ويفني سنوات عمره من اجلهم، لتجد في الاخير ان اعداء الوطن يسمون كل وافد اليهم ب "الشلح" فنعود الى مركز الصراع وهو صراع الهوية والوجود قبل السياسة وقبل والايديولوجية...
تحية للبدوي وتحية لتوعلي



#شنوان_الحسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجغرافيا واللغة، من الفضاء الضيق تعبديا وايديولوجيا الى الف ...
- جلد الذات، بين الهوية والدين، الى الاستاذ عزيز هناوي
- الى الشهداء...
- -صورة القرن- بالمغرب، قضية سياسية ام مؤامرة
- الاسلام كعنوان والطائفية كمنهج
- الى الاستاذ عزيز هناوي، التاريخ لا ينسى والموقف لا يُصطنع
- العدل والاحسان والنضالات القطاعية بالمغرب، الحركة التلاميدية ...
- هل هناك فكر اسلامي؟
- سؤال الهجرة بقوارب الموت: مقاربة حكومة الاخوان المغربية
- -اكوش- الامازيغي المناهض للعرقية
- الى من يسمي الامازيغ بالاكوشيين
- المعيش والثقافة والامبرالية
- الى الرفيقة منيب: دروس بالمجان
- سنة الحياة، قاعدة عامة
- السنة الامازيغية والنظام المغربي: صراع الحق والسياسة
- اللغة والاسلام والاقصاء
- خطاب لضمير الامام المنبوذ
- الى الشهيد عمر خالق -ازم-
- ال بلا مجد، وشهداء منسيون لانهم ليسوا من العرب الاقحاح، وشهد ...
- من اجل وطن ومواطنة بالمؤسسات، الى الشيخ الفزازي


المزيد.....




- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - شنوان الحسين - سنوات الرمل وامناي الامازيغي او الهوية السرية، بوصلة الحركة التقدمية في المغرب