-صورة القرن- بالمغرب، قضية سياسية ام مؤامرة

شنوان الحسين

الحوار المتمدن-العدد: 6104 - 2019 / 1 / 4 - 23:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

صورة القرن، الابعاد الخفية (صدقت فعلا انتهى الكلام)

بمناسبة نقاش "صورة القرن" لا يهمني هل هي فضيحة ام مؤامرة ام استهداف لشخصية عمومية عضوة في المجلس التشريعي المغربي، ما يهمني اكثر هو جهل متلقي الصورة، وحصره الحادثة في تناولها بالتأييد او بالاستنكار، ما يهم هو الحجم السياسي الحقيقي للصورة والتي يمكن تصنيفها ك "صورة القرن" سياسيا في المغرب، وذلك بعدما اريد لملفات قضائية تتعلق ايضا بالجانب الاخلاقي ان تتحول الى محاكمة القرن وبعده لن نسلمكم اخانا او كلنا حامي الدين او شعار كلنا ايت الجيد، فبعد ايام سنشهد اكثر من هذا من قبيل كلنا العدالة والتنمية وسيقول الجانب الاخر كلنا القوى التقدمية والوطنية رويدا رويدا مع اقتراب سنة 2021 .
إن هذه الواقعة جاءت بعد المصادقة على قانون الحياة الشخصية ومعاقبة التشهير بالاشخاص ولحماية حياتهم الخاصة ، ومنه فمن نشر الصورة - بالمناسبة قد يكون شخص حقوقي او محامي او حتى إعلامي- هو يعرف ما يفعل وقد يكون مرتبط بسيرورة تاريخية من المواجهة ولو كانت في ميدان خاطئ ، وحتى الجهة المستهدفة ليس فقط شخصية عمومية بل تُصنف من صقور العدالة والتنمية، وللإحاطة بهذه الجوانب سأجملها في نقط مبسطة وسريعة:

ـ الجهة الناشرة تتجاوز مستوى الفرد العادي لتلامس مؤسسات اعلامية وشخصيات حقوقية لها خلفيات سياسية واخرى ايديولوجية وحتى عقائدية
- الجهة المستهدفة تناقش كل شيئ من اخلاق واستقامة ودين وقوانين وسياسات الدولة وتعتبر الدين والاخلاق جوهر اشتغالها
- الجهة المستهدفة كانت من ضمن فريق محاربة التماسيح والعفاريت سياسيا والمجون والكفر اخلاقيا ودينيا
- الاستهداف جاء بعد مرور اربعة اشهر فقط من حدث المصادقة على القانون 2-447...

("تنص مقتضيات الفصل 2-447 المتضمنة في قانون محاربة العنف ضد النساء على معاقبة كل من قام بأي وسيلة بما في ذلك الأنظمة المعلوماتية، ببث أو توزيع تركيبة مكونة من أقوال شخص أو صورته دون موافقته، بالحبس من سنة واحدة إلى ثلاث سنوات، وغرامة من 2.000 إلى 20.000 درهم.

وترتفع العقوبة من سنة واحدة إلى خمس سنوات، وغرامة من 5.000 إلى 50.000 درهم، إذا ارتُكبت الأفعال الماسة بالحياة الخاصة للأشخاص في حالة العود، وفي حالة ارتكابها من طرف الزوج أو الطليق أو الخاطب أو أحد الفروع أو أحد الأصول أو الكافل أو شخص له ولاية أو سلطة على الضحية...")
-
- من اطلق الحملة يعرف بحدوث وقائع سابقة متداولة اعلاميا وصدر بشأنها بحث قضائي افضى الى وجود ايدي للزوج في عملية اختراق حسابات اليكترونية تعود لنفس الشخصية موضوع "صورة القرن"
كل هذه التوطئة تفرض التطرق الى مستويات ابعد من مجرد التصنيف الضيق، فاليات اشتغال الجانب الناشر لصورة يعي ان:
- انكار الصورة من طرف الطرف المدعي ستفتح باب التمحيص والخبرة التقنية قضائيا وهم يعون انه لن يلتجئ الى هذه الفرضية لانه إن كان هو نفسه من في الصورة فستتحول كل القضية ضده، وستكون فضيحته اكبر وما ملف بوعشرين ببعيد.
- من اجل التفكير في سلك المسطرة القضائية يعي الطرف الناشر انه لمباشرة البحث يجب على صاحب الصورة اولا ان يعلن ان الصورة تعود له وانها تخصه وان الجرم ثابت في حقه بعد الاعتداء على حياته الشخصية
ماذا سيربح الطرف الناشر من هذا كله:
لرمزية الشخصية المستهدفة ولاستماثتها في الدفاع عن ما تسميه "المرجعية الدينية" وانها حريصة على الدين وعلى الاخلاق، إذ ذاك سيكون الاقرار بحقيقة الصورة بمثابة هدم صنم النقاء والنية الصافية وخدمة الدين بعد تعدد الفضائح وسيؤدي الى الاطاحة بأحد الصقور الذي يواكب ملف حامي الدين بل طعن في القضاء بخصوصه بشكل مباشر، كما سيجني الطرف الناشر ثمار صراعة التاريخي واستهدافه في مجال الدين كتجارة رائجة مؤخرا وسيعلن ان التدبير المؤسساتي وان العملية الانتخابية شيئ والتدين شيئ اخر لا مجال لإستخدام احدهم في خدمة الاخر.
- اليات اشتغال الطرف المستهدف او الضحية:
النقاش الحقوقي والقضائي مجرد تهديد، لان هناك سابقة كموقف عام في الشهر الاخير عن فساد القضاء وان لا فائدة مرجوة منه ولن يبقى امامه الا السعي الى تحويل الانظار الى معركة سياسية تكون ما قد يسمية استهداف رموز الحزب والترويج لنظرية المؤامر وبأن الخصوم يشنون حملة انتخابية سابقة لاوانها وان كل الموضوع ينحصر في برنامج تصفية سياسية للرموز الشابة ولا فائدة من اللجوء الى القضاء وما بيان الحزب بهذا الخصوص الا اكبر دليل وبيانه السابق في حالة حامي الدين ايضا، فتقوية الجبهة الداخلية حزبيا اولى من نقاش تعدد الملفات والفضائح وبأن مواجهة امواج تلك الفضائح ككم كلي وجامع هو السبيل نحو النصر وإذ سيتنازل فكريا وسياسيا -لطرف اخر في طور تدجينه كطرقية جديدة نعم اسلامية لكنها مغربية منبودة من قبل النظام لكنها غير مرتبطة بالاخوان- وسيحدث لحزب "صورة القرن" له كما حدث لحزب النهضة في تونس عندما أُرغم على الاعتراف بأن شأن السياسة ليس بشأن ديني وان الحرية الفردية يجب ان تصان...

#شنوان_الحسين (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات