أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان جواد - عندما يتحول الحكام الى تجار يحدث الدمار














المزيد.....

عندما يتحول الحكام الى تجار يحدث الدمار


عدنان جواد

الحوار المتمدن-العدد: 6162 - 2019 / 3 / 3 - 13:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ان اساس اصلاح الامم صلاح حكامها، لذلك تجد القادة العظماء يذكرهم التاريخ في صفحاته البيضاء، وتخلدهم الشعوب وتذكر القيم والأفكار والانجازات التي قدموها لمجتمعاتهم، وان الامة التي لاتخلد عظمائها تنتهي، فلماذا يتذكر الناس افلاطون ، وارسطو، والانبياء والرسل، والامام علي والامام الحسين، وفي عصورنا اللاحقة ديغول، وتشرشل، وغاندي، ونلسن ماندلا، وماو، وجيفارا، ولنكولن ، وغيرهم ، الذين دعوا لتطبيق العدالة في الحكم، والبعض منهم حكم وطبق القانون على نفسه قبل ان يطبقه على الناس كما فعل الامام علي ، والبعض من خسر نفسه وعائلته واصحابه من اجل تصحيح الانحراف في الحكم، كالامام الحسين في العصر الاسلامي، وجيفارا في العصر الحديث، ولا ننسى الثوار في المنطقة كالامام الخميني الذي حول دولة من نظام تابع منحرف الى نظام اخر مستقلا ومحترما اصبح اليوم متقدما في كل شيء، ومهاتير محمد الذي نقل ماليزيا من الفقر الى تحقيق الاكتفاء الذاتي والسير نحو طريق الدول المتقدمة.
لكن بالمقابل هناك حكام لم يذكرهم التاريخ وإذا مر عليهم يضعهم في صفحته السوداء، لأنهم بدل ان يتحولوا من خدام لمجتمعهم وهي الفلسفة الصحيحة والحقيقية للحاكم، وهذا ما مطبق في الدول المتقدمة، فالحاكم عندهم راتبه مثل راتب اي موظف في الحكومة، وهو مسؤول عن اي تقصير في تقديم اي خدمة للناس الذين يحكمهم، ولا يتخذ اي قرار الا باستشاراتهم ولا يعين اي من اقاربه إلا بعد ان يتم تعيين كل المستحقين للتعيين، ولا يعالج نفسه او احد افراد عائلته إلا بعد ان يوفر العلاج لأبسط مواطن في بلده.
المشكلة العويصة وبدون مجاملة ان حكامنا تحولوا الى تجار ، وإنهم يتكلمون بالمثاليات وإنهم اتباع الرسول محمد والإمام علي والخليفة عمر وإنهم يطبقون تعاليمهم في الحكم، ويلعنون الفساد والفاسدين يوميا في خطاباتهم، لكن في الحقيقة هم يمارسونه، فمن يسرق المليارات وأين تذهب الاموال، ولماذا لايوجد اعمار، ولماذا لايوجد تطور في الجانب التعليمي والصحي، والزراعي والصناعي، وقطاع الكهرباء الذي سوف يطيح بالحكومة الحالية بالصيف القادم اذا لم توفر الكهرباء والماء للناس، ولماذا هذه البطالة، وهناك مواقع خاصة تم توزيعها على الاحزاب الحاكمة في رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء ، ومختلف المواقع المهمة في الوزارات، وتعطيل القطاع الخاص، والسماح باستيراد كل شيء رديء من اجل الربح السريع، من الاغذية الفاسدة والأدوية المغشوشة، وغياب المنتوج المحلي فلا تجد في السوق العراقي اي منتوج عراقي واصبح العراق مستهلك لكل شيء، ويتم سحب العملة العراقية من الدول المحيطة بالعراق، وهؤلاء الحكام الذين تحولوا من حكام الى تجار من خلال المناصب ففي ليلة وضحاها اصبحوا من اصحاب المليارات والعقارات وهناك الملايين من الشعب يعاني الفقر والعوز والمرض ولاسيما السرطان الذي سينتشر في العراق وتصبح كل عائلة لديها شخص مصاب بالسرطان.
واليوم المرجعية اشارت عبر خطيبها الشيخ عبد المهدي الكربلائي عن المخدرات وانتشارها في المجتمع، وانها سبب من اسباب الفساد، التي غزت فئة الشباب، ودخلت حتى المدارس ، واسبابها السياسية والاقتصادية والسياسية وحتى الدينية، فلم نرى تاجر كبير قد تم القبض عليه مثل الفساد نرى الجميع يتكلم عنه ويذمه ويدعوا بالقضاء عليه، ولم نرى اي فاسد من الكبار قد سجن او تمت محاكمته، وان سباق المؤسسات الصحية والأمنية في الجرائم والسرطان والرذيلة مثل سباق السلحفاة والغزال، فنشر المخدرات تتبناه دول ومنظمات دولية لأنه يساهم في تحطيم قدرة المجتمع، ولا توجد مراكز للتأهيل والمعالجة للمدمنين، حتى دكاترة ومتخصصين غير متوفرة ، فيتم ارسال المتعاطين الى السجون ، فيخرج المتعاطي من السجن مجرم وقد تعلم السرقة والزنا وغيرها من الرذائل، والمسؤولون يعلمون بذلك لكنهم اصبحوا تجار لخدمة انفسهم على حساب مواطنيهم وهذا هو الدمار بعينه، فالدكتور عادل عبد المهدي ومن خلال مقالة نشرها قبل ان يتبوأ منصب رئيس الوزراء وفي الجانب الاقتصادي والبطالة وعمل الموظف الحكومي حيث ذكر ان مقدار عمله في الزمن لايتجاوز ال(28 دقيقة )في اليوم وحسب احصائيات دولية، فما هو الانتاج المتوقع من دولة تحول كل شيء فيها استهلاكي وحاكمها تاجر.
فينبغي تشريع القوانين وتطبيقها على الجميع ، ومنح القضاء سلطة أوسع، وحماية والجهات التفيذية من المتنفذين في الدولة فالشرطي في المحافظة او المدينة لايستطيع ان يقبض على اي مخالف للقانون اذا كان تابع لأحد الاحزاب الحاكمة، وتفعيل قانون من اين لك هذا وسحب جميع الاموال المسروقة وإعادتها الى خزينة الدولة وتوفير فيها فرص عمل للعاطلين وتشجيع الصناعة والزراعة المحلية وإلا فان هذه الطبقية ووجود تلك الفوارق سوف تؤدي الى الدمار في كل جوانب الحياة.



#عدنان_جواد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا الحاكم عندنا فاسد وظالم وعندهم خادم؟
- الفساد اعلى من المجلس الاعلى
- الدولة العميقة ومنطق اكل وصوص
- العولمة والجيل الجديد
- نجاح الحكومة بتطبيق القانون ومواجهة العرف السياسي
- الانتصار على الارهاب والاصلاح السياسي
- زيارة البارزاني وعودة الاتفاق والتوافق
- العقوبات الامريكية على ايران والقرار العراقي
- نريد حكومة افعال لا اقوال
- متى تتحقق الارادة الوطنية
- الحكومة القادمة وداء التوافق
- حاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا
- انصفه الغرب وظلمه العرب
- انشطار الشيعة وتشكيل الحكومة القادمة
- الشعب يريد حكومة تخدم ولا تطوطم
- نداء المرجعية الاخير هل تتحول الكعكة الى خدمة
- تموز والثورات والمظاهرات والحل في ايلول
- مالفرق بين الحجر والشجر والبشر
- المدير عندهم متخفي وعندنا متعافي
- هل يسبقى العراق اداة بيد الاخرين؟


المزيد.....




- لماذا نشرت اليونان سفنا حربية قبالة السواحل الليبية؟
- لماذا نشرت اليونان سفنا حربية قبالة السواحل الليبية؟
- قوارب الهجرة من الجزائر: إسبانيا تحقق في ظهور جثث مهاجرين مو ...
- للمرة الأولى منذ إطلاقه... التلسكوب جيمس ويب يكتشف كوكبا خار ...
- من هو زهران ممداني المرشح لمنصب عمدة نيويورك؟
- من هو المرشح المسلم لمنصب عمدة نيويورك زهران ممداني؟
- الجيش الإسرائيلي يزعم تنفيذ عمليات -كوماندوز برية- داخل إيرا ...
- خلافات حادة في واشنطن بعد تسريب تقرير تقييم الضربات على منشآ ...
- مليار دولار من البنك الدولي لتعزيز البنى التحتية في العراق و ...
- إيران - إسرائيل: إنجازات وإخفاقات.


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان جواد - عندما يتحول الحكام الى تجار يحدث الدمار