أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لطيفة الشعلان - ردا على الشاعر الليبي صالح قادربوه: - .. وانهم يقولون مالا يفعلون -















المزيد.....

ردا على الشاعر الليبي صالح قادربوه: - .. وانهم يقولون مالا يفعلون -


لطيفة الشعلان

الحوار المتمدن-العدد: 1527 - 2006 / 4 / 21 - 09:57
المحور: الادب والفن
    


لم يكفر الشاعر الليبي صالح قادربوه بالعرب وإلا لتحول صوب القارة الافريقية وشاعرات الكاميرون وساحل العاج وما نشر قصيدته العصماء التي ظاهرها جلد الشاعرات العربيات وباطنها محاولة اصلاح وترتيب البيت العربي خاصة بيوت الشاعرات اللواتي استفز (حالهن المنحل ) نخوة الشاعر الذي تقرأ قصيدته الركيكة مبنى ومعنى لتتذكر بأن اللهجة المصرية حين أبدعت مقولة "الستات اللي ماشين على حل شعرهم" إنما أرادت فيما أرادت ان تكفي الشعراء شر الشعر لو أرادوا هجاء ما بين النحر والخصر. لقد كان هجاء الشاعر سيبدو مفهوما، أو مهضوما على الأقل، حتى مع قذفه المشين، لو أنه لم يصطنع في المقابل صورة مثالية للشعراء الرجال تكسو عليهم معاني الفضيلة والنضال والجوع الذي بالمناسبة كثيرا ما يُربط بالثقافة المستقيمة، حتى عدوها جريمة أن تكون مثقفا و(شبعانا) !
المعنى أنه لم يكن يهجو حالة ثقافية يراها أو يتصورها أوجدها البؤس وفراغ العقول حتى تُقبل شطحاته من باب أن الشعراء يجوز لهم ما لايجوز لسواهم، بل كان هجاء جنسويا ينصب على جنس المرأة، وعلى المثقفة تحديدا، مساويا بينها وبين الغانية، وإلا فلا يمكن إحصاء الكتابات والشواهد والقصائد التي تثبت أن عشرات من الفحول منذ عهد جدهم المتكسب الكبير وما قبله بزمان وحتى يومنا لم يعرفوا شيئا من التعفف الذي يدعيه قادربوه، بل كانوا ماسحي جوخ يسافرون في مقاعد الدرجة الأولى ومعروفين لديوان الرئيس ولمحافظي المصارف المركزية حسب تعبيرات الشاعر غير الشعرية، إذ نراه يقول: "الشعراء لا يتبعهم أحد.. والشاعرات يتبعهن رجال الأمن..وديوان الرئيس.. وفخامة السادة الوزراء.. وعمال الميناء والنظافة والفنادق.. ومحافظو المصارف المركزية.. الشعراء يسافرون في مقاعد الدرجة الثالثة.. ولا ينتظرهم أحد في المطار.. ولا يعرفون بالضبط أين سيقيمون أول ليلة.. والشاعرات ينزلقن مباشرة إلى مقاعد الفيرست كلاس.. وينتظرهن ليموزين وطريق معبدة.. بل قد يوصلهن أصحاب التاكسي مجانا مقابل رقم هاتفي.. في قصاصة باهتة.. ويقمن دوما حيث تعرفون.. هناك حيث لم يدخل أي منا سابقا.. الشعراء يهربون من البرد إلى قاعة المحاضرات.. أو إلى حديث جانبي مع البوابين و عاملات المقاهي.. والشاعرات تأتيهن قاعات المحاضرات إلى حجر نومهن مع الإذاعتين المسموعة والمرئية.. وحديثهن علني حتى المحرم منه.. لأنهن ضلع المسؤولين غير الأعوج .. الشعراء يموتون كجرذ من الجوع أو السرطان أو الجلطة أو ذات الرئة.. الشاعرات لا يمتن أبدا .. وإن حدث ففي حضن الدولة الدافيء.. دون أن يجرؤ أي مرض أن يصيبهن.. فهل مازلت ترغب أن تصبح شاعرا.. أنصحك بعملية تغيير الجنس أو اختيار مصير آخر أقل إذلالا ".
انتهى (الشعر) الذي مع رداءته فإن أهميته تأتي من كونه يبين أن اضطهاد المثقفة العربية أو نكبتها لاتكون من قبل من أُصطلح على تسميتهم بالقوى الرجعية أو المتخلفة وحسب.. فهل كان قادربوه من عدم اللياقة، أم كان من الصدق مع نفسه والتواؤم مع أفكاره، بحيث ذهب بنمائم المثقفين وحكاياهم في المقاهي والحانات حتى آخر الشوط بإعلانها على رؤوس الأشهاد، بحيث يصبح الفارق فارقا في درجة الذكاء الإجتماعي بين مثقف يحرص على أن يكون كلامه الفج عن المثقفات محصورا بين الحيطان في جلسة خاصة، وبين آخر ينشره في أحد أشهر المواقع الثقافية العربية.
لاشك أن لكل فضاء فساده واعوجاجه، وله فضائله وموبقاته، لكن من كان من المثقفين العرب بلاخطيئة فليقذفهن بحجر ! وإن كان حال المثقفات أو الشاعرات كما وصفه قادربوه فحري به أيضا أن يسائل لنا في قصيدة عصماء أخرى الشريك المذكر في هذا السقوط الأخلاقي من الوجه الذي طرقه، أو من وجه آخر لم يكن هناك أشجع من هيفاء بيطار حين صورته في روايتها الشفيفة (امرأة من طابقين).
تعري بيطار من خلال بطلتها فساد بعض الأوساط الثقافية وانتهازيتها مع المثقفة، فنازك الشابة الأرثوذكسية المطلقة والموهوبة أدبيا التي تبحث عن ناشر لروايتها الأولى تتفاجأ بأن للنشر أحيانا ضريبته التي لم تكن في حسبانها. لقد وقعت بين براثن كاتب كبير شاءت أن تسميه بكاتب البلاد إكبارا لشأنه ناهر الخامسة والسبعين وناشر مشهور في الستينات من عمره، لم يتورعا عن التحرش بها تارة ومقايضتها صراحة تارة أخرى: " إنه يريد أن يعهّرني قبل أن يشهرني" ص 75 "ألم تكن المعادلة بيني وبين الناشر سافرة: سافري إلى بيروت واقضي برفقتي ثلاثة أيام أطبع لك الرواية" ص 175 "لماذا أخدع نفسي أليس واضحا منذ البداية أنه يريدني كامرأة مقابل أن يشهرني ككاتبة" ص 191.
أما إذا أتينا إلى النرجسية عند قادربوه فقد ذهبت لحدودها القصوى بجعل الشعراء وحدهم من يموت بالسرطان والجلطة والجوع، بينما الشاعرات يغفين في حضن الدولة، وليس في وسعي سوى أن أتخيل شكل حضن الدولة الذي غفت فيه أديبة عراقية مثل حياة شرارة حتى قررت من فرط الاحتضان الحكومي وشدة الدفء الرئاسي أن تنتحر مع ابنتها باستخدام أنبوبة غاز. وكيف حفرت فدوى طوقان الصخر بيديها في مجتمع نابلس الذي قهرها ووطأ عنقها حتى فاقت شعريتها وشهرتها عشرة الآف شاعر من عينة قادربوه.
حقا لا أعتقده الوقت ولا المكان الذي أستذكر فيه عذابات مثقفات وشاعرات عربيات لأنها معلومات معروفة إلا لمن أراد ألا يعرفها، كما أننا لسنا أمام دكّّة في سوق مزايدات، لكن الجديد الذي يقرره الشاعر الليبي وكل ما يأتينا من ليبيا له دائما طابع الصعقة الحداثية، هو أن المجبولين على المفاضلات سينتقلون من التقسيم التفاضلي في الابداع بين الجنسين: من هو الأكثر ابداعا وأصالة الرجل أم شهرزاد التي هُمشت أزمانا طويلة وأُقصي صوتها، إلى مفاضلة أخرى هي: من الأكثر موتا بذات الرئة الشعراء أم الشاعرات، وهنا لابد من تهنئة الشاعر الذي لم يأت مع السرطان والجلطة بمرض جرسه غير موسيقي كانفجار الزائدة الدودية بل جاء بأكثر الأمراض القديمة فتكا (ذات الرئة) لتزهر قصيدته بميتات الشعراء المفجعة .. ألم يكن ذات الرئة هو المرض الذي اختاره الكسندر دوما الابن لمارجريت جوتييه فاستدر بكاء الناس على مختلف طبقاتهم وأزمانهم ؟!
طبعا الفارق بين إثارة الدموع و إثارة الاشمئزاز مسألة فلسفية لايفترض بالمبدعين العرب أن يحسنوها دائما !



#لطيفة_الشعلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تزمامارت وأبو غريب
- الرمز بين ابن العلقمي والبرامكة
- طل الصبح ولك ميليس
- شجون الجسد
- عفاف البطاينة: رواية الشرق والغرب
- تجنيد الأصوليين للنساء: تلك الأحجية
- قاموس يمشي على قدمين
- نساء ضد النساء
- جراح الروح والجسد
- يا بطلة الراليات السعودية: السكوت من ذهب !
- الغول والعنقاء و المثقف السعودي
- لاوقت للتثاؤب
- جروح ايه اللي انت جاي تقول عليها
- خلف كل ثائر دمعة سدى
- عباسيون وعارضات أزياء
- هيفاء وعالية .. والسجن السياسي
- الاجتماعي والسياسي
- خليل حاوي وعروة بن الورد


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لطيفة الشعلان - ردا على الشاعر الليبي صالح قادربوه: - .. وانهم يقولون مالا يفعلون -