[8]. رحلة المئة سؤال وجواب، حوار صبري يوسف مع د. أسماء غريب حول تجربتها الأدبيّة والنّقديّة والتّرجمة والتَّشكيل الفنّي

صبري يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 6113 - 2019 / 1 / 13 - 22:03
المحور: الادب والفن
    

رحلة المئة سؤال وجواب، حوار صبري يوسف مع د. أسماء غريب حول تجربتها الأدبيّة والنّقديّة والتّرجمة والتَّشكيل الفنّي

صبري يوسف،

8. تمتلكين روحانيّة صافية صفاء العرفانيين الصُّوفيين، كأنّك في رحاب معبد للزهد والتَّرهبن، حفاظاً على نقاء الرُّوح والذّهن، هل هذا النُّزوع يحصِّنُ روحَكِ ونفسَكِ وذهنَكِ من الشُّرورِ المتفشّية في الحياة؟!

د. أسماء غريب،

صحيح أنّ الكثيرَ منَ النّاس يعتقدُونَ لليومِ أنّ انتهاج طريق الخُويْصةِ فيه منافعُ عدّة لمن ينشدُ الصّفاء والحفاظَ على نقاء الرّوح، لكنْ أيْنَ يفرُّ الإنسانُ من نفسِهِ؟!

ليس الخطرُ في مخالطةِ الإنسانِ لأخيهِ الإنسانِ، وليسَ الحلُّ هو الانعزالُ المُطلقُ عن النّاسِ، وإنّما الخطرُ كلّ الخطر في اختلاء النّفسِ بالإنسانِ قبل أن يبلغَ هذا الأخيرُ مدارجَ النّقاء. فالنّفسُ هي العدوُّ الأكبر، وهي الخزانةُ الّتي يخترقُها الشّيطانُ والقرينُ، فيجدانِ فيها ما يحلو لهُمَا من القُمصان والأقنعةِ، يَلْبَسَانِها لكلّ فِكرةٍ ومناسبةٍ وغرضٍ.

والنّفسُ هي السّاحةُ الّتي تقعُ فوقَهَا كلُّ الحُروبِ، فإمّا أن يَهْزِمَ فيها الإنسانُ شرورَهُ، وإمّا فإنّه يصبحُ الشّرَّ عينُه. وما فائدةُ أن يهربَ المرءُ من النّاس حتّى يتّقي شرّ "النّميمة" على سبيلِ المثال، وهُو يفتحُ حينمَا يختلِي بنفسهِ مجالسَ يتحدّثُ فيهَا لوحدهِ بكلّ سيّءٍ وخبيثٍ عنِ الخَلْق والخليقة؟!
لا تُكسبُ حروبُ الإنسانِ على نفسه إلّا وهُو وسطَ النّاس ومعهُم، فهُمْ مرآتُه، وبهُم يُمْكنُ أنْ يختبرَ قدُراتهِ وطاقاتهِ. لكن إذا ما حدثَ وتمَّ المُرادُ، وأعني به هُنا، وصولَ الإنسانِ إلى أعلى درجاتِ الانصهار وتصفيّة القلبِ من آفات النّفسِ، هنا فقط يمكنُهُ أن ينسحبَ منَ السّاحة ويبتعدَ ليخلو بروحه ويُقدّمَ أجملَ ما عندهُ؛ السّعادة والسّلام والصّفاء والهناء عبر التَّدبُّر في عصارة حياته وتجاربها.

#صبري_يوسف (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل