أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري يوسف - [7]. رحلة المئة سؤال وجواب، حوار صبري يوسف مع د. أسماء غريب حول تجربتها الأدبيّة والنّقديّة والتّرجمة والتَّشكيل الفنّي














المزيد.....

[7]. رحلة المئة سؤال وجواب، حوار صبري يوسف مع د. أسماء غريب حول تجربتها الأدبيّة والنّقديّة والتّرجمة والتَّشكيل الفنّي


صبري يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 6113 - 2019 / 1 / 13 - 18:45
المحور: الادب والفن
    


رحلة المئة سؤال وجواب، حوار صبري يوسف مع د. أسماء غريب حول تجربتها الأدبيّة والنّقديّة والتّرجمة والتَّشكيل الفنّي

صبري يوسف،

7. من خلال قراءتي لكتاباتك، أرى وكأنّ هناك طفلة مجنّحة في روحانيّتك نحو فضاء البراءة والصَّفاء والسَّلام والحب والحياة، هل انطباعي دقيق في هذا السِّياق؟!

د. أسماء غريب

الصّبرُ هو بابُ الطّفولةِ والسّلامِ والمحبّة، والإنسانُ لا يأتي إلى هذه الحياة من أجل نزهة بين المروج الغنّاءة، والاستمتاع بأوقات يقضيها في اللّعب والمسامرات والعيش الرّغيد الهنيّ فقط، إنّما الحياةُ هي للعبادة، وخير العبادات العمل، ولرُبّ إنسانٍ عامل يكدحُ من أجل قوتِ يومه وقوت عياله وأهله، خير من عابدٍ يقضي ليله ونهاره في المحراب. والعبادة الَّتي أشرتُ إليها تقتضي الصّبرَ: الصّبرَ على النّفس وحيَلها وحبالها وألاعيبها وتلوّناتها، والصّبرَ على الزّمن، والصّبر على الآخرين، والصّبرَ على الصّبر نفسه؛ لأنّه بالصّبرِ وحده يُمْكِنُ للإنسان أن يتعلّمَ كيف يعيشُ ويتعايشُ مع الآخرين، ويفهمَ بالتّالي ضعفَهم فيما قد يُظهرونه من قوّة واستعلاء. وبالصّبرِ وحده يُدْرِكُ الإنسانُ موتَ النّفس، وأعني بهذا انطفاء نيران الشّهوة والغضب، والحسد والطّمع، والغلّ والحقد، والغرور والفساد. وإذا ما ماتتِ النّفسُ، عادت للإنسان طفولته، وهناءة باله وكذا قدرته على الإبداع الصّافي ليس في مجال الكتابة أو التّشكيل الفنّي فحسب، ولكنْ في كلّ مجالات الحياة، فالزّوجةُ تُبدع في بيتها وفي تربيتها لأبنائها وحرصها على ضمان السّعادة لكلّ المحيطين بها، والزّوجُ كذلك يُبدعُ في عمله أينما وكيفما كان هذا العمل، سواء في المدرسة، أو المعمل، أو الحقل، أو الشّركة، أو المستشفى، أو المنجم...

وكلّ إنسان يُعطي أحسن وأجمل ما بداخله طالما يعملُ جادّاً وجاهداً من أجل الحفاظ على الطّفل حيّاً بداخله، والنَّتيجة بالتَّالي تكون فيضاً من الخير والجمالِ على كافّة المجتمعات. لكن والحال أنّ كلّاً في صراع معَ نفسهِ، وخصام مع روحه، فإنّ هذا الصّراع والخصام، والشَّرّ والعذابَ سيحلّ على الجميع، ولا يدَ لله في كلّ هذا أبداً، لا من قريبٍ ولا من بعيدٍ، إنّما هي أعمالُ النّاسِ تُرَدُّ إليهم وفقاً لقاعدة فيزيائيّة دقيقة جدّاً لا مجال فيها للخطأ، إذ لكلّ قوّة فعلٍ، قوّة ردّ فعلٍ، مساوية لها في المقدار ومعاكسة لها في الاتجاه، فإذا زرعَ الإنسانُ خيراً جنى خيراً، وإذا زرع شرّاً فلن يجني إلّا الشرّ، ما عدا في حالة واحدة، وأعني بها، إذا ما حظيَ بعنايةِ ورحمة الله الّذي يتدخّلُ من أجل تحويل الشرّ إلى خير، وسدرة الشّوكِ إلى حقول من الأقحوان والياسمين رأفةً ومحبَّةً منه للنّاس والأرض.

والصّبرُ يقتضي الصّمتَ أيضاً، فلا تنفعُ كثرةُ الكلام والجدال والمهاترات مع النّاس بداعٍ وبدونه، وخيرُ الكلام ما قلّ ودلَّ. ولغةُ العتابِ والشَّدّ والجذب الَّتي نراها اليومَ في المجتمعات لا تجلبُ إلّا الهلاك، والتّعاسة ومضيعة الوقت، لذا فإنّ من الأفضل تجنُّبهَا. ومادُمنا في دار الكدّ والعمل والاجتهاد، على الإنسانِ أن يبتعدَ عن كلّ ما يهدرُ وقتَهُ، وإذا تكلّمَ فليقُلْ خيراً، أو فليصمت، وقولُ الخيرِ بالنّسبة للمبدعين الكُتّاب هو كتابةُ ما فيه الخيرُ للنّاس كافّة، ومدّ الفِكْرِ بمَا يُحييهِ ويعيدُ له صفاء القلب والرّوح، غير هذا فليُمْسِكْ كلٌّ قلمَهُ عن كتابات لا شيء فيها سوى هدمِ الإنسان، واقتلاعِ شجرة المحبّة من قلبه.



#صبري_يوسف (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- [6]. رحلة المئة سؤال وجواب، حوار صبري يوسف مع د. أسماء غريب ...
- [5]. رحلة المئة سؤال وجواب، حوار صبري يوسف مع د. أسماء غريب ...
- [4]. رحلة المئة سؤال وجواب، حوار صبري يوسف مع د. أسماء غريب ...
- [3]. رحلة المئة سؤال وجواب، حوار صبري يوسف مع د. أسماء غريب ...
- [2]. رحلة المئة سؤال وجواب، حوار صبري يوسف مع د. أسماء غريب ...
- [1]. رحلة المئة سؤال وجواب، حوار صبري يوسف مع د. أسماء غريب ...
- مقدّمة: رحلة المئة سؤال وجواب، حوار صبري يوسف مع د. أسماء غر ...
- [ب]. رحلة المئة سؤال وجواب، حوار صبري يوسف مع د. أسماء غريب ...
- [أ]. رحلة المئة سؤال وجواب، حوار صبري يوسف مع د. أسماء غريب ...
- [40]. أيّها الرّاحلُ المذرَّى فوقَ مروجِ الغاباتِ
- [39]. يا صديقَ الشّعرِ ونبراسَ الفنونِ
- [38]. التقيتُ كبرئيلة وسوزان وعبد، ولوحاتي تبتسمُ لنا فرحاً
- [37]. عبد برصوم لغةٌ مستنيرة في أعماقِ كينونةِ الإنسانِ
- [36]. يموجُ حرفي أسىً من هولِ رحيلِ صديقٍ من أديمِ الأزهارِ
- [35]. عبد برصوم كتابٌ مفتوحٌ على شهيقِ الدُّنيا
- [34]. عبد برصوم زرعَ حرفاً باهراً فوقَ جِلْدِ الحياةِ
- [33]. عبد برصوم معادلةٌ مفتوحةٌ على رحابةِ سطوعِ الآفاقِ
- [32]. يا إلهي، كابوسٌ صعقني وأرداني كتلةَ حزنٍ
- [31]. كُنْ شجرةَ خيرٍ وحبٍّ معرَّشٍ في أعماقِ السَّلام
- [30] . زهير برصوم رسالةُ أخوّةٍ محتبكةٍ بنصاعةِ الحنينِ


المزيد.....




- رحلة الأدب الفلسطيني: تحولات الخطاب والهوية بين الذاكرة والم ...
- ملتقى عالمي للغة العربية في معرض إسطنبول للكتاب على ضفاف الب ...
- لأول مرة في الشرق الأوسط: مهرجان -موسكو سيزونز- يصل إلى الكو ...
- شاهين تتسلم أوراق اعتماد رئيسة الممثلية الألمانية الجديدة لد ...
- الموسيقى.. ذراع المقاومة الإريترية وحنجرة الثورة
- فنانون يتضامنون مع حياة الفهد في أزمتها الصحية برسائل مؤثرة ...
- طبول الـ-ستيل بان-.. موسيقى برميل الزيت التي أدهشت البريطاني ...
- بين الذاكرة وما لم يروَ عن الثورة والانقسامات المجتمعية.. أي ...
- كيف نجح فيلم -فانتاستيك فور- في إعادة عالم -مارفل- إلى سكة ا ...
- مهرجان تورونتو يتراجع عن استبعاد فيلم إسرائيلي حول هجوم 7 أك ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري يوسف - [7]. رحلة المئة سؤال وجواب، حوار صبري يوسف مع د. أسماء غريب حول تجربتها الأدبيّة والنّقديّة والتّرجمة والتَّشكيل الفنّي