أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد أبو مطر - من المختل عقليا في الاعتداءات على الكنائس القبطية في الإسكندرية؟















المزيد.....

من المختل عقليا في الاعتداءات على الكنائس القبطية في الإسكندرية؟


أحمد أبو مطر

الحوار المتمدن-العدد: 1523 - 2006 / 4 / 17 - 10:22
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الاعتداءات الإرهابية التي استهدفت يوم الجمعة الرابع عشر من أبريل الحالي أربعة كنائس قبطية في مدينة الإسكندرية ، ينبغي أن لا تمر سريعا دون تدقيق و تمحيص ، لأنها تؤشر بشكل مباشر وحاد على المعاناة التي يعانيها الأقباط المصريين وسط تواطؤ واضح من الأجهزة الأمنية لوزارة الداخلية المصرية ومن وسائل الإعلام المصري التي تبث بشكل عنيف للفرقة والاحتقان الطائفي من خلال نشرها المتواصل لافتراءات ضد الأقباط ، وقد قمت بتفنيد ما كتبه نموذج من هذا الإعلام الحكومي ، في مؤتمر زيوريخ في الخامس والعشرين من مارس الماضي ، وفي مقالتي بإيلاف في السابع والعشرين من مارس الماضي أيضا ، فما كتبه أسامة سلامة آنذاك في مجلة روز اليوسف المقربة جدا من جمال مبارك لا يمكن فهمه إلا أنه تحريض إرهابي ضد الأقباط ، وفي ظل نسبة عالية من الجهل والأمية لا نستغرب تأثر هؤلاء المتعصبين بهذه الدعوات للقيام بما قاموا به في الإسكندرية .
وتمارس وزارة الداخلية المصرية تضليلا متعمدا من خلال البيانات والمعلومات الكاذبة التي تنشرها حول الأحداث ، لتبدو وكأنها هامشية لا قيمة لها. ففي حادث الإسكندرية المذكور يتم الاعتداء على أربعة كنائس في مناطق مختلفة ويقتل فيها شخص ويجرح سبعة عشرشخصا ، ويكون بيان الداخلية عبر محافظ الإسكندرية عبد السلام محجوب ، أن الذي قام بالاعتداءات شخص واحد ، وهو مريض نفسي ومختل عقليا . ومن يعرف جغرافية مدينة الإسكندرية لا يمكن أن يقبل أكاذيب المحافظ ، فالاعتداءات الإرهابية استهدفت الكنائس التالية :
كنيسة القديسين مارمرقس والبابا بطرس بحي سيدي بشر
كنيسة القديس مار جرجس في الحضرة
كنيسة القديس مار جرجس في سبورتنج
كنيسة السيدة العذراء في جانكليس

فكيف يتمكن شخص واحد ومختل عقليا ، من التنقل في نفس الساعة من حي إلى حي ثم الحي الثالث ثم الحي الرابع ، ليقوم بهذه الاعتداءات الإرهابية ؟. في حين نقلت تقارير الفضائيات العربية من الإسكندرية مباشرة تفاصيل عن عدم قيام الأمن المكلف بحراسة الكنائس المذكورة بأي دور ، بد ليل أن واحدا من المعتدين كان يحمل سيوفا حديدية وليس سكينا كما قال المحافظ !.
إن هذه الأعمال تضاف إلى ملف الاعتداءات شبه اليومية على الأقباط المصريين ، التي تأخذ تجلياتها في مجال خطف الفتيات القبطيات والزواج منهن اغتصابا ، ثم الادعاء بتحولهن للإسلام ، وهي حالات عديدة تم الوصول إلى بعضهن وإعادتهن لذويهن بعد تدخل رئيس الجمهورية مباشرة ، فلماذا التدخل في حالة والسكوت على عشرات الحالات ؟؟. أما الاعتداء على الكنائس والممتلكات القبطية في مصر فهو بالمئات ، وكلها مرصودة في تقارير منظمات حقوق الإنسان المصرية دون غيرها . والذي يدلل على تواطؤ أجهزة وزارة الداخلية المصرية ، أن هذه فترة أعياد قبطية ومن المعتاد أن تشدد الحراسات على الكنائس القبطية ، ولكن الوزارة لم تفعل ذلك ، بدليل دخول واحد من الإرهابيين بسيوف حديدية ويرتكب جريمته على مرأى من شرطي وزارة الداخلية الذي نقلت قناة الجزيرة أنه ارتبك وسقط سلاحه من يده !!!.

من المختل عقليا في هذه الاعتداءات ؟

أولا : قوانين الدولة التي ما زالت تتعامل مع الحالة القبطية في مصر ، حسب تعليمات الاحتلال العثماني المعروفة بالخط الهمايوني الصادرة في عام 1856 ، والتي عبر التطبيق بعد انقلاب العسكر في عام 1952 أخذت طابعا تعسفيا يزيد الاحتقان بدلا من الوئام ، وهذه القوانين تشمل القيود المفروضة على بناء الكنائس أو ترميم القديم المتداعي منها . والغريب في المسألة ويدل على احتقان مبيت ، ما إن يشيع جار للكنيسة أنه شاهد خمسة أكياس من الإسمنت دخلت الكنيسة ، حتى يهاجم الغوغائيون الكنيسة دون التحقق من المعلومة ، وقد جرت اعتداءات كثيرة على كنائس بسبب هذه الحالة .

ثانيا : برامج التعليم التي تحشو عقل المواطن من الطفولة حتى الجامعة بأنه ينتمي إلى خير أمة أخرجت للناس ، عبر قانون التعليم المصري رقم 139 لسنة 1981 الذي يقول في المادة 6 بند 1 ، أن ( التربية الدينية مادة أساسية في جميع مراحل التعليم ) والمقصود طبعا التربية الدينية الإسلامية ، وماذا عن طلاب وطالبات مالا يقل عن عشرة ملايين قبطي مصري ؟. والبند 2 من المادة 6 نفسها ينص على ( تنظم وزارة التربية والتعليم مسابقات دورية لحفظ القرآن الكريم وتمنح المتفوقين منهم مكافآت وحوافز ) ، ولماذا تجاهل حفظة الإنجيل مثلا ؟؟. وكتب التاريخ المستعملة في المدارس المصرية تتجاهل تماما التاريخ القبطي التي استمرت في مصر ستة قرون كاملة منذ دخول المسيحية مصر عام 68 م وحتى الغزو العربي عام 641 م . لذلك لا يمكن أن يستوعب الطالب المصري الذي يكبر ويصير موظفا ورب أسرة من الناحية النفسية وجود مواطن شقيق له قبطي مصري .

ثالثا : رعاية الدولة العلنية للتيارات الإسلامية المتطرفة منذ تحالف أنور السادات معهم وإخراجهم من السجون ليستقوي بهم ضد التيارات اليسارية والوطنية ، وهذه التيارات تحرض علنا على المسيحيين بشكل عام في مصر وغيرها ، والدليل على ذلك أنه في أكثر من دولة عربية ، تم الاعتداء على الكنائس ضمن موجة الاحتجاج على الرسوم الكاريكاتورية الدانمركية ، لأن التصعيد والحقن التعبوي الطائفي من هذه التيارات الأصولية الإرهابية لا يستثني أحدا ويخلط الأوراق بطريقة مريبة ، ولماذا نستغرب التحريض على المسيحيين عندما نتذكر فتوى الإرهابي المجرم الزرقاوي بقتل الشيعة في العراق ، دون أن نسمع استنكارا لذلك من أي شيخ أو مفتي سني .

إزاء كل هذا التصعيد الأصولي ضد الأقباط في مصر ، وتواطؤ الجهات الرسمية عبر سكوتها وتضليلها في المعلومات ، هل من حق أي منصف وساع للمساواة بين أفراد الشعب الواحد ، أن يستغرب تقديم شكوى للأمم المتحدة حول هذه الاعتداءات . إن اعتداءات الإسكندرية هذه ليست عفوية ، بل مخطط لها من جهات أصولية وراءها من يدعمها ، لأنه ليست صدفة أن يتم الاعتداء على أربعة كنائس في أربعة أحياء متفرقة في وقت واحد ، وفي مناسبة أعياد دينية تبدأ الاحتفالات بها بما فيها الصوم يوم الجمعة الذي حصل فيه هذه الاعتداءات الإرهابية . هل يستطيع أن يتصور إنسان عنده ذرة من ضمير ، إحساس مواطن هكذا يعامل في بلده و وطنه بسبب ديانته ؟؟. هل هناك خوف ورعب أكثر من هذا ؟؟. هل يختلف هذا عن الرعب اليومي الذي يعيشه المواطن الفلسطيني من جراء الاحتلال الإسرائيلي ؟. ونتكلم عن الوحدة الوطنية !! وعن عناق الهلال والصليب !!!. إن شعوبا تعامل أبناءها بهذه الطريقة لا يمكن أن تكون شعوبا حرة ، ولا يمكن أن تضع أقدامها على طريق التقدم والتطور العلمي ، فهي مشغولة بثقافة ظلامية تنتج ما نعيشه في العراق منذ ثلاث سنوات ، وما عشناه في الإسكندرية أمس ، وقياسا على أحداث ربع القرن الماضي لن تكون هذه الأحداث هي الأخيرة !!.
[email protected]
www.dr-abumatar.com



#أحمد_أبو_مطر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حماس : السياسة والمقاومة لا يلتقيان
- فتح ملف الوليمة الحيدرية
- انتبهوا..وصلت طالبان إلى القاهرةانتبهوا : وصلت طالبان إلى ال ...
- هل هناك داع لعقد القمة العربية؟
- التعايش بين الأديان في الأقطار العربية..واقع أم وهم؟؟
- مقام عراقي بألحان فلسطينية
- كيف كان سيتصرف الرسول لو كان حيا؟
- ماذا نريد من العالم: تفاهم أم صراع؟
- محمد الأسعد يكتشف خطأ في طبعة عربية لمخطوطة إبن فضلان
- الأردن و حماس..العلاقة والهدف
- رحلة إبن فضلان..الحلقة الثانية
- بداية نهاية العقيد
- رحلة إبن فضلان في بلاد الصقالبة
- ماذا خسرنا وماذا ربحنا
- هل كان ذلك إنتصارا للرسول؟
- وصلت الرسالة الدانمركية...وماذا بعد؟؟؟
- عن مؤتمر فيينا والمقاومة والعنف والإرهاب !
- حركة حماس : الغاية تبرر الوسيلة
- قيس عبد الكريم : الفلسطيني العربي
- المسلمون في أوربا : كيف يمارسون وجودهم ، تعايش أم صراع ؟؟


المزيد.....




- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد أبو مطر - من المختل عقليا في الاعتداءات على الكنائس القبطية في الإسكندرية؟