أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد أبو مطر - وصلت الرسالة الدانمركية...وماذا بعد؟؟؟















المزيد.....

وصلت الرسالة الدانمركية...وماذا بعد؟؟؟


أحمد أبو مطر

الحوار المتمدن-العدد: 1455 - 2006 / 2 / 8 - 09:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


وصلت حالة الغضب العربي الإسلامي من نشر الرسوم المسيئة للرسول ( ص ) ذروتها في الأسبوعين الماضيين ، حيث عمّت المظاهرات أغلب العواصم العربية والإسلامية بشكل غير مسبوق في سياق الإحتجاجات الجماهيرية إزاء أي موضوع آخر ذو خلفية دينية أيضا كالأخطار التي تهدد القدس مثلا ، مما يترك تساؤلا كبيرا حول طريقة التناول العربي الإسلامي للقضايا والخلط بين الهامشي والمصيري ، وإعطاء بعض الأحداث تصعيدا لا يخدم الهدف الذي من أجله أثيرت هذه القضايا وما صاحبها من أحداث . إن الإساءة للرسول ( ص ) غير مقبولة ، والتحجج بحرية الرأي والتعبير المعمول بها في العالم الغربي ، يحتاج إلى نقاش مع الجهات التي تراقب طريقة ممارسة حرية الرأي في هذه الدول ، لأن هناك شبه إجماع على أن حرية الرأي لا تعني الإساءة للمعتقدات الدينية ، ولكن هذه الدول تتهاون في ذلك بشكل ملحوظ ، لأن التعاطي الغربي مع مسالة الدين لايلفه التعصب الشديد كما هو عند العرب والمسلمين ،لأنه من نتائج التنوير الغربي أن تم رفع الحظر عن تابو الدين فأصبح نقد الدين أمرا عاديا مثل نقد أي مسألة من مسائل الحياة اليومية ، ومن تطبيقات ذلك أن تمّ التعرض للسيد المسيح بشكل مسيء في أكثر من فيلم سينمائي ، وكان رد الفاتيكان على بعض هذه الأفلام أنها تسيء لمشاعر المؤمنين ولذلك ينصح بعدم مشاهدتها ، وفي بعض الحالات كانت هذه النصيحة أفضل دعاية للفيلم . وفي رواية ( دان براون ) الأخيرة ( شيفرة دافينشي ) ، يقدم وقائع جديدة مثيرة من حياة السيد المسيح حول إدعاء زواج المسيح من مريم المجدلية وإنجابها منه جيلا ظلّ مضطهدا في أوربا ،ومنه ملوك حكموا فرنسا ، وأن هذه الأسرار تم التعتيم عليها في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية ، وهذا يتعارض أيضا مع ما ورد في القرآن الكريم حيث أن مريم العذراء لم تتزوج وأنجبت عيسى المسيح نتيجة أن الله تعالى نفخ في فرجها من روحه ( ومربم إبنة عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا ) - سورة التحريم ، آية رقم 12 – ، وكان موقف الكنيسة الكاثوليكية هو الرفض لما ورد في الرواية دون أن يصدر أي قرار أو رفع قضية ضد المؤلف أو منع الرواية في حين أنه عند صدور طبعتها العربية تمت مصادرتها ومنعها في أكثر من عاصمة عربية .

من هذه الأرضية المختلفة إزاء الموقف من الدين بين الأوربيين والعرب المسلمين ، نجمت المشكلة ، لذلك أكدّ رئيس تحرير الصحيفة الدانمركية التي نشرت الرسوم ، أنه لو كان يعرف أنه سيثير غضب المسلمين بهذا الشكل لما وافق على نشر الرسوم ، وصدرت إعتذارات وتوضيحات وإدانات عديدة من جهات أوربية وأمريكية ، ورغم ذلك تصاعد الغضب العربي تحديدا ، واتخذ أشكالا منفرة مسيئة للرسول ( ص ) أكثر من الرسوم ذاتها ، كما حدث في سورية ولبنان حيث تم إحراق السفارتين الدانمركية والنرويجية ، وفي غزة حيث تم تخريب مقر بعثة الإتحاد الأوربي ، وفي العديد من العواصم العربية والإسلامية إحراق الأعلام النرويجية والدانمركية وأوربية أخرى . وإزاء هذا التصعيد عي الغضب العربي تحديدا دون بقية العواصم الإسلامية في آسيا وأفريقيا ، لا بد من التركيزعلى العديد من الأمور المهمة التي تثير الشبهات :

أولا : تم نشر الرسوم في الأسبوع الأخير من شهر سبتمبر لعام 2005 ، فلماذا تم السكوت والتغاضي عنها أربعة شهور كاملة دون أي نوع من الإحتجاجات ؟

ثانيا : ما هو دور بعض الأنظمة العربية في إثارة وتشجيع موجة الغضب هذه ، لكسب الجماهير بشكل عاطفي مستغلة عامل الدين الذي يؤثر أكثر من غيره ، والمهم ملاحظته هو إحراق السفارتين الدانمركية والنرويجية في دمشق وسط سكوت وتغاضي وتسهيل من قوات الأمن السورية ، خاصة أن الجميع يعرفون إستحالة تجرؤ مواطن سوري على ذلك بدون تهاون وإيحاء من القيادة السياسية ، وإلا لماذا تم إيقاف المتظاهرين أنفسهم قبل وصولهم للسفارة الأمريكية ؟؟. وفي لبنان إتهامات علنية من العديد من القوى السياسية اللبنانية بوقوف سورية وبقايا أجهزتها الأمنية وعملائها المحليين وراء إحراق السفارة الدانمركية ، وذلك لغرض تجيير ذلك للمساعدة في الخروج من الخناق الدولي حول النظام السوري ، وللتدليل على أن اللبنانيين وحدهم هاجزين هن ضبط أمنهم وأمن الأجانب في بلدهم .

ثالثا : من المستفيد من هذه المواقف الغوغائية الهمجية التي هددت الكنائس العربية في غزة ولبنلن ، وتم التعدي فعلا على كنيسة مار مارون في بيروت الشرقية ، وفي غزة قام محمود الزهار القيادي في حركة حماس بزيارة مدرسة الروم الكاثوليك للقول لجميع الغوغائيين إن المسيحيين العرب هم مواطنون في وطنهم لا يجوز التعدي عليهم .

إن هذه الملاحظات تثير الشبهات حول أن هذه الغضبة العربية لم تكن في مجملها دفاعا وغيرة على الرسول ( ص ) ، بدليل أن أغلب ممارسات الأنظمة العربية تخالف تعليمات وسلوك الرسول ( ص ) ونفس الجماهيرالغاضبة ليست ساكتة على هذه السلوكيات الفاسدة المستبدة فقط ، ولكنها تخرج ليل نهار تهتف ( بالروح بالدم نفديك يا......) و ( يا ) هذه تشمل كل الديكتاتوريين المستبدين العرب الذي يتبرأ من سلوكهم الإجرامي الرسول (ص ) ورسالته الإسلامية العظيمة ، ولماذا لم تتجرأ الجماهير السورية على مظاهرة واحدة إزاء مجازر النظام البعثي في حماة مثلا التي قتل فيها عشرات الآلآف من السوريين بحجة إنتمائهم لجماعة الإخوان المسلمين؟؟.

وماذا بعد ؟؟؟

لقد وصلت الرسالة الدانمركية ، أي وصلت الرسالة العربية الإسلامية لكل من يعنيه الأمر أنه من غير المقبول التعرض للرسول ( ص ) ، وأن تكرار ذلك يؤدي للعديد من الإضطرابات ، لذلك لم يعد مقبولا ولا يخدم المصالح العربية الإستمرار في هذا التصعيد الذي أخذ أشكالا همجية ، فالذين يدّعون الغيرة على الرسول ، لماذا يتناسون قول القرآن الكريم ( وادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم ) ؟؟. وعلينا الإعتراف أن ردود الفعل الهمجية هذه أفقدتنا العديد من أصدقائنا الأوربيين الداعمين تحديدا لنضال الشعب الفلسطيني ، فكيف سنتعامل مثلا مع وزيرة المالية النرويجية التي اطلقت منذ أسابيع حملة لمقاطعة البضائع الإسرائيلية، وتعرضت لحملات قاسية ؟؟؟. إن التعاطي العربي تحديدا مع مسألة الرسوم هذه ، في جوانب عديدة منه أدى إلى عكس ما نريد منه ، فبدلا من أن يكون الحق معنا ولنا ، جعلت هذه التصرفات الحق علينا ، فماذا سنفعل إزاء ما لايقل عن عشرات الصحف الأجنبية التي أعادت نشرهذه الرسوم تضامنا مع بعضها البعض إزاء الغضب العربي الذي تم إستغلاله لخدمة أغراض لا علاقة لها بالرسول الكريم ورسالته العظيمة.....وليس هذا فقط فقد أعادت أكثر من جريدة عربية نشر هذا الرسوم !!! نكرر بوضوح إن الأساءة للرسول ( ص ) مرفوض ومدان ، وفي الوقت ذاته فإن ردود الفعل الهمجية التي تسيء للرسول والإسلام وسمعة العرب مرفوضة ومدانة بنفس القوة..... وكما قال وزير الخارجية الدانمركي إن الحل لهذه المشكلة هو ( الحوار و نبذ العنف )



#أحمد_أبو_مطر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن مؤتمر فيينا والمقاومة والعنف والإرهاب !
- حركة حماس : الغاية تبرر الوسيلة
- قيس عبد الكريم : الفلسطيني العربي
- المسلمون في أوربا : كيف يمارسون وجودهم ، تعايش أم صراع ؟؟
- إدانة القرضاوي وفقهاء قطر..هل تشمل الأعمال الإرهابية في العر ...
- جنازة الحريري إستفتاء شعبي لبناني على رفض الوجود السوري
- حول البرنامج السياسي لحزب الوحدة الديمقراطي في سوريا


المزيد.....




- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر
- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...
- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...
- أسئلة عن الدين اليهودي ودعم إسرائيل في اختبار الجنسية الألما ...
- الأحزاب الدينية تهدد بالانسحاب من ائتلاف نتنياهو بسبب قانون ...
- 45 ألف فلسطيني يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى ...
- استعدادا لذبحها أمام الأقصى.. ما هي قصة ظهور البقرة الحمراء ...
- -ارجعوا إلى المسيحية-! بعد تراكم الغرامات.. ترامب يدعو أنصار ...
- 45 ألفا يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد أبو مطر - وصلت الرسالة الدانمركية...وماذا بعد؟؟؟