|
محمد الأسعد يكتشف خطأ في طبعة عربية لمخطوطة إبن فضلان
أحمد أبو مطر
الحوار المتمدن-العدد: 1480 - 2006 / 3 / 5 - 11:43
المحور:
الادب والفن
إعتمدت الحلقتان اللتان نشرتهما عن رحلة أحمد بن فضلان على الطبعة العربية التي حققها المرحوم الدكتور سامي الدهان ، وصدرت طبعتها الأولى عام 1959 عن مجمع اللغة العربية في دمشق ، و الطبعة الثانية عام 1977 ، والطبعة العربية الجديدة التي نشرت عام 1994 بعنوان ( رسالة إبن فضلان : مبعوث الخليفة العباسي المقتدرإلى بلاد الصقالبة ، عن رحلته إلى بلاد الترك والخزر والصقالبة والروس وإسكندينافيا في القرن العاشر الميلادي ) ، جمع وتحقيق الدكتور حيدر غيبة . وقد لفت إنتباهي إضافته لمناطق إسكيندينافيا ضمن تعداده للمناطق التي زارها إبن فضلان ،وهذا ما استدعى إهتمامي بهذه الطبعة الجديدة ، حيث قلت عنها في الحلقة الأولى من دراستي : ( هذا وقد لاحظ الدكتور حيدر غيبة عند مقارنته طبعة كريكتون مع طبعة الدهان، التي عرفت بإسم نسخة مشهد ، أن رسالة إبن فضلان في طبعة كريكتون خلت من الفقرات الخاصة بزيارة بلاد الصقالبة التي هي الهدف الأساسي من زيارة ومهمة إبن فضلان ، وكذلك الجزء الخاص بزيارة بلاد الخزر، وكلاهما موجود ومتضمن في الطبعة العربية ( مشهد – الدهان ) ، وفي الوقت ذاته خلت الطبعة العربية من زيارة إبن فضلان لبلاد الشمال المعروفة بإسم إسكندنافيا وما تضمنت من مغامرات مثيرة ومعلومات وفيرة ، وهذا الجزء يشكل حوالي ثلاثة أرباع حجم الرسالة الأساسي ) . وعلى هذا الأساس كتبت الحلقة الثانية من مقالتي عن هذا الجزء الخاص بإسكندنافيا الذي إكتشفة الدكتور حيدر غيبة وأضافه للطبعة الجديدة التي أعدها ونشرها .
محمد الأسعد يصحح ويكشف الخطأ الجسيم
وفجأة وصلتني رسالة من الكاتب والرو ائي الفلسطيني محمد الأسعد المقيم في الكويت ، كانت مفاجأة كبيرة ، لأنها كشفت خطأ أكاديميا كبيرا وقع فيه الدكتور حيدر غيبة ،ووقعت فيه أنا عندما إعتمدت على طبعته لرسالة إبن فضلان ...وهذه هي رسالة محمد الأسعد :
( الأخ أحمد أبو مطر تحياتي ، قرأت مقالك عن إبن فضلان ، الجزء الأول ، في موقع إيلاف . المعلومات التي أوردتها ظلت معقولة عن المخطوطة وإكتشافها حتى وصولك إلى الكتاب الذي نشر تحت عنوان ( رسالة إبن فضلان...مبعوث الخليفة العباسي المقتدر إلى بلاد الصقالبة...عن رحلته إلى بلاد الترك والخزر والصقالبة والروس وإسكندنافيا في القرن العاشر الميلادي ( 921 – 924 م ) جمع وترجمة وتقديم الدكتور حيدر محمد غيبة. هذا الكتاب صدر في العام 1994 ، وكان صدوره بالنسبة لي طرفة ، وكتبت عن طرافته حين قرأته . فالدكتور المذكور وقع ضحية سوء فهم مضحك . ما ظنّه جزءا مفقودا من سيرة إبن فضلان بعد أن و قع على كتاب كرايتون Michael Crichton وليس كرايكتون ، المسمى ( آكلو الموتى ) Eaters of the Dead لم يكن سوى رواية خيالية من روايات هذا الكاتب الذي نشر روايات تحت باب الخيال ، ولو كلف غيبة هذا نفسه قراءة ما كتبه الناشر للرواية ، إذ أدرجها تحت تصنيف الرواية المتخيلة لما وقع في ما وقع فيه. وللعلم فإن كرايتون هذا هو صاحب رواية ( الحديقة الجوراسية ) Jurassic Park وصاحب ( العالم المفقود ) The Lost World وروايات أخرى تلتقط شيئا من التاريخ ، حدثا أو واقعا ، أو تلتقط فرضية علمية ، ثم تنسج منها رواية متخيلة . لا علاقة ياعزيزي لإبن فضلان ولا لرسالته بما تخيله كرايتون ، ولا زعم كرايتون أنه إكتشف الجزء المفقود من سيرة إبن فضلان ( إلا كنوع من التشويق وعدة من عدد هذا النوع الروايات الشائعةفي الغرب الآن ، التي تأخذ قطعة من التاريخ أو شظية ثم تنسج بنيتها . وأشهر رواية متداولة الآن التي تسمى ( شيفرة دافنشي ) وقبلها جاء امبرتو ايكو بما يشبه هذا في روايتيه ( إسم الوردة ) و ( بندول فوكو ) ، ولديّ رواية أكثر إثارة لكاتب يوغوسلافي ، البروفيسور وأستاذ التاريخ في جامعة بلغراد ميلوراد بافيتش عنوانها ( معجم الخزر: رواية معجمية في 100000 كلمة ) صدرت في العام 1988 ، وفيها من الإشارات إلى المخطوطات والشخصيات ومنها إبن فضلان الكثير ، ولكن في إطار سرد خيالي لأساطير قبيلة الخزر التي زارها إبن فضلان . ولديك أخيرا روايتي ( شجرة المسرات: سيرة إبن فضلان السرية ) ، هل يمكن إعتبارها جزءا مفقودا من سيرة إبن فضلان ؟؟. لقد فوجئت حقيقة بوقوعك ايضا ضحية لهذا الدكتور الذي يبدو أنه وقع ضحية لزوجته ، وضآلة ثقافته في الرواية المعاصرة وأفانينها ، فلم يكلف نفسه حتى دراسة لغة ما أطلق عليها ( أجزاء رسالة إبن فضلان ) التي إخترعها كرايتون ، فلو رجعت إلى هذه الأجزاء لما فاتك أن تدرك أن كاتبها معاصر ولغته لا صلة لها بلغة إبن فضلان . إضافة إنه لم يزعم أنه اكتشف مخطوطة حقيقية ولا كان هذا هدفه من رواياته الخيالية الممتعة التي تحول بعضها إلى أفلام هوليودية . سلامي وتحياتي....محمد الأسعد ).
تعليقات
أولا : هذه الرسالة المهمة من الكاتب والروائي محمد الأسعد ، تنسف الطبعة العربية التي أعدها ونشرها الدكتور حيدر غيبة ، وبذلك تظلّ طبعة المرحوم الدكتور سامي الدهان هي الأكثر ثقة وتوثيقا .
ثانيا : كل ما ورد في الحلقة الثانية من مقالتي عن إسكندنافيا كما رآها وعاشها إبن فضلان ، يصبح خطأ واضحا أعتذر عنه ، والعنوان الأصح لتلك الحلقة ( إسكندنافيا كما تخيلها كرايتون متقمصا شخصية إبن فضلان ) .
ثالثا : قول الكاتب والروائي محمد الأسعد في رسالته لي عن الدكتور حيدر غيبة ( يبدو لي أنه وقع ضحية لزوجته ) ، هذا إعتماد على قول الدكتور غيبة في مقدمة طبعته أن زوجته هي التي نبهته وقدمت له رواية كرايتون وبالتالي إعتبرها الأجزاء المفقودة من رسالة إبن فضلان .
رابعا : رواية ( شجرة المسرات: سيرة إبن فضلان السرية ) ، هي واحدة من الأعمال الروائية لمحمد الأسعد ، صدرت عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر عام 2004 وله أيضا : ( أطفال الندى 1990 و ( نص اللاجىء ) 1999 و ( حدائق العاشق ) 2001 .
وتأكيد آخر من الشاعر العراقي جمال جمعه
وضمن نفس السياق وصلتني من الشاعروالكاتب العراقي جمال جمعة المقيم في الدانمرك ، رسالة يقول فيها : ( تابعت مقالك عن إبن فضلان ، وحسب إطلاعي أعتقد أن نسخة سامي الدهان هي الأكمل ، أما إضافة حيدر غيبة فهو ملخص لرواية كتبها Michael Crichton يتخيل فيها إستمرار رحلة إبن فضلان إلى إسكندنافيا نقلا عن مصدر مدون في مخطوطة لاتينية لا وجود لها أيضا . الرواية إسمها ( آكلو الموتى ) Eaters of the Dead وقد تحولت إلى فيلم إسمه ( المحارب الثالث عشر ) The 13th Warrior قام بدور إبن فضلان فيه الممثل الأسباني الجميل انطونيو بانديراس ).
وتأكيد ثالث من الشاعر العراقي شاكر لعيبي
وأثناء بحثي وتتبعي لخطأ الدكتور حيدر غيبة ، إكتشفت من صفحة الإنترنت الخاصة بالكاتب والشاعر العراقي شاكر لعيبي ، أنه أصدر عام 2003 كتابا بعنوان ( رحلة إبن فضلان 921 م ..تحرير و تقديم مع دراسة طويلة عن إبن فضلان ودارسيه ) وذلك عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر ، ومن عرض للكتاب لغازي الذيبة في جريدة الوطن القطرية بتاريخ السابع والعشرين من ديسمبر لعام 2004 ، يفهم أن هناك طبعة ثانية للكتاب صدرت عن دار السويدي للنشر في دولة الإمارات العربية ضمن سلسلة ( إرتياد الآفاق ) . وفي دراسته البحثية الطويلة يؤكد الشاعر شاكر لعيبي ماورد سابقا عن الخطأ والخلط الذي وقع فيه الدكتور حيدر غيبة ، بتفاصيل دقيقة وموثقة . ومن المعلومات التي وردت في دراسته المهمة هذه أنه إعتمد على طبعة لكتاب الدكتور حيدر غيبة ، صدرت في عام 1991 عن الشركة العالمية للكتاب في سورية ، في حين أن الطبعة التي اعتمدت عليها صدرت عام 1994 وأشار الشاعر محمد الأسعد لنفس التاريخ ، وحاولت العودة لهذه الطبعة للتأكد من إسم الناشر، إلا أنني لم أجدها فقد كنت قد إستعرتها من المكتبة العامة في جامعة أوسلو . ويكشف الشاعرشاكر لعيبي أن هناك شخصا آخر هو الدكتور عبد الله إبراهيم ، إنطلى عليه نفس الخطأ والخلط الذي روجه الدكتور غيبة .
النتيجة القاطعة
هي أن الخطأ الكبير الذي وقع فيه الدكتور حيدر غيبة وانطلى عليّ وعلى آخرون أيضا ، يحتم على الدكتور غيبة أن يعترف بهذا الخطأ الفادح الذي وقع فيه ، ويتوقف عن إصدار أية طبعة جديدة من كتابه المشار إليه ، كي لا يتم ترويج جديد له ويقع فيه آخرون . [email protected]
#أحمد_أبو_مطر (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الأردن و حماس..العلاقة والهدف
-
رحلة إبن فضلان..الحلقة الثانية
-
بداية نهاية العقيد
-
رحلة إبن فضلان في بلاد الصقالبة
-
ماذا خسرنا وماذا ربحنا
-
هل كان ذلك إنتصارا للرسول؟
-
وصلت الرسالة الدانمركية...وماذا بعد؟؟؟
-
عن مؤتمر فيينا والمقاومة والعنف والإرهاب !
-
حركة حماس : الغاية تبرر الوسيلة
-
قيس عبد الكريم : الفلسطيني العربي
-
المسلمون في أوربا : كيف يمارسون وجودهم ، تعايش أم صراع ؟؟
-
إدانة القرضاوي وفقهاء قطر..هل تشمل الأعمال الإرهابية في العر
...
-
جنازة الحريري إستفتاء شعبي لبناني على رفض الوجود السوري
-
حول البرنامج السياسي لحزب الوحدة الديمقراطي في سوريا
المزيد.....
-
إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
-
سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال
...
-
الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
-
من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام
...
-
دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-.
...
-
-سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر
...
-
البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة)
...
-
تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
-
المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز
...
-
طفل يُتلف لوحة فنية تُقدر قيمتها بخمسين مليون يورو في متحف ه
...
المزيد.....
-
طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11
...
/ ريم يحيى عبد العظيم حسانين
-
فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج
...
/ محمد نجيب السعد
-
أوراق عائلة عراقية
/ عقيل الخضري
-
إعدام عبد الله عاشور
/ عقيل الخضري
-
عشاء حمص الأخير
/ د. خالد زغريت
-
أحلام تانيا
/ ترجمة إحسان الملائكة
-
تحت الركام
/ الشهبي أحمد
-
رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية
...
/ أكد الجبوري
-
نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر
...
/ د. سناء الشعلان
-
أدركها النسيان
/ سناء شعلان
المزيد.....
|